إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف تدفع الخواطر ؟!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف تدفع الخواطر ؟!


    بسم الله ارحمن الرحيم

    ان توارد الخواطر في النفس ، لا يخلو منه صالح وطالح .. فهي بمثابة آلة تبث الاصوات الجميلة والقبيحة في فناء النفس ، من دون ان يتحكم الانسان بها ، لفقدان السيطرة عليها !..فلم يبق الا عدم الاصغاء للمفسد منها ... واليك ما يقوله بعض العلماء في هذا المجال :

    اذا دفعت الخاطر الوارد عليك اندفع عنك ما بعده .. وإن قبلته صار فكرا جوالا استخدم الارادة ، فتساعدت هي والفكرة على استخدام الجوارح ، فإن تعذر استخدامها رجعا الى القلب بالتمني والشهوة ، وساقتاه الى جهة المراد.

    ومن المعلوم ان اصلاح الخواطر اسهل من اصلاح الافكار .. واصلاح الافكار اسهل من اصلاح الارادات .. واصلاح الارادات اسهل من تدارك فساد العمل
    فأنفع الدواء ان تشغل نفسك بالذكر فيما يعنيك دون ما لا يعنيك.. فالفكر فيما لا يعني باب كل شر، ومن فكّر فيما لا يعنيه فاته ما يعنيه ، واشتغل عن انفع الاشياء له بما لا منفعة له فيه .. فالفكر ، والخواطر ، والارادة ، والهمة ، احق شيء باصلاحه من نفسك ، فإن بذلك تتقرب الى الهك الذي لا سعادة لك الا في قربه ورضاه عنك ، وكل الشقاء في بعدك عنه وسخطه عليك .. ومن كان في خواطره ومجالات فكره دنيئا خسيسا ، لم يكن في سائر امره الا كذلك.

    وإياك أن تمكن الشيطان من بيت افكارك وارادتك ، فإنه يفسدها عليك فسادا يصعب تداركه ، ويلقي اليك انواع الوساوس والافكار المضرة ، ويحول بينك وبين الفكر فيما ينفعك .. وأنت الذي أعنته على نفسك بتمكينه من قلبك .
    فمثالك معه مثال صاحب رحى يطحن فيها جيد الحبوب ، فأتاه شخص معه حمل تراب وبعر وفحم ليطحنه في طاحونته ، فإن طرده ولم يمكّنه من إلقاء ما معه في الطاحون استمر على طحن ما ينفعه ، وإن مكّنه من القاء ذلك في الطاحون ، أفسد ما فيها من الحب وخرج الطحين كله فاسدا.

    وجماع اصلاح ذلك: ان تشغل فكرك في باب العلوم والتصورات ، بمعرفة ما يلزمك من التوحيد وحقوقه .. وفي الموت وما بعده الى دخول الجنة والنار، وفي افات الاعمال وطرق التحرز منها ..
    وعند العارفين أن تمني الخيانة واشغال الفكر والقلب بها اضر على القلب - من جهة - من نفس الخيانة ، ولا سيما اذا فرغ قلبه منها بعد مباشرتها ، فإن تمنيها يشغل القلب بها ، ويملؤه منها ، ويجعلها همه ومراده.

    والشاهد على ذلك ان الملك من البشر ، اذا كان في بعض حاشيته وخدمه من يفكر في خيانته ، مشغول القلب والفكر بها ، وممتلئ منها ، وهو مع ذلك في خدمته وقضاء حوائجه .. فاذا اطلع الملك على سره وقصده ، مقته غاية المقت ، وابغضه وقابله بما يستحقه ، وكان أبغض اليه من رجل بعيد عنه ، جنى بعض الجنايات وقلبه مع الملك ، غير منطو على تمني الخيانة ومحبتها والحرص عليها .. فالاول يتركها عجزا واشتغالا بما هو فيه وقلبه ممتلئ بها .. والثاني يفعلها وقلبه كاره لها ليس فيه اضمار الخيانة ولا اصرار عليها ، فهذا احسن حالا واسلم عاقبة من الاول.

    وبالجملة ، فالقلب لا يخلو قط من الفكر إما : في واجب آخرته ومصالحها .. وإما في مصالح دنياه ومعاشه .. وإما في الوساوس والاماني الباطلة .

    وقد تقدم ان النفس مثلها كمثل رحى تدور بما يلقى فيها ، فإن القيت فيها حبا دارت به ، وإن القيت فيها زجاجا وحصى وبعرا دارت به، والله سبحانه هو قيم تلك الرحى ومالكها ومصرفها ، وقد اقام لها ملكا يلقي فيها ما ينفعها فتدور به ، وشيطانا يلقي فيها ما يضرها فتدور به .. فالملك يلم بها مرة ، والشيطان يلم بها مرة ، فالحب الذي يلقيه الملك ايعاز بالخير وتصديق بالوعد ، والحب الذي يلقيه الشيطان ايعاز بالشر وتكذيبه بالوعد .. والطحين على قدر الحب ، وصاحب الحب المضر لا يتمكن من القائه الا اذا وجد الرحى فارغة من الحب ، وقد اهملها قيّمها ، وأعرض عنها ، فحينئذ يبادر الى القاء ما معه فيها .

    منقول
    لكل أجتماع من خليلين فرقة
    وكل الذي دون الممات قليل
    وأن أفتقادي فاطمة بعد أحمد
    دليل على ان لا يدوم خليل
    نفسي على زفراتها محبوسة
    ياليتها خرجت مع الزفرات
    لا خير بعدك في الحياة وأنّما
    أبكي مخافة أن تطول حياتي


  • #2
    كنت اتمنى يشهد الله وابحث حول دفع الخواطر او كما يسمونه اهل العرفان والسلوك والاخلاق نفي الخواطر وفي الحقيقه قاطبة اهل العرفان والسلوك قالوا ان اصعب طريق في السلوك هو نفي الخواطر فاذا تجاوز السالك والاخلاقي هذا المحور والمسار سار كالطير في حديقة الايمان والطاعة وعاش الشوق والعشق الالهي في ساحة القدس وقد ذكر بعض العارفين في رسائلهم السلوكيه كثير من مريدين هذا الطريق قد تركوا هذا الطريق بسبب عدم تمكنهم من نفي الخواطر ) واخرا وليس اخيرا اقدم لكم الشكر الكبير والكثير نحو هذا الموضوع الاخلاقي ونعتذر اذا اسئنا التعبير

    تعليق


    • #3
      كل الشكروالامتنان لك أخي الفاضل
      بهاء الدين اللبناني
      على التوضيح الجميل والمفيد
      وفقنا الله جميعا لهذا الطريق
      الذي فيه صلاحنا دنيا وآخرة لم تُسيء التعبير
      بل أبدعت .. وأفدت فيه
      لكل أجتماع من خليلين فرقة
      وكل الذي دون الممات قليل
      وأن أفتقادي فاطمة بعد أحمد
      دليل على ان لا يدوم خليل
      نفسي على زفراتها محبوسة
      ياليتها خرجت مع الزفرات
      لا خير بعدك في الحياة وأنّما
      أبكي مخافة أن تطول حياتي

      تعليق

      يعمل...
      X