بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وال محمد
قال امير المؤمنين (عليه السلام )
خالطوا النّاس مخالطة إن متّم معها بكوا عليكم ، و إن عشتم حنّوا إليكم .
اللغة
( خالطه ) مخالطة و خلاطا : عاشره ( حنّ ) حنينا إليه : اشتاق المنجد .
المعنى
هذا بيان جامع لأدب المعاشرة و الخلطة مع الناس ، و المقصود أن تكون المخالطة ودّيّة و على قصد الاعانة للناس و جلب قلوبهم و التفاني في مصالحهم بحيث يحسّوا من فقده فقد محبّ و معين فيبكوا من فقده و فراقه ، و إذا كان حيّا يشتاقون إلى لقائه .
إذا قدرت على عدوّك فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه .
المعنى
القدرة من أفضل النعم و أمجد الكرم الّذي منّ اللَّه به على الكائنات ، فالقدرة هي النشاط و الحركة التي بها يستكمل كلّ موجود سيره و يصعد على درجات الكمال ، و بها تتصوّر المادة على أنواع شتّى الكائنات ، فالقدرة حركة في ذاتها و دفاع عن مضاداتها و كلّ عائق عن الحركة عدوّ لدود لا بدّ من دفعه و المضيّ في سبيل الرقى و الكمال .
و أفضل الدفاع عن العدوّ تسخيره و تحويله إلى رفيق مساعد كما يشاهد في استكمال القوى الحيويّة فانها تعمل في مضاداتها و تجعل منها آلاتها و معدّاتها فاذا ظهر تجاه الانسان عدوّ يضادّه و يعانده و أنعم اللَّه على عبده بالقدرة على عدوّه فليحذر سلّ سيف الانتقام ، بل يعفو عنه شكرا على هذه النعمة ، و يجعله بمنّه من أصدقائه و معاونيه ، فالشكر من موجبات مزيد النعم و وفور الكرم ، و العفو عن المسي ء يوجب ذلك بتحوّل العدوّ صديقا ، و السّاخط محبّا رفيقا .
و سير الأنبياء و الأكابر ملي ء بالعفو عند القدرة كيف ؟ و العفو من صفات اللَّه تعالى أقدر القادرين ، و القاهر فوق المذنبين كلّ حين .
و نقل في السير انه لما دخل كورش الأكبر معبد بابل كمن له ارتب على شجرة في طريقه ليرميه بسهم قاتل ، و لما رمى بسهمه كبا فرس كورش و هبط إلى الأرض فأخطأ السهم فأخذ ارتب و مثّل بين يدى كورش و لا يظنّ أحد أنه ينجو من القتل و لا طمع هو فيه ، و لكن كورش عفا عنه فصار من أخلص أصدقائه و أوفى خدمه و جنده ، و حضر معه كافة المعارك حتى إذا اصيب كورش بجرح و مات قتل ارتب نفسه فوق جنازته ، و لم يحبّ الحياة دونه بعده ، و هذا من أغرب آثار العفو عن العدوّ المذنب بعد القدرة عليه .
أعجز النّاس من عجز عن اكتساب الاخوان ، و أعجز منه من ضيّع من ظفر به منهم .
المعنى
يشير الحديث إلى أنّ الانسان كما يتوجّه إلى المال و يصرف عمره في تحصيله فلا بدّ من توجّهه إلى أمر آخر و هو صرف الوقت في تحصيل الأخوان و الأصدقاء و كما أنّ الوصول إلى الأموال عادة لا يكون على وجه الصدفة و الاختيار و لا يعتمد
الناس في تحصيل المال عليها ، كذلك الأصدقاء و الأخوان لا يجتمعون حول الانسان على وجه التصادف ، فلا بدّ من صرف الهمّة و بذل الثروة في تحصيلهم فانه أهون من تحصيل الأموال ، حيث إنّ حسن المعاشرة و بذل المعاونة مما يكتسب به الأصدقاء و لا مؤنة فيه ، و ربما يحصل الصديق بمسابقة السلام و التحية و بالزيارة و العيادة و سائر الروابط الحسنة الاجتماعيّة المعمولة بين الناس ، فمن ترك كلّ ذلك في سبيل تحصيل الأصدقاء و الأخوان فهو من أعجز النّاس ، و كما أنّ المال بعد تحصيله محتاج إلى الحفظ و التنمية حتى يبقى ، كذلك الصداقة و الاخوة تحتاج إلى التودّد و حفظ الروابط حتى تبقى ، فمن اكتسب صديقا ثمّ تركه و ضيّعه كان أعجز من الأعجز
والحمد الله على نعمة الله وفضله علينا
اللهم صلِ على محمد وال محمد
قال امير المؤمنين (عليه السلام )
خالطوا النّاس مخالطة إن متّم معها بكوا عليكم ، و إن عشتم حنّوا إليكم .
اللغة
( خالطه ) مخالطة و خلاطا : عاشره ( حنّ ) حنينا إليه : اشتاق المنجد .
المعنى
هذا بيان جامع لأدب المعاشرة و الخلطة مع الناس ، و المقصود أن تكون المخالطة ودّيّة و على قصد الاعانة للناس و جلب قلوبهم و التفاني في مصالحهم بحيث يحسّوا من فقده فقد محبّ و معين فيبكوا من فقده و فراقه ، و إذا كان حيّا يشتاقون إلى لقائه .
إذا قدرت على عدوّك فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه .
المعنى
القدرة من أفضل النعم و أمجد الكرم الّذي منّ اللَّه به على الكائنات ، فالقدرة هي النشاط و الحركة التي بها يستكمل كلّ موجود سيره و يصعد على درجات الكمال ، و بها تتصوّر المادة على أنواع شتّى الكائنات ، فالقدرة حركة في ذاتها و دفاع عن مضاداتها و كلّ عائق عن الحركة عدوّ لدود لا بدّ من دفعه و المضيّ في سبيل الرقى و الكمال .
و أفضل الدفاع عن العدوّ تسخيره و تحويله إلى رفيق مساعد كما يشاهد في استكمال القوى الحيويّة فانها تعمل في مضاداتها و تجعل منها آلاتها و معدّاتها فاذا ظهر تجاه الانسان عدوّ يضادّه و يعانده و أنعم اللَّه على عبده بالقدرة على عدوّه فليحذر سلّ سيف الانتقام ، بل يعفو عنه شكرا على هذه النعمة ، و يجعله بمنّه من أصدقائه و معاونيه ، فالشكر من موجبات مزيد النعم و وفور الكرم ، و العفو عن المسي ء يوجب ذلك بتحوّل العدوّ صديقا ، و السّاخط محبّا رفيقا .
و سير الأنبياء و الأكابر ملي ء بالعفو عند القدرة كيف ؟ و العفو من صفات اللَّه تعالى أقدر القادرين ، و القاهر فوق المذنبين كلّ حين .
و نقل في السير انه لما دخل كورش الأكبر معبد بابل كمن له ارتب على شجرة في طريقه ليرميه بسهم قاتل ، و لما رمى بسهمه كبا فرس كورش و هبط إلى الأرض فأخطأ السهم فأخذ ارتب و مثّل بين يدى كورش و لا يظنّ أحد أنه ينجو من القتل و لا طمع هو فيه ، و لكن كورش عفا عنه فصار من أخلص أصدقائه و أوفى خدمه و جنده ، و حضر معه كافة المعارك حتى إذا اصيب كورش بجرح و مات قتل ارتب نفسه فوق جنازته ، و لم يحبّ الحياة دونه بعده ، و هذا من أغرب آثار العفو عن العدوّ المذنب بعد القدرة عليه .
أعجز النّاس من عجز عن اكتساب الاخوان ، و أعجز منه من ضيّع من ظفر به منهم .
المعنى
يشير الحديث إلى أنّ الانسان كما يتوجّه إلى المال و يصرف عمره في تحصيله فلا بدّ من توجّهه إلى أمر آخر و هو صرف الوقت في تحصيل الأخوان و الأصدقاء و كما أنّ الوصول إلى الأموال عادة لا يكون على وجه الصدفة و الاختيار و لا يعتمد
الناس في تحصيل المال عليها ، كذلك الأصدقاء و الأخوان لا يجتمعون حول الانسان على وجه التصادف ، فلا بدّ من صرف الهمّة و بذل الثروة في تحصيلهم فانه أهون من تحصيل الأموال ، حيث إنّ حسن المعاشرة و بذل المعاونة مما يكتسب به الأصدقاء و لا مؤنة فيه ، و ربما يحصل الصديق بمسابقة السلام و التحية و بالزيارة و العيادة و سائر الروابط الحسنة الاجتماعيّة المعمولة بين الناس ، فمن ترك كلّ ذلك في سبيل تحصيل الأصدقاء و الأخوان فهو من أعجز النّاس ، و كما أنّ المال بعد تحصيله محتاج إلى الحفظ و التنمية حتى يبقى ، كذلك الصداقة و الاخوة تحتاج إلى التودّد و حفظ الروابط حتى تبقى ، فمن اكتسب صديقا ثمّ تركه و ضيّعه كان أعجز من الأعجز
والحمد الله على نعمة الله وفضله علينا