بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
شبهة عدم وصول النص على امير المؤمنين عليه السلام الينا
وتقرير الشبهة انا نقول: لو كان هنالك نص على الامامة لبان من الصحابة كيف وهو من اعظم الامور مع توفر الداعي وارتفاع المانع ومع كل هذا ولا يظهرالنص, عادتاً هذا يكون مستحيل
وعلية يمكن ان نحلل هذه الشبهة الى اربع دواعي
الاولى:النص لو كان لبان
الثانية:هنالك دواعي لنقله فلماذا لم ينقل
الثالث:هؤلاء يعلمون بحرمة كتم السنة
الرابعة:وهم الذين نقلوا فظائل اهل البيت (عليهم السلام )فلو كتموا النص لكتموا الفظائل
وقبل الاجابة على هذه الدعاوي هنالك جواب عام للجميع فنقول:ان كل ماذكر مبني على اخذ الدين من الصحابة فقط وفقط وهذا لا نلتزم به كامامية .
اما الدعوى الاولى :نعم ان النص موجود ومن مصادركم المعتبرة {حديث الثقلين وحديث الغدير وحديث المنزلة وحديث الطائر}وغيرها من الاحاديث وقد نشرت انا شخصيا موضوع بعنوان (وثيقة من كتب المخالفين)في منتدى الامامة فراجع الاحاديث.
اما الدعوى الثانية:{الداعي وارتفاع المانع}
فنقول:
اولاً:فأن الموانع قد حصلت كما صرح به البخاري في رزية الخميس حيث قال: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - أَنَّهُ قَالَ يَوْمُ الْخَمِيسِ ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ ثُمَّ بَكَى حَتَّى خَضَبَ دَمْعُهُ الْحَصْبَاءَ فَقَالَ اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَجَعُهُ يَوْمَ الْخَمِيسِ فَقَالَ « ائْتُونِى بِكِتَابٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا » . فَتَنَازَعُوا وَلاَ يَنْبَغِى عِنْدَ نَبِىٍّ تَنَازُعٌ فَقَالُوا هَجَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - . قَالَ « دَعُونِى فَالَّذِى أَنَا فِيهِ خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونِى إِلَيْهِ » . باب هل يستشفع الى اهل الذمة.
وهنا وقفة فنقول من الذي قال هجر ؟؟؟
و ما نقله ابي يعلى في مسنده يثير الاستفهام اكثر قال:{ حدثنا عبيد الله ، حدثنا أبي ، حدثنا قرة ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله قال : « دعا النبي صلى الله عليه وسلم بصحيفة عند موته يكتب فيها كتابا لأمته قال : لا يضلون ولا يضلون » ، فكان في البيت لغط ، فتكلم عمر بن الخطاب ، فرفضه النبي صلى الله عليه وسلم} والسؤال لماذا رفضه النبي ؟
الجواب عند كتاب الثقاة لابن حبان قال: بسند طويل
{قال ثنا عثمان بن عمر قال ثنا قرة بن خالد السدوسي عن أبى الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بصحيفة عند موته فكتب لهم فيها شيئا لا يضلون ولا يضلون وكان في البيت لغط وتكلم عمر فرفضها...}
ثانيا:مانقل عن {الكتاب : الشفا بتعريف حقوق المصطفى - مذيلا بالحاشية المسماة مزيل الخفاء عن ألفاظ الشفاء}
المؤلف : العلامة القاضي أبو الفضل عياض اليحصبي 544 هـ
الحاشية : العلامة أحمد بن محمد بن محمد الشمنى 873
فنقل في الحاشية العلامة احمد{وهذا أحسن ما يقال فيه ولا يجعل إخبارا فيكون من الفحش والهذيان والقائل كان عمر لا يظن به ذلك انتهى،}!!!!!
فان التلاعب واضح وقد تقدم الحديث في البخاري على سبيل الاخبار بحسب ما تقدم فمن اين لكم ,لايضن به ذلك !!!
ثالثاً:ان بعض الصحابة تركوا السنة بغضهم لعلي عليه السلام فما نقله الحاكم في المستدرك قائلاً: أخبرنا إسحاق بن محمد بن خالد الهاشمي بالكوفة ، ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة الغفاري ، ثنا خالد بن مخلد القطواني ، وأخبرني أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد المؤذن ، ثنا محمد بن إسحاق الإمام ، ثنا علي بن مسلم ، ثنا خالد بن مخلد ، ثنا علي بن مسهر ، عن ميسرة بن حبيب ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، قال : كنا مع ابن عباس بعرفة ، فقال لي : يا سيد ما لي لا أسمع الناس يلبون ؟ فقلت : يخافون من معاوية ، قال : فخرج ابن عباس من فسطاطه ، فقال : « لبيك اللهم لبيك ، فإنهم قد تركوا السنة من بغض علي رضي الله عنه » « هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه » باب "اللهم لبيك
والحديث غني عن التعليق .
اما الدعوى الثالثة:{هؤلاء يعلمون بحرمة كتم السنة}
الجواب عن ذلك ,التزم الكثير من علمائكم بالمنع من تدوين الحديث بما فيها النص على امير المؤمنين عليه السلام قال :صاحب المستدرك
الاول:{حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، أنبأ ابن وهب ، قال : سمعت سفيان بن عيينة ، يحدث ، عن بيان ، عن عامر الشعبي ، عن قرظة بن كعب ، قال : خرجنا نريد العراق فمشى معنا عمر بن الخطاب إلى صرار فتوضأ ثم قال : « أتدرون لم مشيت معكم ؟ » قالوا : نعم ، نحن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مشيت معنا ، قال : « إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل فلا تبدونهم بالأحاديث فيشغلونكم ، جردوا القرآن ، وأقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وامضوا وأنا شريككم » فلما قدم قرظة قالوا : حدثنا ، قال : نهانا ابن الخطاب }« هذا حديث صحيح الإسناد ، له طرق تجمع ويذاكر بها وقرظة بن كعب الأنصاري صحابي سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن شرطنا في الصحابة أن لا نطويهم ، وأما سائر رواته فقد احتجا به»
الثاني: [ تذكرة الحفاظ - الذهبي ]قال: عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة وقلت له أكنت تحدث في زمان عمر هكذا فقال لو كنت أحدث في زمان عمر مثل ما أحدثكم لضربني بمخفقته معن بن عيسى أنا مالك عن عبد الله بن إدريس عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه أن عمر حبس ثلاثة بن مسعود وأبا الدرداء وأبا مسعود الأنصاري فقال قد أكثرتم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
الثالث:تاريخ دمشق لابن عساكر قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي حدثنا أبو محمد الكتاني أنبأنا تمام بن محمد وأبو محمد بن أبي نصر وأبو نصر بن الجندي وأبو بكر القطان وأبو القاسم بن أبي العقب حدثنا أبو زرعة حدثنا محمد بن زرعة الرعيني ح وأخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا تمام بن محمد وعبد الرحمن بن عثمان وعقيل بن عبيد الله ح وأخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر قالوا أنبأنا أبو بكر أحمد بن القاسم أنبأنا أبو زرعة حدثنا محمد بن زرعة حدثنا مروان عن سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله عن السائب بن يزيد قال سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي هريرة لتتركن الحديث عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أو لألحقنك بأرض دوس وانقطع من كتاب أبي بكر كلمة معناها دوس وقال لكعب لتتركن الحديث أو لألحقنك بأرض القردة.
ومن الشاهد ايضا هنالك كلام للعلماء من المخالفين لم ننقله رعايتاً للاختصار,ولان الامر بدا واضحا من خلال هذا الايضاح .
اما الدعوى الرابعة{القائلة وهم ـ اي الصحابة ـ نقلوا الفضائل ولو كتموا النص لكتموا الفضائل}
الجواب: يمكن تحليل هذه الشبهة الى اربعة فروض
الاول:ان بعض الصحابة كتموا الفضائل
الثاني:بعض الصحابة نشروا الفضائل
الثالث:بعض الصحابة نقلوا الفضائل
الرابع:بعض الصحابة لم ينقلوا الفضائل
اما على الفرض الاول نقول:الشاهد على بطلانه ان حديث الغدير نقلوه من الصحابة مئة وعشرة ,وحديث المنزلة مئة وعشرون وغيرها من الاحاديث المنقولة عنهم ,وعلية هذه الدعوى باطلة .
اما على الفرض الثاني نقول:
اولاً: ينقل احمد في مسنده قائلاً {حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ أَبِى عَبْدِ الرَّحِيمِ الْكِنْدِىِّ عَنْ زَاذَانَ أَبِى عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيًّا فِى الرَّحَبَةِ وَهُوَ يُنْشِدُ النَّاسَ مَنْ شَهِدَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ وَهُوَ يَقُولُ مَا قَالَ فَقَامَ ثَلاَثَةَ عَشَرَ رَجُلاً فَشَهِدُوا أَنَّهُمْ سَمِعُوا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يَقُولُ « مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِىٌّ مَوْلاَهُ ».}
الثاني:مانقله بن عساكر في تاريخ دمشق قائلاً{خطب الناس أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في الرحبة قال أنشد الله امرأ نشدة الإسلام سمع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يوم غدير خم اخذ بيدي يقول ألست أولى بكم يا معشر المسلمين من أنفسكم قالوا بلى يا رسول الله قال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله إلا قام فقام بضعة عشر رجلا فشهدوا وكتم قوم فما فنوا من الدنيا حتى عموا}
باب علي بن ابي طالب
واما على الفرض الثالث فقد تقدم الكلام على ان الصحابة نقلوا الاحاديث المنقولة من الرسول الكريم صلى الله عليه واله على امير المؤمنين عليه السلام
واما على الفرض الرابع : لنأخذ نموذجاً واحداً من الذين لم ينقلوا الفضائل
(عائشة )ورده في صحيح البخاري {حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ لَمَّا ثَقُلَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ ، اسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ فِى أَنْ يُمَرَّضَ فِى بَيْتِى ، فَأَذِنَّ لَهُ ، فَخَرَجَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ رَجُلَيْنِ تَخُطُّ رِجْلاَهُ فِى الأَرْضِ بَيْنَ عَبَّاسٍ وَرَجُلٍ آخَرَ . قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَأَخْبَرْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ أَتَدْرِى مَنِ الرَّجُلُ الآخَرُ قُلْتُ لاَ . قَالَ هُوَ عَلِىٌّ .}
فلماذا لم تذكر عائشة امير المؤمنين بخير وهي مستطيعة على ذلك كما صرح به الطبري في تأريخه قال ما نصه{عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من البقيع فوجدني وأنا أجد صداعا في رأسي وأنا أقول وارأساه قال بل أنا والله يا عائشة وارأساه ثم قال ما ضرك لو مت قبلى فقمت عليك
وكفنتك وصليت عليك ودفنتك فقلت والله لكأنى بك لو فعلت ذلك رجعت إلى بيتى فأعرست ببعض نسائك قالت فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وتتام به وجعه وهو يدور على نسائه حتى استعز به وهو في بيت ميمونة فدعا نساءه فاستأذنهن أن يمرض في بيتى فأذن له فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بين رجلين من أهله أحدهما الفضل بن العباس ورجل آخر تخط قدماه الارض عاصبا رأسه حتى دخل بيتى (قال عبيد الله) فحدثت هذا الحديث عنها عبد الله ابن عباس فقال هل تدرى من الرجل قلت لا قال علي بن أبى طالب ولكنها كانت لا تقدر على أن تذكره بخير وهى تستطيع!!!}
وعطاءبن يسار يقول :{ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِى ثَابِتٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ فَوَقَعَ فِى عَلِىٍّ وَفِى عَمَّارٍ عِنْدَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ أَمَّا عَلِىٌّ فَلَسْتُ قَائِلَةً لَكَ فِيهِ شَيْئاً وَأَمَّا عَمَّارٌ فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « لاَ يُخَيَّرُ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلاَّ اخْتَارَ أَرْشَدَهُمَا ». تحفة 17397 معتلى 11984} مسند احمد , باب: حديث السيدة عائشة.
فما بالك بما دون ام المؤمنين عائشة!!!
والحمد لله رب العالمين
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
شبهة عدم وصول النص على امير المؤمنين عليه السلام الينا
وتقرير الشبهة انا نقول: لو كان هنالك نص على الامامة لبان من الصحابة كيف وهو من اعظم الامور مع توفر الداعي وارتفاع المانع ومع كل هذا ولا يظهرالنص, عادتاً هذا يكون مستحيل
وعلية يمكن ان نحلل هذه الشبهة الى اربع دواعي
الاولى:النص لو كان لبان
الثانية:هنالك دواعي لنقله فلماذا لم ينقل
الثالث:هؤلاء يعلمون بحرمة كتم السنة
الرابعة:وهم الذين نقلوا فظائل اهل البيت (عليهم السلام )فلو كتموا النص لكتموا الفظائل
وقبل الاجابة على هذه الدعاوي هنالك جواب عام للجميع فنقول:ان كل ماذكر مبني على اخذ الدين من الصحابة فقط وفقط وهذا لا نلتزم به كامامية .
اما الدعوى الاولى :نعم ان النص موجود ومن مصادركم المعتبرة {حديث الثقلين وحديث الغدير وحديث المنزلة وحديث الطائر}وغيرها من الاحاديث وقد نشرت انا شخصيا موضوع بعنوان (وثيقة من كتب المخالفين)في منتدى الامامة فراجع الاحاديث.
اما الدعوى الثانية:{الداعي وارتفاع المانع}
فنقول:
اولاً:فأن الموانع قد حصلت كما صرح به البخاري في رزية الخميس حيث قال: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - أَنَّهُ قَالَ يَوْمُ الْخَمِيسِ ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ ثُمَّ بَكَى حَتَّى خَضَبَ دَمْعُهُ الْحَصْبَاءَ فَقَالَ اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَجَعُهُ يَوْمَ الْخَمِيسِ فَقَالَ « ائْتُونِى بِكِتَابٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا » . فَتَنَازَعُوا وَلاَ يَنْبَغِى عِنْدَ نَبِىٍّ تَنَازُعٌ فَقَالُوا هَجَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - . قَالَ « دَعُونِى فَالَّذِى أَنَا فِيهِ خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونِى إِلَيْهِ » . باب هل يستشفع الى اهل الذمة.
وهنا وقفة فنقول من الذي قال هجر ؟؟؟
و ما نقله ابي يعلى في مسنده يثير الاستفهام اكثر قال:{ حدثنا عبيد الله ، حدثنا أبي ، حدثنا قرة ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله قال : « دعا النبي صلى الله عليه وسلم بصحيفة عند موته يكتب فيها كتابا لأمته قال : لا يضلون ولا يضلون » ، فكان في البيت لغط ، فتكلم عمر بن الخطاب ، فرفضه النبي صلى الله عليه وسلم} والسؤال لماذا رفضه النبي ؟
الجواب عند كتاب الثقاة لابن حبان قال: بسند طويل
{قال ثنا عثمان بن عمر قال ثنا قرة بن خالد السدوسي عن أبى الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بصحيفة عند موته فكتب لهم فيها شيئا لا يضلون ولا يضلون وكان في البيت لغط وتكلم عمر فرفضها...}
ثانيا:مانقل عن {الكتاب : الشفا بتعريف حقوق المصطفى - مذيلا بالحاشية المسماة مزيل الخفاء عن ألفاظ الشفاء}
المؤلف : العلامة القاضي أبو الفضل عياض اليحصبي 544 هـ
الحاشية : العلامة أحمد بن محمد بن محمد الشمنى 873
فنقل في الحاشية العلامة احمد{وهذا أحسن ما يقال فيه ولا يجعل إخبارا فيكون من الفحش والهذيان والقائل كان عمر لا يظن به ذلك انتهى،}!!!!!
فان التلاعب واضح وقد تقدم الحديث في البخاري على سبيل الاخبار بحسب ما تقدم فمن اين لكم ,لايضن به ذلك !!!
ثالثاً:ان بعض الصحابة تركوا السنة بغضهم لعلي عليه السلام فما نقله الحاكم في المستدرك قائلاً: أخبرنا إسحاق بن محمد بن خالد الهاشمي بالكوفة ، ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة الغفاري ، ثنا خالد بن مخلد القطواني ، وأخبرني أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد المؤذن ، ثنا محمد بن إسحاق الإمام ، ثنا علي بن مسلم ، ثنا خالد بن مخلد ، ثنا علي بن مسهر ، عن ميسرة بن حبيب ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، قال : كنا مع ابن عباس بعرفة ، فقال لي : يا سيد ما لي لا أسمع الناس يلبون ؟ فقلت : يخافون من معاوية ، قال : فخرج ابن عباس من فسطاطه ، فقال : « لبيك اللهم لبيك ، فإنهم قد تركوا السنة من بغض علي رضي الله عنه » « هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه » باب "اللهم لبيك
والحديث غني عن التعليق .
اما الدعوى الثالثة:{هؤلاء يعلمون بحرمة كتم السنة}
الجواب عن ذلك ,التزم الكثير من علمائكم بالمنع من تدوين الحديث بما فيها النص على امير المؤمنين عليه السلام قال :صاحب المستدرك
الاول:{حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، أنبأ ابن وهب ، قال : سمعت سفيان بن عيينة ، يحدث ، عن بيان ، عن عامر الشعبي ، عن قرظة بن كعب ، قال : خرجنا نريد العراق فمشى معنا عمر بن الخطاب إلى صرار فتوضأ ثم قال : « أتدرون لم مشيت معكم ؟ » قالوا : نعم ، نحن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مشيت معنا ، قال : « إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل فلا تبدونهم بالأحاديث فيشغلونكم ، جردوا القرآن ، وأقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وامضوا وأنا شريككم » فلما قدم قرظة قالوا : حدثنا ، قال : نهانا ابن الخطاب }« هذا حديث صحيح الإسناد ، له طرق تجمع ويذاكر بها وقرظة بن كعب الأنصاري صحابي سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن شرطنا في الصحابة أن لا نطويهم ، وأما سائر رواته فقد احتجا به»
الثاني: [ تذكرة الحفاظ - الذهبي ]قال: عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة وقلت له أكنت تحدث في زمان عمر هكذا فقال لو كنت أحدث في زمان عمر مثل ما أحدثكم لضربني بمخفقته معن بن عيسى أنا مالك عن عبد الله بن إدريس عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه أن عمر حبس ثلاثة بن مسعود وأبا الدرداء وأبا مسعود الأنصاري فقال قد أكثرتم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
الثالث:تاريخ دمشق لابن عساكر قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي حدثنا أبو محمد الكتاني أنبأنا تمام بن محمد وأبو محمد بن أبي نصر وأبو نصر بن الجندي وأبو بكر القطان وأبو القاسم بن أبي العقب حدثنا أبو زرعة حدثنا محمد بن زرعة الرعيني ح وأخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا تمام بن محمد وعبد الرحمن بن عثمان وعقيل بن عبيد الله ح وأخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر قالوا أنبأنا أبو بكر أحمد بن القاسم أنبأنا أبو زرعة حدثنا محمد بن زرعة حدثنا مروان عن سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله عن السائب بن يزيد قال سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي هريرة لتتركن الحديث عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أو لألحقنك بأرض دوس وانقطع من كتاب أبي بكر كلمة معناها دوس وقال لكعب لتتركن الحديث أو لألحقنك بأرض القردة.
ومن الشاهد ايضا هنالك كلام للعلماء من المخالفين لم ننقله رعايتاً للاختصار,ولان الامر بدا واضحا من خلال هذا الايضاح .
اما الدعوى الرابعة{القائلة وهم ـ اي الصحابة ـ نقلوا الفضائل ولو كتموا النص لكتموا الفضائل}
الجواب: يمكن تحليل هذه الشبهة الى اربعة فروض
الاول:ان بعض الصحابة كتموا الفضائل
الثاني:بعض الصحابة نشروا الفضائل
الثالث:بعض الصحابة نقلوا الفضائل
الرابع:بعض الصحابة لم ينقلوا الفضائل
اما على الفرض الاول نقول:الشاهد على بطلانه ان حديث الغدير نقلوه من الصحابة مئة وعشرة ,وحديث المنزلة مئة وعشرون وغيرها من الاحاديث المنقولة عنهم ,وعلية هذه الدعوى باطلة .
اما على الفرض الثاني نقول:
اولاً: ينقل احمد في مسنده قائلاً {حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ أَبِى عَبْدِ الرَّحِيمِ الْكِنْدِىِّ عَنْ زَاذَانَ أَبِى عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيًّا فِى الرَّحَبَةِ وَهُوَ يُنْشِدُ النَّاسَ مَنْ شَهِدَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ وَهُوَ يَقُولُ مَا قَالَ فَقَامَ ثَلاَثَةَ عَشَرَ رَجُلاً فَشَهِدُوا أَنَّهُمْ سَمِعُوا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يَقُولُ « مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِىٌّ مَوْلاَهُ ».}
الثاني:مانقله بن عساكر في تاريخ دمشق قائلاً{خطب الناس أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في الرحبة قال أنشد الله امرأ نشدة الإسلام سمع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يوم غدير خم اخذ بيدي يقول ألست أولى بكم يا معشر المسلمين من أنفسكم قالوا بلى يا رسول الله قال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله إلا قام فقام بضعة عشر رجلا فشهدوا وكتم قوم فما فنوا من الدنيا حتى عموا}
باب علي بن ابي طالب
واما على الفرض الثالث فقد تقدم الكلام على ان الصحابة نقلوا الاحاديث المنقولة من الرسول الكريم صلى الله عليه واله على امير المؤمنين عليه السلام
واما على الفرض الرابع : لنأخذ نموذجاً واحداً من الذين لم ينقلوا الفضائل
(عائشة )ورده في صحيح البخاري {حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ لَمَّا ثَقُلَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ ، اسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ فِى أَنْ يُمَرَّضَ فِى بَيْتِى ، فَأَذِنَّ لَهُ ، فَخَرَجَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ رَجُلَيْنِ تَخُطُّ رِجْلاَهُ فِى الأَرْضِ بَيْنَ عَبَّاسٍ وَرَجُلٍ آخَرَ . قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَأَخْبَرْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ أَتَدْرِى مَنِ الرَّجُلُ الآخَرُ قُلْتُ لاَ . قَالَ هُوَ عَلِىٌّ .}
فلماذا لم تذكر عائشة امير المؤمنين بخير وهي مستطيعة على ذلك كما صرح به الطبري في تأريخه قال ما نصه{عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من البقيع فوجدني وأنا أجد صداعا في رأسي وأنا أقول وارأساه قال بل أنا والله يا عائشة وارأساه ثم قال ما ضرك لو مت قبلى فقمت عليك
وكفنتك وصليت عليك ودفنتك فقلت والله لكأنى بك لو فعلت ذلك رجعت إلى بيتى فأعرست ببعض نسائك قالت فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وتتام به وجعه وهو يدور على نسائه حتى استعز به وهو في بيت ميمونة فدعا نساءه فاستأذنهن أن يمرض في بيتى فأذن له فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بين رجلين من أهله أحدهما الفضل بن العباس ورجل آخر تخط قدماه الارض عاصبا رأسه حتى دخل بيتى (قال عبيد الله) فحدثت هذا الحديث عنها عبد الله ابن عباس فقال هل تدرى من الرجل قلت لا قال علي بن أبى طالب ولكنها كانت لا تقدر على أن تذكره بخير وهى تستطيع!!!}
وعطاءبن يسار يقول :{ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِى ثَابِتٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ فَوَقَعَ فِى عَلِىٍّ وَفِى عَمَّارٍ عِنْدَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ أَمَّا عَلِىٌّ فَلَسْتُ قَائِلَةً لَكَ فِيهِ شَيْئاً وَأَمَّا عَمَّارٌ فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « لاَ يُخَيَّرُ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلاَّ اخْتَارَ أَرْشَدَهُمَا ». تحفة 17397 معتلى 11984} مسند احمد , باب: حديث السيدة عائشة.
فما بالك بما دون ام المؤمنين عائشة!!!
والحمد لله رب العالمين
تعليق