بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محد واله الطيبين الطاهرين. اما بعد:
ورد في كتاب سلسلة الاحاديث الصحيحة المجلد الاول رقم الحديث 474 يقول الالباني مانصه:
ولا نشك أن خروج أم المؤمنين كان خطأ من أصله و لذلك همت بالرجوع حين علمت بتحقق نبؤة النبي صلى الله عليه وسلم عند الحوأب , و لكن الزبير رضي الله عنه أقنعها بترك الرجوع بقوله “ عسى الله أن يصلح بك بين الناس “ و لا نشك أنه كان مخطئا في ذلك أيضا . و العقل يقطع بأنه لا مناص من القول بتخطئة إحدى الطائفتين المتقاتلتين اللتين وقع فيهما مئات القتلى ولا شك أن عائشة رضي الله عنها المخطئة لأسباب كثيرة و أدلة واضحة , و منها ندمها على خروجها )
قال ابن قتيبة الدينوري في ( الإمامة والسياسة ) ج 1 ص 82 : (اتمنى من الاخوة مراجعته ففيه حقائق كثيرة ولكن لطوله ناخذ محل الشاهد فقط)
( ولما نزل طلحة والزبير وعائشة بأوطاس، من أرض خيبر، أقبل عليهم سعيد بن العاص على نجيب له، فأشرف على الناس، ومعه المغيرة بن شعبة، فنزل وتوكأ على قوس له سوداء، فأتى عائشة، فقال لها: أين تريدين يا أم المؤمنين؟ قالت: أريد البصرة، قال: وما تصنعين بالبصرة؟ قالت: أطلب بدم عثمان. قال: فهؤلاء قتلة عثمان معكِ. ثم أقبل على مروان فقال له: وأنت أين تريد أيضًا ؟ قال: البصرة. قال وما تصنع ؟ قال: أطلب قتلة عثمان، قال: فهؤلاء قتلة عثمان معك، إن هذين الرجلين قتلا عثمان طلحة والزبير، وهما يريدان الأمر لأنفسهما، فلما غُلبا عليه قالا: نغسل الدم بالدم. ثم قال المغيرة بن شعبة: أيها الناس، إن كنتم إنما خرجتم مع أمكم، فارجعوا بها خيرًا لكم، وإن كنتم غضبتم لعثمان، فرؤساؤكم قتلوا عثمان، وإن كنتم نقمتم على علي شيئًا، فبينوا ما نقمتم عليه ).
وهنا نذكر عدة ملاحظات مهمة على كلام الدينوري:
الاولى:
أن سعيد بن العاص بيّن لعائشة أن خروجها على أمير المؤمنين للطلب بدم عثمان خاطئ. ومسألة انها اجتهدت فأخطأت لا يمكن قبولها، خاصة أن ابن العاص قال لها: ( فهؤلاء قتلة عثمان معكِ ).فحينما يقولون: اجتهدت فأخطأت فلها أجر، فهذا لا يمكن قبوله لأن الحجة قد قامت عليها من ابن العاص وكذلك المغيرة حينما قال لهم: ( فرؤساؤكم قتلوا عثمان )
الثانية:
لقد بّين سعيد بن العاص أن طلحة والزبير هما من قتل عثمان حينما قال: ( إن هذين الرجلين قتلا عثمان طلحة والزبير )، فمن المفترض على عائشة أن تطلب دم عثمان منهما لا من أمير المؤمنين. بل الأعجب أن الطبري يروي في ( تاريخه ):
(عن المغيرة بن الأخنس، قال: لقي سعيد بن العاص مروان بن الحكم وأصحابه بذات عرق، فقال: أين تذهبون وثأركم على أعجاز الإبل؟. اقتلوهم ثم ارجعوا إلى منازلكم) .
وقد ذكر الأستاذ توفيق أبو علم في ( الإمام علي بن أبي طالب ) ص 105 أن ابن الأثير قال:
يعني عائشة وطلحة والزبير هم المقصودون بـ ( ثأركم على أعجاز الإبل ). إذًا المفروض أن من يُؤخذ الثأر منه هو ( عائشة وطلحة والزبير ) فهم من قتل عثمان.
الثالثة:
هل كانت عائشة ولية الدم حتى تخرج من المدينة إلى البصرة للطلب بدم عثمان؟!!
مع أن مريم بنت عثمان زوجة مروان حية وهي من يحق لها أن تطلب بدمه؟!
ولكن قد يقول قائل: إن خروج عائشة كان لإقامة حدود الله، والاقتصاص من الظالم.
فنقول: إن الحاكم الشرعي المنتخب من المسلمين هو أمير المؤمنين علي فهو المسئول أن يُقيم حدود الله ويقتص من الظالم وينصف المظلوم.
يتبع>>>>>
تعليق