الصلاة الواجبة المجهــــــــــولة !

[مهند السهلاني]

بسم الله الرحمن الرحيــــــــــــــــم اللهم صلّ على محمد وآله الميامين جعل الله سبحانه وتعالى الصلاة رابطة صلة بينه وبين عبده المؤمن ، وأوجب عليه معرفة أحكامها ، ومقدماتها ، ومبطلاتها ، بل ينبغي معرفة كل ماهو ذي كمال لتلك الشعيرة العظمى ، التي هيه هوية الفرد المسلم ، فقال تعالى : ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ). والكثير منا لايعلم صلاة واجبة سوى الصلوات اليومية الخمس !، وهو لايعلم بوجوب غير تلك الصلوات عليه! ، لأن هذا ماتعلمه من آبائه وانتهى الأمر! فمن أبرز الصلوات الواجبة على الإنسان المسلم المكلف ، والتي هي _ومع الأسف_ مجهولة القدر ! ، ألا وهي " صلاة الآيات " . وسميت هذه الصلاة بـ(صلاة الآيات) لأنها تجب عند حدوث بعض الآيات الكونيّة. وإن لهذه الصلاة كيفية وأحكام خاصة، تختلف في كثير من الأحيان مقارنة مع الصلوات اليومية الأخرى. وسنحاول التطرق إلى بيان وتوضيح كيفيتها ، وأحكامها ، بصورة موجزة قدر الإمكان: فنقول ماهي الآيات الكونية ؟ من الواضح أن الله تعالى خلق الكون بسمات متغيرة ، وآيات بارزة ، وفيه الكثير من الظواهر الكونية العجيبة ، والتي نراها بين حين وآخر ، منها : ظاهرة كسوف الشمس ( وهو عبارة عن صيرورة القمر بين الأرض والشمس ، فيحجب القمر ضيائها عن الأرض كليا أو جزئيا ). ومنها ظاهرة خسوف القمر ( وهو عبارة عن صيرورة الشمس بين القمر والأرض ، فتحجب الشمس نور القمر عن الأرض كليا أو جزئيا). ومنها : المخوّف السماويّ مثل الريح الصفراء ، والريح الحمراء ، والريح السوداء ( وهي ظواهر كونية تحدث نتيجة تغيرات كونية لأسباب مختلفة). و الظلمة الشديدة ، والصاعقة ، والنار التي تظهر في السماء. ومنها : المخوف الأرضي كالزلزال ، وخسف الأرض ، وسقوط الجبل . وأما متى تجب تلك الصلاة؟ تجب عند الظاهرتين الكونيتين المعروفتين وهما كسوف الشمس كليا أو جزئيا ، وخسوف القمر كليا أو جزئيا ، وأما في ظاهرة الزلزلة فتجب تلك الصلاة (بحسب الإحتياط الوجوبي). وربما يسأل شخص ما : وهل تجب عند حدوث الآيات التي تقدم ذكرها في المخوف الأرضي ، والمخوف السماويّ أم لا ؟ فالجواب : لاتجب ، ولكن الإحتياط الإستحبابيّ ( الأحوط الأولى) يقتضي الإتيان بها عند عند حدوث أي مصداق من مصاديق المخوف الأرضي ، أو المخوف السماويّ ، ولكن ليس هذا الإحتياط الإستحبابي دائما، إنما مقيد بشرط أن يحصل الخوف عند أغلبية الناس، فلو حدث أي مخوّف أرضيّ أو سماويّ ولكن لم يسبب الخوف عند أغلب الناس فينعدم وجود الإحتياط الإستحبابيّ في هذه الحالة ، وكذلك لو حصل الخوف ولكن ليس عند أغلبية الناس ، كأن كان مخوفا نادرا فهنا في هذه الحالة أيظا ينعدم وجود الإحتياط الإستحبابيّ. وربما يسأل سائل: وهل هذا الخوف مشترط في وجوب تلك الصلاة عند حدوث الكسوف والخسوف والزلزلة أم لا ؟ والجواب أنه لا يشترط الخوف في ذلك الوجوب ، فحدوث الكسوف والخسوف ، وكذلك الزلزلة ، يوجب أداء صلاة الآيات وإن لم يحصل الخوف في قلوب أغلبية الناس ، بعكس ماتقدم في الإحتياط الإستحبابيّ الذي إقتضى أداء تلك الصلاة عند حدوث الخوففي قلوب أغلبية الناس بسبب المخوّف الأرضيّ أو المخوّف السماويّ . وإذن على من تجب هذه الصلاة ؟ تجب هذه الصلاة على كل مكلّف ، باستثناء الحائض والنفساء فلاتجب عليهما. أما فيما يخص وقت تلك الصلاة : فمن المعلوم أن لكل صلاة وقت ، فوقت صلاة الصبح هو ( من طلوع الفجر الصادق إلى طلوع الشمس) ، وكذلك لصلاة الظهرين وقت خاص لأدائهما ، وصلاة العشائين أيظا لهما وقت معلوم لأجل أدائهما ، ولكن الذي يهمنا في هذا البحث هو معرفة وقت صلاة الآيات ؟ ، متى يبدأ ؟ ومتى ينتهي ؟ والجواب على ذلك هو : أنك أيها المصليّ في حالتين: 1. إذا علمت بحدوث الكسوف والخسوف : فهنا يبدأ وقت أداء تلك الصلاة من بدء حدوث الكسوف أو الخسوف ، وينتهي عند تمام إنجلاء الكسوف أو الخسوف. ولو لم تدرك من وقت صلاة الآيات إلا ركعة واحدة فقط بسبب ضيق الوقت ، فيجب عليك حينها أن تصليها أداءً ، ونفس الحكم لو لم تدرك من وقت تلك الصلاة ركعة واحدة بسبب ضيق الوقت فأيظا تصليها بنية الأداء . 2. إذا لم تعلم بحدوث الكسوف أو الخسوف : وهنا إذا كان الكسوف أو الخسوف جزئيّا فلايجب عليك قضاء تلك الصلاة. ولكن إذا كان الكسوف أو الخسوف قد حدث كليّا فيجب عليك قضائها . وربما يسأل سائل : إنني أعلم بحدوث الكسوف أو الخسوف لكن لم أصلِّها عصيانا منيّ ؟!! وقد حدث الكسوف أو الخسوف كليّا . وهنا يجب على هذا الشخص بحسب الإحتياط الوجوبيّ أن يغتسل قبل أن يقضيها . وبعد أن تلعمّنا ماهي صلاة الآيات ، وعلى من تجب ، وتعرفنا على الأسباب المؤدية لوجوبها ، وبعض خصائصها وسماتها ، وتعرفنا على وقتها ، دعونا نتعلم معا كيفية أداء هذه الصلاة ؟ فكيفية أدائها هو : تصلي ركعتين إثنتين ، ولكن في كل ركعة منهما خمسة ركوعات ، وينتصب المصلي بعد كل ركوع ، ويتشهد بعد الركعتين وبعد ذلك يسلّم. ففي الركعة الأولى يقرأ المصليّ سورة الحمد و سورة أخرى ، ثم يركع ثم ينتصب ، ثم يقرأ سورة الحمد و سورة أخرى ، وهكذا ، وبعد الركوع الخامس ينتصب المصليّ ثم يهوي للسجود ، وبعد الإنتهاء من السجدتين ، يقوم المصليّ للركعة الثانية ويفعل كما فعل في الركعة الأولى ، ثم يتشهد ويسلّم. والحمد لله ربّ العالميـــن.. __________________________ بقلم المحقق ________________ ملاحظة : الأحكام الفقهيّة الواردة في الموضوع طبقا لفتاوى المرجع الدينيّ الأعلى آية الله العظمى السيد علــــــي الحُســـــــــينيّ السيستاني ( دام ظله ).

[رافد الخزرجي]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد


تذكرة جيدة وبيان رائع

الاخ الكريم والمشرف المبدع ( المحقق )

وفقكم الله وحفظكم
ورزقكم خير الدنيا والاخرة

دمتم بخير وصحة
والى مزيد من الابداع والتالق
تقبلوا مروري

[مهند السهلاني]

بسم الله الرحمن الرحيــــــــــــــــم اللهم صلّ على محمد وآله الميامين شكري وتقديري لكم أخي العزيز ((رافد الخزرجيّ)) على تعليقكم الوهاج.... وعلى مروركم المبارك ... تقبلّوا تحياتي المتواضعة لحضرتكم الكريمة...

[خادمة فاطمة]

رد على موضع الاخ المحقق

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
الى
(الاخ المشرف المحقق)
احسنتم اخي
وحفظكم الله وبارك الله فيكم
ووفقكم الله للعمل الصالح
دمتم بخير
ان صلاة الايات مختلف فيها بين الفقهاء
وهذه مسائل منها:
م : السيد الخوئي (قدس سره) يجوز أن تفرق سورة واحدة على الركوعات الخمسة
السيد السيستاني (دام ظله) : فيقرأ في القيام الاول بعضاً من السورة والاحوط لزوماً أن يكون جملة تامة
إذا لم يكن آية تامة كما أن الاحوط لزوماً الابتداء فيه من أول السورة
وعدم الاقتصار على قراءة البسملة فقط
م: السيد الخوئي (قدس سره) : تجب هذه الصلاة على كل مكلف - عدا الحائض والنفساء -
عند كسوف الشمس وخسوف القمر ولو بعضهما وكذا عند الزلزلة
السيد السيستاني (دام ظله) : على الاحوط لزوماً
م : السيد الخوئي (قدس سره) : وتجب عند كل مخوف سماوي كالريح السوداء والحمراء
والصفراء الظلمة الشديدة والصاعقة والصيحة والنار التي تظهر في السماء بل عند كل خوف
أرضي أيضاً على الأحوط كالهدة والخسف وغير ذلك من المخاوف
السيد السيستاني (دام ظله): في كل ذلك على الاحوط الاولى
م : إذا لم يعلم بالكسوف إلى تمام الانجلاء - انتهاء الكسوفين - ولم يكن
القرص محترقاً كله لم يجب القضاء، وأما إذا عالمًا به وأهمل ولو نسيانًا أو كان القرص محترقاً
كله وجب القضاء وكذا إذا صلى صلاة فاسدة
السيد السيستاني (دام ظله) : والأحوط وجوبًا الاغتسال قبل قضائها فيما
اذا كان الاحتراق كلياً ولم يصلها عصياناً
اما كيفية الصلاة فهي كما ذكر فيها صور والاخ ذكر صورة واحدة منها
وهناك اقوال للعلماء والفقهاء المعاصرين بعضها مخالف لما ذكرنا من اراد فليراجع

والحمد لله ربّ العالمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
المصادر : منهاج الصالحين السيد الخوئي (قدس سره )
منهاج الصالحين السيد السيستاني (دام ظله)

[هدى الاسلام]

وفقكم الله وحفظكم الاخ م (المحقق)
ورزقكم خير الدنيا والاخرة وجعله في صحائف اعمالكم
معلومات جيد موضوع بناء

[مهند السهلاني]

بسم الله الرحمن الرحيــــــــــــــــم اللهم صلّ على محمد وآله الميامين كل الشكر والإمتنان لحضرتكم الأخت الفاضلة ((خادمة فاطمة )) على تعليقكم البهيّ... وعلى الإضافة القيمة .... أدام الله توفيقكم لكل خير ...

[مهند السهلاني]

بسم الله الرحمن الرحيــــــــــــــــم اللهم صلّ على محمد وآله الميامين وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الشكر والإمتنان لحضرتكم الأخت الكريمة ((هدى الإسلام )) على تعليقكم الوضاء... وعلى مروركم الكريم .... أدام الله توفيقكم لكل خير ...

[الذاكر]

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسيـن وعلى أصحاب الحسين الذيــن بذلوا مهجهم دون الحسين (عليه السلام)



شكــــــــرا لك أستاذي العزيز (المحقق) على موضوعك النافع


زادك الله علما

إنـه سميع مجيـــــــب

[مهند السهلاني]

بسم الله الرحمن الرحيــــــــــــــــم اللهم صلّ على محمد وآله الميامين الشكر والإمتنان لحضرتكم الأخ العزيز (( الذاكر )) على تعليقكم الوضاء... وعلى مروركم الكريم .... أدام الله توفيقكم لكل خير ...