إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كلام بلا دليل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كلام بلا دليل

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أُمّ المؤمنين عائشة


    قال الشيخ محمد عبد الوهاب في « مطلب سبهم عائشة رضي الله عنها المبرأة » :


    ومنها : نسبتهم الصديقة الطيبة المبرأة عما يقولون فيها إلى الفاحشة ، وقد شاع في هذه الازمنة بينهم ذلك كما نقل عنهم . قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ جَآءُوا بِالاِْفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امرِي مِنْهُمْ مَااكتَسَبَ مِنَ الاِْثْمِ وَالَّذي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظيمٌ...) .
    وقد روى عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن عائشة رضي الله عنها أنها المبرأة المرادة من هذه الايات .








    وروى سعيد بن منصور وأحمد والبخاري وابن المنذر وابن مردويه عن أُم رومان رضي الله عنها ما يدل أن عائشة رضي الله عنها هي المبرأة المقصودة بهذه الايات....


    وفي مطلب « مشابهتهم اليهود » قال الشيخ :

    ومن قبائحهم (امقصود الشيعة) تشابههم باليهود ، ولهم بهم مشابهات ، منها : أنهم يضاهون اليهود الذين رموا مريم الطاهرة بالفاحشة بقذف زوجة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)عائشة المبرأة بالبهتان وسلبوا بسبب ذلك الايمان....




    ملاحظة : هذا قول الشيخ محمد عبد الوهاب وسوف ياتي عليه الرد


  • #2

    الرد على محمد عبد الوهاب
    حديث الافك
    إن قضية الافك تحتاج إلى شيء من التفصيل ، لان الشيخ محمد بن عبدالوهاب ـ كعادته ـ يخلط الاوراق بهدف إثارة الضجيج للتعمية على الحقائق وصرف الاُمور إلى غير وجهها لينفذ بذلك إلى غرضه الحقيقي ألا وهو إلصاق التهم بالشيعة جزافاً . فقوله : ( وقد شاع في هذه الازمنة بينهم ذلك كما نقل عنهم )
    يحمل مغالطة كبيرة ، فهل أن الشيعة يتهمون أُم المؤمنين عائشة حقاً بهذه التهم الشنيعة ؟ ومن الذي نقل عنهم ؟ أما كان ينبغي للشيخ أن يذكر لنا مصدر هذا الخبر حتى يتحقق القارئ الكريم من صحة دعواه هذه ؟ وكيف يسيغ الشيخ لنفسه أن يتهم أُمّةً مسلمة بقول مفترى عليهم من حاقد قد أعمى التعصب بصيرته ؟ أو ليس قد أمر الله تعالى المسلمين أن يتثبتوا من صحة ما ينقل إليهم قبل أن يتهموا قوماً مؤمنين في قوله تعالى : (يَا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصيبُوا قَوْماً بِجَهَالَة فَتُصْبِحوا عَلى ما فَعَلْتُم نادِمِينَ) ؟ .
    بعد هذه المقدمة نقول : 1 ـ إن إتهام الشيعة بنسبة الفاحشة إلى زوج النبي الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم)هي محض افتراء لم يقل به أحد من الشيعة لا من السابقين ولا من اللاحقين ، بل إن الشيعة أكثر تنزيهاً وتقديساً للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولكلّ الانبياء (عليهم السلام) من جميع الطوائف المنضوية تحت إسم الاسلام ، فعلماء الشيعة قد صنّفوا كتباً لاثبات قدسية ساحة الانبياء وبراءة عرضهم من كلّ ما يشين ، وردّوا على كلّ من ادعى بجواز مثل هذه الاُمور المشينة على الانبياء ، والتي نجد البعض منها في روايات أهل السنة وبكل أسف .
    وقد عبَّر السيد المرتضى (رحمه الله) عن هذه الحقيقة فقال في معرض ردّه على المفسرين الذين نسبوا الخيانة الزوجية إلى زوجة نوح (عليه السلام)مدّعين أن ابنه كان من سفاح ، فقال : والوجه الثالث : أنه لم يكن ابنه على الحقيقة وإنما ولد على فراشه فقال (عليه السلام) : إن ابني ، على ظاهر الامر ; فأعلمه الله تعالى أن الامر بخلاف الظاهر ونبهه على خيانة امرأته ، وليس في ذلك تكذيب خبره ، لانه إنما أخبر عن ظنه وعما يقتضيه... وقد روي هذا الوجه عن الحسن ومجاهد وابن جريج . قال المرتضى : ولان الانبياء (عليهم السلام) يجب أن ينزهوا عن هذه الحال، لانها تعيير وتشيين ونقص في القَدْر ، وقد جنّبهم الله تعالى ما دون ذلك تعظيماً لهم وتوقيراً ونفياً لكلّ ما ينفرّ عن القبول منهم(1) . فهذا الكلام أكبر رد على من ينسب إلى الشيعة الكلام بما يخل بالادب تجاه الانبياء (عليهم السلام) ، وذلك على العكس مما نجد في كتب وصحاح أهل السنة التي تنسب إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وغيره من الانبياء أُموراً مشينة كالتبول من وقوف ، وخروج النبي إلى المسجد وعلى
    ثوبه آثار المني ، أو أنه كان يطوف على نسائه في الساعة من الليل أو النهار في غسل واحد ، وأنه كان يسابق نساءه في الصحراء على مرأى من الجيش ، أو أنه كان يحضر حفلات العرس ويتناول النبيذ من أيدي النساء وهو جالس على فراشهن ، ويسمح لجواري الحبشة بالرقص في مسجده ، وما إلى ذلك من الترهات التي يطير لها أعداء الاسلام فرحاً لما فيها من مطاعن شنيعة على شخص النبي الكريم .
    2 ـ أما قول الشيخ بأن أُم المؤمنين عائشة هي المرادة من الايات ، وأن هذا مشهور متواتر بين الشيعة ، فان هذا ما تدّعيه مصادر أهل السنة قاطبة ، وهي تكاد تكون مجمعة على ذلك فعلاً ، لكن لنا في كلّ ذلك نظر ، ونحن لا نلقي الكلام جزافاً بدون الاستناد إلى الدليل ، ولاجل أن تتبين الحقيقة بشكل واضح ، فسوف نستعرض أهم روايتين وردتا في أقوى مصادر أهل السنة فيما يتعلّق بحديث الافك ثم نناقشها مناقشة علمية على ضوء الادلة والشواهد ، مع الاشارة إلى أقوال بعض العلماء والشراح الذين وقعوا في حيرة وارتباك واضحين وهم يحاولون تصحيح حديث
    الافك لمجرد وروده في صحيحي البخاري ومسلم ، وسوف يتبين لنا مدى الاشكالات التي يطرحها هذا الحديث ، ولنبدأ بذكر الرواية الرئيسية المتفق عليها ، واللفظ فيها للبخاري :
    قالت عائشة : كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إِذا أراد سفراً أقرع بين أزواجه فأيهن خرج سهمها خرج بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) معه ، قالت عائشة : فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيه سهمي ، فخرجت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد ما أُنزل الحجاب ، فكنت أُحمل في هودجي وأُنزل فيه ، فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من غزوته تلك وقَفَلَ دنونا من المدينة قافلين ، آذن ليلة بالرحيل ، فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش ، فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحلي فلمست صدري فاذا عقدٌ لي من جزع ظفار قد انقطع ، فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه . قالت : وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلوني ، فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب عليه وهم يحسبون أني فيه . وكان النساء إذ ذاك خفافاً لم يهبلن ولم يغشهن اللحم ، إنما يأكلن العلقة من الطعام ، فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه وحملوه ، وكنت جارية حديثة السن ، فبعثوا الجمل فساروا . ووجدت عقدي بعد ما استمر الجيش ، فجئت منازلهم وليس بهامنهم داع ولا مجيب ، فتيممت منزلي الذي كنت فيه وظننت أنهم سيفقدوني فيرجعون إلي .
    فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت ، وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش ، فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فعرفني حين رآني ، وكان رآني قبل الحجاب ، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي ، ووالله ما تكلّمنا بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه ، وهوى حتى أناخ راحلته فوطئ على يدها فقمت إليها فركبتها ، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش موغرين في نحر الظهيرة وهم نزول ، قالت : فهلك من هلك ، وكان الذي تولى كبر الافك عبدالله بن أُبي بن سلول . قال عروة : أُخبرت أنه كان يُشاع ويتحدث به عنده فيقره ويستمعه ويستوشيه . قال عروة أيضاً : لم يُسم من أهل الافك أيضاً إلاّ حسان بن ثابت ومسطح بن أَثاثة وحمنه بنت جحش في ناس آخرين لا علم لي بهم ، غير أنهم عصبة كما قال الله تعالى ، وإن كبر ذلك يقال عبدالله بن أبي سلول .قال عروة : كانت عائشة تكره أن يسب عندها حسان وتقول إنه الذي قال :
    فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء


    قالت عائشة : فقدمنا المدينة ، فاشتكيت حين قدمت شهراً والناس يفيضون في قول أصحاب الافك لا أشعر بشيء من ذلك ، وهو يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي ، إنما يدخل علي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيسلم ثم يقول : « كيف تَيكُم » ثم ينصرف ، فذلك يريني ولا أشعر بالشر ، حتى خرجت حين نقهت ، فخرجت مع أُم مسطح قبل المناصع ، وكان مُتبرّزنا وكنا لا نخرج إلاّ ليلاً إلى ليل وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريباً من بيوتنا . قالت : فانطلقت أنا وأُم مسطح وهي ابنة أبي رُهم بن المطلب بن عبد مناف وأُمها بنت صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق وابنها مسطح بن أُثاثة بن عبد المطلب ، فأقبلت أنا وأُم مسطح قبل بيتي حين فرغنا من شأننا ، فعثرت أُم مسطح في مرطها فقالت : تعس مسطح ، فقلت لها : بئس ما قلت ، اتسبين رجلاً شهد بدراً ؟ فقالت : أي هنتاه ولم تسمعي ما قال ؟ قالت : وقلت : ما قال ؟ فأخبرتني بقول أهل الافك ، قالت : فازددت مرضاً على مرضي ، فلمّا رجعت إلى بيتي دخلّ علي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فسلم ثم قال : « كيف تيكم »فقلت له : أتأذن لي أن آتي أبوي ؟ قالت : وأُريد أن أستيقن الخبر من قبلهما ، قالت : فأذن لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، فقلت لاُمي : يا أُمتاه ماذا يتحدث الناس ؟ قالت : يا بنية هوني عليك فوالله لقلّما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها لها ضرائر إلاّ كثّرن عليها ، قالت : فقلت سبحان الله أوقد تحدث الناس بهذا ؟ قالت : فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ، ثم أصبحت أبكي .
    قالت : ودعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) وأُسامة بن زيد ـ حين استلبث الوحي ـ يسألهما ويستشيرهما في فراق أهله . قالت : فأما أُسامة فأشار على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم لهم في نفسه ، فقال أُسامة : أهلك ، ولا نعلم إلاّ خيراً ، وأما علي فقال : يا رسول الله لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير ، وسل الجارية تصدقك . قالت : فدعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بريرة فقال : « أي بريرة هل رأيت من شيء يريبك » ؟ قالت له بريرة : والذي بعثك بالحق ما رأيت عليها أمراً قط أغمصه ، غير أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله . قالت : فقام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من يومه فاستعذر من عبد الله بن أُبي وهو على المنبر فقال : « يا معشر المسلمين من يعذرني من رجلقد بلغني أذاه في أهلي ، والله ما علمت على أهلي إلاّ خيراً ، ولقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلا خيراً وما يدخل على أهلي إلاّ معي » .
    قالت : فقام سعد بن معاذ أخو بني الاشهل فقال : أنا يا رسول الله أعذرك ، فإن كان من الاوس ضربت عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك . قالت : فقام رجل من الخزرج وكانت أُم حسان بنت عمه من فخذه وهو سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج . قالت : وكان قبل ذلك رجلاً صالحاً ولكن احتملته الحمية فقال لسعد : كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله ولو كان من رهطك ما أحببت أن يقتل . فقام أُسيد بن حضير وهو ابن عم سعد فقال لسعد بن عبادة : كذبت لعمر الله لنقتلنه فانك منافق تجادل عن المنافقين . قالت : فثار الحيّان الاوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) قائم على المنبر . قالت : فلم يزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخفضهم حتى سكتوا وسكت . قالت : فبكيت يومي ذلك كله لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم . قالت : وأصبح أبواي عندي وقد بكيت ليلتين ويوماً لا يرقأ ليدمع ولا أكتحل بنوم حتى إني لاظن أن البكاء فالق كبدي .
    فبينا أبواي جالسان عندي وأنا أبكي ، فاستأذنت علي إمرأة من الانصار فأذنت لها فجلست تبكي معي . قالت : فبينا نحن على ذلك دخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) علينا فسلم ثم جلس . قالت : ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها ، وقد لبث شهراً لا يوحى إليه في شأني بشيء . قالت : فتشهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين جلس ثم قال : « أما بعد ، يا عائشة إنه بلغني عنك كذا وكذا ، فان كنت بريئة فسيبرئك الله ، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه ، فان العبد إذا اعترف ثم تاب ، تاب الله عليه » . قالت : فلما قضى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة ، فقلت لابي : أجب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عني فيما قال . فقال أبي : والله ما أدري ما أقول لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، فقلت لامي : أجيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عني فيما قاله ، قالت أُمّي : والله ما أدري ما أقول لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ من القرآن كثيراً : إني والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به فلئن قلت لكم أني بريئة لا تصدقونيولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني منه بريئة لتصدقني ، فوالله لا أجد لي ولكم مثلاً إلاّ أبا يوسف حين قال : ( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ المُسْتَعَانُ عَلى مَا تَصِفُونَ ) .
    ثم تحولت فاضطجعت على فراشي والله يعلم أني حينئذ بريئة وأن الله مبرئي ببراءتي ، ولكن والله ما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحياً يتلى ، لشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيّ بأمر ، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في النوم رؤيا يبرئني الله بها . فوالله مارام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أُنزل عليه فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء ، حتى أنه ليتحدر منه من العرق مثل الجمان وهو في يوم شات من ثقل القول الذي أُنزل عليه . قالت : فسري عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يضحك ، فكانت أول كلمة تكلم بها أن قال : « يا عائشه ، أما الله فقد برأك » . قالت : فقالت لي أُمي : قومي إليه ، فقلت : والله لا أقوم إليه فاني لا أحمد إلاّ الله عزوجل . قالت : وأنزل الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ جَآءُوا بِالاِْفْكِ ...) العشر الايات ، ثم أنزل الله هذا في براءتي .قال أبو بكر الصديق ـ وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره : والله لا أنفق على مسطح شيئاً أبداً بعد الذي قال لعائشة ما قال ، فأنزل الله : (وَلاَ يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ) إلى قوله (غَفورٌ رَحيمٌ ) ، قال أبو بكر الصديق : بلى والله إني لاحب أن يغفر الله لي ، فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه وقال : والله لا أنزعها منه أبداً .
    قالت عائشة : وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم)سأل زينب بنت جحش عن أمري فقال لزينب : « ما ذا علمت أو رأيت » ؟ فقالت : يا رسول الله ، أحمي سمعي وبصري ، والله ما علمت إلاّ خيراً . قالت عائشة : وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم)فعصمها الله بالورع . قالت : وطفقت أُختها حمنة تحارب لها فهلكت فيمن هلك . قال ابن شهاب : فهذا الذي بلغني من حديث هؤلاء الرهط ، ثم قال عروة : قالت عائشة : والله إن الرجل الذي قيل له ما قيل ، ليقول : سبحان الله ، فوالذي نفسي بيده ما كشفت من كنف أُنثى قط . قالت : ثم قتل بعد ذلك في سبيل الله .
    وأخرج البخاري عن مسروق بن الاجدع قال : حدثتني أُم
    رومان وهي أم عائشة رضي الله عنها قالت : بينا أنا قاعدة أنا وعائشة إذ ولجت امرأة من الانصار فقالت : فعل الله بفلان وفعل ، فقالت أُم رومان : وماذاك ؟ قالت : ابني فيمن حدث الحديث ، قالت : وماذاك ؟ قالت كذا وكذا ، قالت عائشة : سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ؟ قالت : نعم ، قالت : وأبو بكر ؟ قالت : نعم ، فخرت مغشياً عليها ، فما أفاقت إلاّ وعليها حمى بنافض فطرحت عليها ثيابها فغطيتها ، فجاء النبي (صلى الله عليه وسلم)فقال : « ما شأن هذه » ؟ قلت : يا رسول الله أخذتها الحمى بنافض ، قال : « فلعلّ في حديث تحدث عنه » ؟ قالت : نعم ، فقعدت عائشة فقالت : لئن حلفت لا تصدقوني ، ولئن قلت لا تعذروني ، مثلي ومثلكم كيعقوب وبنيه والله المستعان على ما تصفون ، قالت : وانصرف ولم يقل شيئاً ، فأنزل الله عذرها ، قالت : بحمد الله لا بحمد أحد ولا بحمدك .
    وأخرج البخاري عن مسروق أيضاً قال : دخلنا على عائشة رضي الله عنها وعندها حسان بن ثابت ينشدها شعراً يشبب بأبيات له وقال :
    حصـان رزان مـا تزن بريبة وتصبح غرثى من لحوم الغوافل


    .


    فقالت له عائشة : لكنك لست كذلك ، قال مسروق : فقلت لها : لم تأذني له أن يدخل عليك وقد قال الله تعالى (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظيمٌ) ؟ فقالت : وأي عذاب أشد من العمى ؟ قالت له إنه كان ينافح أو يهاجي عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) .
    وأخرج البخاري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها : والذي تولى كبره ، قالت : عبدالله بن أُبي بن سلول .
    هذه هي أهم الروايات التي ذكرت حديث الافك في الصحيحين ، وسنكتفي بها ونعرض عن باقي الروايات التي في المصادر الاُخرى ، وسوف يتبين للقارئ الكريم أن هذه الروايات تطرح إشكالات معضلة ربما تنسف نظرية جمهور أهل السنة بنسبة القضية إلى أُم المؤمنين عائشة .


    الاشكالات على حديث الافك 1 ـ قول عائشة : بعد ما أُنزل الحجاب
    من المعلوم أن قضية الافك التي ترويها عائشة قد وقعت في غزوة المريسيع والتي كانت إما في السنة الخامسة أو السادسة من


    الهجرة ، أما آيات فرض الحجاب ـ التي هي في سورة النور ـ التي نزلت كلها دفعة واحدة ففي السنة الثامنة من الهجرة ، والمؤرخون وأصحاب السير يكادون يجمعون على ذلك . 2 ـ قول عائشة : وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سأل زينب... .
    وقد صحت الروايات بأن فرض الحجاب نزل يوم زواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من زينب ، ونزل في قضيتها ، وكان ذلك بعد المريسيع وبعد خيبر التي وقعت في العام السابع من الهجرة النبوية الشريفة . فعن ابن شهاب قال : أخبرني أنس بن مالك أنه كان ابن عشر سنين مقدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة فخدمت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عشراً حياته ، وكنت أعلم الناس بشأن الحجاب حين أُنزل ، وقد كان أبي بن كعب يسألني عنه ، وكان أول ما نزل في مبتنى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)بزينب بنت جحش : أصبح النبي (صلى الله عليه وسلم) بها عروساً فدعا القوم فأصابوا من الطعام ، ثم خرجوا وبقي منهم رهط عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأطالوا المكث ، فقام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فخرج وخرجت معه كي يخرجوا ، فمشى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)ومشيت معه حتى جاء عتبة حجرة عائشة ، ثم ظن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنهم خرجوا فرجع ورجعت معه ، حتى دخل على زينب فإذا هم جلوس لم يتفرقوا ، فرجع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)ورجعت معه حتى بلغ عتبة حجرة عائشة ، فظن أن قد خرجوافرجع ورجعت معه فاذا هم قد خرجوا ، فأنزل الحجاب ، فضرب بيني وبينه ستراً .
    3 ـ قول عائشة : وكانت النساء خفافاً لم يهبلن ... .
    لا يعقل أبداً أن لا يشعر حاملو الهودج بعدم وجودها فيه مهما كانت خفيفة الوزن ، خصوصاً وأنه قد ذكر بأن الذي كان يحمل هودجها رجلان فقط أحدهما أبو موهبة ، وفي بعض الروايات أبو مويهبة وحده(2) . 4 ـ قول عائشة : وكان الذي تولى كبر الافك عبد الله بن أُبي .
    هذا يناقض ما ورد في رواية مسروق من إتهام حسان بن ثابت بأنه هو الذي تولى كبره ، وقول عائشة : وأي عذاب أشدّ من العمى ، يدلّ على أن الاية قد نزلت في حسّان . 5 ـ قول أُم رومان لعائشة : هوني عليك فوالله لقلّما كانت إمرأة قط وضيئة عند رجل يحبها لها ضرائر إلاّ كثّرن عليها .


    .يدل على إتهام أُم رومان أزواج النبي الاُخريات بأنهن قد اشتركن في حديث الافك ، أو ربما افتعلنه ، فيكن المتهمات فيه أولاً وآخراً .
    6 ـ قول عائشة : ودعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) علي بن أبي طالب وأُسامة بن زيد ـ حين استلبث الوحي ـ يسألهما ويستشيرهما في فراق أهله... .
    إذا علمنا أن أُسامة بن زيد كان في السابعة عشرة من عمره حين أمّره النبي على الجيش قبل وفاته بأيام قليلة في العام الحادي عشر من الهجرة ، فيكون عمر أُسامة في السنة السادسة من الهجرة ـ عام المريسيع ـ على أبعد التقديرات ، لا يزيد على إثنتي عشرة سنة ، وهذا السن لا يؤهله لان يكون مستشاراً في قضية بالغة الحساسية ، وذلك يناقض قول ابن حجر بأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يستشير في الامور العامة ذوي الاسنان من أكابر الصحابة .
    فكيف يتركهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذه القضية الخطيرة ويستشير طفلاً لا خبرة عنده في هذه الامور ؟ ولماذا لم يستشر عمر بن الخطاب صاحب الموافقات الذي ينزل القرآن بموافقته دائماً كما يقال ؟ ! !.
    7 ـ قول عائشة : فدعا بريرة... .
    لقد وردت الروايات من مصادر أهل السنة الموثوقة بأن عائشة قد اشترت بريرة بعد فتح مكة ، لانه لما خيّر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بريرة فاختارت نفسها ، كان زوجها يبكي ، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعباس : « يا عباس ألا تعجب من حب مغيث بريرة... » .
    8 ـ ورد في حديث الافك قيام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على المنبر .
    بينما تدل الروايات الصحيحة أن المنبر لم يكن قد اتخذ بعد في عام غزوة المريسيع ، كما تذكر الروايات أن الذي أشار على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)باتخاذ المنبر هو تميم الداري ، وقد أحس الشراح بتلك الغلطة وحاولوا أن يجدوا لها مخرجاً . فقد قال ابن حجر العسقلاني ، وجزم به ابن سعد : بأن ذلك كان في السنة السابعة ، وفيه نظر ، لذكر العباس وتميم فيه ، وكان قدوم العباس بعد الفتح في آخر سنة ثمان وقدوم تميم سنة تسع ، وجزم ابن النجار بأن عمله كان سنة ثمان ، وفيه نظر أيضاً لما ورد في حديث الافك في الصحيحين عن عائشة قالت : فثار الحيّان الاوس والخزرج حتى كادوا يقتتلوا ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) على المنبر فنزل فخفضهم حتى سكتوا ، فإن حمل التجوز في ذكر المنبر وإلاّ فهو.أصح مضى ، وحكى بعض أهل السير أنه (صلى الله عليه وسلم) كان يخطب على منبر من طين قبل أن يتخذ المنبر الذي من خشب ، ويعكّر عليه أن في الاحاديث الصحيحة أنه كان يستند إلى الجذع إذا خطب... .
    9 ـ ورد في الرواية ذكر الصحابي سعد بن معاذ .
    والمعلوم أن سعد بن معاذ قد قُتل في معركة الاحزاب ( الخندق ) ، وهي قبل المريسيع ، إذ ذهب أكثر المؤرخين والمحدثين إلى أن غزوة الخندق كانت سنة أربع ، ومنهم البخاري الذي روى في باب غزوة الخندق قال : قال موسى بن عقبة : كانت في شوال سنة أربع .
    وقال القاضي عياض : في ذكر سعد بن معاذ في هذا الحديث إشكال لم يتكلم الناس عليه ، ونبهنا عليه بعض شيوخنا ، وذلك أن الافك كان في المريسيع وكانت سنة ست فيما ذكر ابن إسحاق ، وسعد بن معاذ مات في الرمية التي رُميها بالخندق ، فدعا الله فأبقاه حتى حكم في بني قريظة ، ثم انفجر جرحه فمات منها ، وكان ذلك سنة أربع عند الجميع ، إلاّ ما زعم الواقدي أن ذلك كان سنة خمس .

    .10 ـ ومن الامور الملفتة للنظر في حديث الافك ، المحاوة الكلامية العنيفة التي دارت بين سعد بن معاذ وسعد بن عبادة ، وقول عائشة عن سعد بن عبادة : وكان قبل ذلك رجلاً صالحاً... ، وقول أُسيد بن حضير لسعد بن عبادة : فانك منافق تجادل عن المنافقين .
    وهذا يتنافى مع القول بعدالة الصحابة المطلقة أولاً ، وثانياً فان سعد بن عبادة صحابي عظيم وهو زعيم الانصار ، وهو الذي كان بادر إلى عقد إجتماع السقيفة على أمل أن ينال الخلافة بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ولكن مجيء المهاجرين الثلاثة ـ أبي بكر وعمر وأبي عبيدة ـ إلى السقيفة أفشل مخططه ، فانصرفت الخلافة إلى أبي بكر ، وأيده عليها من الانصار أُسيد بن حضير الذي حرض قومه على بيعة أبي بكر ، كما هو معروف ، بينما خرج سعد بن عبادة مغاضباً ولم يبايع أبا بكر ، ولا كان يجمع معهم في صلاة أو حج حتى خرج إلى الشام وقُتل هناك ، وقيل أن الجن قتلته ، وهي خرافة لا يصدقها عاقل ، فلتراجع.
    ومن هذا تبين لنا أن يد السياسة قد تلاعبت في الامر ، وأن
    حديث الافك هو إحدى إفرازات السياسة وانعكاس لاثارها ، فعائشة تصف سعداً بأنه كان رجلاً صالحاً قبل ذلك ، لكن هذا الصحابي العظيم صار رجلاً غير صالح لانه امتنع عن بيعة أبي بكر ، فكان لابد أن يقحم اسمه في حديث الافك بما يسيء إلى سمعته .
    11 ـ قول عائشة : فتشهّد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين جلس ثم قال : « أما بعد يا عائشة ، إنه بلغني منك كذا وكذا فان كنت بريئة فسيبرئك الله... إلخ » .
    نقول أولاً ، إن كلام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يحمل في طيّاته إتهاماً لعائشة ، وهذا عجيب جداً ، إذ كيف يتفق موقف النبي (صلى الله عليه وسلم) مع الايات الكريمة التي تعيب على المؤمنين سوء ظنهم ؟! وذلك في قوله تعالى (لَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هذَا إِفْكٌ مُبينٌ) الاية ، فكيف فات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك ولم يظن خيراً ؟ ! ! والعجيب أن يذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب رواية ابن عساكر عن أشرس مرفوعاً قوله (صلى الله عليه وسلم) : « ما بغت إمرأة نبي قط » ، وعن مجاهد : « لا ينبغي لامرأة كانت تحت نبي أن تفجر » . فاذا كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يعرف كل ذلك ، فما باله يساوره القلق فيذهب ليستشير الصبيان فيما يجب علمه ، ثم يغضب من عائشة ولا تجد منه ذلك اللطف الذي كانت تعهده منه قبل ذلك حتى قالت له عائشة ولابويها أيضاً : لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به ، فلئن قلت لكم إني بريئة لا تصدقوني... ، وفي هذا إشارة صريحة إلى أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبا بكر وأم رومان كانوا متيقنين من صحة ما يقال عن عائشة ! ! !
    وفضلاً عن هذا ، فان إدعاء عائشة أنها كانت جارية صغيرة السن فعجيب أيضاً ، إذ أن الحادثة كانت في السنة السادسة من الهجرة وعمر عائشة ينبغي أن لا يقل عن خمسة عشر عاماً على أقل تقدير ، والمرأة المتزوجة منذ سنوات لا يقال لها جارية صغيرة . كما أن قولها أنها كانت لا تقرأ من القرآن كثيراً فأعجب وأغرب بعد مضي أكثر من خمس سنوات لها في بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو مهبط الوحي ، وكأن النبي كان مقصّراً في تعليم ـ نسائه القرآن !!! ولا ندري كيف أصبحت عائشة بعد ذلك مرجعاً دينياً مهماً تفتي وترد على الصحابة وتخطئهم ؟! بل كيف يُدّعى أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمرنا بأن نأخذ شطر ديننا منها !!!
    12 ـ قول عائشة : وكان أبو بكر ينفق على مسطح بن أثاثة... .
    لقد وردت الروايات بأن مسطح بن أثاثة كان من أصحاب الافك ، وأن أبا بكر كان ينفق عليه قبل الحادثة هذه لقرابته من أبيبكر وفقره ، وأن أبابكر امتنع عن التصدق عليه حتى أنزل الله : (وَلاَ يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ) الاية ، فعاد إلى النفقة على مسطح .
    لكن الشواهد الصحيحة من التاريخ والسيرة والاثر تنافي أن يكون أبو بكر قد أنفق على أحد بعد الهجرة على الاقل ، وليس هناك ما يثبت أن أبا بكر كان في سعة من العيش بحيث يسمح له وضعه بالانفاق على غيره ، لان عائشة ابنته وهي زوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)ذكرت أنها والنبي كانا يتضوران جوعاً ويعانيان من ضيق العيش ، ومع ذلك فان أبا بكر لم ينفق عليها شيئاً ولا أرسل لها ما يقيم أودها كما كان يفعل غيره كسعد بن عبادة الذي كانت جفنته تدور مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في بيوت أزواجه .
    إن قضية إنفاق أبي بكر على مسطح ماهي إلاّ فضيلة أُخرى مفتعلة وضعتها أيدي الكذابين ليتقرّبوا إلى السلطة الحاكمة ، كما اختلقت حديث الافك المعروف كلّه . ومَن أراد المزيد من التفصيل فعليه بكتاب حديث الافك للسيد جعفر مرتضى العاملي ، الذي أوفى فيه على الغايةأُسد الغابة.

    تعليق

    يعمل...
    X