بسم الله الرحمن الرحيم
(اللهم صل على محمد وال محمد)
هذه واحدة من الشبهات التافه السادجة التي تدل على عدم علمية قائلها ((ان علي بايع ابوبكر فهذا يدل على شرعية خلافته ))وهذا الكلام بعيد كل البعد عن الاسلوب العلمي وهو كما يرى صاحب اللب السليم كأخواتها من الشبهات الواهية هدف صاحبها الوحيد هو الطعن بعقائد المذهب الامامي وسلب الدرجات والمقامات التي جعلها الله لعلي عليه السلام والصاقها بغيره دون استحقاق فتراهم يتمسكون بظواهر الكلام اذا كان يفي بغرضهم واخرى يؤلون التأويلات التي ما انزل الله بها من سلطان مجرد ان يتضارب الظاهر مع ارائهم الفاسدة ،ودليلهم على ان علي عليه السلام بايع ابا بكر رواية واحدة ذكرت في كتبهم لاغير ساذكر منها محل الشاهد ثم نناقش دلالة الرواية على ما ادعوه(اللهم صل على محمد وال محمد)
(حدثنا) أبو عبد الله الحافظ املاء وأبو محمد بن أبى حامد المقرى قراءة عليه قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا جعفر ابن محمد بن شاكر ثنا عفان بن مسلم ثنا وهيب ثنا داود بن أبى هند ثنا أبو نضرة عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ..........فلما قعد أبو بكر رضى الله عنه على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير عليا رضى الله عنه فسأل عنه فقام ناس من الانصار فأتوا به فقال أبو بكر رضى الله عنه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه اردت ان تشق عصا المسلمين فقال لا تثريب يا خليفة رسول الله فبايعه
مناقشة الدلالة
لو سلمنا بصحة سند هذه الرواية فهي لاتنهض لتدل على المدعى بان علي بايع ابا بكر من اول الامر عن رضا وقبول فلمتتبع لألفاظ هذه الرواية يجد اشارات واضحة بان علي عليه السلام بايع مكرها وتحت التهديد
الالفاظ في نفس الرواية التي تدل على بيعته مكرها مجبورا
1- تفتيش وسؤال ابو بكرعن علي اول جلوسه على المنبر مباشرة فلو لم يكن علي مخالف ومعارض للبيعة فلماذا يفتش ويسال عنه في وجوه المسلمين جميعا
2- لوكان علي لم يعلم ولم يسمع بالبيعة فيكفي في تبليغه شخص واحد فلماذا يذهب جماعة من الانصار فياتون به مما يدل على انهم جاءو به من دون رضا ورغبة
3- تكلم ابو بكر معه عليه السلام باللهجة الحادة فيها ما فيها من الخشونة والغلضة
4- اتهام ابو بكر له بقوله (اردت ان تشق عصا المسلمين) وهو اتهام جدا خطير ولا يقال الا لمن اظهر الخلاف والمعارضة فعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه واله قال

5- رد علي عليه السلام على ابي بكلمة لا تثريب والتثريب هو اللوم والتوبيخ وهي كلمة تقال لمن تجاوز وتعدى مما يدل على حدة كلام ابي بكر وانفعاله بوجه علي عليه السلام
فاي بيعة هذه التي يتغنى بها اصحاب الخط السلفي والمخالفين لمذهب اهل البيت (عليهم السلام) في تثبيت الشرعية لخلافة ابي بكر من بيعة علي له فكما تقرئون اخوتي واقع الحال وكيف وقعت هذه البيعة في جو من الاكراه والتضييق والتهديد هدد بضرب عنقه الشريف ان لم يبايع وكيف يقر بالبيعة وهو القائل : (أنا أحق بهذا الأمر منكم لا أبايعكم وانتم أولى بالبيعة لي)(انظر شرح نهج البلاغة ج6 ص12 )
لكن أتباع الخليفة اصروا على أن يبايع الإمام (عليه السلام) فاضطر أخيراً ان يضع يده في يد أبي بكر فوضعها مضمومة لكن القوم رضوا منه بتلك البيعة وأعلنوا في المسجد ان الإمام قد بايع، ولقد كانت تلك البيعة بعد تهديد للإمام (عليه السلام) بالقتل وتهديد مسبق بحرق داره، قال الإمام الصادق (عليه السلام): (والله ما بايع علي (عليه السلام) حتى رأى الدخان قد دخل عليه بيته) (الشافي في الإمامة ج2 ص241)،
وانه (عليه السلام) كان يقول في ذلك اليوم لما أكره على البيعة: (( يا بن أم ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الاعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين )) ويردد ذلك ويكرره.
تعليق