الفرق بين النفس والعقل
ولكن ما هو المنطلق التي تنطلق منه النفس البشرية في وجودها، لعلنا نجد فرقا واضحا بين الحديث عن العقل البشري والنفس البشريه، فان مرادنا من العقل البشري هو تلك القوة المفكرة التي تحاول اكتشاف المجهول في هذا العالم ، فهي تنتقل من مجموعة افكار وصور توجد في الفكر البشري فيذهب العقل لاكتشاف واقعية هذه الصور في العالم الخارجي واسبابها وغاياتها، ولكن النفس الانسانية هي ليست قوة باحثة وانما هي قوة مريدة و مختارة وحرة في ارادتها، وبطبيعة الحال ان حالة النقص والاحتياج الملازمة للنفس البشرية، جعلت منها دائمة الارادة ، فان ارادتها ليست منطلقة من غناها وانما هذه الارادة منطلقة من حالة الفقر الملازمة لها.
فقر النفس الذاتي
ومن الواضح جدا ان هذه الحالة وهي حالة الاحتياج هو ليس امرا طارئا للنفس بل هو امر في صميم النفس البشرية لا تستطيع النفس المفر منه ، ومعنى انها فقيرة اي انها لاتملك اي شيء الا هذا الفقر الذي هو كامن في ذات النفس، وليس معنى هذا الكلام ان لها وجود ولكنه وجود فقير ومحتاج، بل هي شيء ليس له اي تحقق ، والدليل على ذلك اننا نجد ان النفس تارة تتصف بالسعادة ومرة بالشقاء ومرة تتصف بالحب ومرة تتصف بالكره ومرة تتصف بالرحمة واللطف وكذلك تتصف باضداد هذه الصفات ، فليس هناك امر تتصف به النفس الا كانت لها القابلية على الاتصاف بضده ونقيضه ، الا الغنى الذاتي فمن المحال ان تتصف بهذه الصفة، لانها لو اتصفت بالغنى الذاتي فمعناها انها تملك جميع الصفات وهي غير قابلة على ان تتصف بصفة اخرى ، لان اي صفة اخرى فنحن قد فرضنا انها ملك لها، لانها غنية ومعنى غنية انها مالكة لجميع الصفات ،ووجود صفة يمكن للنفس ان تملكها هذا مما ينافي غناها الذاتي، ولكننا اصبح بديهيا لنا ، فان كل منا يشعر بالاحتياج في ذاته ، فاننا في طلب حثيث واحتياج مستمر وهذا امر نعيشه ولا نستطيع مفارقته فهو احساس مستمر نشعره في ذواتنا.
اذن ذاتي فقيرة ذاتي محتاجة، وهذا قانون حاكم لهذه المملكة، وكل حركاتي وسكناتي وافعالي هي ناتجة من احتياج وفقر نفسي، فانها وجدت في هذا العالم وهي لاتملك اي شيء.
ولكن ما هو المنطلق التي تنطلق منه النفس البشرية في وجودها، لعلنا نجد فرقا واضحا بين الحديث عن العقل البشري والنفس البشريه، فان مرادنا من العقل البشري هو تلك القوة المفكرة التي تحاول اكتشاف المجهول في هذا العالم ، فهي تنتقل من مجموعة افكار وصور توجد في الفكر البشري فيذهب العقل لاكتشاف واقعية هذه الصور في العالم الخارجي واسبابها وغاياتها، ولكن النفس الانسانية هي ليست قوة باحثة وانما هي قوة مريدة و مختارة وحرة في ارادتها، وبطبيعة الحال ان حالة النقص والاحتياج الملازمة للنفس البشرية، جعلت منها دائمة الارادة ، فان ارادتها ليست منطلقة من غناها وانما هذه الارادة منطلقة من حالة الفقر الملازمة لها.
فقر النفس الذاتي
ومن الواضح جدا ان هذه الحالة وهي حالة الاحتياج هو ليس امرا طارئا للنفس بل هو امر في صميم النفس البشرية لا تستطيع النفس المفر منه ، ومعنى انها فقيرة اي انها لاتملك اي شيء الا هذا الفقر الذي هو كامن في ذات النفس، وليس معنى هذا الكلام ان لها وجود ولكنه وجود فقير ومحتاج، بل هي شيء ليس له اي تحقق ، والدليل على ذلك اننا نجد ان النفس تارة تتصف بالسعادة ومرة بالشقاء ومرة تتصف بالحب ومرة تتصف بالكره ومرة تتصف بالرحمة واللطف وكذلك تتصف باضداد هذه الصفات ، فليس هناك امر تتصف به النفس الا كانت لها القابلية على الاتصاف بضده ونقيضه ، الا الغنى الذاتي فمن المحال ان تتصف بهذه الصفة، لانها لو اتصفت بالغنى الذاتي فمعناها انها تملك جميع الصفات وهي غير قابلة على ان تتصف بصفة اخرى ، لان اي صفة اخرى فنحن قد فرضنا انها ملك لها، لانها غنية ومعنى غنية انها مالكة لجميع الصفات ،ووجود صفة يمكن للنفس ان تملكها هذا مما ينافي غناها الذاتي، ولكننا اصبح بديهيا لنا ، فان كل منا يشعر بالاحتياج في ذاته ، فاننا في طلب حثيث واحتياج مستمر وهذا امر نعيشه ولا نستطيع مفارقته فهو احساس مستمر نشعره في ذواتنا.
اذن ذاتي فقيرة ذاتي محتاجة، وهذا قانون حاكم لهذه المملكة، وكل حركاتي وسكناتي وافعالي هي ناتجة من احتياج وفقر نفسي، فانها وجدت في هذا العالم وهي لاتملك اي شيء.