تويت
(لو قد خرج قائم آل محمد عليهم السلام... إلى أن قال: يقوم بأمر جديد وسنة جديدة).(1)
عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام، قال:
(يقوم القائم في وتر من السنين.. إلى أن قال: فو اللَّه لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس بأمر جديد شديد وكتاب جديد وسلطان جديد من السماء).(2)
وعن أبي عبد اللَّه عليه السلام أنه قال:
(الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبي للغرباء، فقلت: اشرح لي أصلحك اللَّه فقال: يستأنف الداعي منّا دعاءً جديداً كما دعا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله).(3)
ويراد بالكتاب الجديد من أنّ الإمام المهدي عليه السلام يقدم للناس تفسيراً جديداً للقرآن الكريم، حيث يتضمن قواعد عامة تؤسس فهماً جديداً للقرآن الكريم. وبالتالي يساهم القرآن في رقيّ الاُمة التي تتطلع إلى الدولة العالمية الجديدة، لأنّ الإمام سيبيّن المقاصد والمعاني الواقعية للقرآن بالوقت الذي لم تكن تلك المقاصد قد إتضحت عند الاُمة من قبل إذن فالاختلاف يقع في التفاسير ومناهج المفسرين الذي كان سائداً في عصر ما قبل الظهور.
أما السنّة الجديدة التي يأتي بها الإمام وتحيا به سنّة جده صلى الله عليه وآله، فهي كلام الإمام المهدي الذي يعني في عقيدتنا انّه حجة كقول الرسول صلى الله عليه وآله، بعد أن ثبت في محلّه. طبيعي بعد إمضائه عليه السلام للسنّة الواردة عن قادة الإسلام الأوائل، لا إلغاء الثوابت العقيدية والشرعية المتعارفة. وإنّما وصفت هذه السنّة بالجديدة، باعتبار أن مضمونها سيختلف عن السنّة المنقولة في المصادر السابقة في الإسلام. باعتبارها ستحمل الأحكام الجديدة والمفاهيم الجديدة ومستوي الوعي العميق الجديد الذي سيعلنه الإمام المهدي عليه السلام ويربّي البشرية كلها عليه.
وسوف تكون سنته هي السنّة الرئيسية، التي تكون مدار استنتاج الأحكام وغيرها، حتّى بعد زمن الإمام المهدي عليه السلام... بل هي المنطق الأساسي الذي تقوم عليه التربية البشرية المستمرة بعده عليه السلام. مضافاً إلى الفهم الجديد للقرآن الكريم.(4)
فالإمام هو الحكم في الدولة الرئاسية العليا، ودولته لم تكن علي نمط الحكومات المعاصرة فهي ليست بملكية ولا رئاسية ولا دكتاتورية ولا ديمقراطية... وإنّما دولته إمامية، لأن الحكم الأعلى فيها هو الإمام المنصوب من قبل اللَّه لا الذي رشحته الشورى، أو جاء بالانتخاب، ولما كان هو الحكم المنصوب، وانّه عليه السلام العارف بأعماق الشريعة ومداليلها، فسوف يبلغ بفقرات من التشريع الأصلي والتي لم تكن معروفة، إلّا أنها تعالج المستجدات والمتطلبات التي تظهر في دولته.
العلاقات الإيمانية في دولة الإمام عليه السلام
ويمكن معرفة مستوي وعمق العلاقات الاجتماعية القائمة علي الإيمان من خلال الروايات التالية:
عن نعيم بن حماد وأبونعيم من طريق مكحول عن عليّ قال: قلت: (يا رسول اللَّه. أمِنّا آل محمد المهدي أم من غيرنا؟ فقال: لا، بل منّا، يختم اللَّه به الدين كما فتح بنا. وبنا يؤلف اللَّه قلوبهم بعد عداوة الفتنة كما ألّف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك وبنا يصبحون بعد عداوة الفتنه اخواناً في دينهم).(5)
وأخرج مسلم(6) عن أبي هريرة في حديث عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: (لتذهبنّ الشحناء والتباغض).
وأخرج النعماني(7) بسنده عن عمية بنت نفيل، قالت:
سمعت الحسن (الحسين) بن عليّ عليه السلام، يقول: (لا يكون الأمر الذي تنظرون، حتّى يبرأ بعضكم من بعض، ويتفل بعضكم في وجوه بعض فيشهد بعضكم علي بعض بالكفر ويلعن بعضكم بعضاً. فقلت له: ما في ذلك الزمان من خير! فقال الحسين عليه السلام: (الخير كلّه في ذلك الزمان، يقوم قائمنا ويدفع ذلك كلّه).
وأخرج المجلسي في البحار بإسناده عن بريد العجلي، قال: قيل لأبي جعفر عليه السلام: إنّ أصحابنا بالكوفة جماعة كثيرة، فلو أمرتهم لأطاعوك واتبعوك فقال: (يجيء أحدهم إلى كيس أخيه فيأخذ منه حاجته؟ فقال: لا، فقال: فهم بدمائهم أبخل!... ثم قال: إنّ الناس في هدنة، ننكحهم ونوارثهم ونقيم عليهم الحدود ونؤدي أماناتهم. حتّى إذا قام القائم جاءت المزايلة.(8) ويأتي الرجل إلى كيس أخيه فيأخذ حاجته لا يمنعه).(9)
وهذه الصورة كافية لأن نستشف من خلالها حياة الاُخوّة، التي يبذرها الإمام القائد في مجتمعه العادل، لو أخذنا بنظر الاعتبار أنها أخبار قيلت طبقاً لفهم المجتمع الذي صدرت فيه.
فحسبنا أن نتصور الاُخوّة التي استطاع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أن يبذرها في صحابته؛ تلك الاُخوّة الخالصة المبنية علي العقيدة والهدف المشترك، لكي نتصور أنّ الإمام المهدي عليه السلام يقيم مجتمعه علي نفس المستوي الذي أقام النبي صلى الله عليه وآله مجتمعه عليه. طبقاً لما سمعناه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله - في الخبر -: (...وبنا يصبحون بعد عداوة الفتنة اخواناً كما أصبحوا بعد عداوة الشرك إخواناً في دينهم).(10)
وأما من ناحية المستوي الثقافي للاُمة، فتعطينا الأخبار الصورة التالية:
أخرج الصدوق في كمال الدين(11) بسنده عن أبي جعفر عليه السلام قال:
(إذا قام قائمنا عليه السلام وضع يده علي رؤوس العباد، فجمع بها عقولهم، وكملت بها أحلامهم. وفي رواية الكافي(12): وضع اللَّه يده...)(13) الخ.
وأخرج النعماني(14) بسنده عن حبّة العرني: قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام:
(كأني أنظر إلى شيعتنا بمسجد الكوفة قد ضربوا الفساطيط يعلّمون الناس القرآن، كما اُنزل).
وفي خبر آخر عن أبي عبد اللَّه عليه السلام أنّه قال:
(كأني بشيعة عليّ في أيديهم المثاني، يعلّمون الناس المثال (المستأنف)).(15)
وفي حديث آخر(16) عن حمران بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام:
إنّه تحدث عن المهدي عليه السلام فقال فيما قال: (وتؤتون الحكمة في زمانه، حتّى أن المرأة لتقضي في بيتها بكتاب اللَّه وسنّة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله).
وتربية الإمام لمجتمعه الصالح الذي تجتمع فيه العقول وتتكامل فيه الأحلام، والمراد باجتماع العقول الجانب العلمي أو الثقافي، أي تسالم الاُمة علي عقيدة واحدة ودين واحد.
أما المراد بتكامل الإسلام فهو الارتفاع إلى مستوي التعقل والرشد العاطفي والنفسي الذي ينتج العدالة بمستوياتها العالية.
وحين يشكل الوعي العقائدي والنفسي ظاهرة مألوفة في مجتمع الإمام المهدي، سينتج عنه مستويات أخرى في باقي الحقول والمجالات كالمجال الاقتصادي والاجتماعي والإداري وغيرها.
عن أبي موسي عن النبي صلى الله عليه وآله:
(ليأتين علي الناس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب، ثم لا يجد أحداً يأخذها...).(17)
2 - عن أبي هريرة: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قال:
(لا تقوم الساعة - وعد علامات كثيرة حتّى قال: - وحتّى يكثر فيكم المال فيفيض، حتّى يهم رب المال من يقبل صدقته. وحتّى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه: لا إرَبَ لي به).(18)
عن أبي هريرة، قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: (واللَّه، لينزلن ابن مريم، إلى أن قال: ليدعون إلى المال، فلا يقبله أحد).(19)
عن أبي سعيد، قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: (من خلفائكم خليفة يحثو المال حثياً، لا يعده عداً، وفي خبر آخر عن أبي سعيد وجابر بن عبد اللَّه، قالا: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يكون في آخر الزمان خليفة، يقسم المال ولا يعده).
وذكر له مسلم سندين. وأخرج الحكم في مستدركه بهذا المضمون كثر من حديث واحد.(20)
عن أبي سعيد في حديث عن النبي صلى الله عليه وآله يقول فيه:
(فيبعث اللَّه عز وجل رجلاً من عترتي فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً؛ يرضي سكن السماء وسكان الأرض، لا تدخر الأرض من بذرها شيئاً إلا أخرجته، ولا السماء من قطرها شيئاً إلّا صبته عليهم مدراراً... تتمني الأحياء الأموات مما صنع اللَّه عزّ وجل بأهل الأرض من خيره). وقال الحكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.(21)
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله، قال:
(يكون في اُمتي المهدي، إن قصر فسبع وإلا فتسع، تتنعم اُمتي فيه نعمة لم ينعموا مثلها قط. تؤتي الأرض كلها لا تدخر عنهم شيئاً. والمال يومئذٍ كدوس. يقوم الرجل فيقول: يا مهدي أعطني! فيقول: خذ).(22)
عن ابن عباس؛ في حديث، قال:
(وأما المهدي الذي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، تأمن البهائم والسباع وتلقي الأرض أفلاذ كبدها.قال: قلت: وما أفلاذ كبدها؟ قال: أمثال الأسطوانة من الذهب والفضة)، وقال الحكم: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه.(23)
عن أبي سعيد: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قال:
(يخرج في آخر اُمتي المهدي، يسقيه اللَّه الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتكثير الماشية وتعظم الاُمة...) الحديث
قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.(24)
بسنده عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله:
(تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الاسطوان من الذهب والفضة قال: فيجيء السارق فيقول: في هذا قطعت يدي. ويجيء القاتل فيقول: في هذا قتلت. ويجيء القاطع فيقول: في هذا قطعت رحمي، ثم يدعونه ولا يأخذون منه شيئاً).(25)
عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله، في قصة المهدي عليه السلام:
(فيجيء إليه الرجل فيقول: يا مهدي، اعطني، اعطني، اعطني، قال: فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله).(26)
عن أحمد والماوردي أنه صلى الله عليه وآله قال:
(ابشروا بالمهدي! رجل من قريش من عترتي، يخرج في اختلاف من الناس وزلزال، فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، ويرضي عنه سكن السماء وسكن الأرض، وقسم المال بالسوية، ويملأ قلوب اُمة محمد غناه ويسعهم عدله، حتّى أنّه يأمر منادياً فينادي: من له حاجة إلى المال يأتيه. فما يأتيه أحد. إلّا رجل واحد يأتيه، فيقول له المهدي: إئت السادن حتّى يؤتيك. فيأتيه فيقول: أنا رسول المهدي، أرسلني إليك لتعطيني. فيقول: أحث. فيحثو، فلا يستطيع أن يحمله، فيلقي حتّى يكون قدر ما يستطيع أن يحمله. فيخرج، فيندم، فيقول: أنا كنت أجشع الاُمة نفساً. كلهم دعي إلى هذا المال فتركوه غيري، فيرد عليه، فيقول السادن: إنا لا نقبل شيئاً أعطيناه...)الحديث.(27)
عن أبي جعفر عليه السلام أنه ذكر المهدي عليه السلام وخطبته الاُولي في مسجد الكوفة. وقال:
(فإذا كانت الجمعة الثانية، سأله الناس أن يصلي بهم الجمعة، فيأمر أن يخط له مسجد على الغري، ويصلي بهم هنك. ثم يأمر من يحفر من ظهر مشهد الحسين عليه السلام نهراً يجري إلى الغريين، حتّى ينزل الماء في النجف ويعمل علي فوهته القناطير والأرحاء.(28) فكأني بالعجوز علي رأسها مكتل فيه بر، تأتي تلك الأرحاء فتطحنه بلا كري).(29)
عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد اللَّه عليه السلام يقول:
(إذا قام قائم آل محمد عليه السلام بني في ظهر الكوفة مسجداً له ألف باب، واتصلت بيوت أهل الكوفة بنهري كربلاء).(30)
وقال، سمعت أبا عبد اللَّه عليه السلام يقول:
(إنّ قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربّها... إلى أن قال: وتظهر الأرض من كنوزها حتّى يراها الناس علي وجهها، ويطلب الرجل منكم من يصله بمال ويأخذ منه زكاة، فلا يجد أحداً يقبل منه ذلك. واستغني الناس بما رزقهم اللَّه من فضله).(31)
عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد اللَّه عليه السلام:
(إذا قام القائم عليه السلام، هدم المسجد الحرام حتّى يرده إلى أساسه، وحول المقام إلى الموضع الذي كان فيه).(32)
عن أبي جعفر عليه السلام في حديث طويل أنه قال:
(إذا قام القائم عليه السلام سار إلى الكوفة، فهدم بها أربعة مساجد. ولم يبق مسجد علي وجه الأرض له شرف إلّا هدمها وجعلها جماء ووسّع الطريق الأعظم، وكسر كل جناح خارج في الطريق، وأبطل الكنف والأزيب إلى الطرقات، ولا يترك بدعة إلّا أزالها ولا سنة إلّا أقامها).(33)
عن المفضل بن عمر، قال:
(سمعت أبا عبد اللَّه عليه السلام يقول: إنّ قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربّها، واستغني الناس.. ويبني في ظهر الكوفة مسجداً له ألف باب، وتتصل بيوت الكوفة بنهر كربلاء بالحيرة، حتّى يخرج الرجل يوم الجمعة علي بغلة سفواء يريد الجمعة فلا يدركها).(34)
عن أبي جعفر عليه السلام يقول:
(فيخرج إلى الغري فيخط مسجداً له ألف باب يسع الناس عليه أصيص. ويبعث فيحفر من خلف قبر الحسين عليه السلام لهم نهراً يجري إلى الغريين، حتّى ينبذ في النجف، ويعمل علي فوهته قناطر وأرحاء علي السبيل. وكأني بالعجوز وعلي رأسها مكتل فيه بر حتّى تطحنه بكربلاء).(35)
عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد اللَّه عليه السلام يقول:
(ما تستعجلون بخروج القائم! فواللَّه ما لباسه إلّا الغليظ وما طعامه إلّا الشعير الجشب).(36)وأخرج الراوندي في الخرايج والجرايح نحوه في حديث طويل عن عليّ بن الحسين عليه السلام.(37)
عن محمد بن مسلم الثقفي، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن عليّ الباقر عليه السلام يقول:
(القائم منّا منصور بالرعب مؤيد بالنصر، تطوي له الأرض، وتظهر له الكنوز... ولا يبقي في الأرض خراب إلّا عُمر).(38)
عن جابر بن عبد اللَّه الأنصاري قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول:
(إنّ ذا القرنين كان عبداً صالحاً... إلى أن قال: وأنّ اللَّه سيجري سنته في القائم من ولدي... ويظهر اللَّه له كنوز الأرض ومعادنها، وينصره بالرعب، ويملأ الأرض به عدلاً وقسطاً، كما ملئت جوراً وظلماً).(39)
عن عليّ بن عقبة عن أبيه، قال:
(إذا قام القائم حكم بالعدل وارتفع في أيامه الجور وأمنت السبل وأخرجت الأرض بركاتها، وردّ كل حقّ إلى أهله... فحينئذٍ تظهر الأرض كنوزها وتبدي زينتها، فلا يجد الرجل منكم موضعاً لصدقته ولا لبرّه، لشمول الغني جميع المؤمنين...)الحديث.(40)
قال أمير المؤمنين صلوات اللَّه عليه - في حديث -:
(ولو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها ولأخرجت الأرض نباتها ولذهبت الشحناء من قلوب العباد، واصطلحت السباع والبهائم، حتّى تمشي المرأة بين العراق إلى الشام لا تضع قدميها إلّا علي النبات وعلي رأسها زينتها، لا يهيجها سبع ولا تخافه).(41)
تعليق