تويت
الفرق بين لفظين - 13 الميد والميل
الفرق بين لفظين في القرآن - 13 الميد والميل
اَلْميدُ أَيْ تَزَلْزُلُ الأَشْياءُ وَاضْطِرابُها اضْطِرابًا عَظِيمًا، وَهُوَ الهَزَّةُ والْحَرَكَةُ غَيْرُ المَوْزونَةِ لِلْأَشْيَاءِ الكَبيرَةِ. وَهُوَ الذَّهابُ والمَجيُّ ءُ والِاضْطِرابُ يَمِينًا وَشِمالًا يُقالُ: مَاَدَ يَميَدُ مِيدًا. مِنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَلْقَىٰ فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ} [سورة النحل: 15]. ومَادَتِ الأغصان تميد فتذهب الى جهة وتعود لجهة أخرى. وَمِنْهُ الْمَيْدُ الَّذِي يَعْتَرِي رَاكِبَ الْبَحْرِ، وَهُوَ الدُّوَارُ، فإن السفينةَ تميدُ من جانب إلى جانب.
فَأَلْقَى اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي الأَرْضِ هَذِهِ الجِبالَ لِتَحْفَظَها مِنْ الْمِيلَانْ يَمِينًا وَيَسَارًا فَتَضْطَرِبُ وَيَخْتَلُ بِذَلِكَ نِظامَ المَعِيشَةِ فَرَسَتْ الجِبال رُسوًّا إِذَا ثَبَتَتْ فَلَمْ تَبْرَحْ مِنْ مَكانِها واللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى جَعَلَ الجِبالَ ثابِتَةً رّاسيَةً: {وَجَعَلْنَا فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ} [سورة الأنبياء: آية 31]
قَالَ أَميرُ المُؤْمِنِينَ فِي وَصْفِ الجِبالِ: وَجَعَلَها لِلْأَرْضِ عِمادًا، وَأُرّزَها فِيهَا (أَيْ ثَبَّتَهَا) أَوْتادًا. فَسَكَنَتْ عَلَى حَرَكَتِها (أَيْ رَغْمَ حَرَكَتِها) مِنْ أَنْ تَميدَ بِأَهْلِهَا أَوْ تَسيَخَ بِحَمْلِهَا، أَوْ تَزولَ عَنْ مَواضِعِها
والمَيْلُ مَصْدَرٌ َيُسْتَعْمَلُ فِيمَا يُرَى وَفِيمَا لَا يُرَى مِثْلَ مَيْلِكَ إِلَى فُلانٍ وَمالَ الحائِطِ مِيلًا، وَمَيْلٌ بِالتَّحْرِيكِ اسم يُسْتَعْمَلُ فِيمَا يُرَى خاصَّةً، فتَقولُ فِي الْعُودِ مَيْلٌ وَفِي فُلانٍ مِيلْ إِذَا كَانَ يَمِيلُ فِي أَحَدِ الجَانِبَيْنِ مِنْ خَلْقِهِ.
ومَالَ عَنْ الطَّريقِ يَمِيلُ مِيلًا: تَرْكَهُ وَحادٌّ عَنْهُ. وَمَالَ الحاكِمِ فِي حُكْمِهِ مِيلًا أَيْضًا أي جَارَ وَظَلَمَ، فَهُوَ مَائلٌ
فَإِذَا اُسْتُعْمِلَتْ فِي مَعْنَى العُدولِ تُسْتَعْمَلُ بِحَرْفٍ عَنْ. وفِي مَفْهومِ الرَّغْبَةِ تُسْتَعْمَلُ بِحَرْفِ الَّى. وَإِذَا أُريدَ مُطْلَقُ الِانْحِرافِ وَالمَيْلِ فِيمَا ثَبَتَ فِيه تُسْتَعْمَلُ بِدُونِ واسِطَةٍ حَرْفٍ. قال الله تعالى: {وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً [سورة النساء: آية 27] أَي أَنْ يَتَحَقَّقَ لَكُمْ الِانْحِرافُ عَمَّا كُنْتُمْ فِيه.
فَاَلْميلُ يَكونُ فِي جانِبٍ واحِدٍ، وَاَلْميدُ هوَ أَنْ يَمِيلَ مَرَّةً يَمْنَةً وَمَرَّةً يَسْرَةً
الدكتور احمد الصفار
اَلْميدُ أَيْ تَزَلْزُلُ الأَشْياءُ وَاضْطِرابُها اضْطِرابًا عَظِيمًا، وَهُوَ الهَزَّةُ والْحَرَكَةُ غَيْرُ المَوْزونَةِ لِلْأَشْيَاءِ الكَبيرَةِ. وَهُوَ الذَّهابُ والمَجيُّ ءُ والِاضْطِرابُ يَمِينًا وَشِمالًا يُقالُ: مَاَدَ يَميَدُ مِيدًا. مِنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَلْقَىٰ فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ} [سورة النحل: 15]. ومَادَتِ الأغصان تميد فتذهب الى جهة وتعود لجهة أخرى. وَمِنْهُ الْمَيْدُ الَّذِي يَعْتَرِي رَاكِبَ الْبَحْرِ، وَهُوَ الدُّوَارُ، فإن السفينةَ تميدُ من جانب إلى جانب.
فَأَلْقَى اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي الأَرْضِ هَذِهِ الجِبالَ لِتَحْفَظَها مِنْ الْمِيلَانْ يَمِينًا وَيَسَارًا فَتَضْطَرِبُ وَيَخْتَلُ بِذَلِكَ نِظامَ المَعِيشَةِ فَرَسَتْ الجِبال رُسوًّا إِذَا ثَبَتَتْ فَلَمْ تَبْرَحْ مِنْ مَكانِها واللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى جَعَلَ الجِبالَ ثابِتَةً رّاسيَةً: {وَجَعَلْنَا فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ} [سورة الأنبياء: آية 31]
قَالَ أَميرُ المُؤْمِنِينَ فِي وَصْفِ الجِبالِ: وَجَعَلَها لِلْأَرْضِ عِمادًا، وَأُرّزَها فِيهَا (أَيْ ثَبَّتَهَا) أَوْتادًا. فَسَكَنَتْ عَلَى حَرَكَتِها (أَيْ رَغْمَ حَرَكَتِها) مِنْ أَنْ تَميدَ بِأَهْلِهَا أَوْ تَسيَخَ بِحَمْلِهَا، أَوْ تَزولَ عَنْ مَواضِعِها
والمَيْلُ مَصْدَرٌ َيُسْتَعْمَلُ فِيمَا يُرَى وَفِيمَا لَا يُرَى مِثْلَ مَيْلِكَ إِلَى فُلانٍ وَمالَ الحائِطِ مِيلًا، وَمَيْلٌ بِالتَّحْرِيكِ اسم يُسْتَعْمَلُ فِيمَا يُرَى خاصَّةً، فتَقولُ فِي الْعُودِ مَيْلٌ وَفِي فُلانٍ مِيلْ إِذَا كَانَ يَمِيلُ فِي أَحَدِ الجَانِبَيْنِ مِنْ خَلْقِهِ.
ومَالَ عَنْ الطَّريقِ يَمِيلُ مِيلًا: تَرْكَهُ وَحادٌّ عَنْهُ. وَمَالَ الحاكِمِ فِي حُكْمِهِ مِيلًا أَيْضًا أي جَارَ وَظَلَمَ، فَهُوَ مَائلٌ
فَإِذَا اُسْتُعْمِلَتْ فِي مَعْنَى العُدولِ تُسْتَعْمَلُ بِحَرْفٍ عَنْ. وفِي مَفْهومِ الرَّغْبَةِ تُسْتَعْمَلُ بِحَرْفِ الَّى. وَإِذَا أُريدَ مُطْلَقُ الِانْحِرافِ وَالمَيْلِ فِيمَا ثَبَتَ فِيه تُسْتَعْمَلُ بِدُونِ واسِطَةٍ حَرْفٍ. قال الله تعالى: {وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً [سورة النساء: آية 27] أَي أَنْ يَتَحَقَّقَ لَكُمْ الِانْحِرافُ عَمَّا كُنْتُمْ فِيه.
فَاَلْميلُ يَكونُ فِي جانِبٍ واحِدٍ، وَاَلْميدُ هوَ أَنْ يَمِيلَ مَرَّةً يَمْنَةً وَمَرَّةً يَسْرَةً
الدكتور احمد الصفار