بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد واله الطاهرين :
وبعد :
ان الذي يرى صور معركة الطف التي دارت بين الحق المتمثل بالامام الحسين عليه السلام واتباعة رضوان اله تعالى عليهم والباطل المتمثل بجيش يزيد بن معاوية عليه وعلى ابيه لعائن الله تعالى واتباعهم، يندهشمن هذه الصور التي حيرت العقول ، فإن الشخصيات التي خرجت مع الحسين عليه السلام وفدته بنفسها ما هيي الشخصيات الهينة ولهذا تجد الامام عليه السلام يقول: والله مارأيت أصحابا كأصحابي ولا أهل بيت أبر وأوصل كأهل بيتي .
لأنه سلام الله عليه وجد فيهم ما لم يجد بغيرهم حتى قال فيهم هذه المقوله ، ونحن نعلم ان الامام لا ينطق بشيء من هواه او من دون برهان ، بل هو ينطق بما يريد الله تعالى ،
فهناك صور من التضحية والفداء يقف الانسان متحيرا امامها ، مثلا لو نتكلم عن وهب بن عبد الله ، هذه الشخصيةالتي قاتلت مع الامام الحسين عليه السلام ،
فعندما يبرز الى ساحة المعركة يحير العقول ، ويندهش جيش بن اسعد اللعين ، فيأخذ بضرب القوم وهم ينهزمون امامه ، ثم يعود الى امه ، فيسئلها ،
يا اماه ارضيتي ؟
فتقول : ما رضيت أو تقتل بين يدي الحسين عليه السلام .
فينتفض من مكانه مع العلم ان زوجته كان في قلبها شيء ،
فيرجع الى ساحة المعركة فأخذ يقاتل حتى استشهد رضوان الله عليه ، واذا زوجته تذهب اليه تقف عنده ، وأخذت تمسح الدم عن وجهه ، فبصر بها شمر لعنه الله فأمر خلاما له فضربها بعمود كان معه على رأسها فقتلها ، وكانت هذه المرأة قد شرطت على زوجها ان يأخذها معه الى الجنة فسبحان الله قد تحقق مرادها فذهبت مع زوجها الى دار الخلود التي وعدهم بها الله سبحانه وتعالى .
فكانت أول امراة استشهدت مع الحسين عليه السلام ،
مع العلم انهم لم يمضي على زواجهما أكثر من عشرين يوماً ،
فسلام الله تعالى عليهما وجعلنا الله من السائرين على طريقهم والسالكين دربهم أمين يا رب العالمين
تعليق