بسم الله الرحمن الرحيم
فمن المشاكل التي لحقت بالوهابية هي مشكلة نفي المجاز في اللغة وما ألحقته هذه الفكرة لهم من مشاكل على صعيد المسائل العقدية فمن المعلوم أن هناك صفات وردت لله تعالى في القران الكريم لو اخذت على الظاهر والحقيقة للزم منها التجسيم الصريح لأن القاعدة تقول (من إلتزم بشيء إلتزم بلوازمه)
وآلان لنعرف ماهو المجاز عندهم
تعريف المجاز: المجاز في اللغة: اسم مكان كالمطاف والمزاز. والألف فيه منقلبة عن واو، وقيل: هو مصدر ميمي.
وفي الاصطلاح: هو استعمال اللفظ في غير ما وضع له في الأصل؛ لعلاقة بين المعنيين الحقيقي والمجازي مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي.
ثالثاً: شرح مفردات تعريف المجاز: قوله: (في غير ما وضع له): أي المعنى الوضعي للَّفظ، ويسمى الحقيقي أو الأصلي الذي ذكرته معاجم اللغة، كوضع كلمة الأسد للحيوان المعروف الكاسر، وكذلك القمر.
قوله: (لِعِلاقة): العلاقة هي الشيء الذي يربط بين المعنى الأصلي للفظ، والمعنى المجازي، كالشجاعة في قولك: رأيت أسداً يكرُّ بسيفه ! فالأسد هنا لا يقصد به الحيوان؛ وإنما يقصد به الرجل الشجاع، إذاً فقد انتقل من معناه الحقيقي إلى المعنى المجازي، والعلاقة هي الشجاعة.
قوله: (القرينة)؛ القرينة: هي التي تمنع الذهن من أن ينصرف إلى المعنى الوضعي الأصلي للفظ، مثل قولك (يكر بسيفه) في قولك: (رأيت أسداً يكر بسيفه) لأن الأسد لا يكر. بالسيف، فعلم أن المقصود باللفظ مجازه لا حقيقته؛ لأن الأسد لا يحمل السيف.
رسائل الشيخ محمد ابراهيم الحمد ج4 ص404
الان لنرى ماهي نظرة علماء الوهابية للصفات السلبية وكيف يقيمونها من الناحية اللغوية
1) موسوعة توحيد رب العبيد ج5 ص495 لمحمد بن عبد الوهاب
وقال أبو عمر الطلمنكي في كتاب"الأصول": أجمع المسلمون من أهل السنة على أن اللّه استوى على عرشه بذاته. وقال في هذا الكتاب أيضًا: أجمع أهل السنة على أن اللّه تعالى استوى على عرشه على الحقيقة لا على المجاز، ثم ساق بسنده عن مالك قوله: اللّه في السماء وعلمه في كل مكان، ثم قال في هذا الكتاب: أجمع المسلمون من أهل السنة أن معنى قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ }، ونحو ذلك من القرآن: أن ذلك علمه، وأن اللّه فوق السماوات بذاته مستو على عرشه كيف شاء، وهذا لفظه في كتابه.
وهذا كثير في كلام الصحابة والتابعين والأئمة، أثبتوا ما أثبته اللّه في كتابه على لسان رسوله على الحقيقة على ما يليق بجلال اللّه وعظمته، ونفوا عنه مشابهة المخلوقين، ولم يمثلوا.
2 ) الشيخ السلفي عبد المحسن بن حمد العباد في كتابه قطف الجنى الداني شرح مقدمة رسالة القيرواني ص30
الوجه الثاني عشر: أنَّ الإجماعَ منعقدٌ على أنَّ الله سبحانه استوى على عرشه حقيقة لا مجازاً، قال الإمام أبو عمر الطلمنكي - أحد أئمَّة المالكية وهو شيخ أبي عمر بن عبد البر - في كتابه الكبير الذي سَمَّاه الوصول إلى معرفة الأصول، فذكر فيه من أقوال الصحابة والتابعين وتابعيهم وأقوال مالك وأئمَّة أصحابه، ما إذا وقف عليه الواقفُ علمَ حقيقةَ مذهب السَّلف، وقال في هذا الكتاب: أجمع أهلُ السنَّة على أنَّ الله تعالى على عرشه على الحقيقة لا على المجاز
3) شرح العقيدة الواسطية للشيخ صالح الفوزان ص87
قوله : ( إنكم سترون ربكم ) الخطاب للمؤمنين . والسين للتنفيس ويراد بها التأكيد، وقوله : ( ترون ربكم ) أي : تعاينونه بأبصاركم، والأحاديث الواردة بإثبات رؤية المؤمنين لربهم متواترة . قوله : ( كما ترون القمر ليلة البدر ) أي : ليلة كماله، وهي الليلة الرابعة عشرة من الشهر . فإنه في تلك الليلة يكون قد امتلأ نورًا . والمراد من هذا التشبيه تحقيق الرؤية وتأكيدها ونفي المجاز عنها . وهو تشبيه للرؤية بالرؤية لا تشبيه للمرئي بالمرئي لأنه سبحانه : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } .
4) شرح العقيدة الطحاوية ـ عبد العزيز الراجحي ج1 ص203
أن صرف الفوقية إلى فوقية الرتبة، أو إلى فوقية القهر، حمل حمل على المجاز حمل للفظ على مجازه، وهذا خلاف الأصل، إذ الأصل الحقيقة وحقيقة الفوقية علو ذات الشيء على غيره، والمجاز على خلاف الأصل؛ لأنه خلاف الظاهر، فلا يقبل إلا بدليل يخرجه عن حقيقته، كما في قوله تعالى حكاية عن فرعون أنه قال: {وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127)} فهذه فوقية قهر وغلبة؛ لأنه قد علم أنهم جميعا مستقرون على الأرض، ولا يلزم مثل ذلك في قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} إذ قد علم بالضرورة أنه وعباده ليسوا مستوين في مكان واحد، حتى تكون فوقية قهر وغلبة .
5) شرح الرسالة التدمرية ص104 عبد الرحمن البراك
دلت النصوص الأخرى أن لله تعالى يدين تليقان به سبحانه، لا تماثل أيدي المخلوقين، كما هو الشأن في سائر صفاته، وهذه الآيات وإن كانت تدل على إثبات صفة اليد لله تعالى إلا أن الآيات الواردة في إثبات هذه الصفة بعضها أصرح من بعض في الدلالة على ذلك والبعد عن شبهة المجاز.
6 ) شرح العقيدة الواسطية لعبد الرحمن البراك ج1 ص169
فالرسول يقول: " ينزل ربنا " والأصل الحقيقة، الأصل أنه هو " ينزل ربنا " الأصل أنه هو، ويؤكد الحقيقة -أنه ليس المراد أمره أو رحمته أو غيره- يؤكده قوله: " فيقول: من يدعوني " هذا يمنع من احتمال المجاز، يمنع.
" من يدعوني فأستجيب له؟ " هل يجوز أن يقول الملك: " من يدعوني؟ " هل تقول الرحمة: " من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني.. " .
فأهل السنة مجمعون على أن النزول من فعل الرب تعالى، وأنه هو الذي ينزل حقيقة، ولكن لا كنزولنا ولا يقاس به، وهذا من أفعاله، النزول صفة فعلية، يكون بمشيئته.
والمعطلة يلبسون على الجهال ويقولون: هذا يتضمن أن الله يزول عن مكانه. فهذه من الشبهات التي يشبهون بها على الأغرار، ولهذا قال بعض الأئمة: إذا قال لك الجهمي: أنا أكفر برب يزول عن مكانه. فقل: أنا أؤمن برب يفعل ما يشاء.
تعليق