بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين محمد واله الطاهرين
وبعد
من عجيب ما روى عن صبر النساء عند نزول المصيبة ما فعلته أم سليم زوجة ابي طلحة حين مات ولدها وفلذة كبدها
وزوجها خارج البيت – فقامت هي بكل صبر- بتغسيله وتكفينه ثم وضعه في ناحية البيت فلما جاء زوجها وهو متعب من عمله لم تخبره بوفاة ولده بل تجلدة امامه وقامت بواجبها أحسن قيام وقدمت له كعادتها الطعام ولبست احسن ثيابها وظهر أمامه بما يجب ان تظهر به عند لقائه ولما سأل عن ولده كتمت أمره وقالت : لقد هدأت نفسه وأرجوا ان يكون قد استراح
فأدخلت بهذه التورية الجميلة على نفسه الطمأنينة على ولده ، فنام مستقر البال ، وفي اثنا الليل اشتهت نفسه ما يشتهي الزوج من زوجته فمكنته من نفسها دون أي توقف او تردد وعند الصباح اغتسل من الجنابة وأراد ان يذهب لمشاهدة وله
فأخبرته بموته فعجب من صبرها فخرج الى المسجد وأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه واله فدعا لهما بحسن الصبر وحسن الجزاء وحسن العوض، فاستجاب الله دعاء نبيه صلى الله عليه واله ورزقهما تسعة أولاد صالحين ،
فلا تعجب من هذا لأن القران يقول (({وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}
اللهم الهمنا الصبر يارب :
ببابك عبد من عبيدك واقف كثير الخطايا جاء يسألك العفو
فأنزل عليه الصبر يامن بفضله على قوم موسى انزل المنِّ والسلوى
تعليق