بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين واصحابه المنتجبين الذين اتبعوه باحسان الى يوم الدين يحمل التراث العلمي الشيعي بين طياته الكثير من المعارف والعلوم في مختلف المجالات العلمية ومن هذه المعارف تراجم صحابة رسول صلى الله عليه واله وسلم الذين حملوا راية الاسلام ودافعوا عن الدين وجاهدوا واستشهد بعضهم من اجل الرسالة السماوية التي جاء بها النبي الخاتم ومع وجود كل هذه التراجم في كتب الشيعة ياتي البعض ممن يدعي العلم ويكيل التهم جزافا على الشيعة ومن هذه التهم ان الشيعة يسبون الصحابة ولايعترفون الا بثلاثة من الصحابة او اربعة والاعجب من ذلك هم الذين يتبعون هولاء في اكاذيبهم ونحن في عصر العلم والتقدم وكتب الشيعة متوفرة في كل الامكنة وعلى شبكات الانترنيت ويمكن الحصول عليها نعم ولايكلفون انفسهم بالبحث عن الحقيقة وقد صارت هذه التهم مدعاة الى قتل الشيعة في كثير من الاماكن ومما يعاني منه العراق وباكستان وافغانستان خير شاهد على ذلك وهنا بودي ان ذكر ترجمة حياة احد الصحابة الا وهو الصحابي ابو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولكن قبل ذلك اقدم مقدمة لذلك ان الصحبة للنبي ليس فيها مزية ولاتوجب فضلا والشيعة يقسمون الصحابة الى ثلاثة اقسام
1 الصحابة الذين ماتوا او استشهدوا مع النبي في حياة النبي
وهولاء لهم منا الاحترام والتقديس اعترفا منا لما قدموه في سبيل اعلاء راية الاسلام والدفاع عن النبي وحمل هم الاسلام على عاتقهم ولهم الفضل في نشر الاسلام وانتقاله للاجيال بعدهم رضوان الله عليهم ومن هولاء على سبيل المثال لا الحصر الصحابي الجليل مصعب بن عمير الذي كان سفير الرسول الى المدينة المنورة بعد بيعة العقبة الثانية أي قبل هجرة الرسول الى المدينة المنورة وهنا اسجل نقطة مهمة وهي اعتماد الرسول على عملية التبليغ في نشر دعوته واعتمادا على الطاقات الشابة فان مصعب كان من شباب المسلمين لما للشباب من اهمية في صنع رقي الامة نعم وختم هذا الصحابي الجليل حياته بالشهادة في معركة احد كما نص على ذلك الشيخ المفيد في الارشاد (وفي يوم أحد وكان اللواء يومئذ في بني عبد الدار ، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير ، فاستشهد ووقع اللواء من يده فتشوفته القبائل ، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وآله فدفعه إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فجمع له يومئذ الراية واللواء فهما إلى اليوم في بني هاشم)[1]
2 الصحابة الذين عاشوا بعد رسول الله وارتدوا وانقلبوا عن الاسلام وقد وصفهم القران بقوله (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)[2]وهولاء كثر ومن يراجع كتب التاريخ وكتب الحديث يجد الكثير
3 الصحابة الذين عاشوا بعد رسول الله وماتوا وهم على ايمانهم وهولاء ايضا كثيرون ومنهم صاحب الترجمة وهو الصحابي الجليل ابو رافع فلننظر ماذا قال عنه الشيعة في كتبهم عند ترجمته قال صحاب كتاب الفهرست او رجال النجاشي
أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله ، واسمه أسلم ، كان للعباس بن عبد المطلب رحمة الله عليه فوهبه للنبي صلى الله عليه وآله . فلما بشر النبي باسلام العباس أعتقه ............. أسلم أبو رافع قديما بمكة ، وهاجر إلى المدينة وشهد مع النبي صلى الله عليه وآله مشاهده ولزم أمير المؤمنين عليه السلام من بعده ، وكان من خيار الشيعة ، و شهد معه حروبه ، وكان صاحب بيت ماله بالكوفة . وابناه عبيد الله وعلي كاتبا أمير المؤمنين عليه السلام أخبرنا محمد بن جعفر قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدثنا أبو الحسين أحمد بن يوسف الجعفي قال : حدثنا علي بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : حدثنا إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين قال : حدثنا إسماعيل بن الحكم الرافعي ، عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن أبي رافع قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله [ وسلم ] وهو نائم أو يوحى إليه ، وإذا حية في جانب البيت فكرهت أن أقتلها فأوقظه فاضطجعت بينه وبين الحية حتى إن كان منها سوء يكون إلي دونه فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " ، ثم قال : الحمد لله الذي أكمل لعلي منيته وهنيئا لعلي بتفضيل الله إياه . ثم التفت فرآني إلى جانبه فقال : ما أضجعك ها هنا يا أبا رافع ؟ فأخبرته خبر الحية فقال : قم إليها فاقتلها ، فقتلتها . ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيدي فقال : يا أبا رافع كيف أنت وقوم يقاتلون عليا [ و ] هو على الحق وهم على الباطل ، يكون حقا في الله جهادهم ، فمن لم يستطع جهادهم فبقلبه ، فمن لم يستطع فليس وراء ذلك شئ ، فقلت : ادع لي إن أدركتهم أن يعينني الله ويقويني على قتالهم . فقال : " اللهم إن أدركهم فقوه وأعنه " ثم خرج إلى الناس فقال : " يا أيها الناس ، من أحب أن ينظر إلى أميني على نفسي و أهلي فهذا أبو رافع أميني على نفسي "
قال عون بن عبيد الله بن أبي رافع : فلما بويع علي وخالفه معاوية بالشام وسار طلحة والزبير إلى البصرة قال أبو رافع : هذا قول رسول الله صلى الله عليه وآله [ وسلم ] سيقاتل عليا قوم يكون حقا في الله جهادهم . فباع أرضه بخيبر وداره ثم خرج مع علي عليه السلام ، وهو شيخ كبير له خمس وثمانون سنة ، وقال : الحمد لله لقد أصبحت [ و ] لا أحد بمنزلتي لقد بايعت البيعتين بيعة العقبة وبيعة الرضوان ، وصليت القبلتين وهاجرت الهجر الثلاث ، قلت : وما الهجر الثلاث ، قال :هاجرت مع جعفر بن أبي طالب رحمة الله عليه ( رحمه الله ) إلى ارض الحبشة ، وهاجرت مع رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة ، وهذه الهجرة مع علي بن أبي طالب عليه السلام إلى الكوفة ، فلم يزل مع علي حتى استشهد علي عليه السلام ، فرجع أبو رافع إلى المدينة مع الحسن عليه السلام ولا دار له بها ولا أرض ، فقسم له الحسن دار علي عليه السلام بنصفين وأعطاه سنخ ( سنح ) أرض أقطعه إياها .......... ولأبي رافع كتاب السنن والاحكام والقضايا .[3]
فرضوان الله على الصحابي الجليل (ابو رافع ) وها هو من الصحابة ومن اصحاب امير المومنين ومن الشيعة فهل الذين يتهمون الشيعة صموا او على اذانهم وقرا واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
ارجوا من الاخوة والاخوات رواد منتدى مدرسة الامام الحسين عليه السلام المشاركة وطرح تراجم الصحابة واصحاب الائمة عليهم السلام اظهارا للحق وكشفا لكذب المبطلين
[1] الارشاد ج1 ص 79 مكتبة اهل البيت
[2] ال عمران 144
[3] رجال النجاشي ص 6 مكتبة اهل البيت
تعليق