إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

توبة فتاة في رياض القرآن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • توبة فتاة في رياض القرآن

    تقول صاحبة القصة :
    أنا طالبة فى المرحلة الثانوية، كنت مغرمة بمشاهدة التلفزيون، وكنت لا أفارقه لحظة ولا أترك مسلسلاً ولا برنامج أطفال ولا أغنية ولا تمثيلية إلا وأشاهدها، فإذا ما جاء برنامج ثقافي أو ديني فسرعان ما أغلق الجهاز، فتسألني أختي: لم فعلت ذلك؟! فأجيبها بخبث محتجة بكثرة الواجبات المدرسية و المنزلية،
    فتقول لي:الآن تذكرت الواجبات؟!! أين كنت عند مشاهدتك تلك المسلسلات والأغاني والبرامج التافهة؟!
    فلا أرد عليها..
    أختي هذه كانت بعكسي تماماً، منذ أن علمتها أمي الصلاة لم تتركها إلا لعذر، أما أنا فلا أحافظ عليها،
    بل لا أكاد أصليها إلا في الأسبوع مرة أو مرتين!!
    لقد كانت أختي تتجنب التلفاز بقدر الإمكان، وقد أحاطت نفسها بصديقات صالحات يساعدنها على فعل الخير، وقد بلغ من صلاحها أن خالتي لما أسقطت طفلها وهي في المستشفى و كانت فى غيبوبة، رأت أختي وهي تلبس ملابس بيضاء جميلة وهي تطمئنها، فاستيقظت خالتي وهي سعيدة مطمئنة القلب..
    كانت دائماً تذكرني بالله وتعظني، فلا أزداد إلا استكباراً وعناداً، بل كانت ساعات جلوسي أمام التلفاز تزداد يوماً بعد يوم، والتلفاز يستعرض أنواع المسلسلات التافهة والأفلام الهابطة، والأغاني الماجنة التي لم أدرك خطورتها إلا بعد أن هداني الله عزوجل، فله الحمد والشكر..
    كنت دائماً أفعل ذلك كله وأنا في قرارة نفسي على يقين تام من أن ذلك حرام، وأن طريق الهداية واضح لمن أراد أن يسلكه، فكانت كثيراً ما تلومني، وضميري يعذبني بشدة، لاسيما وأن الأمر لم يكن مقتصراً على ارتكاب المعاصي بل تعداه إلى ترك الفرائض!!
    لذا كنت دائما أتجنب الجلوس بمفردي حتى عندما أخلد إلى النوم والراحة فإني أحاول أن أشغل نفسي بكتاب أو مجلة حتى لاأدع مجالاً لتوبيخ النفس أو تأنيب الضمير.
    وظليت على هذه الحال مدة خمس سنوات حتى كان ذلك اليوم الذي اختار الله لي فيه طريق الهداية..
    كنا في إجازة نصف السنة، وأرادت أختي أن تلتحق بدورة في تحفيظ القرآن الكريم بإحدى الجمعيات الإسلامية، فعرضت علي أن أذهب معها، فوافقت أمي ولكني رفضت، بل رفضت بشدة، وأقمت الدنيا وأقعدتها ، وقلت بأعلى صوتي لا أريد الذهاب..
    و كنت في قرارة نفسي عازمة على العكوف أمام ذلك الجهاز الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتي العابثة.. فما لي ولحلقات تحفيظ القرآن، حب القرآن وحب الغناء لايجتمعان في قلب عبد أبداً.
    حضرأبي يوماً فشكوت له ما حدث فقال: دعوها ولا تجبروها على الذهاب واتركوها على راحتها..
    وكانت لي عند أبي معزة خاصة لأني ابنته الوسطى فليس لي سوى أختي الكبرى، وأخي الذى يصغرني بكثير ، وقد قال ذلك و هو يظن أني محافظة على صلاتي، و لم يكن يعلم بأن الأمر مختلف جداً!
    صحيح أنني لم أكن أكذب عليه حينما يسألني(أصليت ؟) فأجيبه: نعم..
    فقد استطاعت أختي أن تخلصني من داء الكذب، ولكن كنت أقوم فأصلي أمامه عندما يكون موجوداً،
    فإذا ذهب إلى عمله تركت الصلاة، وكان أبي يمكث في عمله من 3 إلى 4 أيام ..
    ذات يوم، طلب مني أبي بلطف أن أرافق أختي ولو مرة واحدة، فإن أعجبني الحال داومت على الحضور معها وإلا فلتكن المرة الأولى و الأخيرة، فوافقت لأني أحب أبي ولا أرد له طلباً..
    انطلقت إلى روضة القرآن، وهناك رأيت وجوهاً متوضئة مشرقة بنور الإيمان، وأعيناً باكية لا تدمن النظر إلى الحرام مثل ما كنت أفعل؛ فتمالكني شعور فياض لا أستطيع له وصفاً..
    شعور بالسعادة والرهبة، يخالطه إحساس بالندم والتوبة، وأحسست بأني قريبة من الله عزوجل،
    فرقَّ قلبي، وانهمرت دموعي ندماً على الأوقات التي ضيعتها في غير مرضاة الله أمام شاشة التلفاز، أو في مجالس اللغو مع رفيقات السوء اللاتي لا هم لهن إلا القيل والقال..
    كم كنت غافلة عن مثل هذه المجالس التي تحفها ملائكة الرحمن، وتتنزل على أهلها السكينة والرحمة والإيمان؟؟
    لقد منَّ الله عليَّ بالحياة في ظلال القرآن فترة من الزمن، ذقتُ فيها من نعمته ما لم أذق قط في حياتي.. عشتُ في ظلال القرآن هادئة النفس، مطمئنة السريرة قريرة الضمير، وانتهيت إلى يقين جازم حاسم أنه لا صلاح لهذه الأرض، ولا راحة لهذه البشرية، ولا طمأنينة لهذا الإنسان، ولا رفعة ولا بركة ولا طهارة إلا بالرجوع إلى الله..
    إن الحياة في ظلال القرآن نعمة .. نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها ..
    نعمة تزيد في العمر و تباركه وتزكيه..
    فما أروع العيش في ظلال القرآن..
    نعم، لقد هداني الله عزوجل، وقد كنت أبارزه بالعصيان، وأقدم ما يرضي نفسي على ما يرضيه سبحانه وما يأمرني به الشيطان على ما يأمر به الواحد الديان..
    باختصار؛ لقد كنت غافلة فأيقظني القرآن..
    ((إن هذا القرآن يهدي للتي هى أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً))
    واليوم أتساءل: كيف كنت سأقابل ربي لو لم يهدني؟؟
    حقاً إنني خجلة من نفسي، وقبل ذلك من ربي، وصدق القائل :
    فيا عجباً كيف يعصى الإله!
    أم كيف يجحده الجاحدُ!
    وفي كل شئ له آية تدل على أنه الواحد!
    التعديل الأخير تم بواسطة علي الخفاجي ; الساعة 21-11-2013, 04:42 PM. سبب آخر:
    غدير الجابريsigpic

  • #2




    تعليق


    • #3
      أسْع‘ـدَالله قَلِبِكْ .. وَشَرَحَ صَدِرِكْ ..
      وأنَــــآرَدَرِبــكْ .. وَفَرَجَ هَمِكْ ..
      يَع‘ـطِيِكْ رِبي العَ‘ــآآإفِيَه عَلىآ الطَرِحْ المُفِيدْ ..~
      جَعَ‘ـلَهْ الله فِي مُيزَآإنْ حَسَنَـآتِك يوًم القِيَــآمَه ..
      وشَفِيعْ لَك يَومَ الحِسَــآإبْ ..~
      sigpic

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        والحمد لله ربِّ العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
        أولاً:عزيزتي غدير أرحب بكِ في هذا الصرح العظيم وهوبيت الإمام الحسين(عليه السلام)
        ونتمنى منك المزيد من هذه القصص الجميلة التي يملؤها الوعظ،
        ولكن عزيزتي ماذكرتيه في هذه القصة أتمنى من صاحبة القصة أن لاتذكر حتى بينها وبين نفسها لأن الله تعالى محتمل قد حجب الكرام الكاتبين عن كتابة تلك الأعمال التي عملتها ولايحاسبها عليها وعند تكرار ذكرها محتمل أن تسجل عند ذكرها لها في لحظة من اللحظات.
        ثم أبارك هذه البركات القرآنية التي حازت عليها والشفاء الروحي بسبب تناوها الدواء المعنوي من خلال حضورها مجالس القرآن الكريم وتلاوتها آياته الكريمة
        ((
        وننزّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين..))
        فهذه الهدية الأولى لها منه تبارك وتعالى

        فهنيئاً لها هذه البركات وعليها بكثرة الإستغفار.
        الهدية الثانية بسبب تناولها هذا الدواء القرآني الشافي قد دلها على بيت الإمام الحسين(سلام الله عليه) ألا وهو منتديات مدرسة الإمام الحسين(عليه السلام).
        حبذا لو تذكرين لنا كيف قررت التسجيل في المنتدى،
        ننتظر منكم الإستجابة لطلبنا.
        تحياتي لكم وبارك الله فيكم
        وأهلاً بكم في الإنضمام لنا في بيت الإمام الحسين(عليه السلام).
        رزقنا الله وإياكم زيارته في الدنيا وشفاعته في الآخرة
        .


        ***************
        ملاحظة سيتم نقل موضوعكم الى قسم النشاطات القرآنية
        التعديل الأخير تم بواسطة علي الخفاجي ; الساعة 21-11-2013, 04:47 PM. سبب آخر:















        تعليق


        • #5


          السلام على الأخت غدير الجابري...
          إنها قصةٌ ظريفةٌ وعبرةٌ مفيدة

          لمَنْ لمْ يعِ خَطرِ الصلاةِ وفاتَ عن تقديرهِ أمرها
          لكنَّ مشكلةَ الذنبِ بحقِّ الخالق غيرُها في المخلوق
          فالذنبُ الذي نرتكبُه في حقِّ الناسِ يتركُ أثراً في النفوس
          أما الذنب الذي نرتكبُهُ في حقِّ الغفّارِ قد لايتركُ أثراً في الروحِ بعد الإستغفارِ
          فاللهُ جلَّ وعلا غفورٌ رحيمٌ وبعدُ ليسَ كمثلهِ ودودٌ كريمٌ
          فهنيئاً لكِ وقد أحببتِ الصلاةَ بعدَ جحودٍ وعرفتِ حقَّ المعبودِ
          والصلاةُ قبلَ أن تكونَ واجباً شرعياً فهي واجبٌ وجوديٌ
          فكلُّ شئ في الوجودِ يُصلّي للهِ من إنسانٍ وحيوانٍ وجمادٍ،
          والكونُ محرابٌ كبيرٌ وأفضلُ صلاةٍ مالمْ تكن عن خوفٍ وتقصيرٍ،
          بل تلكَ التي تنبثقُ عن الحبِّ وتذوبُ فيها الذاتُ عن قُربٍ
          ألمْ يَقُلْ نبينا الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم):

          ((أحبُّ إليَّ من دنياكم ثلاث....وقُرةُ عيني الصلاة))

          وبالصلاةِ يرتقي المؤمنُ في مدارجِ الكمال
          وقد صدق الأمين(صلى الله عليه وآله) حيثُ قال:


          ((الصلاةُ معراجُ المؤمن)).

          تعليق

          يعمل...
          X