بسم الله الرحمن الرحيم
عاشوراء مدرسة يستلهم منها المجاهدون معاني الجهاد على مدى التاريخ
أخذنا هذه الدروس من سيد الشهادة والشهداء الإمام الحسين بن علي ع بقوله «إن كان دين محمد لن يستقم إلا بقتلي يا سيوف خذيني».
هكذا سطّر الإمام الحسين الشهادة في روحها ومعناها وعرّفنا كيف يرتقي المجاهد الحقيقي ليكون أفضل مما عداه، ولكي يحقق قوله جل شأنه «فضّل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما» .
الإمام الحسين بشهادته في واقعة الطف طبّق كل معاني الشهادة وحاز كل فضلها الذي لا حد له، يقول الإمام الصادق قال رسول الله «فوق كل ذي برّ برّ حتى يقتل المرء في سبيل الله فإذا قتل في سبيل الله فليس فوقه برّ»
لهذا نهض الإمام الحسين ع ليستقيم الدين ويعم البر في أمة جده وهذا هو منطلق الإمام الحسين في ثورته المباركة فقد رسمه وحدد مساره منذ بداية ثورته وانطلاقتها حتى لا يظن الظان ويرتاب المرتاب أنه خرج لغير هذا المأرب أو لغير هذا الهدف.
وقد أكد ذلك جده بقوله لفاطمة «يافاطمة كل عين باكية يوم القيامة إلا عين بكت على مصاب الحسين فإنها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنة»
ومعلوم لا يبشر بهذا الحديث ولا يقال فيه إلا من كان هذا هدفه.
وعلى لسانه «إي الإمام الحسين» ع يتضح هدفه أيضا من قيامه ضد الظلم والظالمين حيث أعلنها صراحة من أنه يرى السعادة في الموت إن كان سيعيش مع الظالمين «أني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما».
فقد فضّل «صلوات الله عليه» الشهادة بعزة وكرامة من أن يعيش في ظل الظالمين المستهترين بتعاليم السماء والمنغمسين في ملذاتهم الدنيوية.
وبهذه الشهادة رسم الإمام الحسين للأمة مجدها وعزتها والتي أحيت الأمة من جديد وبهذه الشهادة خلد ذكره أبد الآبدين، فهذا اسم الإمام الحسين ومبدؤه وفكره وسيرته تغطي كل آفاق العالم من شرقه إلى غربه ومن أدناه إلى أقصاه ويشهد كل العالم وشخصياته ويتكلم بما قدمه الإمام الحسين من تضحية في سبيل إعلاء كلمة الله وعزة الإسلام وكيف أصّل مبدأ الجهاد في الإسلام وأعطى البعد الروحي له.
قاصداً بذلك أن ثورة الحسين عليه السلام كانت قمة الجهاد ومنتهاه مبرهنا على ذلك بقوله (وليعلم المسلم ان القضية بأربعة أشياء وقد ضحى الإمام عليه السلام بالامور الاربعة في عرصة كربلاء: 1ـ التضحية بالنفس.
2ـ التضحية بالأهل.
3ـ التضحية بالمال.
4ـ التضحية بالسمعة.
وقد ضحى الإمام بنفسه الشريفة حتى قتل وضحى بأهله حتى قتل جماعه منهم وسبيي آخرون وضحى بامواله حتى انتهبت وسمعته المقدسة حتى سموه خارجياً ولعنوه على المنابر نعم وان كان لفتره محدودة كما هي العادة في التزيف والاتهام).
هذه الشخصية التي بذلت كل غالي ونفيس من أجل دين الله ومن أجل أن يبقى الإسلام عزيزا ويستمر أفلا يحق لنا كمسلمين أن نتأسف على رحيلها وعلى قتل صاحبها بهذه الصورة البشعة والمؤلمة إلا يحق لنا البكاء، والبكاء شعور أنساني وجداني لا يمكن أن يمنع منه أحد. فالبكاء على الإمام الحسين ع له فضله الخاص وليس كأي بكاء على أحد سواه، يقول أبي جعفر «الباقر» «من ذرفت عينه على مصاب الحسين ولو مثل جناح البعوضة غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر»
ولهذا حق لنا أن نبكي عليه ويبكي عليه المعصومون فهذا الإمام الحجة «عج» في زيارة الناحية المنسوبة إليه، يقول «فلأندبنك صباحا ومساء ولأبكين عليك بدل الدموع دما»
ويبقى البكاء على الإمام الحسين ومصابه رسالة لنصرة الإسلام وأهله على الظلم وأهله ويوم أستشهد فيه الإمام الحسين كان يوم انتصر فيه الدم على السيف وانتصر فيه الإيمان على البغي والطغيان كما أنتصر الإيمان كله على الشرك كله بيد أبيه ودعوة جده «صلوات الله عليهما».
النجفي، الشيخ هادي - موسوعة أحاديث أهل البيت
، ج5 ص 434 - ط1، 1423هـ - 2002م - دار إحياء التراث العربي بيروت - لبنان.
(انظر الكامل لابن الأثير 280:3، حياة الإمام الحسين 3: 80)،
عاشوراء مدرسة يستلهم منها المجاهدون معاني الجهاد على مدى التاريخ
أخذنا هذه الدروس من سيد الشهادة والشهداء الإمام الحسين بن علي ع بقوله «إن كان دين محمد لن يستقم إلا بقتلي يا سيوف خذيني».
هكذا سطّر الإمام الحسين الشهادة في روحها ومعناها وعرّفنا كيف يرتقي المجاهد الحقيقي ليكون أفضل مما عداه، ولكي يحقق قوله جل شأنه «فضّل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما» .
الإمام الحسين بشهادته في واقعة الطف طبّق كل معاني الشهادة وحاز كل فضلها الذي لا حد له، يقول الإمام الصادق قال رسول الله «فوق كل ذي برّ برّ حتى يقتل المرء في سبيل الله فإذا قتل في سبيل الله فليس فوقه برّ»
لهذا نهض الإمام الحسين ع ليستقيم الدين ويعم البر في أمة جده وهذا هو منطلق الإمام الحسين في ثورته المباركة فقد رسمه وحدد مساره منذ بداية ثورته وانطلاقتها حتى لا يظن الظان ويرتاب المرتاب أنه خرج لغير هذا المأرب أو لغير هذا الهدف.
وقد أكد ذلك جده بقوله لفاطمة «يافاطمة كل عين باكية يوم القيامة إلا عين بكت على مصاب الحسين فإنها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنة»
ومعلوم لا يبشر بهذا الحديث ولا يقال فيه إلا من كان هذا هدفه.
وعلى لسانه «إي الإمام الحسين» ع يتضح هدفه أيضا من قيامه ضد الظلم والظالمين حيث أعلنها صراحة من أنه يرى السعادة في الموت إن كان سيعيش مع الظالمين «أني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما».
فقد فضّل «صلوات الله عليه» الشهادة بعزة وكرامة من أن يعيش في ظل الظالمين المستهترين بتعاليم السماء والمنغمسين في ملذاتهم الدنيوية.
وبهذه الشهادة رسم الإمام الحسين للأمة مجدها وعزتها والتي أحيت الأمة من جديد وبهذه الشهادة خلد ذكره أبد الآبدين، فهذا اسم الإمام الحسين ومبدؤه وفكره وسيرته تغطي كل آفاق العالم من شرقه إلى غربه ومن أدناه إلى أقصاه ويشهد كل العالم وشخصياته ويتكلم بما قدمه الإمام الحسين من تضحية في سبيل إعلاء كلمة الله وعزة الإسلام وكيف أصّل مبدأ الجهاد في الإسلام وأعطى البعد الروحي له.
ومن المعطيات، والأهداف، والحوافز، والدروس، والرسالة الرئيسية لواقعة عاشوراء هي الجهاد، الذي هو مظهر قدرة وعزّة الأمّة الإسلامية، ومظهر الإيمان بالله وبالآخرة عند المسلمين، والأمّة التي تتقاعس عن الجهاد في سبيل أهدافها المقدّسة وتطلّعاتها النبيلة، تلبس ثوب الذلّ والمسكنة.
الجهاد من أركان الدين، وقادة الدين أولى الناس به، وبدعوة المسلمين إليه إذا استلزم الأمر ذلك. وقد يكون الجهاد تارة ضد الأجانب المعتدين والكفّار المهاجمين أو يكون ضد المنافقين والأعداء الداخليين الذين يتمردون على الحكومة الشرعية تارة أخرى، أو قد يكون ضد الظلمة، وأهل البدع، والمحرّفين، والمروّجين للباطل، والمعطّلين لحدود الله، والعابثين بأمن المجتمع الإسلامي، وغاصبي الحكم الإلهي المشروع من أصحابه الحقيقيين.
عاش الإمام الحسين عليه السلام في عهد تأهّب فيه الأمويون لهدم الإسلام ومحو الشريعة، والقضاء على دين الله، وكان جهاده سبباً في إحياء الدين وبعث روح جديدة في نفوس المسلمين فاستند عليه السلام إلى قول رسول الله صلّى الله عليه وآله: "من رأى سلطاناً جائراً مُستحّلاً لحرام الله، ناكثا عهده، مخالفاً لسنّة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغيّر عليه بفعل ولا قولٍ كان حقّاً على الله أن يُدخله مُدخله".
فرأى عليه السلام أنّ هذا الشروط تنطبق على الأمويين فقال: "الاّ إنّ هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطّلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وأحلوا حرام الله، وحرموا حلاله. وأنا أحقّ ممّن غيّر"، ورأى نفسه أولى منهم بالحكم، فأمر الناس بالامتثال لأمر مندوبه مسلم بن عقيل، إلى أن ينتهي هو إلى الكوفة وكانت من جملة الدوافع الأخرى التي جعلت الحسين يسارع إلى الجهاد، هو عدم السكوت أمام السلطة الجائرة، والتصدّي للأهواء والبدع، والسخط على قتل الأبرياء، وهتك الأعراض، ومنع الحقوق عن أصحابها. وجاء في الكتب التي بعثها بعد دخوله مكة إلى أهالي البصرة والكوفة أنّ بني أميّة قد أماتوا السنّة وأحيوا البدعة. ثم أنه دعاهم لطاعته لمحاربة الباطل، وهدايتهم إلى طريق الرشاد.الجهاد من أركان الدين، وقادة الدين أولى الناس به، وبدعوة المسلمين إليه إذا استلزم الأمر ذلك. وقد يكون الجهاد تارة ضد الأجانب المعتدين والكفّار المهاجمين أو يكون ضد المنافقين والأعداء الداخليين الذين يتمردون على الحكومة الشرعية تارة أخرى، أو قد يكون ضد الظلمة، وأهل البدع، والمحرّفين، والمروّجين للباطل، والمعطّلين لحدود الله، والعابثين بأمن المجتمع الإسلامي، وغاصبي الحكم الإلهي المشروع من أصحابه الحقيقيين.
عاش الإمام الحسين عليه السلام في عهد تأهّب فيه الأمويون لهدم الإسلام ومحو الشريعة، والقضاء على دين الله، وكان جهاده سبباً في إحياء الدين وبعث روح جديدة في نفوس المسلمين فاستند عليه السلام إلى قول رسول الله صلّى الله عليه وآله: "من رأى سلطاناً جائراً مُستحّلاً لحرام الله، ناكثا عهده، مخالفاً لسنّة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغيّر عليه بفعل ولا قولٍ كان حقّاً على الله أن يُدخله مُدخله".
قاصداً بذلك أن ثورة الحسين عليه السلام كانت قمة الجهاد ومنتهاه مبرهنا على ذلك بقوله (وليعلم المسلم ان القضية بأربعة أشياء وقد ضحى الإمام عليه السلام بالامور الاربعة في عرصة كربلاء: 1ـ التضحية بالنفس.
2ـ التضحية بالأهل.
3ـ التضحية بالمال.
4ـ التضحية بالسمعة.
وقد ضحى الإمام بنفسه الشريفة حتى قتل وضحى بأهله حتى قتل جماعه منهم وسبيي آخرون وضحى بامواله حتى انتهبت وسمعته المقدسة حتى سموه خارجياً ولعنوه على المنابر نعم وان كان لفتره محدودة كما هي العادة في التزيف والاتهام).
هذه الشخصية التي بذلت كل غالي ونفيس من أجل دين الله ومن أجل أن يبقى الإسلام عزيزا ويستمر أفلا يحق لنا كمسلمين أن نتأسف على رحيلها وعلى قتل صاحبها بهذه الصورة البشعة والمؤلمة إلا يحق لنا البكاء، والبكاء شعور أنساني وجداني لا يمكن أن يمنع منه أحد. فالبكاء على الإمام الحسين ع له فضله الخاص وليس كأي بكاء على أحد سواه، يقول أبي جعفر «الباقر» «من ذرفت عينه على مصاب الحسين ولو مثل جناح البعوضة غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر»
ولهذا حق لنا أن نبكي عليه ويبكي عليه المعصومون فهذا الإمام الحجة «عج» في زيارة الناحية المنسوبة إليه، يقول «فلأندبنك صباحا ومساء ولأبكين عليك بدل الدموع دما»
ويبقى البكاء على الإمام الحسين ومصابه رسالة لنصرة الإسلام وأهله على الظلم وأهله ويوم أستشهد فيه الإمام الحسين كان يوم انتصر فيه الدم على السيف وانتصر فيه الإيمان على البغي والطغيان كما أنتصر الإيمان كله على الشرك كله بيد أبيه ودعوة جده «صلوات الله عليهما».
النجفي، الشيخ هادي - موسوعة أحاديث أهل البيت

(انظر الكامل لابن الأثير 280:3، حياة الإمام الحسين 3: 80)،
تعليق