بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
وعجل فرجهم
الأفْعَالُ ثَلَاثَةٌ : مَاضٍ، ومُضَارعٌ، وأَمْرٌ، نحو كَتَبَ، ويَكْتِبُ، وأكْتِبْ ,
إذاً فالافعال تنقسم الى ثلاثة أقسام :
القسم الاول : الماضي، وهو ما يدل على حصول شيء قبل زمن التكلم، نحو: ذَهبَ ، وضَربَ ، ونَصَرَ وعَلِمَ، وحَسِبَ ، وكَرُمَ .
القسم الثاني : المضارع ، وهو ما دل على حصول شيءٍ في زمن التكلم، نحو : يَذهبُ، يَضْرِبٌ ، ويَنصُرُ، ويَعْلمُ ، ويَحسِبُ ، ويَكرُمُ .
القسم الثالث : الامر ، وهو ما يطلَبُ به حصول شيء بعد زمن التكلم ، نحو : أذهبْ ، واضْرِبْ ، و انْصُرْ ، واعْلَمْ ، واحْسِبْ ، واكْرُمْ .
والدليل على هذه التقسيمات هو : 1ـ استقراء علماء النحو .
2ـ الزمن .
أحكام الفعل : والقول فيه رأيان .
اولاً ـ الفعل الماض
الرأي الاول: (لابن آجروم ) (مدرسة الكوفيين )
حكم الفعل الماض البناء على الفتح، ( وهذا متفقٌ عليه من قبل الكل ) ( رأي ابن آجروم : أن الفعل الماضي مفتوح الآخر ابدا)
ويقول الفتح يكون ظاهراً في الفعل الصحيح الاخر الذي لم يتصل به واو الجماعة او ضمير رفع متحرك ، وكذلك في كل ما كان آخره وَاواً أو ياءً، نحو: (أَكْرَمَ ، وَقَدَّمَ ، وَسَافَرَ ) ، ونحو

ونحو : ( رَضِيَ ، وشَقِيَ ) ونحو : ( سَرُوَ ، وبَذُوَ ) .
وأما الفتح المقدر فهو على ثلاثة أنواع :ـ
1ـ أن يكون الفتح مقدراً للتعذر ، وهذا كل ما كان آخره ألفاً ، نحو : ( دَعَا، وَسَعَى ) فكل منهما فعل ماض مبني على فتح مُقَدَّر عَلَى الالف منع من ظهوره التعذر .
2ـ أن يكون الفتح مقدراً للمناسبة ، وذلك في كل فعل ماض اتصل به واو الجماعة ، نحو : ( كَتَبُوا ، وَسَعِدوا ) فكلٌ منهما فعل ماض مبني على فتح مقدرٍ على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة ، وواو الجماعة مع كل منهما فاعلٌ مبني على السكون في محل رفع فاعل .
3ـ أن يكون الفتح مقدرا لدفع كراهة توالي أربع مُتحركات ، وذلك في كل فعل ماضٍ اتصل به ضمير رفع متحرك، كتاء الفاعل ونون النسوة ، نحو : ( كَتَبْتُ ، وَكَتَبْتَ ، وَكَتَبْتِ ، وَكَتَبْنَا ، وَكَتَبْنَ )
هذا رأي ابن آجروم الذي ينتمي لمدرسة الكوفيين .
اما الراي الثاني وهو راي مدرسة البصرين وهو الاكثر شياعا والمؤخوذ به عند باقي علماء النحو .
الراي الثاني : ـ
الفعل الماض مبني على الفتح الا في مسألتين :
1ـ اذا اتصل الفعل الماض ب( واو الجماعة ) يبنى على الضم . نحو : كَتَبُوا :ـ فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل .
2ـ اذا اتصل الفعل الماض ب( ضمير رفع متحرك تُ ، تَ ، تِ ) . نحو : (كَتَبْتُ ، كَتَبْتَ ، كَتَبْتِ ):ـ فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ـ التاء ـ ، والتاء : ضمير متصل في محل رفع فاعل .
وهذا كما ذكرت راي ( مدرسة البصريين ) وهو راي باقي علماء النحو والمأخوذ به حالياً .
ثابياً ـ الفعل المضارع : علامته ان يكون في اوله حرف زائد من اربعة احرف يجمعها قولك أَنيتُ . وحكمه ان يكون مرفوعاً ابداً، حتى يدخل عليه ناصب او جازم . ( راي ابن آجروم ) ( مدرسة الكوفيين ) شروط احرف المضارعة : وهي 1ـ ان تكون زائدة . 2ـ ان تكون دلالتها على معنى .
فالهمزة للمتكلم مذكراً او مؤنثاً ، نحو : ( أَكْتبُ ) ، والنون للمتكلم الذي يعظم نفسه او للمتكلم الذي معه غيره نحو : (نَكْتبُ ) ، الياء للغائب المذكر نحو : ( يَكْتبُ ) ، والتاء للغائبة او المخاطب ، نحو : ( تَكْتبُ فاطمة واجِبَهَا ) ، ( انتَ تَكْتبُ يا عليث واجِبَكَ ) .
ملاحظة : اذا لم تكن هذه الحروف زائدة، بل كانت من اصل الفعل، نحو : ( أكَل، ونَقَلَ، وتَفَلَ، ويَنَعَ ) ، او كان الحرف زائداً لكنه ليس للدلالة على المعنى الذي ذكرناه، نحو : ( أكْرَمَ، وتَقَدَّمَ ) كان الفعل ماضياً لامضارعاَ .
وراي ( مدرسة البصريين ) : ـ حكم الفعل المضارع : انه معرب ما لم تتصل به نون التوكيد ثقيلةً كانت او خفيفة او نون النسوة ، فإن اتصلت به
نون التوكيد بُنِيَ معها على الفتح ن نحو : قوله تعالى : { لَيُسْجَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ } ( يوسف ـ32 ) . وإن اتصلت به نون النسوة بُنِيِ معها على السكون، نحو قوله تعالى : { والوَالِدَاتُ يُرضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ } ( البقرة ـ233 ) .
واذا كان معرباً فهو مرفوع ما لم يدخل عليه ناصب او جازم ، نحو : ( يَفْهَمُ مُحَمَّدُ ) ، يفهم : فغل مضارع مرفوع ، لتجرده من الناصب والجازم ، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ، ومحمد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في اخره .
فإن دخل عليه ناصبٌ نَصَبَهُ، نحو : ( لن يَخِيبَ مُجْتَهِدٌ ) ، فلن : حرف نفي ونصب واستقبال ، ويخيب : فعل مضارع منصوب بلن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في اخره، ومجتهد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهره في اخره .
وان دخل عليه جازم جزمه ، نحو : ( لَم يَجْزَعْ إبرَاهِيمُ ) ، لم : حرف نفي وجزم وقلب ، ويجزع : فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه السكون وابراهيم : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في اخره .
ثالثاً ـ فعل الامر : والامر مجزوم ابداً . ( يعني معرب دائما لان الجزم من علامات الاعراب حسب راي ان آجروم ) . وهذا عليه اشكالات حسب راي مدرسة البصريين .
حكم فعل الامر : عند ابن آجروم ومدرسة الكوفيين ان يكون مجزوم ابداً بلام الامر المقدرة ، اذ ان اصل أضربْ عندهم لتضربْ ،حذفت الام تخفيفاً ، والتاء ـ حرف المضارعة للالتباس بالمضارع حال الوقف وأتيَ بهمزة الوصل للحاجة اليها .
والبصريون يشكلون على هذا الراي .
راي البصريون : ان فعل الامر مبني على ما بجزم به مضارعهُ، فإن كان مضارعه صحيح الاخر ، ويجزم بالسكون، فالسكون الظاهر له موضعان احدهما ان يكون صحيح الاخر ولم يتصل به شيءٌ ،
الموضع الاول: الفعل المضارع ( يَضرب ـــــــ لم يضربْ ـــــــــــ أضربْ )،
الموضع الثاني : ان تتصل به نون النسوة ، نحو :( أضربْ ـــــ اضربْنَ )،
واما السكون المقدر فله موضع واحد ، وهو ان يتصل به نون التوكيد خفيفةً او ثقيلة ، نحو: ( اضْربَنْ ــ واكْتُبَنْ ) نحو: )اضْربَنَّ ــ اكْتُبَنَّ )،
وان كان مضارعهُ معتل َّ الآخر فهو يجزم بحذف حرف العلة ، فالامر منه يبنى على حذف حرف العلة، نحو : ( يدعو ـــــ لم يدعُ ــــــ أدعُ )، ( يخشى ــــــ لم يخْشَ ـــــــــ أخْشَ ) ( يقضي ـــ لم يقْضِ ــــ أقْضِ ) ،
وان كان مضارعهُ من الافعال الخمسة فهو يجزم بحذف النون ، فالامر منه يبنى على حذف النون ، نحو :
يضربان ـــــــــــــ لم يضربا ( جزم بحذف النون) ــــــــــــــ أضربا، يضربون ـــــــــــ لم يضربوا ( جزم بحذف النون ) ـــــــ أضربوا ، أضربي ـــــــــــــ لم تضربي ( جزم بحذف النون ) ـــــــ أضربي ،
تعليق