تويت
بسم الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد واله الطاهرين
يقول الله تعالى في محكم كتابه الكريم : ((وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ))
احبتي كلامنا في هذه الآية المباركة التي تحتوي على جنبة روحية عاليه فاذا عاش الانسان حالة شعور بالحاجة الى الخالق الكريم وعدم الاستغناء عن عطاءه وتوجيهاته فان الاسنان يعيش الانسجام مع فطرته وما حوله من المخلوقات
معتمدا على قدرة العقلية والجسدية ولهذا يصل الى حالة الغرور مثلا فلهذا يخاطبه الله تعالى (( يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك ))
او يصل الى حالة الطغيان (( إن الإنسان ليطغى ان رآه استغنى ))
فيطغى حتى على فطرته فإذا رجعنا الى الكون ونظامه الدقيق نجده قائما على اساس واحد ونظام واحد وهو (( السبب والمسبب )) أو العلة والمعلول ، عندما يمرض الانسان فان هذه العلة لها سبب ولهذا ياخذ الدواء ليتخلص من هذه العلة
والسبب او يقتل السبب ، الطالب عندما يريد ان يجتهد ويتفوق لابد ان يدرس فيحصل على النتيجة المرغوب بها والساعي لها ،
إذن قد يسأل انسان : اذا كان النظام هو هذا فلماذا يأمرنا الله تعالى بالتوجه اليه او الصلاة او الدعاء ونحو ذلك وانتم تقولون ان النظام قائم على العلة والمعلول ؟
فنقول ان الكون ليس فيه فقط قوانيين مادية بل هناك قوانيين غيبية لا يستطيع ان يصل الانسان اليها الا من خلال الصلاة مثلا او التوجه او الدعاء أي من خلال الطاعة الى الله تعالى فلا يستطيع تحريكها كل انسان فلابد ان يتصف هذا الانسان بالتقوى
فالكافر والمشرك المبتعدان عن معرفة الله وطاعته لا يستطيعان ان يحركا هذا القانون الغيبي ، ففي معركة بدر مثلا نجد ان
ابا سفيان وابو جهل واعوانهم مستعدون للقتال لوجود ما عندهم من عدة وعدد من اسلحة وخدم وحشم، لكن النبي صلى الله عليه واله لا يمتلك مثل هذه العدة والعدد بالجيش
بل اكثر جيشه كان يحملون جريد النخيل ، فالمشركون اعتمدوا فقط على الاسباب المادية لكن النبي صلى الله عليه واله كان اعتماده على الاسباب الغيبية بمجرد ان رفع يده الى السماء ودعا الله قائلاً (( الله أن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الارض ابدا ))
فانزل الله سبحانه مع نبيه صلى الله عليه واله ثلاثة آلاف من الملائكة وانتصر بتحريك السبب الغيبي.
ايضا هناك قانون في الكون يسمى بقانون القصور الذاتي أي كل شي يكون عاجز بحد ذاته لأنه محتاج الى الحي القيوم الذي بيده ملكوت السوات والارض ،
فالانسان في بدنه عنده قصور ذاتي ايضا فهو محتاج الى من يسد عنه هذا النقص ،
اذ توجد علاقة بين عالم الغيب وعالم الشهادة وهذه العلاقة تقوى كلما كان الانسان ايمانه بربه قوي وتضعف هذا العلاقة كلما كان ايمانه بربه ضعيف ،
ولهذا ورد المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف .
فهنا نقول وردة في الشريعة المقدسة روايات كثيرة تدل على اهمية الدعاء وفضله ،
منها :
قال النبي صلى الله عليه واله : الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السموات والارض .
بل يصل الى ان يقول صلى الله عليه واله : ترك الدعاء معصية .
وعن الامام الباقر عليه السلام : ما من شيء احب الى الله ان يسأل .
وهناك روايات تؤكد على ضرورة ان يكون الدعاء مقروناً بالصلاة على محمد وال محمد لأجل الاستجابه ، منها ما ورد عن الامام الصادق عليه السلام حيث قال : لا يزال الدعاء محجوبا حتى يصلى على محمد وال محمد ..
اللهم صل على محمد وال محمد وتقبل منا يا ارحم الراحمين ...
تعليق