بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
نـعــــم إنهــا فـاطمـــة…
عندما يأتي موسم الفاطمية، يبكي الإنسان على ظُلامة هكذا شخصية، يبكي على أنَّ الأُمة لم تعرف قَدرَ هذهِ السيدة،إلى دَرجةٍ جعلتها تتمنى الموت بعدَ أبيها..
تقول الرواية:
عن عائشة قالت: ما رأيت من الناس أحداً أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله صلى الله عليه وآله من فاطمة، كانت إذا دخلتْ عليه رحّب بها، وقبّل يديها وأجلسها في مجلسه، فإذا دخل عليها قامت إليه فرحبت به وقبّلت يديه..
ودخلت عليه في مرضه فسارّها فبكت، ثم سارّها فضحكت، فقلتُ: كنت أرى لهذه فضلاً على النساء فإذا هي امرأة من النساء، بينما هي تبكي إذ ضحكت، فسألتها فقالت: إذاً إني لبَذِرة (أي التي تفشي السر)..فلما توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) سألتها، فقالت:
إنه أخبرني أنه يموت فبكيت، ثم أخبرني أني أول أهله لحوقا به فضحكتُ)..
لقد فرحت فاطمة عندما عَلِمت بأنّها أول أهل البَيت لحوقاً بأبيها؛ لأنّها لم تَعُد تتحمل أن تَرى محرابَ أبيها خالياً من أمير المؤمنين، ولم تَعُد تتحمل أن ترى منبَرَ أبيها خالياً من وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله)..
ففاطمة غُصنٌ من دَوحة النَبيِّ، ومن شجرة النَّبيِّ (صلى الله عليه وآله)، فهذه الشجرة عندما ارتفعت إلى السماء ارتفعَ معها الغُصن الذي صار ذابِلاً مَيتاً بعد ذهاب الشجرة!..
المربي الشيخ حبيب الكاظمي دامت بركاته