تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
الشبهة:لو كان علي ع منصوصا عليه لم يجزله ان يبايع ابا بكر وعمر وعثمان
ان هذه الشبهة التي يعتمد عليها المخالفون بان بيعة الامام علي ع ــ لوصحت ــ للخلفاء هذا يعني عدم وجود نص معتبر لخلافته اولاً بعد رسول الله .
الجواب :من ناحيتين
الاولى من الناحية الاجمالية قلنا :ان هذه الدعوى تصح في مالو بايع امير المؤمنين ع مباشرةً من اول الامر الذي قام به الخليفة الاول ,وفي الحقيقة بالنسبة الى الجانب الشيعي هنالك رايان في المسالة .
الاول: يذهب بان امير المؤمنين لم يبايع قط وهو الراي الذي نقله الشيخ المفيد ونسبه الى محققي الشيعة قال ماهذا نصه(في الدلالة على أن أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يبايع أبا بكر قال الشيخ أدام الله عزه قد أجمعت الأمة على أن أمير المؤمنين (عليه السلام) تأخر عن بيعة أبي بكر فالمقلل يقول كان تأخره ثلاثة أيام و منهم من يقول تأخر حتى ماتت فاطمة (عليه السلام) ثم بايع بعد موتها و منهم من يقول تأخر أربعين يوما و منهم من يقول تأخر ستة أشهر و المحققون من أهل الإمامة يقولون لم يبايع ساعة قط...)[1]
الثاني:يذهب الى ان الامام بايع من اول الامرلكن تحت الضغط والتهديد والاكراه وهو ما يتبناه قسم من علماء الشيعة .
واما من جانب اهل السنة فهنالك رايان ايضا
الاول :ان الامام بايع من اول الامر مباشرةً ,الا ان هنالك قرائن عديدة واشارات كثيرة من داخل هذه الروايات نفسها تفيد ان البيعة لم تحصل عن رضا واختار سوف نذكرها
الثاني:ان الامام لم يبايع من اول الامر بل بايع بعد مضي ستة اشهر من زمن البيعة للخليفة الاول .
اما الحديث الذي اعتمد عليه المخالفون في اثبات بان البيعة قد حصلت من اول الامر مباشرةً
هوالحديث الذي ذكره (البيهقي في السنن والحاكم في مستدركه وبن عساكر في تاريخ المدينة وغيرهم )ما نصه.
((حدثنا) أبو عبد الله الحافظ املاء وأبو محمد بن أبى حامد المقرى قراءة عليه قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا جعفر ابن محمد بن شاكر ثنا عفان بن مسلم ثنا وهيب ثنا داود بن أبى هند ثنا أبو نضرة عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطباء الانصار فجعل الرجل منهم يقول يا معشر المهاجرين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استعمل رجلا منكم قرن معه رجلا منا فنرى ان يلى هذا الامر رجلان احدهما منكم والآخر منا قال فتتابعت خطباء الانصار على ذلك فقام زيد بن ثابت رضى الله عنه فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين وان الامام يكون من المهاجرين ونحن انصاره كما كنا انصار رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أبو بكر رضى الله عنه فقال جزاكم الله خيرا يا معشر الانصار وثبت قائلكم ثم قال اما لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم ثم أخذ زيد بن ثابت بيد أبى بكر فقال هذا صاحبكم فبايعوه ثم انطلقوا فلما قعد أبو بكر رضى الله عنه على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير عليا رضى الله عنه فسأل عنه فقام ناس من الانصار فأتوا به فقال أبو بكر رضى الله عنه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه اردت ان تشق عصا المسلمين فقال لا تثريب يا خليفة رسول الله فبايعه ثم لم ير الزبير بن العوام رضى الله عنه فسأل عنه حتى جاءوا به فقال ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحواريه اردت ان تشق عصا المسلمين فقال مثل قوله لا تثريب يا خليفة رسول الله فبايعاه[2]
هذا ما اعتمد عليه كثير من علماء المخالفين بحصول البيعة من اول الامر .
مناقشة دلالة الحديث قلنا:
مع غض النضر عن مناقشة السند لو تأملنافي دلالة الحديث لوجدناة متهافت الدلالة من عدة نواحي
الاولى: من هذه العبارة ( فلما قعد أبو بكر رضى الله عنه على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير عليا رضى الله عنه فسأل عنه فقام ناس من الانصار فأتوا به فقال أبو بكر رضى الله عنه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه اردت ان تشق عصا المسلمين)
فأن الامام لو لم يكن لديه خلاف مع ومعارضة على البيعة فلماذا يسأل عنه ابو بكر مباشرةً بعدجلوسه؟فان كان لايدري بالبيعة فكان يكفي ان يبعث اليه واحد ليعلمه بالامر لا ان تذهب اليه مجموعة وتاتي به .
الثانية:ثم يجابهه ابو بكر بتلك اللهجة الحادة (ارت ان تشق عصا المسلمين) وهي لاتقال الا لمن اعلن الخلاف واظهر المعارضة وهذه العبارة هي اخطر ما يمكن ان يتهم به احد من المسلمين فقد روي في كتاب الاستيعاب لابن عبد البرّ ما هذا نصه(عبد بن عمير الأشجعي
سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " إذا خرج عليكم خارج يشق عصا المسلمين ويفرق جمعهم فاقتلوه " . ما أستثنى أحدا )
والشاهد على انفعال وحدة ابي بكر هو جواب امير المؤمنين ع حيث قال: لاتثريب ,وهي كلمة لاتقال الاّ عند الصفح عمّن تجاوز وتعدى لان معناها (التثريب) اللوم والتوبيخ .
وعلى هذا يظهر ان مبايعة امير المؤمنين ع انما حصلت تحت جو الاكراه والتضييق ولانك قد عرفت مدى خطورت من يتهم بشق عصا المسلمين (فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه)[3]
وناهيك عن مسألة السقيفة وما حصل منها فأن من الثابت تأريخياً ان علي ع وجمعاً من الذين كانوا معه من بني هاشم وعدداً من الانصار لم يشهدوا احداث السقيفة لانشغالهم بتجهيز النبي ص وكان علي ع واصحابه قد تجمعوا في بيت امير المؤمنين ع معلنين احتجاجهم ورفضهم القاطع على البيعة حتى قال عمر (وَإِنَّهُ قَدْ كَانَ مِنْ خَبَرِنَا حِينَ تَوَفَّى اللَّهُ نَبِيَّهُ - صلى الله عليه وسلم - إِلاَّ أَنَّ الأَنْصَارَ خَالَفُونَا وَاجْتَمَعُوا بِأَسْرِهِمْ فِى سَقِيفَةِ بَنِى سَاعِدَةَ ، وَخَالَفَ عَنَّا عَلِىٌّ وَالزُّبَيْرُ وَمَنْ مَعَهُمَا ،)[4]
وكذلك ما رواه الطبري(ففتح عمر يد أبى بكر وقال إن لك قوتي مع قوتك قال فبايع الناس واستثبتوا للبيعة وتخلف علي والزبير واخترط الزبير سيفه وقال لا أغمده حتى يبايع علي فبلغ ذلك أبا بكر وعمر فقال عمر خذوا سيف الزبير فاضربوا به الحجر قال فانطلق إليهم عمر فجاء بهما تعبا وقال لتبايعان وأنتما طائعان أو لتبايعان وأنتما كارهان فبايعا)[5]
هذا بالنسبة الى دعوى ان امير المؤمنين ع قد بايع من اول الامر وقد عرفت ان البيعة وان حصلت من اول الامر مباسرةً الا انها حصلت عن اكراه تحت جو الضغط والتهديد وما نقلنا من مصادرهم خير شاهد على ذلك .
واما مبايعته عليه السلام بعد ستة اشهر من تولي خلافة ابي بكر يأتي تباعاً ان شاء الله تعالى
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
الشبهة:لو كان علي ع منصوصا عليه لم يجزله ان يبايع ابا بكر وعمر وعثمان
ان هذه الشبهة التي يعتمد عليها المخالفون بان بيعة الامام علي ع ــ لوصحت ــ للخلفاء هذا يعني عدم وجود نص معتبر لخلافته اولاً بعد رسول الله .
الجواب :من ناحيتين
الاولى من الناحية الاجمالية قلنا :ان هذه الدعوى تصح في مالو بايع امير المؤمنين ع مباشرةً من اول الامر الذي قام به الخليفة الاول ,وفي الحقيقة بالنسبة الى الجانب الشيعي هنالك رايان في المسالة .
الاول: يذهب بان امير المؤمنين لم يبايع قط وهو الراي الذي نقله الشيخ المفيد ونسبه الى محققي الشيعة قال ماهذا نصه(في الدلالة على أن أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يبايع أبا بكر قال الشيخ أدام الله عزه قد أجمعت الأمة على أن أمير المؤمنين (عليه السلام) تأخر عن بيعة أبي بكر فالمقلل يقول كان تأخره ثلاثة أيام و منهم من يقول تأخر حتى ماتت فاطمة (عليه السلام) ثم بايع بعد موتها و منهم من يقول تأخر أربعين يوما و منهم من يقول تأخر ستة أشهر و المحققون من أهل الإمامة يقولون لم يبايع ساعة قط...)[1]
الثاني:يذهب الى ان الامام بايع من اول الامرلكن تحت الضغط والتهديد والاكراه وهو ما يتبناه قسم من علماء الشيعة .
واما من جانب اهل السنة فهنالك رايان ايضا
الاول :ان الامام بايع من اول الامر مباشرةً ,الا ان هنالك قرائن عديدة واشارات كثيرة من داخل هذه الروايات نفسها تفيد ان البيعة لم تحصل عن رضا واختار سوف نذكرها
الثاني:ان الامام لم يبايع من اول الامر بل بايع بعد مضي ستة اشهر من زمن البيعة للخليفة الاول .
اما الحديث الذي اعتمد عليه المخالفون في اثبات بان البيعة قد حصلت من اول الامر مباشرةً
هوالحديث الذي ذكره (البيهقي في السنن والحاكم في مستدركه وبن عساكر في تاريخ المدينة وغيرهم )ما نصه.
((حدثنا) أبو عبد الله الحافظ املاء وأبو محمد بن أبى حامد المقرى قراءة عليه قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا جعفر ابن محمد بن شاكر ثنا عفان بن مسلم ثنا وهيب ثنا داود بن أبى هند ثنا أبو نضرة عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطباء الانصار فجعل الرجل منهم يقول يا معشر المهاجرين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استعمل رجلا منكم قرن معه رجلا منا فنرى ان يلى هذا الامر رجلان احدهما منكم والآخر منا قال فتتابعت خطباء الانصار على ذلك فقام زيد بن ثابت رضى الله عنه فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين وان الامام يكون من المهاجرين ونحن انصاره كما كنا انصار رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أبو بكر رضى الله عنه فقال جزاكم الله خيرا يا معشر الانصار وثبت قائلكم ثم قال اما لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم ثم أخذ زيد بن ثابت بيد أبى بكر فقال هذا صاحبكم فبايعوه ثم انطلقوا فلما قعد أبو بكر رضى الله عنه على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير عليا رضى الله عنه فسأل عنه فقام ناس من الانصار فأتوا به فقال أبو بكر رضى الله عنه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه اردت ان تشق عصا المسلمين فقال لا تثريب يا خليفة رسول الله فبايعه ثم لم ير الزبير بن العوام رضى الله عنه فسأل عنه حتى جاءوا به فقال ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحواريه اردت ان تشق عصا المسلمين فقال مثل قوله لا تثريب يا خليفة رسول الله فبايعاه[2]
هذا ما اعتمد عليه كثير من علماء المخالفين بحصول البيعة من اول الامر .
مناقشة دلالة الحديث قلنا:
مع غض النضر عن مناقشة السند لو تأملنافي دلالة الحديث لوجدناة متهافت الدلالة من عدة نواحي
الاولى: من هذه العبارة ( فلما قعد أبو بكر رضى الله عنه على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير عليا رضى الله عنه فسأل عنه فقام ناس من الانصار فأتوا به فقال أبو بكر رضى الله عنه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه اردت ان تشق عصا المسلمين)
فأن الامام لو لم يكن لديه خلاف مع ومعارضة على البيعة فلماذا يسأل عنه ابو بكر مباشرةً بعدجلوسه؟فان كان لايدري بالبيعة فكان يكفي ان يبعث اليه واحد ليعلمه بالامر لا ان تذهب اليه مجموعة وتاتي به .
الثانية:ثم يجابهه ابو بكر بتلك اللهجة الحادة (ارت ان تشق عصا المسلمين) وهي لاتقال الا لمن اعلن الخلاف واظهر المعارضة وهذه العبارة هي اخطر ما يمكن ان يتهم به احد من المسلمين فقد روي في كتاب الاستيعاب لابن عبد البرّ ما هذا نصه(عبد بن عمير الأشجعي
سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " إذا خرج عليكم خارج يشق عصا المسلمين ويفرق جمعهم فاقتلوه " . ما أستثنى أحدا )
والشاهد على انفعال وحدة ابي بكر هو جواب امير المؤمنين ع حيث قال: لاتثريب ,وهي كلمة لاتقال الاّ عند الصفح عمّن تجاوز وتعدى لان معناها (التثريب) اللوم والتوبيخ .
وعلى هذا يظهر ان مبايعة امير المؤمنين ع انما حصلت تحت جو الاكراه والتضييق ولانك قد عرفت مدى خطورت من يتهم بشق عصا المسلمين (فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه)[3]
وناهيك عن مسألة السقيفة وما حصل منها فأن من الثابت تأريخياً ان علي ع وجمعاً من الذين كانوا معه من بني هاشم وعدداً من الانصار لم يشهدوا احداث السقيفة لانشغالهم بتجهيز النبي ص وكان علي ع واصحابه قد تجمعوا في بيت امير المؤمنين ع معلنين احتجاجهم ورفضهم القاطع على البيعة حتى قال عمر (وَإِنَّهُ قَدْ كَانَ مِنْ خَبَرِنَا حِينَ تَوَفَّى اللَّهُ نَبِيَّهُ - صلى الله عليه وسلم - إِلاَّ أَنَّ الأَنْصَارَ خَالَفُونَا وَاجْتَمَعُوا بِأَسْرِهِمْ فِى سَقِيفَةِ بَنِى سَاعِدَةَ ، وَخَالَفَ عَنَّا عَلِىٌّ وَالزُّبَيْرُ وَمَنْ مَعَهُمَا ،)[4]
وكذلك ما رواه الطبري(ففتح عمر يد أبى بكر وقال إن لك قوتي مع قوتك قال فبايع الناس واستثبتوا للبيعة وتخلف علي والزبير واخترط الزبير سيفه وقال لا أغمده حتى يبايع علي فبلغ ذلك أبا بكر وعمر فقال عمر خذوا سيف الزبير فاضربوا به الحجر قال فانطلق إليهم عمر فجاء بهما تعبا وقال لتبايعان وأنتما طائعان أو لتبايعان وأنتما كارهان فبايعا)[5]
هذا بالنسبة الى دعوى ان امير المؤمنين ع قد بايع من اول الامر وقد عرفت ان البيعة وان حصلت من اول الامر مباسرةً الا انها حصلت عن اكراه تحت جو الضغط والتهديد وما نقلنا من مصادرهم خير شاهد على ذلك .
واما مبايعته عليه السلام بعد ستة اشهر من تولي خلافة ابي بكر يأتي تباعاً ان شاء الله تعالى
والحمد لله رب العالمين