إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خلق النبيين من طينة عليين قلوبهم وأبدانهم.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خلق النبيين من طينة عليين قلوبهم وأبدانهم.

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد

    ((خلق النبيين من طينة عليين ))


    وبإسناده، عن ربعي، عن رجل، عن (علي بن الحسين صلوات الله عليه) قال: إن الله قلوبهم وأبدانهم...
    وخلق قلوب المؤمنين من تلك الطينة...
    وخلق أبدانهم من دون ذلك...
    وخلق الكفار من طينة سجين قلوبهم وأبدانهم..
    فخلط بين الطينتين..
    فمن هذا يلد المؤمن الكافر، ويلد الكافر المؤمن، ومن هذا يصيب المؤمن السيئة، ومن ههنا يصيب الكافر الحسنة..
    فقلوب المؤمنين تحن إلى ما خلقوا منه، وقلوب الكافرين تحن إلى ما خلقوا منه(1).
    ------------------------
    بيان :الخلق يكون بمعنى التكوين، وبمعنى التقدير، وفي النهاية: طين عليه: أي جبل..
    ويقال: طانه الله على طينته: خلقه على جبلته..
    وطينة الرجل: خلقه وأصله..
    وقال: " عليون " اسم للسماء السابعة، وقيل اسم لديوان الملائكة الحفظة ترفع إليه أعمال الصالحين من العباد.
    وقيل: أراد أعلى الأمكنة وأشرف المراتب وأقربها من الله تعالى في الدار الآخرة..
    وتعرب بالحروف والحركات كقنسرين وأشباهها، على أنها جمع أو واحد.
    انتهى.
    وإضافة الطينة إما بتقدير اللام، أو من، أو في، " قلوبهم وأبدانهم " بدل النبيين ويحتمل أن يراد بالقلب هنا العضو المعروف الذي يتعلق الروح أولا بالبخار اللطيف المنبعث منه، فلا ينافي ما مر في باب خلق أبدان الأئمة عليهم السلام من أن أجسادهم مخلوقة من طينة عليين، وأرواحهم مخلوقة من فوق ذلك.
    على أنه لو أريد به الروح أمكن الجمع بجعل الطينة مبدءا لها مجازا باعتبار القرب والتعلق، أو بتخصيص النبيين بغير نبينا صلى الله عليه وآله ويؤيده بعض الأخبار ، وفي القاموس: سجين كسكين موضع فيه كتاب الفجار وواد في جهنم أو حجر في الأرض السابعة، وفي النهاية اسم علم للنار فعيل من السجن.
    " فخلط الطينتين "
    أي في جسد آدم عليه السلام فلذا حصل في ذريته قابلية المرتبتين واستعداد الدرجتين، " ومن ههنا يصيب المؤمن السيئة ..
    " لخلط طينته بطينة الكافر وكذا العكس، " فقلوب المؤمنين تحن ": أي تميل وتشتاق،
    قال الجوهري:
    الحنين: الشوق وتوقان النفس " إلى ما خلقوا منه " أي إلى الأعمال المناسبة لما خلقوا منه المؤدية إليها، أو إلى الأنبياء والأوصياء عليهم السلام، المخلوقين من الطينة التي خلق منها قلوبهم..
    وكذا الفقرة الثانية تحتمل الوجهين، وقد مر الكلام منا في أمثال هذا الخبر في كتاب العدل.
    وقال بعض المحدثين في تأويله:
    إن الله تعالى لما علم في الأزل الأرواح التي تختار الايمان باختيارها، والتي تختار المعصية باختيارها، سواء خلقوا من طينة
    عليين أو من طينة سجين، فلما علم ذلك أعطى أبدان الأرواح التي علم أنهم يختارون الايمان [باختيارها] كيفية عليين لمناسبة، وأعطى أبدان الأرواح التي علم أنها تختار الكفر باختيارها كيفية السجين، من غير أن يكون للامرين مدخل في اختيارهم الايمان والكفر، وخلط ما بين الطينتين من غير أن يكون لذلك الخلط مدخل في اختيار الحسنة والسيئة.
    وقال بعض أرباب التأويل من المحققين (2): المراد بعلين أشرف المراتب وأقربها من الله تعالى وله درجات كما يدل عليه ما ورد في بعض الأخبار من قولهم:
    أعلى عليين، وكما وقع التنبيه في هذا الخبر بنسبة خلق القلوب والأبدان كليهما إليه، مع اختلافهما في الرتبة.
    فيشبه أن يراد بهما عالم الجبروت والملكوت، جميعا اللذين هما فوق عالم الملك أي عالم العقل والنفس وخلق قلوب النبيين من الجبروت معلوم لأنهم المقربون، وأما خلق أبدانهم من الملكوت، فذلك لان أبدانهم الحقيقة هي التي في باطن هذه الجلود المدبرة لهذه الأبدان، وإنما أبدانهم العنصرية أبدان أبدانهم، لا علاقة لهم بها، فكأنهم وهم في جلابيب من هذه الأبدان، قد نفضوها وتجردوا منها لعدم ركونهم إليها، وشدة شوقهم إلى النشأة الأخرى، ولهذا نعموا بالوصول إلى الآخرة ومفارقة هذه الأدنى..

    ومن هنا ورد في الحديث: "
    الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر (3).
    وإنما نسب خلق أبدان المؤمنين إلى ما دون ذلك لأنها مركبة من هذه ومن هذه لتعلقهم بهذه الأبدان العنصرية أيضا ما داموا فيها، وسجين أخس المراتب وأبعدها من الله سبحانه فيشبه أن يراد به حقيقة الدنيا وباطنها التي هي مخبوءة تحت عالم الملك، أعني هذا العالم العنصري فإن الأرواح مسجونة فيه ولهذا ورد في الحديث " المسجون من سجنته الدنيا عن الآخرة ".
    ---------------------------------------------------------------------------------------------------

    (1) الاختصاص: ٢٤. ومثله في الكافي ج ٢ ص ٢.
    (2)يريد به الفيلسوف المشهور ملا صدرا الشيرازي.

    (3)قال العلامة الطباطبائي مد ظله في بعض كلامه: الاخبار مستفيضة في أن الله تعالى خلق السعداء من طينة عليين وخلق الأشقياء من طينة سجين - من النار - وكل يرجع إلى حكم طينته من السعادة والشقاء، وقد أورد عليها أولا بمخالفة الكتاب وثانيا باستلزام الجبر الباطل.
    أما البحث الأول فقد قال الله تعالى:


    " هو الذي خلقكم من طين " وقال: " بدأ خلق الانسان من طين " فأفاد أن الانسان مخلوق من طين، ثم قال تعالى: " ولكل وجهة هو موليها " الآية. وقال: " ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم الا في كتاب من قبل أن نبرأها " الآية:
    فأفاد أن للانسان غاية ونهاية من السعادة والشقاء، وهو متوجه إليها، سائر نحوها وقال تعالى: كما بدأكم تعودون فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة " الآية.
    فأفاد أن ما ينتهى إليه أمر الانسان من السعادة والشقاء هو ما كان عليه في بدء خلقه طينا، فهذه الطينة طينة سعادة وطينة شقاء، وآخر السعيد إلى الجنة، وآخر الشقي إلى النار، فهما أولهما لكون الاخر هو الأول، وحينئذ صح أن السعداء خلقوا من طينة الجنة، والأشقياء خلقوا من طينة النار.
    وقال تعالى: " كلا ان كتاب الأبرار لفى عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون كلا ان كتاب الفجار لفى سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم ويل يومئذ للمكذبين " الآيات وهي تشعر بأن عليين وسجين هما ما ينتهى إليه أمر الأبرار والفجار من النعمة والعذاب فافهم.
    واما البحث الثاني وهو ان اخبار الطينة تستلزم أن تكون السعادة والشقاء لازمين حتميين للانسان، ومعه لا يكون أحدهما اختياريا كسبيا للانسان وهو الجبر الباطل.
    فالجواب عنه أن اقتضاء الطينة للسعادة أو الشقاء ليس من قبل نفسها بل من قبل حكمه تعالى وقضائه ما قضى من سعادة وشقاء، فيرجع الاشكال إلى سبق قضاء السعادة الشقاء في حق الانسان قبل أن يخلق، وأن ذلك يستلزم الجبر، والجواب أن القضاء متعلق بصدور الفعل عن اختيار العبد، فهو فعل اختياري في عين أنه حتمي الوقوع، ولم يتعلق بالفعل سواء اختاره العبد أو لم يختره حتى يلزم منه بطلان الاختيار.
    بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦٤ - الصفحة ٧٨















    { لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنُُ وَاعِيَة ُُ}



  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته /اللهم صل على محمدوآل محمد/بوركتم وسددالباري خطاكم لكل خيربحق آل محمد.أسألك الدعاء...نقل موفق...

    تعليق


    • #3

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      بارك الله باختنا الفاضله ياكاظم الغيظ شكرا لمروركم وفقكم الله لكل خير
      دمتم بحفض الله













      تعليق


      • #4
        بوركتم وبوركت جهودكم القيمة اختي الفاضلة فاضلة صدقي على حسن الاختيار في النقل حشرنا الله وايكم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في اعلى عليين انه سميع مجيب ونتمنى من جنابكم الكريم المزيد من التواصل والابداع
        ينام مطمئناً من كان له اب

        فكيف لاينام مطمئناً من كان له رب

        تعليق


        • #5


          عظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب ابا عبد الله الحسين عليه السلام
          بارك الله فيكم وزادك من فضله ,وجعلكم الله من اهل الجنة الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ..
          حسن الله إليك وجزاك عنا كل خير شاكرين مرورك.

          تعليق

          يعمل...
          X