تويت
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد واله الطاهرين وبعد يقول الله عز وجل في محكم كتابه ومنير خطابه (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لانفصام لها والله سميع عليم )ويروى ان جبرائيل قال في ليلة استشهاد الامام علي (عليه السلام )انفصمت والله العروة الوثقى فكيف التوفيق بين الاية والرواية
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة المرتضى مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
احسنتم أخي المرتضى على هذا السؤال
أخي الكريم ..لا ريب في كون أمير المؤمنين وسيّد الموحّدين " عليه السلام " من أركان الهدى .. كما لا شك في كونه العروة الوثقى .. كما قامت عليه النصوص من الفريقين .. وهذا ما سوف نثبته ..
امّا قوله سبحانه وتعالى : ( لا انفصام لها .. ) البقرة : 256 .. أي لا انقطاع لها .. اخذاً من الفصم ، وهو الانصداع ولا يبين ، يقال : فصمته فصماً من باب ضرب .. أي كسرته من غير ابانة ، كما صرح بذلك جمع، منهم الطريحي " رحمه الله " في كتابه مجمع البحرين 6 / 131 وقبله شيخ اللغويين الخليل بن أحمد الفراهيدي " رحمه الله " في كتاب العين لفظة فصم قال : وتقول : فصمته فانفصم .. أي انصدع. قال ابن منظور في لسان العرب 12 / 453 : الفصم : الكسر من غير بينونة . قال : وقد يراد من الآية الكريمة ( لا انقطاع لها ) [ كذا ] أي لا انكسار لها .
نعم يأتي الانفصام بمعنى الانقطاع ، وكذا الانهدام ، وهو نادر وهذا كلاً بخلاف القصم ـ بالقاف ـ حيث هو بمعنى ان ينكسر الشيء فيبين ، كما صرّح به أهل اللغة وقد قال مولى الموحّدين أمير المؤمنين "عليه السلام " ـ كما في بحار الانوار 8 / 70 وتصحيح الاعتقاد : 108 . وغيرهما ـ : " انا صراط الله المستقيم وعروته الوثقى التي لا انفصام لها .. " ولا شك انّه " عليه السلام " الحبل المتين الذي امر الله سبحانه بالاعتصام به وعدم التفرق عنه ..
وقد روي في الامالي للشيخ الصدوق " رحمه الله " عن رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " في حديث مفصّل عن حذيفة بن اليمان مخاطباً لأمير المؤمنين " عليه السلام " بذلك وعن الامام الباقر " عليه السلام " في معنى العروة الوثقى : " .. هي مودتنا أهل البيت لا انفصام لها .. لا انقطاع لها " كما في البحار 64 / 22 وتفسير القمي 1 / 84 وغيرها بل في معاني الاخبار : 368 عن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " : " من أحبّ أن يتمسّك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها فليتمسك بولاية اخي ووصيي علي بن أبي طالب ؛ فإنه لا يهلك من أحبه وتولاه ، ولا ينجو من أبغضه وعاداه .. " الى غير ذلك مما قامت عليه اخبار متضافرة وأحاديث متواترة نجدنا في غنا عن سردها وعدّها .. ولاحظ كتب التفسير ذيل الآية الكريمة .. فلا تهافت بين الآية والحديث الشريف بحال ، وحيث كان موت العالم والمؤمن ثلمة في الدين لا يسدّها شيء .. كما عليه روايات كثيرة ، فكيف بمن هو أمير المؤمنين وامام العارفين " عليه السلام "
قل للمغيب تحت أطباق الثرى إن كنت تسمع صرختي و ندائياصبت علي مصائب لو أنها صبت على الأيام صرن لياليا
************السلام عليكِ يا أم أبيها -
شكرا لاطلاعكم على السؤال واحسنتم واجدتم سيدنا الاجل وجزاكم الله خيراتعليق
تعليق