الانسان واطوار وجوده الخمس/ البرزخ

[الامين الحسيني]

الطور الخامس وهو عالم البرزخ قال تعالى (( ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون )) هذا العالم هو عالم مثال يجازى فيه المرء علىى عمله اوله الموت واخره النفخة الثانية يوم البعث والنشور وسنتكلم بشيئ من التفصيل عن اول مراحل عالم البرزخ الذي يجري على الانسان وهو الموت وقد ذكره القران الكريم كثيرا لاهميته البالغة في مسيرة الانسان التكاملية قال تعالى (( انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه )) فقد ذكر الموت بصور شتى واشكال متعددة ،فهناك الموت الحتمي وهناك الموت الخرمي وكلا الصنفين هما انتقال الروح من سلطة الجسد الى سلطة الله تعالى وتكون النفس البشرية أسيرة عالم جديد عليها لم تألفه من قبل عالم يدار من قبل الله على مباشرة وليس هناك سلطة سوى سلطة الخالق وبذلك تكون النفس الانسانية مكبلة في حبس ملكاتها ، التي اقترفتها في عالم الدنيا من حسنات او سيئات وبهذا تكون الروح قد تحررت من سيطرة الجسم الناسوتي وانتقلت الى محلها الاعلى في عالم الجبروت ، ان كل مايقوم به الانسان في الحياة الدنيا سيجد اثار جزاءه في عالم البرزخ فكلما اخلصنا في اعمالنا في عالم الدنيا ولم نشرك به امانينا وانانيتنا وحب ذاتنا وكلما صفت نوايانا وخلصت افعالنا سيكون تجسد الاعمال في هذه النشأة واضحاً ونراه ونعيشه في مسيرة عالم البرزخ ان عالم البرزخ هو المرحلة الاولى لتنقية وتصفية النفس الانسانية مما التصق فيها من عادات وملكات سيئة او حسنة في النشأة الدنيا وستمر النفس الانسانية بمرحلة تصفية اخرى وهي مرحلة الحساب الاخروي وهذا ماسنتكلم عنه في الحلقات القادمة من هذه السلسة .