المؤمن يكون يتمسك بعروة الصبر في مواطن الخطر ، وقور لا يخرج عن طوره ، شاكراً لربه قانعاً برزقه
روي عن الاِمام الصادق عليه السلام أنّه قال : « ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان خصال : وقورٌ عند الهزائز ، صبور عند البلاء ، شكور عند الرخاء ، قانع بما رزقه الله ، لا يظلم الاَعداء ، ولا يتحامل للاَصدقاء ، بدنه منه في تعب ، والناس منه في راحة » (1).
ولا بدَّ من إلفات النظر إلى أنّ المؤمن وعلى الرغم من صلابته الاِيمانية فهو يتصف بالمرونة مثل العشب الناعم ينحني أمام النسيم ولكن لاينكسر للعاصفة ، يقول الاِمام الصادق عليه السلام : « المؤمن له قوّة في دين ، وحزم في لين ، وإيمان في يقين
يرفع الاِنسان إلى أعلى الدرجات الاِيمانية كما رفع الاِمام عليّاً عليه السلام بحيث أنّ ربِّ العزة يفاخر به ملائكته المقربين.
ومن الاِيثار ما يكون معنوياً كإيثار الصدق على الكذب مع توقع الضرر ، وذلك من أجلى علائم الاِيمان ، قال أمير المؤمنين عليه السلام : « الاِيمان أن تؤثر الصدق حيثُ يضرك على الكذب حيثُ ينفعك » (2).
الخُلق الحسن :
وهو عنوان صحيفة المؤمن (3) ، وأن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة وشرف المنازل وإنّه لضعيف العبادة كما يقول الرسول الاَكرم صلى الله عليه وآله وسلم (4).
وقد ورد عن الاِمام أبي جعفر عليه السلام : « إنَّ أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً » (5). وقال أمير المؤمنين عليه السلام موصياً : « روضوا أنفسكم على الاَخلاق الحسنة فإنَّ العبد المؤمن يبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم »(6).
إذن فالخلق الحسن أحد مقاييس الاِيمان ، يصل من خلاله المؤمن إلى مقامات عالية ويحصل به على أوسمة معنوية رفيعة ، فمن حكم ومواعظ
أمير المؤمنين عليه السلام : « ... عليكم بمكارم الاخلاق فإنها رفعة ، وإيّاكم والاَخلاق الدّنية فإنها تضع الشريف ، وتهدم المجد » (1).
: أنواع الاِيمان :
يمكن تقسيم الاِيمان بالنظر إلى رسوخه وثباته أو عدمه إلى ثلاثة أقسام هي : ـ
الاِيمان الفطري :
كإيمان الاَنبياء والاَوصياء عليهم السلام ، الذين لاتخالجهم الشكوك ، ولا يكونون نهباً للوساوس ، لاَنّ الله تعالى فطرهم على الاِيمان به واليقين بما أخبرهم عنه من مكنون غيبه.
يقول الاِمام الصادق عليه السلام : « إنَّ الله جبل النبيين على نبوتهم ، فلا يرتدون أبداً ، وجبل الاَوصياء على وصاياهم فلا يرتدون أبداً ، وجبل بعض المؤمنين على الاِيمان فلا يرتدون أبداً ، ومنهم من أعير الاِيمان عارية ، فإذا هو دعا وألحَّ في الدعاء مات على الاِيمان » (2).
الاِيمان المستودع :
وهو الاِيمان الصوري غير المستقر الذي سرعان ما تزعزعه عواصف الشبهات ووساوس الشيطان ويُعبر عنه ـ أيضاً ـ بالاِيمان المعار كأنما يستعير صاحبه الاِيمان ثم يلبسه ولكن سرعان ما ينزعه ويتخلى عنه ، ويذهب بعيداً مع أهوائه ومصالحه. عن الفضل بن يونس عن أبي الحسن عليه السلام قال : « أكثر من أن تقول : اللّهمَّ
فالمؤمن يكون ثابتاً كالطود الشامخ لم تزعزعه الحوادث ويستسهل كل صعب بقلب مطمئن بقضاء الله وقدره ، ويتمسك بعروة الصبر في مواطن الخطر ، وقور لا يخرج عن طوره ، شاكراً لربه قانعاً برزقه ، يؤثر راحة الآخرين على راحته كالشجرة العظيمة في الصحراء
وعن علماء النفس يقول علماء النفس : قل لنا فيم تفكر نقل لك من أنت .
ففكر الاِنسان الذي يتجسد في أقواله وينعكس على أعماله يكشف عن شخصيته ومتبنياته العقيدية .
والاِسلام يعتبر التفكر في أمر الله مؤشراً عظيماً على الاِيمان ، يقول الاِمام الصادق عليه السلام : « ليست العبادة كثرة الصلاة والصوم إنّما العبادة التفكر في أمر الله عزَّ وجلَّ » .
يقول علماء النفس : قل لنا فيم تفكر نقل لك من أنت .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ اُصول الكافي 2 : 55/4 باب الاِيمان والكفر.
2 ـ تنبيه الخواطر 1 : 250/باب التفكر.
تعليق