بسم الله الرحمن الرحيم
(( العزلة والضغوط النفسية على الفرد في المجتمع ))
العزلة - بالضم - في اللغة : "تَعَاَزَلَ القومُ انْعَزَلَ بَعْضُهم عن بَعَض والعُزْلةُ الانْعِزال نفسُه يقال العُزْلةُ عِبادة وكُنْتُ بمَعْزِلٍ عن كذا وكذا أَي كُنْتُ بموْضع عُزْلةٍ منه واعْتَزَلْتُ القومَ أَي فارَقْتهم وتَنَحَّيت عنهم.
وفي الاصطلاح: "هي الخروج عن مخالطة الخلق بالانزواء والانقطاع"
ان لكل شخص ميوله الفردي فيحب أحيانن ان ينعزل عن المجتمع الذي يقطن فيه ويجلس مع نفسه ، وبخصوصاً حينما يشعر بعدم الارتياح في مخالطته للناس، أو وقوع الأذى عليه منهم، أو كثرة الابتلاءات التي تواجهه في حياته، فيكون راغباً بالعزلة، مستأنساً مع نفسه، مبتعداً عن أعين المخلوقين.
فافرد في المجتمع يعيش محاسن ومساوء لو امعنا انظرلاسباب الضغوط وماساة التي تمر على الفرد في مسيرة حياته وما تكون من نتاجها ، لوجدنا فقد الذة في امور حياته الفرد فيرجعه الى العزلة التي يجد فيها الرحة النفسية وتجنب الاختلاط افراد المجتمع الواحد ، ان من سلب لذة العيش لايهمه في التعايش مع الناس ، بالعزلة عن الشر وهي مما يشرح الخاطر ويذهب الحزن ..
فالعزلة والضغط النفسي عند الطفل يكون من تاثر حالة التي تمر عليه من الابوين او من المجتمع المحيط به لان الطفل لا يقدر على تمايز الامر فيرجح ماهو الاصح من المصلح والمفاسد فتواثر على بناءشخصيته .
ومنها ما ان تمر على المراهق فيكون منعزلا بطبعه، ففى فترة المراهقة تختلف شخصيته عن أقرانه وتظهر فروقات الشخصية بينهم بشكل أوضح، مما يساعد على انعزاله بشكل كبير لعدم استطاعته على مواكبة نشاطهم وتمردهم، وإحساسه الدائم بأنه أقل منهم، وعدم تقبلهم له.. فانخفاض مستوى الأداءوتراجع الرغبة في التواصل مع الاخرين وأخفاض المستوى الدراسالانزواء عن بقية أفراد الأسرة ،فكونه مبني على تحمل الاذا ولكل فرد طاقة في تحمله فمنهم من يتسلح بالصبر ويقاوم الحيات والبعض الاخر يكون منطويا تحت رداء التقاليد والحياء فيكون وبال عليه فجاء دور الاسلام للتحرار من تلك القيود وقول الصادق (ع): (فسد الزمان، وتغير الأخوان، وصار الانفراد أسكن للفؤاد)،وقوله (ع): (صاحب العزلة متحصن بحصن الله تعالى، ومحرس بحراسته، فيا طوبى لمن تفرد به سرا وعلانية! وهو يحتاج إلى عشر خصال: علم الحق والباطل، وتحبب الفقر، واختيار الشدة، والزهد، واغتنام الخلوة، والنظر في العواقب، ورؤية التقصير في العباد مع بذل المجهول، وترك العجب، وكثرة الذكر بلا غفلة، فإن الغفلة مصطاد الشيطان ورأس كل بلية وسبب كل حجاب، وخلوة البيت عما لا يحتاجه إليه في الوقت.فكون العزلة المحمودة التي بها القرب الى الباري في مقام الانس ففي المخالطة مع الناس والتشاغل يبعد القلب عن الله .
منتديات شيعة اهل البيت
تعليق