الحلقة الحادية عشر
كيف نبرمج عقولنا
العنوان / القوة الروحية
اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
انتهينا في الحلقات السابقة من الحديث عن القوة الغريزية والقوة الادراكية، واليوم سندخل في القوة الروحية والتي سنذكر فيها ابحاث مهمة، واول بحث يجب علينا ذكره في ان الانسان ينطوي في وجوده العالم المادي باكمله وزيادة، حيث ان العالم المادي ينقسم الى جماد ونبات وحيوان.
الجماد حركته قسرية
واذا نظرنا الى الجماد فهو يمتلك مجموعة من الخصائص يذكرها الفلاسفة في محلها، ومن الذي ذكروه حركة المادة، حيث قالوا انها حركة اجبارية قسرية وليست اختيارية، حيث لو قمنا برمي حجر، فان حركة الحجر قسرية وليست اختيارية ، ومن هنا نجد ان حركة المادة تحتاج الى محرك خارجي يقوم بتحريكها، وبعبارة اخرى ان الحجر يحتاج الى عامل خارجي هو من يسبب له الحركة ، والا بذاته فهو عاجز عن الحركة، ، مثل الماء الذي نجده متحرك، فان الحركة ليست ذاتية له، كما نجد الحركة للانسان، بل هو يحتاج الى من يقوم بتحريكه، فاما ان يكون المحرك الهواء او هناك منحدر يسيل الماء منه ، فاذن الماء يحتاج الى من يقوم بتحريكه، وهذا يعني ان عالم المادة اي الجماد حركته ليست حركة اختيارية بل هي حركة قسرية تكوينية خاضعة لنظام هذا الكون .
النبات حركته قسرية ايضا
اما النبات فالامر لايفرق كثيرا، فان النبات وان كان يمتلك حركة ذاتية، وهي حركة النمو، ولكن هذه الحركة تابعة لطبيعة النبات والمراحل التي يمر بها ، فالنبات حركته هي ليست حركة نمو اختيارية بل هي حركة قسرية، وهي فاقدة للارادة والاختيار، وبالنتيجة تكون حركة النبات وان كانت مختلفة عن حركة الحجارة، ولكن هذا الاختلاف لايؤدي لان يكون النبات مختارا في حركته.
الحيوان غريزته تدفعه للحركة
ثم نرتقي الى عالم الحيوان فاننا نجد ان حركته ارادية واختيارية ، فالحيوان يتحرك بجميع الاتجاهات وهو مختار في اتخاذ اي اتجاه، وكذلك يتحرك لمسافات بعيدة جدا، وهو لديه الحرية في اتخاذ قراراته من الافتراس وغيره، ولكن هذه الحركة هي حركة غريزية، والخيار الذي يملكه الحيوان هو خيار غريزي، وان الدافع لسلوكياته وافعاله هو ليس المصالح والمفاسد، وانما هو انقياد وراء غريزته، وهذا يعني ان ليس هناك اختيار وحرية يمارسها الحيوان، فكيف ان العين نراها في الظلمة تبحث عن الضوء، فاذا ما وجدت نقطة الضوء فهي لا اراديا تجد العين نفسها منقادة وراء هذه النقطة التي تراها العين ، وهذه الظاهرة تحصل لا اراديا ، لان العين تهرب من الظلمة نحو الضوء بطريقة تكوينية ، ولذلك الحيوان هو ايضا كذلك ، فحالة الجوع التي تحصل عنده هي من تدفعه لا اراديا في البحث عن الغذاء المناسب له.
الانسان ينطوي في وجوده عالم المادة
ثم نترقى اكثر في هذا العالم حتى نصل الى الوجود الانساني الذي نجده يمتلك جميع الوجودات السابقة مع زيادة، يعني ان الانسان تشكل وجوده المادة من الجماد والنبات ، حيث ان الجسم هو من نفس طبيعة المادة وايضا يحتاج الى عامل خارجي حتى يستطيع الحركة، والا من المستحيل ان تكون هذه الحركة ذاتية للجسم، ولذا عند موت الانسان سيكون الجسد جثة هامدة ويصبح كالحجارة، وهذا دليل على ان الجسد حركته ليست بنفسه، وانما هي حركة قسرية تحتاج الى محرك خارجي يقوم بتحريك الجسم، نعم الجسم يمتلك حركة نمو وهي حركة مشابه لحركة النبات، حيث ان نمو الجسم، وان كان بحركة، ولكن مع ذلك ان هذه الحركة ليست اختيارية، وكذلك نجد ان هناك حركة ثالثة للانسان، وهي الحركة الغريزية، وهي حركة فيها شيء من الاختيارية ولكن تحددها الغريزة الشهوية، فاذا جاع الانسان فالبنتيجة هو يجد نفسه لا اراديا مندفعا نحو الاكل او البحث عن الطعام، والمثال الواضح هو الطفل عندما يلتقم صدر امه مباشرة، رغم ان الطفل لم يخبره احد انه يجب عليه ليقوم بهذه العملية حتى يغذى جسده ، واذا امتنع عن الرضاعة فانه سيموت جوعا وسيهلك،
الحيوانات لاتشعر بما تفعل
ولذا نجد ان الحيوانات كذلك هي تقوم بهذه الافعال وهي غير شاعرة بما تفعل، ولماذا تفعل، ولاي شيء تفعل، وهل يجب عليها ان تفعل، واذا مافعلت ماذا سينتج عن فعلها هذا، وغير ذلك من الاسئلة التي نستطيع نحن البشر طرحها. وهذا يعني ان الاختيار الذي يصدر عن الحيوانات او الغريزة هو غير مبرر مطلقا، يعني ان فعل الحيوان غير خاضع لا الى الماضي ولا الى التجارب، لكي يستطيع الاستفادة من الخبرات حتى يمكنه تصحيح افعاله وسلوكياته ، وايضا فعل الحيوان غير خاضع للمستقبل لا القريب ولا البعيد لياخذ الحيوان المصالح والمفاسد في افعاله ، واذا كان الحيوان لايدرك فعله وماذا يفعل، فبكل تاكيد هو يجهل ذاته واناه، واذا جهل ذاته واناه فسوف لن يبحث عن سبب وجوده في هذا العالم ، ولماذا هو موجود في هذا العالم ، وماهو الهدف من هذا العالم، ولكن لانجد للحيوان كل هذا.
الانسان يمتلك كل القوى في عالم المادة
اما الانسان اذا ماجئنا لتحليل هذا الكائن البشري، فاننا سنجد انه سيرتقي عن الطبيعة وعن النبات وعن الحيوان، اي ان الانسان تاثر في وجوده المادة الجامدة والتي تشكل جسده المادي، رغم انه يمتلك ايضا حركة النمو الموجودة في النبات، وكذلك تؤثر الغريزة في وجوده بشكل كبير جدا، وقد بينا كيف ان الغريزية هي بنفسها لاتمتلك الخيار في حركتها، وانما افعالها وسلوكياتها انما هي خاضعة للغريزة المندفعة من دون اي مصالح او مفاسد او اهداف او اغراض او اسباب او اي فلسفة يمكن لها، وانما هي مندفعة مجبرة، نحو مايشبع غريزتها ونهمها لا اكثر من ذلك.
الى هنا انتهت حلقتنا لهذا اليوم والتي اشرنا فيها بان جميع مافي هذا العالم هو ينطوي في وجود الانسان مع زيادة، وهذه الزيادة هي العقل والقوة الادراكية التي سنتحدث عنها في الحلقة القادمة نلتقيكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كيف نبرمج عقولنا
العنوان / القوة الروحية
اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
انتهينا في الحلقات السابقة من الحديث عن القوة الغريزية والقوة الادراكية، واليوم سندخل في القوة الروحية والتي سنذكر فيها ابحاث مهمة، واول بحث يجب علينا ذكره في ان الانسان ينطوي في وجوده العالم المادي باكمله وزيادة، حيث ان العالم المادي ينقسم الى جماد ونبات وحيوان.
الجماد حركته قسرية
واذا نظرنا الى الجماد فهو يمتلك مجموعة من الخصائص يذكرها الفلاسفة في محلها، ومن الذي ذكروه حركة المادة، حيث قالوا انها حركة اجبارية قسرية وليست اختيارية، حيث لو قمنا برمي حجر، فان حركة الحجر قسرية وليست اختيارية ، ومن هنا نجد ان حركة المادة تحتاج الى محرك خارجي يقوم بتحريكها، وبعبارة اخرى ان الحجر يحتاج الى عامل خارجي هو من يسبب له الحركة ، والا بذاته فهو عاجز عن الحركة، ، مثل الماء الذي نجده متحرك، فان الحركة ليست ذاتية له، كما نجد الحركة للانسان، بل هو يحتاج الى من يقوم بتحريكه، فاما ان يكون المحرك الهواء او هناك منحدر يسيل الماء منه ، فاذن الماء يحتاج الى من يقوم بتحريكه، وهذا يعني ان عالم المادة اي الجماد حركته ليست حركة اختيارية بل هي حركة قسرية تكوينية خاضعة لنظام هذا الكون .
النبات حركته قسرية ايضا
اما النبات فالامر لايفرق كثيرا، فان النبات وان كان يمتلك حركة ذاتية، وهي حركة النمو، ولكن هذه الحركة تابعة لطبيعة النبات والمراحل التي يمر بها ، فالنبات حركته هي ليست حركة نمو اختيارية بل هي حركة قسرية، وهي فاقدة للارادة والاختيار، وبالنتيجة تكون حركة النبات وان كانت مختلفة عن حركة الحجارة، ولكن هذا الاختلاف لايؤدي لان يكون النبات مختارا في حركته.
الحيوان غريزته تدفعه للحركة
ثم نرتقي الى عالم الحيوان فاننا نجد ان حركته ارادية واختيارية ، فالحيوان يتحرك بجميع الاتجاهات وهو مختار في اتخاذ اي اتجاه، وكذلك يتحرك لمسافات بعيدة جدا، وهو لديه الحرية في اتخاذ قراراته من الافتراس وغيره، ولكن هذه الحركة هي حركة غريزية، والخيار الذي يملكه الحيوان هو خيار غريزي، وان الدافع لسلوكياته وافعاله هو ليس المصالح والمفاسد، وانما هو انقياد وراء غريزته، وهذا يعني ان ليس هناك اختيار وحرية يمارسها الحيوان، فكيف ان العين نراها في الظلمة تبحث عن الضوء، فاذا ما وجدت نقطة الضوء فهي لا اراديا تجد العين نفسها منقادة وراء هذه النقطة التي تراها العين ، وهذه الظاهرة تحصل لا اراديا ، لان العين تهرب من الظلمة نحو الضوء بطريقة تكوينية ، ولذلك الحيوان هو ايضا كذلك ، فحالة الجوع التي تحصل عنده هي من تدفعه لا اراديا في البحث عن الغذاء المناسب له.
الانسان ينطوي في وجوده عالم المادة
ثم نترقى اكثر في هذا العالم حتى نصل الى الوجود الانساني الذي نجده يمتلك جميع الوجودات السابقة مع زيادة، يعني ان الانسان تشكل وجوده المادة من الجماد والنبات ، حيث ان الجسم هو من نفس طبيعة المادة وايضا يحتاج الى عامل خارجي حتى يستطيع الحركة، والا من المستحيل ان تكون هذه الحركة ذاتية للجسم، ولذا عند موت الانسان سيكون الجسد جثة هامدة ويصبح كالحجارة، وهذا دليل على ان الجسد حركته ليست بنفسه، وانما هي حركة قسرية تحتاج الى محرك خارجي يقوم بتحريك الجسم، نعم الجسم يمتلك حركة نمو وهي حركة مشابه لحركة النبات، حيث ان نمو الجسم، وان كان بحركة، ولكن مع ذلك ان هذه الحركة ليست اختيارية، وكذلك نجد ان هناك حركة ثالثة للانسان، وهي الحركة الغريزية، وهي حركة فيها شيء من الاختيارية ولكن تحددها الغريزة الشهوية، فاذا جاع الانسان فالبنتيجة هو يجد نفسه لا اراديا مندفعا نحو الاكل او البحث عن الطعام، والمثال الواضح هو الطفل عندما يلتقم صدر امه مباشرة، رغم ان الطفل لم يخبره احد انه يجب عليه ليقوم بهذه العملية حتى يغذى جسده ، واذا امتنع عن الرضاعة فانه سيموت جوعا وسيهلك،
الحيوانات لاتشعر بما تفعل
ولذا نجد ان الحيوانات كذلك هي تقوم بهذه الافعال وهي غير شاعرة بما تفعل، ولماذا تفعل، ولاي شيء تفعل، وهل يجب عليها ان تفعل، واذا مافعلت ماذا سينتج عن فعلها هذا، وغير ذلك من الاسئلة التي نستطيع نحن البشر طرحها. وهذا يعني ان الاختيار الذي يصدر عن الحيوانات او الغريزة هو غير مبرر مطلقا، يعني ان فعل الحيوان غير خاضع لا الى الماضي ولا الى التجارب، لكي يستطيع الاستفادة من الخبرات حتى يمكنه تصحيح افعاله وسلوكياته ، وايضا فعل الحيوان غير خاضع للمستقبل لا القريب ولا البعيد لياخذ الحيوان المصالح والمفاسد في افعاله ، واذا كان الحيوان لايدرك فعله وماذا يفعل، فبكل تاكيد هو يجهل ذاته واناه، واذا جهل ذاته واناه فسوف لن يبحث عن سبب وجوده في هذا العالم ، ولماذا هو موجود في هذا العالم ، وماهو الهدف من هذا العالم، ولكن لانجد للحيوان كل هذا.
الانسان يمتلك كل القوى في عالم المادة
اما الانسان اذا ماجئنا لتحليل هذا الكائن البشري، فاننا سنجد انه سيرتقي عن الطبيعة وعن النبات وعن الحيوان، اي ان الانسان تاثر في وجوده المادة الجامدة والتي تشكل جسده المادي، رغم انه يمتلك ايضا حركة النمو الموجودة في النبات، وكذلك تؤثر الغريزة في وجوده بشكل كبير جدا، وقد بينا كيف ان الغريزية هي بنفسها لاتمتلك الخيار في حركتها، وانما افعالها وسلوكياتها انما هي خاضعة للغريزة المندفعة من دون اي مصالح او مفاسد او اهداف او اغراض او اسباب او اي فلسفة يمكن لها، وانما هي مندفعة مجبرة، نحو مايشبع غريزتها ونهمها لا اكثر من ذلك.
الى هنا انتهت حلقتنا لهذا اليوم والتي اشرنا فيها بان جميع مافي هذا العالم هو ينطوي في وجود الانسان مع زيادة، وهذه الزيادة هي العقل والقوة الادراكية التي سنتحدث عنها في الحلقة القادمة نلتقيكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.