إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الجري لدى صاحب الميزان | حقيقته واسبابه وتطبيقاته

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الجري لدى صاحب الميزان | حقيقته واسبابه وتطبيقاته

    بسم الله الرحمن الرحيم

    هذه كلمات حاولت فيها تبسيط مقالة الجري التي اعتمدها السيد الطباطبائي في تفسير الميزان وقد عنونتها بـ الجري في تفسير الميزان دراسة تطبيقية ، وجعلتها في عناوين اربعة الثلاثة الاولى بمنزلة المدخل للعنوان الاهم من بينها وهو تطبيقات صاحب الميزان للقاعدة في تفسيره على اني انتخبت بعضها ذلك لان بيان جميعها من التطويل الممل .

    عناوين بحث الجري في تفسير الميزان :

    1ـ تعريفه .

    2ـ دليله .

    3ـ اسبابه .

    4ـ تطبيقاته .



    ***

    ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
    { نهج البلاغة }

  • #2
    تعريف مبسط للجري :

    الجري ـ بفتح الجيم ـ في التفسير يعني جريان الكلام بمفهومه ومعناه وصدقه وانطباقه على مصاديقه ، فمثلا : لو اخذنا مفهوم الصبر حسبما ينقدح في الذهن فلنقل انه عبارة عن حبس النفس والتحمل او غير ذلك مما يقال في اللغة ، فهذا المعنى والتفسير للصبر يعبر عن مفهوم الصبر ، الا ان هذا المفهوم ذو تمدد واتساع بحيث يكون قابلا للانطباق على مصاديق متعددة بعض منها ظاهر لا يخفى على احد كمن يحبس نفسه عن موت عزيز له ولا يظهر الجزع عليه فيقال عنه صابر وبعض المصاديق غير ظاهرة كالصيام فللوهلة الاولى لا يبدوا الصيام مصداقا للصبر الا ان مفهوم الصبر العام الواسع يشمله عند التامل .
    قال العلامة في الميزان معرفا المعنى الاصطلاحي للجري :
    انطباق الكلام بمعناه على المصداق كانطباق قوله: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين": التوبة - 120، على كل طائفة من المؤمنين الموجودين في الأعصار المتأخرة عن زمان نزول الآية، وهذا نوع من الانطباق، وكانطباق آيات الجهاد على جهاد النفس، وانطباق آيات المنافقين على الفاسقين من المؤمنين، وهذا نوع آخر من الانطباق أدق من الأول، وكانطباقها وانطباق آيات المذنبين على أهل المراقبة والذكر والحضور في تقصيرهم ومساهلتهم في ذكر الله تعالى، وهذا نوع آخر أدق من ما تقدمه، وكانطباقها عليهم في قصورهم الذاتي عن أداء حق الربوبية، وهذا نوع آخر أدق من الجميع. اهـ
    التعديل الأخير تم بواسطة السيد الحسيني ; الساعة 27-10-2013, 11:34 PM. سبب آخر:

    ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
    { نهج البلاغة }

    تعليق


    • #3
      دليله :

      ــ قال في الميزان :

      واعلم أن الجري وكثيرا ما نستعمله في هذا الكتاب اصطلاح مأخوذ من قول أئمة أهل البيت (عليهم السلام). ففي تفسير العياشي، عن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن هذه الرواية ما في القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن وما فيها حرف إلا وله حد، ولكل حد مطلع ما يعني بقوله: ظهر وبطن؟ قال؟ ظهره تنزيله وبطنه تأويله، منه ما مضى ومنه ما لم يكن بعد، يجري كما يجري الشمس والقمر، كلما جاء منه شيء وقع ..... الحديث.

      وفي هذا المعنى روايات أخر، وهذه سليقة أئمة أهل البيت فإنهم (عليهم السلام) يطبقون الآية من القرآن على ما يقبل أن ينطبق عليه من الموارد وإن كان خارجا عن مورد النزول، والاعتبار يساعده، فإن القرآن نزل هدى للعالمين يهديهم إلى واجب الاعتقاد وواجب الخلق وواجب العمل، وما بينه من المعارف النظرية حقائق لا تختص بحال دون حال ولا زمان، دون زمان وما ذكره من فضيلة أو رذيلة أو شرعة من حكم عملي لا يتقيد بفرد دون فرد ولا عصر دون عصر لعموم التشريع.
      وما ورد من شأن النزول وهو الأمر أو الحادثة التي تعقب نزول آية أو آيات في شخص أو واقعة لا يوجب قصر الحكم على الواقعة لينقضي الحكم بانقضائها ويموت بموتها لأن البيان عام والتعليل مطلق، فإن المدح النازل في حق أفراد من المؤمنين أو الذم النازل في حق آخرين معللا بوجود صفات فيهم، لا يمكن قصرهما على شخص مورد النزول مع وجود عين تلك الصفات في قوم آخر بعدهم وهكذا، والقرآن أيضا يدل عليه، قال تعالى: "يهدي به الله من اتبع رضوانه": المائدة - 16 وقال: "و إنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه": حم سجدة - 42.
      وقال تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون": الحجر - 9.
      والروايات في تطبيق الآيات القرآنية عليهم (عليهم السلام) أو على أعدائهم أعني : روايات الجري، كثيرة في الأبواب المختلفة، وربما تبلغ المئين، ونحن بعد هذا التنبيه العام نترك إيراد أكثرها في الأبحاث الروائية لخروجها عن الغرض في الكتاب، إلا ما تعلق بها غرض في البحث فليتذكر.اهـ

      ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
      { نهج البلاغة }

      تعليق


      • #4
        اسبابه :

        يمكن القول ان للجري اسبابا خمسة نوردها باختصار مع ذكر مثال لكل منها :

        1ـ ازاحة الخفاء ./ كتفسير " الرب " بالامام كما في قوله تعالى : {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} [الزمر : 69] فقد ورد ان رب الارض امام الارض ، ونقرأ ايضا في الزيارة الجامعة " واشرقت الارض بنوركم " .

        2ـ ذكر الفرد الاكمل ./ كتفسير الظلم بالكفر فان اكمل افراد الظلم واقواها واعظمها الكفر والشرك : {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان : 13]

        3ـ ذكر الفرد الاخفى ./ كتفسير الحسنة بالولاية والسيئة بجحودها .

        4ـ ذكر الفرد المنزل فيه . / كتفسير اية الولاية في الامير والا فثمة روايات تنص على انها في الائمة عليهم السلام .

        5ـ الاشارة الى احد بطون معانيه ./ ككون المراد من قوله تعالى : {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ} [البقرة : 138] بانها صبغته تعالى المؤمنين بالولاية في الميثاق ، او قوله تعالى : {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} [الملك : 30] فقد روي ان معناها : " إن أصبح إمامكم غائبا عنكم " اهـ
        وبهذا نكون امام اشارة الى باطن الاية الذي ينفرد بعلمه الراسخون في العلم .

        ـ قال الفيض في الصافي موضحا اسباب الجري :

        ومنه ما يشتمل على ما يوهم عليه التناقض لتخصيص المعنى تارة ببعض الأفراد كأنه هو المراد، وتارة بفرد آخر كأن غيره لا يراد، من غير تعرض للجمع والتوفيق، ولا اتيان بما هو التحقيق وجله يشتمل على ما يوهم اختصاص آيات الرحمة بأشخاص بأعيانهم، كأنها لا يجاوزهم إلى الغير واختصاص آيات العذاب بأشخاص اخر كأنهم خصوا بالبعد عن الخير من غير تعرض منهم لبيان المراد، وأن ليس المقصود بهما خصوص الآحاد والأفراد، كما يعرفه البصير في الدين والخبير بأسرار كلام المعصومين، كيف ولو كان ذلك كذلك لكان القرآن قليل الفائدة، يسير الجدوى والعائدة، حاشاه عن ذلك بل إنما ورد ذلك على سبيل المثال، لازاحة الخفأ أو ذكر الفرد الأكمل أو الأخفى، أو المنزل فيه أو للاشارة إلى احد بطون معانيه. اهـ

        ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
        { نهج البلاغة }

        تعليق


        • #5
          تطبيقاته :



          1ـ الميزان : في المعاني، عن الصادق (عليه السلام): في قوله تعالى: الذين يؤمنون بالغيب، قال: من آمن بقيام القائم (عليه السلام) أنه حق.

          أقول: وهذا المعنى مروي في غير هذه الرواية وهو من
          الجري.






          2ــ الميزان : وفي الكافي، أيضا: عنه (عليه السلام): في الآية، قال: الصبر الصيام، وقال: إذا نزلت بالرجل النازلة الشديدة فليصم. إن الله عز وجل يقول: واستعينوا بالصبر يعني الصيام.

          أقول: وروى مضمون الحديثين العياشي في تفسيره. وتفسير الصبر بالصيام من باب المصداق و
          الجري.






          3ـ الميزان : وفي الكافي، عن أحدهما (عليهما السلام): في قوله تعالى: بلى من كسب سيئة، قال: إذا جحدوا ولاية أمير المؤمنين فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون .

          أقول: وروى قريبا من هذا المعنى الشيخ في أماليه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، والروايتان من الجري والتطبيق على المصداق، وقد عد سبحانه الولاية حسنة في قوله: "قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا": الشورى - 23


          :: تابع تتمة الامثلة والتطبيقات ::


          ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
          { نهج البلاغة }

          تعليق


          • #6
            4ــ الميزان :
            وفي تفسير العياشي، عن الصادق (عليه السلام): في قول الله عز وجل: يتلونه حق تلاوته قال (عليه السلام): الوقوف عند الجنة والنار.
            أقول: والمراد به التدبر. وفي الكافي، عنه (عليه السلام): في الآية قال (عليه السلام): هم الأئمة.
            أقول: وهو من باب الجري والانطباق على المصداق الكامل.
            ***

            5ــ الميزان :
            في تفسير العياشي، عن بعض أصحابنا عن الصادق (عليه السلام) قال: قلت له: أخبرني عن قول الله عز وجل: إن الذين يكتمون الآية، قال: نحن نعنى بها والله المستعان إن الواحد منا إذا صارت إليه لم يكن له أو لم يسعه إلا أن يبين للناس من يكون بعده.وعن الباقر (عليه السلام)،: في الآية، قال: يعني بذلك نحن، والله المستعان.وعن محمد بن مسلم قال (عليه السلام): هم أهل الكتاب.
            أقول: كل ذلك من قبيل الجري والانطباق، وإلا فالآية مطلقة.
            ***

            6ـ الميزان :
            وفي محاسن البرقي، عن بعض أصحابنا رفعه: في قوله: ولتكبروا الله على ما هديكم قال: التكبير التعظيم، والهداية الولاية.أقول: وقوله: والهداية الولاية من باب الجري وبيان المصداق .
            ***
            7ـ الميزان :
            وفي محاسن البرقي، عن الباقر (عليه السلام) في قوله تعالى: وأتوا البيوت من أبوابها قال يعني أن يأتي الأمر من وجهه أي الأمور كان. وفي الكافي، عن الصادق (عليه السلام): الأوصياء هم أبواب الله التي منها يؤتى ولو لا هم ما عرف الله عز وجل وبهم احتج الله تبارك وتعالى على خلقه.
            أقول: الرواية من الجري وبيان لمصداق من مصاديق الآية بالمعنى الذي فسرت به في الرواية الأولى، ولا شك أن الآية بحسب المعنى عامة وإن كانت بحسب مورد النزول خاصة .
            ***


            :: الى التتمة ::

            ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
            { نهج البلاغة }

            تعليق


            • #7
              8 ـ الميزان :
              يَأَيّهَا الّذِينَ ءَامَنُوا ادْخُلُوا فى السلْمِ كافّةً.......وفي بعض الروايات أن السلم هو الولاية وهو من الجري على ما مر مرارا في نظائره.

              ***

              9ـ الميزان :
              وفي تفسير العياشي، أيضا عن معاوية بن عمار عن الصادق (عليه السلام) قال: قلت: من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه قال: نحن أولئك الشافعون.
              أقول: ورواه البرقي أيضا في المحاسن، وقد عرفت أن الشفاعة في الآية مطلقة تشمل الشفاعة التكوينية والتشريعية معا، فتشمل شفاعتهم (عليهم السلام)، فالرواية من باب الجري .

              ***


              10ـ الميزان :

              للّهُ وَلىّ الّذِينَ ءَامَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظلُمَتِ إِلى النّورِ وَ الّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطغُوت يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النّورِ إِلى الظلُمَتِ أُولَئك أَصحَب النّارِ هُمْ فِيهَا خَلِدُونَ (257)........وفي الكافي، عن الصادق (عليه السلام): قال: النور آل محمد والظلمات أعداؤهم.

              أقول: وهو من قبيل الجري أو من باب الباطن أو التأويل .

              ***

              11ـ الميزان :
              وأما قوله (عليه السلام): نحن الراسخون في العلم، وقد تقدم في رواية للعياشي عن الصادق (عليه السلام) قوله: والراسخون في العلم هم آل محمد، وهذه الجملة مروية في روايات أخر أيضا فجميع ذلك من باب الجري والانطباق كما يشهد بذلك ما تقدم ويأتي من الروايات.

              ***



              12ـ الميزان :

              وعن ابن شهرآشوب عن الباقر (عليه السلام): في قوله تعالى: إن الدين عند الله الإسلام الآية قال التسليم: لعلي بن أبي طالب بالولاية.

              أقول: وهو من الجري، ولعل ذلك هو المراد أيضا من الرواية السابقة.

              ***

              :: الى التتمة ::

              ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
              { نهج البلاغة }

              تعليق


              • #8
                13ـ الميزان :

                وفي تفسير العياشي، عن عبد الله بن المغيرة عن جعفر بن محمد (عليهما السلام): في قول الله: فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم قال: فقال: إذا رأيتموهم يحبون آل محمد فارفعوهم درجة.
                أقول: وهو من الجري من باطن التنزيل فإن أئمة الدين آباء المؤمنين والمؤمنون أيتام المعارف عند انقطاعهم عنهم فإذا صح انتسابهم إليهم بالحب فليرفعوا درجة بتعليم المعارف الحقة التي هي ميراث آبائهم.
                ***
                14ـ الميزان :

                في تفسير البرهان، عن ابن شهرآشوب عن الباقر والصادق (عليهما السلام) في قوله تعالى: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وفي قوله: ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض أنهما نزلتا في علي (عليه السلام).

                أقول: والرواية من باب الجري والتطبيق.
                ***
                15ـ الميزان :

                وفي تفسير القمي، في قوله تعالى: إن الذين كفروا بآياتنا الآية قال: الآيات أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام). أقول: وهو من الجري.
                ***
                16ـ الميزان :

                وفي تفسير البرهان، في قوله تعالى: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الآية: عن محمد بن إبراهيم النعماني بإسناده عن زرارة عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها - وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل فقال: أمر الله الإمام أن يؤدي الأمانة إلى الإمام الذي بعده، ليس له أن يزويها عنه، ألا تسمع قوله: "و إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل - إن الله نعما يعظكم به" هم الحكام يا زرارة، أنه خاطب بها الحكام

                أقول: وصدر الحديث مروي بطرق كثيرة عنهم (عليهم السلام)، وذيله يدل على أنه من باب الجري، وأن الآية نازلة في مطلق الحكم وإعطاء ذي الحق حقه فينطبق على مثل ما تقدم سابقا.
                ***


                :: الى التتمة ::

                ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
                { نهج البلاغة }

                تعليق


                • #9
                  17ـ الميزان :
                  وفي تفسير العياشي، عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن (عليه السلام): في قوله "و لو لا فضل الله عليكم ورحمته"، قال: الفضل رسول الله، ورحمته أمير المؤمنين.
                  وفيه، عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام)، وحمران عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "لو لا فضل الله عليكم ورحمته"، قال: فضل الله رسوله، ورحمته ولاية الأئمة. وفيه، عن محمد بن الفضيل عن العبد الصالح (عليه السلام) قال: الرحمة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، والفضل علي بن أبي طالب (عليه السلام).
                  أقول: والروايات من باب الجري، والمراد النبوة والولاية فإنهما السببان المتصلان اللذان أنقذنا الله بهما من مهبط الضلال ومصيدة الشيطان، إحداهما: سبب مبلغ، والأخرى: سبب مجر، والرواية الأخيرة أقرب من الاعتبار فإن الله سمى رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في كتابه بالرحمة حيث قال: "و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين": الآية الأنبياء: 107.
                  ***


                  18ـ الميزان :

                  وفي تفسير العياشي، عن إبراهيم بن عبد الحميد عن بعض المعتمدين عن أبي عبد الله (عليه السلام): في قوله "لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة - أو معروف أو إصلاح بين الناس" يعني بالمعروف القرض.

                  أقول: ورواه القمي أيضا في تفسيره بهذا الإسناد، وهذا المعنى مروي من طرق أهل السنة أيضا، وعلى أي حال فهو من قبيل الجري وذكر بعض المصاديق.


                  ***
                  19ـ الميزان :

                  عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام): في قوله "و إن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به - قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا" قال: ليس من أحد من جميع الأديان يموت إلا رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) حقا من الأولين والآخرين.

                  أقول: وكون الرواية من الجري أظهر.


                  ***

                  20ـ الميزان :

                  وفي تفسير العياشي، عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: لكن الله يشهد بما أنزل إليك في علي أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا.

                  أقول: وروى هذا المعنى القمي في تفسيره مسندا عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) وهو من قبيل الجري والتطبيق فإن من القرآن ما نزل في ولايته (عليه السلام)، وليس المراد به تحريف الكتاب ولا هو قراءة منه (عليه السلام).


                  ***

                  :: الى التتمة ::

                  ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
                  { نهج البلاغة }

                  تعليق


                  • #10
                    21ـ الميزان :
                    وفي بعض الروايات عن الرضا (عليه السلام) قال: ليس في القرآن "يا أيها الذين آمنوا" إلا في حقنا وهو من الجري أو من باطن التنزيل.
                    ***


                    22ـ الميزان :

                    وفي البصائر، عن أبي حمزة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله تبارك وتعالى: "و من يكفر بالإيمان فقد حبط عمله - وهو في الآخرة من الخاسرين" قال: تفسيرها في بطن القرآن: ومن يكفر بولاية علي. وعلي هو الإيمان.

                    أقول: هو من البطن المقابل للظهر بالمعنى الذي بيناه في الكلام على المحكم والمتشابه في الجزء الثالث من الكتاب ويمكن أن يكون من الجري والتطبيق على المصداق، وقد سمى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام) إيمانا حينما برز إلى عمرو بن عبد ود يوم الخندق حيث قال (صلى الله عليه وآله وسلم): "برز الإيمان كله إلى الكفر كله".
                    ***


                    23ـ الميزان :

                    وفي تفسير القمي،: في قوله تعالى: "يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله - وابتغوا إليه الوسيلة" الآية قال: فقال: تقربوا إليه بالإمام.

                    أقول: أي بطاعته فهو من قبيل الجري والانطباق على المصداق، ونظيره ما عن ابن شهر آشوب قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): في قوله تعالى: "و ابتغوا إليه الوسيلة": أنا وسيلته:. وقريب منه ما في بصائر الدرجات، بإسناده عن سلمان عن علي (عليه السلام)، ويمكن أن يكون الروايتان من قبيل التأويل فتدبر فيهما.
                    ***


                    24ـ الميزان :

                    و في تفسير العياشي، عن يزيد الكناسي عن أبي جعفر (عليه السلام): في قوله تعالى: "يوم يجمع الله الرسل،" الآية قال: يقول: ما ذا أجبتم في أوصيائكم الذين خلفتم على أمتكم؟ قال: فيقولون: لا علم لنا بما فعلوا من بعدنا. أقول: ورواه القمي في تفسيره عن محمد بن مسلم عنه (عليه السلام).

                    وفي الكافي، عن يزيد عن أبي عبد الله (عليه السلام) ما في معناه، وهو من الجري أو من قبيل الباطن.


                    ***
                    :: الى التتمة ::

                    ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
                    { نهج البلاغة }

                    تعليق


                    • #11
                      25ـ الميزان :
                      وفي تفسير العياشي، عن أبي عمروالزبيري عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: رحم الله عبدا تاب إلى الله قبل الموتفإن التوبة مطهرة من دنس الخطيئة ومنقذة من شقاء الهلكة فرض الله بها على نفسه لعباده الصالحين فقال: كتب ربكم على نفسه الرحمة - أنه من عمل منكم سوءا بجهالة -ثم تاب من بعده وأصلح - فإنه غفور رحيم، ومن يعمل سوءا - أو يظلم نفسه ثم يستغفرالله - يجد الله توابا رحيما.
                      وفي تفسير البرهان، روي عن ابن عباس: في قوله تعالى: وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا الآية نزلت في علي وحمزةوزيد.
                      أقول: وفي عدة من الروايات أنالآيات السابقة نزلت في أعداء آل البيت (عليهم السلام) والظاهر أنها جميعا من قبيل الجري والتطبيق أو الأخذ بباطن المعنى فإن نزول السورة بمكة دفعة يأبى أن يجعل أمثال هذه الروايات من أسباب النزول ولذلك طوينا عن إيرادها، والله أعلم.

                      ***

                      26ـ الميزان :
                      وفي تفسير النعماني، بإسناده عن سليمان بن هارون العجلي قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن صاحب هذا الأمر محفوظة له لو ذهب الناس جميعا أتى الله بأصحابه، وهم الذين قال الله عز وجل:"فإن يكفر بها هؤلاء - فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين" وهم الذين قال الله فيهم: "فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه - أذلة على المؤمنين أعزةعلى الكافرين".
                      أقول: وهو من الجري.
                      وفي الكافي، بإسناده عن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام): قال الله عز وجل في كتابه: "و نوحا هدينا من قبل إلى قوله بكافرين" فإنه وكل بالفضل من أهل بيته والإخوان والذرية، وهو قول الله تبارك وتعالى: "فإن يكفر بها" أمتك فقد وكلنا أهل بيتك بالإيمان الذي أرسلناك به فلا يكفرون به أبدا، ولا أضيع الإيمان الذي أرسلتك به من أهل بيتك منبعدك علماء أمتك وولاة أمري بعدك، وأهل استنباط العلم الذي ليس فيه كذب ولا إثمولا وزر ولا بطر ولا رياء:. أقول: ورواه العياشي مرسلا وكذا الذي قبله والحديث كسابقه من الجري.
                      ***
                      27ـ الميزان :
                      وفي الكافي، بإسناده عن يونس عن بعض أصحابنا عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: إن الله خلق النبيين على النبوة فلايكونون إلا أنبياء، وخلق المؤمنين على الإيمان فلا يكونون إلا مؤمنين وأعار قوما إيمانا فإن شاء تممه لهم وإن شاء سلبهم إياه. قال: وفيهم جرت "فمستقرومستودع" وقال: إن فلانا كان مستودعا فلما كذب علينا سلبه الله إيمانه.
                      أقول: وفي تفسير المستقر والمستودع بقسمي الإيمان روايات كثيرة مروية عنهم (عليهم السلام) في تفسيري العياشي والقمي، وهذه الرواية توجهها بأنها من الجري والانطباق.

                      ***


                      28ـ الميزان :
                      بحث روائي
                      في الكافي، بإسناده عن زيد قال:سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: في قول الله تبارك وتعالى: "أومن كان ميتا فأحييناه - وجعلنا له نورا يمشي به في الناس" فقال: ميت لا يعرف شيئا"نورا يمشي به في الناس" إماما يأتم به "كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها" قال: الذي لا يعرف الإمام.
                      أقول: وهو من قبيل الجري و
                      الانطباق فسياق الآية يأبى إلاأن تكون الحياة هو الإيمان والنور هو الهداية الإلهية إلى القول الحق والعمل الصالح


                      ***


                      ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
                      { نهج البلاغة }

                      تعليق

                      يعمل...
                      X