بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد واله الطاهرين
لايخفى على كثير من الاخوة المؤمنين والاخوات المؤمنات ان كثيراً من الآفات كالغيبة والبهتانوصلى الله على محمد واله الطاهرين
والكذب والسخرية والجدال والمراء والمزاح وكلام الفضول والفحش وغيرهما انما هي
من آفات اللسان ومفاسده.
ويصل للانسان من اضرار هذا العضو أكثر بكثير من غيره.
وهوخير آلة يستخدمها الشيطان ليضل به بني الانسان وكل من يطلق العنان للسانه،فان شيطانه يذهب به الى وادي الهلاك حيث الخذلان والعذاب الاليم.
فقد ورد في الحديث الشريف مامضمونه(خير الناس من سلم المسلمون من يده ولسانه)
اذا كف المرء لسانه عن الناس فهذا نفع له اولا واخراً لانه اذا تكلم على الناس بشيء هو فيهم
فهذه الغيبةنوان تكلم عيهم بشيءٍ هو ليس فيهم غهذا هو(البهتان).
الا اللهم في حالة وهي ان يكون صاحب حقٍ وقد اغتصب حقه فيتكلم ويرفع صوته بالمطالبة
بذلك الحق وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم{لايحب الله الجهر بالسوء الامن ظُلِّمْ}
في هذا المورد يجوز له المطالبه بالحق في خصوص ظلمته ولايتعدى اكثر من حقه.
لكن يوجد بعض الناس يتخبط في الكلام يمينا وشمالاً يتكلم على هذا وينتقد هذا
واغلب هؤلاء الذين يتكلمون لايوجد عندهم عمل معين يقومون به لينشغلوا ويتركوا كلاما لايعنيهم
واعجب من بعضهم يعيب على الناس اشياءً غير لائقة حسب رأيه،،ولكن ارى فيه اكثر مما عند الذين
انتقدهم وتكلم عليهم!!!ياللعجب,يرى الشوكة في عين غيره ولايرى الجذع في عينه!
ثم ان هذا الكلام الزائد عن المؤنة(لواستطعنا ان نعبر هكذا تعبير)ماذا ننتفع به؟
الانسان ينبغي ان يتكلم بكلام ينفعه في الدنيا والاخرة.
واذكركم بكلام الامام السجاد{عليه السلام}(حينما كان في الشام وطلب من يزيد{لعنه الله}ان يصعد المنبر فقال الامام ليزيد:يايزيد اتأذن لي بأن اصعد على هذه الاعواد لأتكلم بكلام لله فيه رضا
ولهولاء الجلساء اجرٌ وثواب)كيف ان الامام اراد ان يعلمنا ان اذا اردنا التكلم بكلام
ينبغي ان يكون الله تعالى راضياً عن هذا الكلام لاساخطا لنا وماقتاً.
اذا فالانسان مسؤول عن اي كلام يتكلم به(لسانك حصانك ان صنته صانك وان خنته خانك)
لسانك لاتذكر به عورة امرءٍ**فكلك عورات وللناس ألسنُ
وورد في بعض الاحاديث ان اللسان يعذبه الله عذابا لم يعذب احداً من الجوارح!فيقول: لم يارب عذبتني هذا العذاب؟فيقول لقد تكلمت بكلمة وسفك بها الدم الحرام.
نعم ان اكثر المحن الدنيوية والمفاسد الدينية تنشأ من اللسان.ودواء جميع آفات اللسان
الصمت فانه زينة العالم وستر الجاهل.
والصمت الا عن الحق فانه مذموم ويجب الكلام حينئذٍ تبيناً للحق كما اسلفنا في مواضيع
سابقة.
ختاماً اوصي نفسي الامارة بالسوء واخوتي واخواتي بالتحلي بالخلق الحسن
والابتعاد عما يسبب لنا المفاسد من اللسان
اسأل الله تعالى ان يوفقنا واياكم لفعل الخير دائما وابداً وان لايخرجنا من الدنيا حتى يرضى عنا
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد واله الطاهرين.
تعليق