بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
تفتخر الامم بقادتها ورجال فكرها في كل مكان وزمان وهذه فطرة بشرية والامة الاسلامية من هذه الامم التي تعتز بقادتها لكن بشرط ان يكونوا قد حافظوا هولاء القادة ورجال الفكر على ايمانهم وكثيرا ما يقام لهم موتمرا علميا او مهرجنا شعبيا للتعرف عليهم وعلى انجازاتهم التي قدموها للامة للاستفادة من علومهم واخذ العبر من حياتهم لحياتنا ومن رجال الامة الاسلامية اصحاب ائمة اهل البيت وقد اعترف المخالف للشيعة قبل الموافق بقدر جلالتهم وعظيم منزلتهم ومن هولاء الاصحاب (ميثم التمار )بكسر الميم رضوان الله عليه والذي يصادف يوم وفاته يوم 22 ذي الحجة حسب مواقيت الاهلة لمكتب سماحة السيد السيستاني (دام ظله) فلنتعرف على جانب من حياة ميثم التمار هذا العالم الجليل القدر لعلنا ناخذ الدروس والعبر من مواقفه المشرفة تجاه الاسلام والثبات على الموقف الذي نحتاجه كثيرا في حياتنا خصوصا مع وجود التيارات المنحرفة والتي قد تاتي باسم الدين كما كان ذلك ايام ميثم التمار فان يزيد لعنه الله قد جلس على كرسي الخلافة وادعى انه خليفة رسول الله وحارب الامام الحسين باسم الدين اعاذنا الله من هذه التيارات المنحرفة
قال الشيخ المفيد رحمه الله في كتاب الارشاد عند ذكر ميثم
أن ميثم التمار كان عبدا لامرأة من بني أسد فاشتراه أمير المؤمنين عليه السلام منها وأعتقه وقال له : " ما اسمك ؟ "
قال : سالم ، قال : " أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله أن اسمك الذي سماك به أبواك في العجم ميثم " قال : صدق الله ورسوله وصدقت يا أمير المؤمنين ، والله إنه لاسمي ، قال : " فارجع إلى اسمك الذي سماك به رسول الله صلى الله عليه وآله ودع سالما " فرجع إلى ميثم واكتنى بأبي سالم .
فقال له علي عليه السلام ذات يوم : " إنك تؤخذ بعدي فتصلب وتطعن بحربة ، فإذا كان اليوم الثالث ابتدر منخراك وفمك دما فيخضب لحيتك ، فانتظر ذلك الخضاب ، وتصلب على باب دار عمرو ابن حريث عاشر عشرة أنت أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة وامض حتى أريك النخلة التي تصلب على جذعها " فأراه إياها . فكان ميثم يأتيها فيصلي عندها ويقول : بوركت من نخلة ، لك خلقت ولي غذيت . ولم يزل يتعاهدها حتى قطعت وحتى عرف الموضع الذي يصلب عليها بالكوفة . قال : وكان يلقى عمرو بن حريث فيقول له : إني مجاورك فأحسن جواري ، فيقول له عمرو : أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار ابن حكيم ؟ وهو لا يعلم ما يريد . وحج في السنة التي قتل فيها فدخل على أم سلمة رضي الله عنها فقالت : من أنت ؟ قال : أنا ميثم ، قالت : والله لربما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يوصي بك عليا في جوف الليل . فسألها عن الحسين ، قالت : هو في حائط له ، قال : أخبريه أني قد أحببت السلام عليه ، ونحن ملتقون عند رب العالمين إن شاء الله . فدعت له بطيب فطيبت لحيته ، وقالت له : أما إنها ستخضب بدم . فقدم الكوفة فأخذه عبد الله بن زياد فادخل عليه فقيل : هذا كان من آثر الناس عند علي ، قال : بحكم ، هذا الأعجمي ! ؟ قيل له : نعم ، قال له عبيد الله : أين ربك ؟ قال : بالمرصاد لكل ظالم وأنت أحد الظلمة ، قال : إنك على عجمتك لتبلغ الذي تريد ، ما أخبرك صاحبك إني فاعل بك ؟ قال : أخبرني أنك تصلبني عاشر عشرة ، أنا أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة ، قال : لنخالفنه ، قال : كيف تخالفه ؟ فوالله ما أخبرني إلا عن النبي صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عن الله تعالى ، فكيف تخالف هؤلاء ! ؟ ولقد عرفت الموضع الذي أصلب عليه أين هو من الكوفة ، وأنا أول خلق الله ألجم في الاسلام ، فحبسه وحبس معه المختار بن أبي عبيد ، فقال ميثم التمار للمختار : إنك تقلت وتخرج ثائرا بدم الحسين فتقتل هذا الذي يقتلنا . فلما دعا عبيد الله بالمختار ليقتله طلع بريد بكتاب يزيد إلى عبيد الله يأمره بتخلية سبيله فخلاه ، وأمر بميثم أن يصلب ، فأخرج فقال له رجل لقيه : ما كان أغناك عن هذا يا ميثم ! فتبسم وقال وهو يومئ إلى النخلة : لها خلقت ولي غذيت ، فلما رفع على الخشبة اجتمع الناس حوله على باب عمرو بن حريث . قال عمرو : قد كان والله يقول : إني مجاورك . فلما صلب أمر جاريته بكنس تحت خشبته ورشه وتجميره ، فجعل ميثم يحدث بفضائل بني هاشم ، فقيل لابن زياد : قد فضحكم هذا العبد ، فقال : ألجموه ، فكان أول خلق الله ألجم في الاسلام . وكان مقتل ميثم رحمة الله عليه قبل قدوم الحسين بن علي عليه السلام العراق بعشرة أيام ، فلما كان يوم الثالث من صلبه ، طعن ميثم بالحربة فكبر ثم انبعث في آخر النهار فمه وأنفه دما
وهذا من جملة الأخبار عن الغيوب المحفوظة عن أمير المؤمنين عليه السلام ، وذكره شائع والرواية به بين العلماء مستفيضة [1].
وله رضوان الله عليه ترجمة لطيفة في موسوعة طبقات الفقهاء المولفة من اللجنة العلمية في موسسة الامام الصادق
مِيثَم التّمّار
( . . - 60 ه ) ميثم بن يحيى التّمّار ، الاسديّ بالولاء ، أبو صالح الكوفي ، من أعاظم الشهداء في التشيّع ، كان عبداً لامرأة من بني أسد ، واشتراه علي - عليه السّلام منها ، وأعتقه ، ثم كان أثيراً عنده . وكان أمير المؤمنين - عليه السّلام يمير ميثماً بنفيس العلوم ويطلعه على الاسرار حتى أنّه كان يذكر له دوماً ما يصنعه به ابن زياد من فظيع الاعمال وهو يقول : « هذا في اللَّه قليل » ، وكان يصحبه أحياناً عند المناجاة في الخلوات ، وعند خروجه في الليل إلى الصحراء فيستمع ميثم منه الأدعية والمناجاة . وقد عدّ ميثم أيضاً من أصحاب الإمامين الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) .
وكان خطيباً ، متكلَّماً ، مفسّراً ، وله كتاب في الحديث ينقل عنه الشيخ أبو جعفر الطوسي ( المتوفى 460 ه ) في أماليه ، وأبو عمرو الكشّي في كتاب الرجال ، وصاحب كتاب بشارة المصطفى ، وكثيراً ما يقول وجدت في كتاب ميثم التمار كذا .
روي أنّ ميثم قال لابن عباس وكان ميثم خرج من الكوفة إلى العمرة : سلني ما شئت من تفسير القرآن فإنّي قرأت تنزيله على أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) وعلَّمني تأويله ، فأقبل ابن عباس يكتب .
وكان ميثم من المجاهرين في حب أهل البيت - عليهم السّلام - وبيان فضائلهم ، ولما استشهد مسلم بن عقيل بن أبي طالب سفير الإمام الحسين ( عليه السّلام ) إلى الكوفة ، حبس عبيد اللَّه بن زياد والي الكوفة ميثماً ثم أمر به فصلب على خشبة ، فجعل يحدّث بفضائل بني هاشم ومخازي بني أمية ، فقيل لابن زياد : قد فضحكم هذا العبد ، فقال : الجموه ، فكان أوّل من أُلجم في الإسلام ، ثم طُعن في اليوم الثالث بحربة فمات ، وكان استشهاده - قبل قدوم الإمام الحسين - عليه السّلام - العراق بعشرة أيام .[2]
وله تراجم في كتب العامة مثل كتاب الاصابة لابن حجر وكتاب الاعلام لخير الدين الزكلي اعرضت عنها لمشابتها بتراجم الكتب الشيعية فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
تفتخر الامم بقادتها ورجال فكرها في كل مكان وزمان وهذه فطرة بشرية والامة الاسلامية من هذه الامم التي تعتز بقادتها لكن بشرط ان يكونوا قد حافظوا هولاء القادة ورجال الفكر على ايمانهم وكثيرا ما يقام لهم موتمرا علميا او مهرجنا شعبيا للتعرف عليهم وعلى انجازاتهم التي قدموها للامة للاستفادة من علومهم واخذ العبر من حياتهم لحياتنا ومن رجال الامة الاسلامية اصحاب ائمة اهل البيت وقد اعترف المخالف للشيعة قبل الموافق بقدر جلالتهم وعظيم منزلتهم ومن هولاء الاصحاب (ميثم التمار )بكسر الميم رضوان الله عليه والذي يصادف يوم وفاته يوم 22 ذي الحجة حسب مواقيت الاهلة لمكتب سماحة السيد السيستاني (دام ظله) فلنتعرف على جانب من حياة ميثم التمار هذا العالم الجليل القدر لعلنا ناخذ الدروس والعبر من مواقفه المشرفة تجاه الاسلام والثبات على الموقف الذي نحتاجه كثيرا في حياتنا خصوصا مع وجود التيارات المنحرفة والتي قد تاتي باسم الدين كما كان ذلك ايام ميثم التمار فان يزيد لعنه الله قد جلس على كرسي الخلافة وادعى انه خليفة رسول الله وحارب الامام الحسين باسم الدين اعاذنا الله من هذه التيارات المنحرفة
قال الشيخ المفيد رحمه الله في كتاب الارشاد عند ذكر ميثم
أن ميثم التمار كان عبدا لامرأة من بني أسد فاشتراه أمير المؤمنين عليه السلام منها وأعتقه وقال له : " ما اسمك ؟ "
قال : سالم ، قال : " أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله أن اسمك الذي سماك به أبواك في العجم ميثم " قال : صدق الله ورسوله وصدقت يا أمير المؤمنين ، والله إنه لاسمي ، قال : " فارجع إلى اسمك الذي سماك به رسول الله صلى الله عليه وآله ودع سالما " فرجع إلى ميثم واكتنى بأبي سالم .
فقال له علي عليه السلام ذات يوم : " إنك تؤخذ بعدي فتصلب وتطعن بحربة ، فإذا كان اليوم الثالث ابتدر منخراك وفمك دما فيخضب لحيتك ، فانتظر ذلك الخضاب ، وتصلب على باب دار عمرو ابن حريث عاشر عشرة أنت أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة وامض حتى أريك النخلة التي تصلب على جذعها " فأراه إياها . فكان ميثم يأتيها فيصلي عندها ويقول : بوركت من نخلة ، لك خلقت ولي غذيت . ولم يزل يتعاهدها حتى قطعت وحتى عرف الموضع الذي يصلب عليها بالكوفة . قال : وكان يلقى عمرو بن حريث فيقول له : إني مجاورك فأحسن جواري ، فيقول له عمرو : أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار ابن حكيم ؟ وهو لا يعلم ما يريد . وحج في السنة التي قتل فيها فدخل على أم سلمة رضي الله عنها فقالت : من أنت ؟ قال : أنا ميثم ، قالت : والله لربما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يوصي بك عليا في جوف الليل . فسألها عن الحسين ، قالت : هو في حائط له ، قال : أخبريه أني قد أحببت السلام عليه ، ونحن ملتقون عند رب العالمين إن شاء الله . فدعت له بطيب فطيبت لحيته ، وقالت له : أما إنها ستخضب بدم . فقدم الكوفة فأخذه عبد الله بن زياد فادخل عليه فقيل : هذا كان من آثر الناس عند علي ، قال : بحكم ، هذا الأعجمي ! ؟ قيل له : نعم ، قال له عبيد الله : أين ربك ؟ قال : بالمرصاد لكل ظالم وأنت أحد الظلمة ، قال : إنك على عجمتك لتبلغ الذي تريد ، ما أخبرك صاحبك إني فاعل بك ؟ قال : أخبرني أنك تصلبني عاشر عشرة ، أنا أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة ، قال : لنخالفنه ، قال : كيف تخالفه ؟ فوالله ما أخبرني إلا عن النبي صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عن الله تعالى ، فكيف تخالف هؤلاء ! ؟ ولقد عرفت الموضع الذي أصلب عليه أين هو من الكوفة ، وأنا أول خلق الله ألجم في الاسلام ، فحبسه وحبس معه المختار بن أبي عبيد ، فقال ميثم التمار للمختار : إنك تقلت وتخرج ثائرا بدم الحسين فتقتل هذا الذي يقتلنا . فلما دعا عبيد الله بالمختار ليقتله طلع بريد بكتاب يزيد إلى عبيد الله يأمره بتخلية سبيله فخلاه ، وأمر بميثم أن يصلب ، فأخرج فقال له رجل لقيه : ما كان أغناك عن هذا يا ميثم ! فتبسم وقال وهو يومئ إلى النخلة : لها خلقت ولي غذيت ، فلما رفع على الخشبة اجتمع الناس حوله على باب عمرو بن حريث . قال عمرو : قد كان والله يقول : إني مجاورك . فلما صلب أمر جاريته بكنس تحت خشبته ورشه وتجميره ، فجعل ميثم يحدث بفضائل بني هاشم ، فقيل لابن زياد : قد فضحكم هذا العبد ، فقال : ألجموه ، فكان أول خلق الله ألجم في الاسلام . وكان مقتل ميثم رحمة الله عليه قبل قدوم الحسين بن علي عليه السلام العراق بعشرة أيام ، فلما كان يوم الثالث من صلبه ، طعن ميثم بالحربة فكبر ثم انبعث في آخر النهار فمه وأنفه دما
وهذا من جملة الأخبار عن الغيوب المحفوظة عن أمير المؤمنين عليه السلام ، وذكره شائع والرواية به بين العلماء مستفيضة [1].
وله رضوان الله عليه ترجمة لطيفة في موسوعة طبقات الفقهاء المولفة من اللجنة العلمية في موسسة الامام الصادق
مِيثَم التّمّار
( . . - 60 ه ) ميثم بن يحيى التّمّار ، الاسديّ بالولاء ، أبو صالح الكوفي ، من أعاظم الشهداء في التشيّع ، كان عبداً لامرأة من بني أسد ، واشتراه علي - عليه السّلام منها ، وأعتقه ، ثم كان أثيراً عنده . وكان أمير المؤمنين - عليه السّلام يمير ميثماً بنفيس العلوم ويطلعه على الاسرار حتى أنّه كان يذكر له دوماً ما يصنعه به ابن زياد من فظيع الاعمال وهو يقول : « هذا في اللَّه قليل » ، وكان يصحبه أحياناً عند المناجاة في الخلوات ، وعند خروجه في الليل إلى الصحراء فيستمع ميثم منه الأدعية والمناجاة . وقد عدّ ميثم أيضاً من أصحاب الإمامين الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) .
وكان خطيباً ، متكلَّماً ، مفسّراً ، وله كتاب في الحديث ينقل عنه الشيخ أبو جعفر الطوسي ( المتوفى 460 ه ) في أماليه ، وأبو عمرو الكشّي في كتاب الرجال ، وصاحب كتاب بشارة المصطفى ، وكثيراً ما يقول وجدت في كتاب ميثم التمار كذا .
روي أنّ ميثم قال لابن عباس وكان ميثم خرج من الكوفة إلى العمرة : سلني ما شئت من تفسير القرآن فإنّي قرأت تنزيله على أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) وعلَّمني تأويله ، فأقبل ابن عباس يكتب .
وكان ميثم من المجاهرين في حب أهل البيت - عليهم السّلام - وبيان فضائلهم ، ولما استشهد مسلم بن عقيل بن أبي طالب سفير الإمام الحسين ( عليه السّلام ) إلى الكوفة ، حبس عبيد اللَّه بن زياد والي الكوفة ميثماً ثم أمر به فصلب على خشبة ، فجعل يحدّث بفضائل بني هاشم ومخازي بني أمية ، فقيل لابن زياد : قد فضحكم هذا العبد ، فقال : الجموه ، فكان أوّل من أُلجم في الإسلام ، ثم طُعن في اليوم الثالث بحربة فمات ، وكان استشهاده - قبل قدوم الإمام الحسين - عليه السّلام - العراق بعشرة أيام .[2]
وله تراجم في كتب العامة مثل كتاب الاصابة لابن حجر وكتاب الاعلام لخير الدين الزكلي اعرضت عنها لمشابتها بتراجم الكتب الشيعية فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا
تعليق