البكاء على الميت عند الشيعة والسنة
رأي المخالفين في البكاء على الميت
يقول عبد الرحمن الجزيري في كتاب الفقه على المذاهب الاربعة
مبحث البكاء على الميت وما يتبع ذلك
يحرم البكاء على الميت برفع الصوت والصياح عند المالكية والحنفية وقال الشافعية والحنابلة : إنه مباح أما هطل الدموع بدون صياح فإنه مباح باتفاق[1]اه
اذن تحصل مما تقدم
المالكية والحنفية حرموا البكاء مع الصوت والصياح
الشافعية والحنابلة انه مباح حتى مع الصوت والصياح
اما مع عدم الوت والصياح فهو مباح باتفاق المذاهب الاربعة
البكاء عند مدرسة اهل البيت عليهم السلام
اجماعا انه مباح ان لم يكن راجحا
الدليل
1 الاجماع ونقل الشيخ يوسف البحراني في الحدائق وهذا نصه
الظاهر انه لا خلاف نصا وفتوى في جواز البكاء على الميت قبل الدفن وبعده، ويدل على ذلك الاخبار المستفيضة، ومنها - ما رواه الصدوق في الخصال والمجالس بسنديه فيهما إلى محمد بن سهل البحراني يرفعه إلى الصادق (عليه السلام) قال: " البكاءون خمسة: آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي بن الحسين، اما آدم فبكى على الجنة حتى صار في خديه امثال الاودية، واما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره وحتى قيل له: ". تفتؤ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين " واما يوسف فبكى على يعقوب حتى تأذى به اهل السجن فقالوا اما ان تبكي الليل وتسكت بالنهار واما ان تبكي النهار وتسكت بالليل فصالحهم على واحد منهما، واما فاطمة فبكت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى تأذى بها اهل المدينة فقالوا لها قد آذيتنا بكثرة بكائك، وكانت تخرج إلى المقابر مقابر الشهداء فتبكي حتى تقضي حاجتها ثم تنصرف، واما علي بن الحسين فبكي على الحسين عشرين سنة أو اربعين سنة ما وضع بين يديه طعام إلا بكى حتى قاله له مولى له اني اخاف عليك ان تكون من الهالكين. قال انما اشكو بثى وحزني إلى الله واعلم من الله ما لا تعلمون، اني لم اذكر مصرع بني فاطمة (عليهما السلام) إلا خنفتني لذلك عبرة
2 الرويات
قال صاحب الجواهر(ثم انه لاريب في جواز البكاء على الميت
نصا وفتوى للاصل والاخبار التي لاتقصر عن التواتر معنى من بكاء النبي صلى الله عليه وآله على حمزة وإبراهيم ( ع ) وغيرهما )[2]
3 اصالة الاباحة وقد قررت في كتب اصول الفقه فمن اراد المزيد فليراجع
4 السيرة المتصلة بالائمة المعصومين عليهم السلام
قال السيد الخوئي
السيرة المستمرة المتصلة بزمان المعصومين ( ع )
ولم يردعوا عنها بوجه فلو كان البكاء على الميت محرما لانتشرت حرمته ووصلت إلينا متواترة لكثرة الابتلاء بالأموات والبكاء عليهم[3]
س / لماذا المخالفون يحرموا في الوقت الحاضر البكاء على الميت
يحرموا ذلك تبعا لابن تيمية مع ان الحنابلة يجوزون البكاء على الميت حتى مع الصوت والصياح كما مر عليك والوهابية يقولون نحن حنابلة بالنسبة الى الفقه ومع ذلك يحرمون البكاء على الميت ودليلهم على ذلك هو الحديث الوارد في صحيح البخاري(حَدَّثَنَا أَصْبَغُ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِى عَمْرٌو عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ الأَنْصَارِىِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.................. وَإِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ)[4]
وفي صحيح مسلم
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبدالله بن نمير جميعا عن ابن بشير قال أبو بكر حدثنا محمد بن بشر العبدي عن عبيدالله بن عمر قال حدثنا نافع عن عبدالله
: أن حفصة بكت على عمر فقال مهلا يا بنية ألم تعلمي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه ؟
( إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه ) وفي رواية ببعض بكاءأهله عليه وفي رواية ببكاء الحي وفي رواية يعذب في قبره بما نيح عليه [5]
نقول في الجواب على الحديث
نحن بالنسبة الينا اتباع مدرسة اهل البيت الحديث ليس له قيمة عندنا لان لدينا نصوص على جواز البكاء على الميت والحديث ليس حجة علينا بالاضافة الى انه معارض باخبار عن اهل البيت عليهم السلام
مناقشة الحديث
1 ان هذا الحديث مخالف للعقل والفطرة
اما العقل فما ذنب الميت يعذب ببكاء الحي ليه وهو لاحول ولاقوة له على الحي
اما الفطرة ليس من المعقول ان يموت شخص قريب عليك او عزيز او صديق او جار ولاتبكي فهذا مخالف للفطرة الانسانية التي فطر الله الناس عليها
2 هذا الحديث يعارض القران { ولا تزر وازرة وزر آخرى }فاطر الاية 18
3 نفس عائشة ردت هذا الخبر وفي الصحاح
وأنكرت عائشة ونسبتهما إلى النسيان والاشتباه عليهما وأنكرت أن يكون النبي صلى الله عليه و سلم قال ذلك واحتجت بقوله تعالى ولا تزر وازرة وزر أخرى قالت وإنما قال النبي صلى الله عليه و سلم في يهودية إنها تعذب وهم يبكون عليها يعني تعذب بكفرها في حال بكاء أهلها لا بسبب البكاء [6]
هذا بالاضافة الى اختلاف الفاظ الحديث
فقمت فدخلت علي عائشة فحدثتها بما قال ابن عمر فقالت لا والله ما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قط إن الميت يعذب ببكاء أحد ولكنه قال إن الكافر يزيده الله ببكاء أهله عذابا وإن الله لهو أضحك وأبكى ولا تزر وازرة وزر أخرى[7]
وفي لفظ اخر
وحدثنا خلف بن هشام وأبو الربيع الزهراني جميعا عن حماد قال خلف حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه قال
: ذكر عند عائشة قول ابن عمر الميت يعذب ببكاء أهله عليه فقالت رحم الله أبا عبدالرحمن سمع شيئا فلم يحفظه إنما مرت على رسول الله صلى الله عليه و سلم جنازة يهودي وهم يبكون عليه فقال أنتم تبكون وإنه ليعذب[8]
وفي لفظ اخر
حدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه قال ذكر عند عائشة أن ابن عمر يرفع إلى النبي صلى الله عليه و سلم
إن الميت يعذب في قبره ببكاء أهله عليه فقالت وهل إنما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنه ليعذب بخطيئته أو بذنبه وإن أهله ليبكون عليه الآن[9]
وفي لفظ اخر
وحدثنا خلف بن هشام وأبو الربيع الزهراني جميعا عن حماد قال خلف حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه قال
: ذكر عند عائشة قول ابن عمر الميت يعذب ببكاء أهله عليه فقالت رحم الله أبا عبدالرحمن سمع شيئا فلم يحفظه إنما مرت على رسول الله صلى الله عليه و سلم جنازة يهودي وهم يبكون عليه فقال أنتم تبكون وإنه ليعذب [10]
القصة الكاملة للحديث
حدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد قال ابن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني عبدالله بن أبي مليكة قال
: توفيت ابنة لعثمان بن عفان بمكة قال فجئنا لنشهدها قال فحضرها ابن عمر وابن عباس قال وإن لجالس بينهما قال جلست إلى أحدهما ثم جاء الآخرى فجلس إلى جنبي فقال عبدالله بن عمر لعمرو بن عثمان وهو مواجهه ألا تنهى عن البكاء ؟ فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه
فقال ابن عباس
: قد كان عمر يقول بعض ذلك ثم حدث فقال صدرت مع عمر من مكة حتى إذا كنا بالبيداء إذا هو بركب تحت ظل شجرة فقال إذهب فانظر من هؤلاء الركب ؟ فنظرت فإذا هو صهيب قال فأخبرته فقال ادعه لي قال فرجعت إلى صهيب فقلت ارتحل فالحق أمير المؤمنين فلما أن أصيب عمر دخل صهيب يبكي يقول وا أخاه واصاحباه فقال عمر يا صهيب أتبكي علي ؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه
فقال ابن عباس
: فلما مات عمر ذكرت ذلك لعائشة فقالت يرحم الله عمر لا والله ما حدث رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله يعذب المؤمن ببكاء أحد ولكن قال إن الله يزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه قال وقالت عائشة حسبكم القرآن { ولا تزر وازرة وزر آخرى } [ 35 / فاطر / الآية 18 ] قال وقال ابن عباس عند ذلك والله أضحك وأبكى قال ابن أبي مليكة فوالله ما قال ابن عمر من شيء
[ ش ( والله أضحك وأبكي ) يعني أن العبرة لا يملكها ابن آدم ولا تسبب له فيها فكيف يعاقب عليها فضلا عن الميت ][11]
4 هذا الحديث مخالف للسنة القطعية
ورد في البخاري
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ هِلاَلِ بْنِ عَلِىٍّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضى الله عنه - قَالَ شَهِدْنَا بِنْتًا لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جَالِسٌ عَلَى الْقَبْرِ - قَالَ فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ قَالَ - فَقَالَ « هَلْ مِنْكُمْ رَجُلٌ لَمْ يُقَارِفِ اللَّيْلَةَ » . فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ أَنَا . قَالَ « فَانْزِلْ » . قَالَ فَنَزَلَ فِى قَبْرِهَا[12]
وفي المستدرك
حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك ، ثنا الحسن بن سلام ، ثنا قبيصة بن عقبة ، ثنا سفيان ، وأخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا عبد الرحمن ، عن سفيان ، عن عاصم بن عبيد الله ، عن القاسم بن محمد ، عن عائشة ، « أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل عثمان بن مظعون وهو ميت وهو يبكي » . قال : « وعيناه تهرقان »[13]
وفي المستدرك ايضا
حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الفقيه الإسماعيلي ، ثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا هارون بن إسحاق الهمداني ، ثنا عبدة بن سليمان ، عن هشام بن عروة ، عن وهب بن كيسان ، عن محمد بن عمرو بن عطاء ، عن أبي هريرة ، قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم على جنازة ومعه عمر بن الخطاب فسمع نساء يبكين ، فزبرهن عمر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يا عمر دعهن فإن العين دامعة ، والنفس مصابة ، والعهد قريب » « هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه »[14]
وفي المستدرك ايضا
حدثنا أبو محمد المزني ، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا العلاء بن عمرو الحنفي ، ثنا سعيد بن مسلمة ، عن يحيى بن سعيد ، سمعت عمرة بنت عبد الرحمن ، تقول : سمعت عائشة رضي الله عنها تقول : « لما قتل زيد بن حارثة ، وجعفر بن أبي طالب ، وعبد الله بن رواحة جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكيهم ويعرف فيه الحزن »[15]
5 الحديث مخالف لعمل الصحابة
المستدرك
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني ، ثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي ، أنا يزيد بن هارون ، أنا محمد بن عمرو بن علقمة الليثي ، عن أبيه ، عن جده ، عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : قدمنا من سفر فتلقونا بذي الحليفة ، وكان غلمان الأنصار يتلقون بهم إذا قدموا ، فلقوا أسيد بن حضير فنعوا إليه امرأته ، فتقنع يبكي ، قالت : فقلت له : سبحان الله ، أنت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولك في السابقة ما لك تبكي على امرأة ؟ فكشف عن رأسه فقال : صدقت ، لعمرو الله ، والله ليحق لي أن لا أبكي على أحد بعد سعد بن معاذ ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال ، قالت له : وما قال ؟ قال : قال : « لقد اهتز العرش لوفاة سعد بن معاذ » قالت : وهو يسير بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم « هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه »[16]
ومن اراد المزيد فليه بمراجعة الغدير الجزء السادس فقد ذكر العلامة الاميني موارد كثيرة جدا
6 ان الحديث ليس فيه دلالة عل التحريم ويمكن ان يوجه كما وجهته عائشة
رأي المخالفين في البكاء على الميت
يقول عبد الرحمن الجزيري في كتاب الفقه على المذاهب الاربعة
مبحث البكاء على الميت وما يتبع ذلك
يحرم البكاء على الميت برفع الصوت والصياح عند المالكية والحنفية وقال الشافعية والحنابلة : إنه مباح أما هطل الدموع بدون صياح فإنه مباح باتفاق[1]اه
اذن تحصل مما تقدم
المالكية والحنفية حرموا البكاء مع الصوت والصياح
الشافعية والحنابلة انه مباح حتى مع الصوت والصياح
اما مع عدم الوت والصياح فهو مباح باتفاق المذاهب الاربعة
البكاء عند مدرسة اهل البيت عليهم السلام
اجماعا انه مباح ان لم يكن راجحا
الدليل
1 الاجماع ونقل الشيخ يوسف البحراني في الحدائق وهذا نصه
الظاهر انه لا خلاف نصا وفتوى في جواز البكاء على الميت قبل الدفن وبعده، ويدل على ذلك الاخبار المستفيضة، ومنها - ما رواه الصدوق في الخصال والمجالس بسنديه فيهما إلى محمد بن سهل البحراني يرفعه إلى الصادق (عليه السلام) قال: " البكاءون خمسة: آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي بن الحسين، اما آدم فبكى على الجنة حتى صار في خديه امثال الاودية، واما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره وحتى قيل له: ". تفتؤ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين " واما يوسف فبكى على يعقوب حتى تأذى به اهل السجن فقالوا اما ان تبكي الليل وتسكت بالنهار واما ان تبكي النهار وتسكت بالليل فصالحهم على واحد منهما، واما فاطمة فبكت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى تأذى بها اهل المدينة فقالوا لها قد آذيتنا بكثرة بكائك، وكانت تخرج إلى المقابر مقابر الشهداء فتبكي حتى تقضي حاجتها ثم تنصرف، واما علي بن الحسين فبكي على الحسين عشرين سنة أو اربعين سنة ما وضع بين يديه طعام إلا بكى حتى قاله له مولى له اني اخاف عليك ان تكون من الهالكين. قال انما اشكو بثى وحزني إلى الله واعلم من الله ما لا تعلمون، اني لم اذكر مصرع بني فاطمة (عليهما السلام) إلا خنفتني لذلك عبرة
2 الرويات
قال صاحب الجواهر(ثم انه لاريب في جواز البكاء على الميت
نصا وفتوى للاصل والاخبار التي لاتقصر عن التواتر معنى من بكاء النبي صلى الله عليه وآله على حمزة وإبراهيم ( ع ) وغيرهما )[2]
3 اصالة الاباحة وقد قررت في كتب اصول الفقه فمن اراد المزيد فليراجع
4 السيرة المتصلة بالائمة المعصومين عليهم السلام
قال السيد الخوئي
السيرة المستمرة المتصلة بزمان المعصومين ( ع )
ولم يردعوا عنها بوجه فلو كان البكاء على الميت محرما لانتشرت حرمته ووصلت إلينا متواترة لكثرة الابتلاء بالأموات والبكاء عليهم[3]
س / لماذا المخالفون يحرموا في الوقت الحاضر البكاء على الميت
يحرموا ذلك تبعا لابن تيمية مع ان الحنابلة يجوزون البكاء على الميت حتى مع الصوت والصياح كما مر عليك والوهابية يقولون نحن حنابلة بالنسبة الى الفقه ومع ذلك يحرمون البكاء على الميت ودليلهم على ذلك هو الحديث الوارد في صحيح البخاري(حَدَّثَنَا أَصْبَغُ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِى عَمْرٌو عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ الأَنْصَارِىِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.................. وَإِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ)[4]
وفي صحيح مسلم
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبدالله بن نمير جميعا عن ابن بشير قال أبو بكر حدثنا محمد بن بشر العبدي عن عبيدالله بن عمر قال حدثنا نافع عن عبدالله
: أن حفصة بكت على عمر فقال مهلا يا بنية ألم تعلمي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه ؟
( إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه ) وفي رواية ببعض بكاءأهله عليه وفي رواية ببكاء الحي وفي رواية يعذب في قبره بما نيح عليه [5]
نقول في الجواب على الحديث
نحن بالنسبة الينا اتباع مدرسة اهل البيت الحديث ليس له قيمة عندنا لان لدينا نصوص على جواز البكاء على الميت والحديث ليس حجة علينا بالاضافة الى انه معارض باخبار عن اهل البيت عليهم السلام
مناقشة الحديث
1 ان هذا الحديث مخالف للعقل والفطرة
اما العقل فما ذنب الميت يعذب ببكاء الحي ليه وهو لاحول ولاقوة له على الحي
اما الفطرة ليس من المعقول ان يموت شخص قريب عليك او عزيز او صديق او جار ولاتبكي فهذا مخالف للفطرة الانسانية التي فطر الله الناس عليها
2 هذا الحديث يعارض القران { ولا تزر وازرة وزر آخرى }فاطر الاية 18
3 نفس عائشة ردت هذا الخبر وفي الصحاح
وأنكرت عائشة ونسبتهما إلى النسيان والاشتباه عليهما وأنكرت أن يكون النبي صلى الله عليه و سلم قال ذلك واحتجت بقوله تعالى ولا تزر وازرة وزر أخرى قالت وإنما قال النبي صلى الله عليه و سلم في يهودية إنها تعذب وهم يبكون عليها يعني تعذب بكفرها في حال بكاء أهلها لا بسبب البكاء [6]
هذا بالاضافة الى اختلاف الفاظ الحديث
فقمت فدخلت علي عائشة فحدثتها بما قال ابن عمر فقالت لا والله ما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قط إن الميت يعذب ببكاء أحد ولكنه قال إن الكافر يزيده الله ببكاء أهله عذابا وإن الله لهو أضحك وأبكى ولا تزر وازرة وزر أخرى[7]
وفي لفظ اخر
وحدثنا خلف بن هشام وأبو الربيع الزهراني جميعا عن حماد قال خلف حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه قال
: ذكر عند عائشة قول ابن عمر الميت يعذب ببكاء أهله عليه فقالت رحم الله أبا عبدالرحمن سمع شيئا فلم يحفظه إنما مرت على رسول الله صلى الله عليه و سلم جنازة يهودي وهم يبكون عليه فقال أنتم تبكون وإنه ليعذب[8]
وفي لفظ اخر
حدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه قال ذكر عند عائشة أن ابن عمر يرفع إلى النبي صلى الله عليه و سلم
إن الميت يعذب في قبره ببكاء أهله عليه فقالت وهل إنما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنه ليعذب بخطيئته أو بذنبه وإن أهله ليبكون عليه الآن[9]
وفي لفظ اخر
وحدثنا خلف بن هشام وأبو الربيع الزهراني جميعا عن حماد قال خلف حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه قال
: ذكر عند عائشة قول ابن عمر الميت يعذب ببكاء أهله عليه فقالت رحم الله أبا عبدالرحمن سمع شيئا فلم يحفظه إنما مرت على رسول الله صلى الله عليه و سلم جنازة يهودي وهم يبكون عليه فقال أنتم تبكون وإنه ليعذب [10]
القصة الكاملة للحديث
حدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد قال ابن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني عبدالله بن أبي مليكة قال
: توفيت ابنة لعثمان بن عفان بمكة قال فجئنا لنشهدها قال فحضرها ابن عمر وابن عباس قال وإن لجالس بينهما قال جلست إلى أحدهما ثم جاء الآخرى فجلس إلى جنبي فقال عبدالله بن عمر لعمرو بن عثمان وهو مواجهه ألا تنهى عن البكاء ؟ فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه
فقال ابن عباس
: قد كان عمر يقول بعض ذلك ثم حدث فقال صدرت مع عمر من مكة حتى إذا كنا بالبيداء إذا هو بركب تحت ظل شجرة فقال إذهب فانظر من هؤلاء الركب ؟ فنظرت فإذا هو صهيب قال فأخبرته فقال ادعه لي قال فرجعت إلى صهيب فقلت ارتحل فالحق أمير المؤمنين فلما أن أصيب عمر دخل صهيب يبكي يقول وا أخاه واصاحباه فقال عمر يا صهيب أتبكي علي ؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه
فقال ابن عباس
: فلما مات عمر ذكرت ذلك لعائشة فقالت يرحم الله عمر لا والله ما حدث رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله يعذب المؤمن ببكاء أحد ولكن قال إن الله يزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه قال وقالت عائشة حسبكم القرآن { ولا تزر وازرة وزر آخرى } [ 35 / فاطر / الآية 18 ] قال وقال ابن عباس عند ذلك والله أضحك وأبكى قال ابن أبي مليكة فوالله ما قال ابن عمر من شيء
[ ش ( والله أضحك وأبكي ) يعني أن العبرة لا يملكها ابن آدم ولا تسبب له فيها فكيف يعاقب عليها فضلا عن الميت ][11]
4 هذا الحديث مخالف للسنة القطعية
ورد في البخاري
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ هِلاَلِ بْنِ عَلِىٍّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضى الله عنه - قَالَ شَهِدْنَا بِنْتًا لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جَالِسٌ عَلَى الْقَبْرِ - قَالَ فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ قَالَ - فَقَالَ « هَلْ مِنْكُمْ رَجُلٌ لَمْ يُقَارِفِ اللَّيْلَةَ » . فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ أَنَا . قَالَ « فَانْزِلْ » . قَالَ فَنَزَلَ فِى قَبْرِهَا[12]
وفي المستدرك
حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك ، ثنا الحسن بن سلام ، ثنا قبيصة بن عقبة ، ثنا سفيان ، وأخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا عبد الرحمن ، عن سفيان ، عن عاصم بن عبيد الله ، عن القاسم بن محمد ، عن عائشة ، « أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل عثمان بن مظعون وهو ميت وهو يبكي » . قال : « وعيناه تهرقان »[13]
وفي المستدرك ايضا
حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الفقيه الإسماعيلي ، ثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا هارون بن إسحاق الهمداني ، ثنا عبدة بن سليمان ، عن هشام بن عروة ، عن وهب بن كيسان ، عن محمد بن عمرو بن عطاء ، عن أبي هريرة ، قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم على جنازة ومعه عمر بن الخطاب فسمع نساء يبكين ، فزبرهن عمر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يا عمر دعهن فإن العين دامعة ، والنفس مصابة ، والعهد قريب » « هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه »[14]
وفي المستدرك ايضا
حدثنا أبو محمد المزني ، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا العلاء بن عمرو الحنفي ، ثنا سعيد بن مسلمة ، عن يحيى بن سعيد ، سمعت عمرة بنت عبد الرحمن ، تقول : سمعت عائشة رضي الله عنها تقول : « لما قتل زيد بن حارثة ، وجعفر بن أبي طالب ، وعبد الله بن رواحة جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكيهم ويعرف فيه الحزن »[15]
5 الحديث مخالف لعمل الصحابة
المستدرك
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني ، ثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي ، أنا يزيد بن هارون ، أنا محمد بن عمرو بن علقمة الليثي ، عن أبيه ، عن جده ، عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : قدمنا من سفر فتلقونا بذي الحليفة ، وكان غلمان الأنصار يتلقون بهم إذا قدموا ، فلقوا أسيد بن حضير فنعوا إليه امرأته ، فتقنع يبكي ، قالت : فقلت له : سبحان الله ، أنت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولك في السابقة ما لك تبكي على امرأة ؟ فكشف عن رأسه فقال : صدقت ، لعمرو الله ، والله ليحق لي أن لا أبكي على أحد بعد سعد بن معاذ ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال ، قالت له : وما قال ؟ قال : قال : « لقد اهتز العرش لوفاة سعد بن معاذ » قالت : وهو يسير بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم « هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه »[16]
ومن اراد المزيد فليه بمراجعة الغدير الجزء السادس فقد ذكر العلامة الاميني موارد كثيرة جدا
6 ان الحديث ليس فيه دلالة عل التحريم ويمكن ان يوجه كما وجهته عائشة
[1] الفقه على المذاهب الاربعة الجزيري ج1 ص835 المكتبة الشاملة
[2] جواهر الكلام محمد حسن الجواهري ج4 ص 377 المكتبة الشاملة
[3] كتاب الطهارة السيد الخوئي ج9 ص226 مكتبة اهل البيت
[4] صحيح البخاري ج5 ص 188 المكتبة الشاملة
[5] صحيح مسلم ج2 ص 637 المكتبة الشاملة
[6] صحيح مسلم ج2 ص638 المكتبة الشاملة
[7] صحيح مسلم ج2 ص 641 المكتبة الشاملة
[8] المصدرالسابق ج2 ص 642المكتبة الشاملة
[9] المصدر السابق
[10] المصدر السابق
[11] المصدر السابق ج2 ص 641 الشاملة
[12] صحيح البخاري ج5 ص 157 المكتبة الشاملة
[13] المستدرك للحاكم ج3 ص360
[14] المصدر السابقج3 ص 434
[15] المستدرك للحاكم ج11 ص 293
[16] المستدرك للحاكم ج 11 ص 266 المكتبة الشاملة
[2] جواهر الكلام محمد حسن الجواهري ج4 ص 377 المكتبة الشاملة
[3] كتاب الطهارة السيد الخوئي ج9 ص226 مكتبة اهل البيت
[4] صحيح البخاري ج5 ص 188 المكتبة الشاملة
[5] صحيح مسلم ج2 ص 637 المكتبة الشاملة
[6] صحيح مسلم ج2 ص638 المكتبة الشاملة
[7] صحيح مسلم ج2 ص 641 المكتبة الشاملة
[8] المصدرالسابق ج2 ص 642المكتبة الشاملة
[9] المصدر السابق
[10] المصدر السابق
[11] المصدر السابق ج2 ص 641 الشاملة
[12] صحيح البخاري ج5 ص 157 المكتبة الشاملة
[13] المستدرك للحاكم ج3 ص360
[14] المصدر السابقج3 ص 434
[15] المستدرك للحاكم ج11 ص 293
[16] المستدرك للحاكم ج 11 ص 266 المكتبة الشاملة
تعليق