المعارف العقلية وشك النفس بها
ولكن يرد سوالا عجيبا وغريبا, وهو من اين علمت النفس ان ادواتها لا تخدعها, وكيف اطمأنت لها, كيف انها وثقت بالعقل, وكيف وثقت بادواتها الاخرى, ومن الواضح جدا بان كثير من المعارف البشرية نجدها متناقضة, فلذلك يجعلها كثيرة الشك بالعقل, من خلال تجربتها مع ادواتها, وان هذا الامر يلازمها ويجعلها دائمة الشك في امكانيات العقل, فمن هنا احتاجت الى خالقها فتريد ان تعرف ان ماعلمته وما شعرت به من السعادة والهناء, هل يقرها عليه خالقها لانها دائمة الفقر والاحتياج اليه, فمن هنا اراد ان يرحمها فانزل لها الدين ليضيْ لها الطريق الذي تريد سلوكه في هذا العالم, فهي من غير الدين لبقيت في شقاء دائم, في ان تبقى في شك ان ادواتها هل خدعتها في معرفتها او انها قد اصابت الواقع, ومن هنا نشا احتياجنا الى الدين, ولكنه ليس له دور الا ان يعطينا الثقة بان ما علمناه قد وافقنا عليه ربنا, وكذلك يعيننا الدين على سلوك الطريق الذي عجز العقل عن اكتشافه, فان النفس تريد ان تعرف كل ما يدور من حولها, فهي توسلت الى خالقها ان يدلها الطريق وما يجب ان تكون عليه, وهذا هو افتقارها الى خالقها, ولو كانت النفس تملك عقلا يعرف كل شيء لما احتاجت الى خالقها, ولكنها مهما بلغت من المعرفة فانها تبقى محتاجة الى المزيد والمزيد, لان الطريق طويل, وهذا مايجعلها متعلقة بخالقها, أي مايجعلها متعلقة بوجود غني لايعرف الفقر والحاجة لتكون متعقلة به دائما وابدا, ولاتستطيع ان تفارقه ولا ان تستغني عنه لانه هو الذي علمها بفقرها كما اشرنا الى ذلك سابقا, عندما اشهدها على نفسها وعرفها بفقرها وحاجتها, وقد قلنا بانها من اين علمت بفقرها وحاجتها لولا تعليمها من قبل خالقها, ولولا ذلك التعليم لبقيت تجهل خالقها ابدا فهي تعرفه بفطرتها.
ولكن يرد سوالا عجيبا وغريبا, وهو من اين علمت النفس ان ادواتها لا تخدعها, وكيف اطمأنت لها, كيف انها وثقت بالعقل, وكيف وثقت بادواتها الاخرى, ومن الواضح جدا بان كثير من المعارف البشرية نجدها متناقضة, فلذلك يجعلها كثيرة الشك بالعقل, من خلال تجربتها مع ادواتها, وان هذا الامر يلازمها ويجعلها دائمة الشك في امكانيات العقل, فمن هنا احتاجت الى خالقها فتريد ان تعرف ان ماعلمته وما شعرت به من السعادة والهناء, هل يقرها عليه خالقها لانها دائمة الفقر والاحتياج اليه, فمن هنا اراد ان يرحمها فانزل لها الدين ليضيْ لها الطريق الذي تريد سلوكه في هذا العالم, فهي من غير الدين لبقيت في شقاء دائم, في ان تبقى في شك ان ادواتها هل خدعتها في معرفتها او انها قد اصابت الواقع, ومن هنا نشا احتياجنا الى الدين, ولكنه ليس له دور الا ان يعطينا الثقة بان ما علمناه قد وافقنا عليه ربنا, وكذلك يعيننا الدين على سلوك الطريق الذي عجز العقل عن اكتشافه, فان النفس تريد ان تعرف كل ما يدور من حولها, فهي توسلت الى خالقها ان يدلها الطريق وما يجب ان تكون عليه, وهذا هو افتقارها الى خالقها, ولو كانت النفس تملك عقلا يعرف كل شيء لما احتاجت الى خالقها, ولكنها مهما بلغت من المعرفة فانها تبقى محتاجة الى المزيد والمزيد, لان الطريق طويل, وهذا مايجعلها متعلقة بخالقها, أي مايجعلها متعلقة بوجود غني لايعرف الفقر والحاجة لتكون متعقلة به دائما وابدا, ولاتستطيع ان تفارقه ولا ان تستغني عنه لانه هو الذي علمها بفقرها كما اشرنا الى ذلك سابقا, عندما اشهدها على نفسها وعرفها بفقرها وحاجتها, وقد قلنا بانها من اين علمت بفقرها وحاجتها لولا تعليمها من قبل خالقها, ولولا ذلك التعليم لبقيت تجهل خالقها ابدا فهي تعرفه بفطرتها.