بسم الله الرحمن الرحيم
بعد المقدمة التي طرحناها في الحلقة السابقة سوف نرد على شبهة المخالفين لمذهب الحق وسبيل النجاة مذهب اهل البيت عليهم السلام التي تقول (لوكانوا ائمة الشيعة منصوص عليهم ومنصبين من الله تعالى لذكروا في القران وبما انهم لم يذكروا فهذا يدل على بطلان ادعاء الشيعة في امامتهم) فنقول :اولا/ان هذا الاشكال مطرد على جميع امور الشريعة المحمدية الدين باصوله وفروعه لم يبين بشكل صريح في القران
مثلا 1- أ- كلام الله قدمه وحدوثه
ب- عدد الانبياء واسماء الانبياء
ج- اشراط الساعة وعقيدة المهدي
د- خلافة الاول والثاني اين هي في القران
2- وهذا ما صرح به الالباني في كتابه (منتهى الاماني )من وجود بعض العقائد لم تذكر في القران مثل نبوة ادم وافضلية وشفاعة ومعجزات النبي محمد (صلى الله عليه واله )
ثانيا: كما ان الالتزام بتفسير القران بسنة النبي كان رائجا ومعروفا في زمن الصحابة؟ وهناك الشواهد الكثيرة في كتب المخالفين
1- 5939- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ لَعَنَ عَبْدُ اللَّهِ الْوَاشِمَاتِ ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ . فَقَالَتْ أُمُّ يَعْقُوبَ مَا هَذَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَمَا لِىَ لاَ أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ ، وَفِى كِتَابِ اللَّهِ . قَالَتْ وَاللَّهِ لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ فَمَا وَجَدْتُهُ . قَالَ وَاللَّهِ لَئِنْ قَرَأْتِيهِ لَقَدْ وَجَدْتِيهِ ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) صحيح البخاري ج6 ص58
ثالثا/ دلالة القران على مبدى الامامة وهي على قسمي
1- الامامة العامة من دون تشخيصها بالائمة من اهل البيت (عليهم السلام) كما في الامامة الابراهيمية
أ- قال تعالى (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (124) البقرة فمن الواضح ان الله تعالى اعطى ابراهيم الخليل الامامة بعد ان كان نبيا ورسولا وخليلا وقد تعرض لسلسة من الابتلاءات والاختبارات وانه طلب منصب الامامة لذريته ،وهذا يدل على ان الامامة حصل عليها ابراهيم عليه السلام في سن الشيخوخة وكما تعلمون انه رزق الذرية وهو شيخ كبير فليس من المعقول ان يطلب الامامة لذريته قبل وجودهم
اضافة الى ذلك فان جاعل اسم فاعل واسم الفاعل لايعمل في المفعول (اماما) الا اذا كان بمعنى الحال والاستقبال ولايعمل في الماضي ،وبمعنى اوضح ان النبوة عندما كانت مسبقا للنبي ابراهيم فلابد ان تكون الامامة في الحال والاستقبال لان اسم الفاعل لايعمل في الماضي وهذا رد على من قال ان الامامة هي النبوة بل ان مقام الامامة مغاير لمقام النبوة والرسالة
ب- قوله تعالى (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ )(73) الانبياء
ت- قوله تعالى (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ )(5) القصص
هذان الايتان يدلان بشكل واضح على ان مقام الامامة لابد ان يكون بجعل وتنصيص من الله تعالى
ث – قوله تعالى

هذه الاية المباركة قرنت طاعة اولي الامر بطاعة الله تعالى مما تكشف على ان هذه الولاية متفرعة على ولاية الله وولاية الرسول (صلى الله عليه واله) وهي شاهد على ان الولاية والامامة والقيادة ليس من صلاحية الامة ولابتنصيبهم لان الاية بينت ان اللازم على الامة الطاعة والانقياد في ذلك حسب
اما ايات الامامة الخاصة باهل البيت (عليهم السلام) سوف نفرد لها حلقة خاصة ان شاء الله