بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد
أدخل السجن ،فجلس في زاوية من زواياه مهموما ،يقلب كفيه ويكلم نفسه.. فأقبل عليه شيخ عليه سيماء العقلاء فقال :عجبا هم والدنيا الى زوال ؟قال السجين :يا شيخ لا صديق صادق ولا صاحب صالح ولا ولي ناصح ؟ قال الشيخ: ربما سوء الاختيار لا قلة الاخيار .قال السجين :وهل ملأت كفك يا شيخ؟ قال :بلى صديق ناصح يغنك عن كل صاحب .قال: صفه لي قبل ذلك ،كيلا اقع بما لا يصلحه الندم ؟قال الشيخ:صاحب لا يفارق من صحبه ،ولا يسأم من طول صحبته ،يقدم مصلحتك على مصلحته ،لا يفضل عليك احد ،وان طال بكما الامد ،لايبتدئك الكلام حتى تسأل ،وان اسكته سكت ولم يجادل،وان انشغلت عنه لم ينشغل عنك ،ان طلبت منه شئ اعطاك ،ولا يطلب منك شيئا لنفسه ،ولا يطمع منك بشئ لا في الدنيا ولا في الاخرى ،لاينزعج منك مهما ازعجته بل وان طلمته واهنته ،لايتغير عنك بحال ،ولا يبدل لك المقال ،دائما صادقا ناصحا صالحا ،ان استنصحته نصحك ،وان استشرته اشار بما يصلحك ،واذا نزل بك البلاء فهو اول من يرفع اكفه نحو السماء،وان راك حملت نفسك على الهلكه نبهك وحذرك ،وبين لك منقذك ومخرجك ،ان طلبت العلم وجدته عالما بكل ما تريد ،او طلبت النفع وجدت فياض بكل ما يفيد،يحسن اليك وان اسات اليه ،لايهجرك وان هجرته ،ولا يبغضك وان بغضته ،لايحسدك في عطاء ولا يشمت بك في بلاء ،يحرسك ليلا ويصحك نهارا ،ان طلبته في اي ساعه من ليل او نهار وجدته مستبشرا منشرحا،اذا راك مخطئا لا يجاريك، وان راك محقا لا يماريك،ولا يأخذه في الحق لومه لائم ،ان صدقت معه حال بينك وبين ما تخشى ،وابعدك عن ايادي العدا ،لايخلف ما وعد ولا ينقض ماعهد ،وهذا قليل وكثيره كثير .فقال السجين لله درك يا شيخ ،دلني عليه فقد شوقتني اليه . فقال الشيخ :هو القرآن .
المصدر /مجلة محطه أمل
اللهم صلي على محمد وال محمد
أدخل السجن ،فجلس في زاوية من زواياه مهموما ،يقلب كفيه ويكلم نفسه.. فأقبل عليه شيخ عليه سيماء العقلاء فقال :عجبا هم والدنيا الى زوال ؟قال السجين :يا شيخ لا صديق صادق ولا صاحب صالح ولا ولي ناصح ؟ قال الشيخ: ربما سوء الاختيار لا قلة الاخيار .قال السجين :وهل ملأت كفك يا شيخ؟ قال :بلى صديق ناصح يغنك عن كل صاحب .قال: صفه لي قبل ذلك ،كيلا اقع بما لا يصلحه الندم ؟قال الشيخ:صاحب لا يفارق من صحبه ،ولا يسأم من طول صحبته ،يقدم مصلحتك على مصلحته ،لا يفضل عليك احد ،وان طال بكما الامد ،لايبتدئك الكلام حتى تسأل ،وان اسكته سكت ولم يجادل،وان انشغلت عنه لم ينشغل عنك ،ان طلبت منه شئ اعطاك ،ولا يطلب منك شيئا لنفسه ،ولا يطمع منك بشئ لا في الدنيا ولا في الاخرى ،لاينزعج منك مهما ازعجته بل وان طلمته واهنته ،لايتغير عنك بحال ،ولا يبدل لك المقال ،دائما صادقا ناصحا صالحا ،ان استنصحته نصحك ،وان استشرته اشار بما يصلحك ،واذا نزل بك البلاء فهو اول من يرفع اكفه نحو السماء،وان راك حملت نفسك على الهلكه نبهك وحذرك ،وبين لك منقذك ومخرجك ،ان طلبت العلم وجدته عالما بكل ما تريد ،او طلبت النفع وجدت فياض بكل ما يفيد،يحسن اليك وان اسات اليه ،لايهجرك وان هجرته ،ولا يبغضك وان بغضته ،لايحسدك في عطاء ولا يشمت بك في بلاء ،يحرسك ليلا ويصحك نهارا ،ان طلبته في اي ساعه من ليل او نهار وجدته مستبشرا منشرحا،اذا راك مخطئا لا يجاريك، وان راك محقا لا يماريك،ولا يأخذه في الحق لومه لائم ،ان صدقت معه حال بينك وبين ما تخشى ،وابعدك عن ايادي العدا ،لايخلف ما وعد ولا ينقض ماعهد ،وهذا قليل وكثيره كثير .فقال السجين لله درك يا شيخ ،دلني عليه فقد شوقتني اليه . فقال الشيخ :هو القرآن .
المصدر /مجلة محطه أمل
تعليق