بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد وعلى اله الطاهرين
أخرج ابن ماجة جزءا من هذه الخطبة المسهبة في صحيحه بالسند عن البراء بن عازب قال :
" أقبلنا مع رسول الله ( صلى الله عليه واله ) في حجته التي حج ، فنزل في بعض الطريق ، فأمر للصلاة جامعة ، فأخذ بيد علي عليه السلام ، فقال : ألست أولىبالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى ، قال : ألست أولى بكل مؤمن من نفسه ، قالوا : بلى ، قال : فهذا ولي من أنا مولاه ، اللهم وال من والاه ، اللهم عاد من عاداه[1]...
" أقبلنا مع رسول الله ( صلى الله عليه واله ) في حجته التي حج ، فنزل في بعض الطريق ، فأمر للصلاة جامعة ، فأخذ بيد علي عليه السلام ، فقال : ألست أولىبالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى ، قال : ألست أولى بكل مؤمن من نفسه ، قالوا : بلى ، قال : فهذا ولي من أنا مولاه ، اللهم وال من والاه ، اللهم عاد من عاداه[1]...
ان النبي صلى الله عليه واله قد خاطب الصحابة والمسلمين في خطبة الغدير قائلاً : (( ألست أولى بكم من انفسكم ؟
قالوا : نعم . قال : من كنت مولاه فعلي مولاه )) .
وفي لفظ آخر : (( إن الله مولاي وانا ولي كل مؤمن ... من كنت مولاه فهذا وليه )) وفي لفظ ثالث (( ألست أولى بالمؤمنين من انفسهم )) .
ويشير النبي صلى الله عليه واله في هذا المقطع من حديثه الى قوله تعالى (( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم )) سورة الاحزاب اية 6 .
وولاية النبي صلى الله عليه واله في هذه الاية المباركة بمعنى انه الاحق بامور المسلمين وشؤنهم من أنفسهم ، وهذا ما يؤكده أعلام المفسرين من الطائفة السنية .
ونذكر في هذا المجال بعض كلماتهم في تفسير الاية المباركة .
1- قال الطبري في تفسير الاية (( يقول : أحق بالمؤمنين به من انفسهم ان يحكم فيهم بما شاء من حكم فيجوز ذلك عليهم ، كما حدثني يونس ، قال اخبرنا وهب ، قال : قان بن زيد :النبي اولى بالمؤمنين من أنفسهم كما أنت أولى بعبدك ، ما قضى فيهم من أمر جاز ، كما كلما قضيت على عبدك جاز[2] .
2- قال ابن كثير في تفسيره . (( قد علم الله تعلى شفقة رسوله (صلى الله عليه واله ) على امته ونصحه لهم ، فجعله أولى بهم من أنفسهم ، وحكمه فيهم مقدماً على اختيارهم لأنفسهم :ما قال تعالى (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما [3]))
3- - قال البغوي في تفسيره : بعد ذكر الآية (( يعني من بعضهم ببعض في نفوذ حكمه فيهم ووجوب طاعته عليهم ، وقال ابن عباس وعطاء : يعني أذا دعاهم النبي (صلى الله عليه{واله} وسلم) ودعتهم انفسهم الى شيء كانت طاعة النبي (صلى الله عليه {واله}وسلم) أولى بهم من أنفسهم [4].
4- قال القاضي عياض في كتابه (الشفا) : (( قال اهل التفسير (أولى بالمؤمنين من أنفسهم ) أي ما أنفذه فيهم من أمر فهو ماض عليهم ، كما يمضي حكم السيد على عبده [5]))
وبعد هذا نقول : أن هذه الأولوية على المؤمنين التي تعني الحق بالأمر والأولى بالطاعة ووجوب الأتباع والأنصياع
هي التي اثبتها النبي صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام في حديث الغدير وذلك لأن النبي صلى الله عليه واله قد جعل ولاية علي عليه السلام على المؤمنين متفرعة عن ولايته صلى الله عليه واله حيث قال : (( ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى ، قال : ألست أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلى ، قال : فهذا ولي من أنا مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه )) قال الألباني في حكمه على هذا الحديث (( صحيح [6]))
وكأن النبي صلى الله عليه واله يريد أن يقول بأن ولايتي عليكم التي اثبتها الله تعالى لي في القران الكريم والتي هي ولاية طاعة وتسليم هي بعينها وبذاتها وبجميع خصائصها ثابته لعلي عليه السلام .
ولا أدري كيف يجب على النبي صلى الله عليه واله ان يعبر لكي يقنع المشككين المكذبين والمتعنتين ؟!
وهل هناك ألفاظ أصرح مما ذكره النبي صلى الله عليه واله لإفهام الناس وجوب طاعة علي عليه السلام
والانقياد لأوامره من بعده صلى الله عليه واله ؟!
اللهم اجعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين عليه السلام في الدنيا والآخرة يا ارحم الراحمين
[1] - سنن ابن ماجة : ج 1 ص 43 ، باب فضل علي بن أبي طالب ح 16 ، ط دار إحياء التراث العربي .
[2] - الطبري جامع اليان ج21ص137
[3] - ابن كثير تفسير القران العظيم ج3ص476
[4] -البغوي ، تفسير البغوي ج3 ص507
[5] - القاضي عياض ، الشفا ، ج1 ص53
[6] -سنن بن ماجه بتعلق الألباني ص36ح116
تعليق