اللهم صل على محمد وآل محمد
بقلوبٍ مملوءة بالحزن والأسى وبمقلٍ قرحتها الدموع وبأصوات تحنُّ وتئنُّ وباسم المشرفين والأعضاء الكرام ـرفع أحرّ التعازي وأشجى العَبَرَات الى مقام سيدنا ومولانا رسول الله(صلى الله عليه وآله ) والى مقام سيدنا أمير المؤمنين(عليه السلام) والى مقام سيدتنا الصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) والى مقام الحسن السبط المجتبى (عليه السلام) والى مقامات الأئمة المعصومين(عليهم السلام) والى مقام صاحب العصر والزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)
ان الاصلاح هو رسالة الانبياء وهدف الائمة المعصومين وهو كذلك رسالة أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه. ففي اول خطبة ألقاها في مكة المكرمة وكانت انطلاقة ثورته العظيمة، قال عليه السلام:
(واعلموا اني لم أخرج إشرا ولا بطراً ولا مفسداً ولاظالما وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي ...).
والاصلاح مهمة كل فرد في المجتمع، الصغير والكبير والمرأة والرجل، المتعلم وغيره. وهذا مصداق الآية الكريمة:
"إنا عرضنا الأمانة على السموات والارض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوماً جهولا"،
فالذي حمل الامانة كان انساناً بغض النظر عن اوصافه، إذن؛ فالمسؤولية ليست خاصة بالعلماء ولا الخطباء ولا الوزراء او غيرهم، إنما على كل انسان مسؤولية حمل الامانة المتمثلة في الاصلاح والتزام طريق الرشاد وليس الفساد. ثم ألم يقل ربنا تعالى: "وأن تردوا الامانات الى أهلها"، فهل نجتمع عند الراحة والعافية والمكاسب لنحصل على كل شيء، لكن عند تحمل مسؤولية الاصلاح يتنصّل وينسحب الجميع ويلقي كلٌ بالمسؤولية على الآخر...؟! ثم أين يكون منّا الحديث النبوي الشريف: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). طبعاً مع فارق الحجم في تحمل المسؤولية، فربما يكون واجب الطبيب اكبر من الموظف، او واجب عالم الدين والمرجع اكبر من واجب الطالب في الحوزة العلمية وهكذا... وفي الحديث الشريف: (ان الله تعالى يغفر للجاهل سبعين ذنباً قبل ان يغفر للعالم ذنبا واحدا)... لكن في كل الاحوال يبقى تحمل المسؤولية من واجب الجميع.
عاشوراء .. رمز الاصلاح
علّمنا الامام الحسين عليه السلام كما علمتنا نهضته الكبرى ان الاصلاح ليس من مسؤولية شخص واحد، انما هي على كل انسان أنى كان مستواه ومكانته، فعندما كان عليه السلام يطلق نداءاته عالياً بالنصرة والانضمام الى جبهة الحق، إنما كان يوجه خطابه للآلاف المؤلفة من المغرر بهم في جيش الضلال والباطل، وايضاً الى اهل الكوفة الذين غدروا به، وكذلك يوجه نداءه للتاريخ والاجيال، وينقل التاريخ ان الى جانب الحر اهتدى اشخاص عديدون وانضموا الى معسكر الامام عليه السلام بعد ان سمعوا و وعوا النداء وتمكنوا من التمييز بين الحق والباطل. وإلا ما الذي كان يجبر الحر وهو قائد عسكري ورجل ذو مكانة وهيبة في الكوفة من أن يخسر كل شيء في حياته؟ وكذلك الحال بالنسبة لزهير بن القين الذي كان معروفاً بانه (عثماني الهوى)، وغيرهم فضلوا نصرة الحق والقيم والمبادئ على نصرة الطاغية والحصول على حفنة من الاموال الوسخة.
ان نداءات الامام الحسين عليه السلام ما تزال تتردد عبر الاجيال، ومع قرب شهر محرم الحرام وصفر وتجدد الاحزان على مصاب أبي عبد الله الحسين واهل بيته واصحابه، فان الزائرين من كل حدبٍ وصوب والمعزين يهتفون بصوت واحد:
(لبيك داعي الله... ان كان لم يجبك بدني عند استغاثتك، فقد أجابك قلبي وسمعي وبصري).
هذه التلبية بالحقيقة تمثل نصرة المبادئ والقيم التي استشهد من اجلها الحسين عليه السلام، وهي مبادئ السماء والقرآن الكريم واقتلاع جذور الفساد والانحراف في الامة.
إذن؛ نعرف ان سبيل الامام الحسين عليه السلام هو اجراء عملية اصلاحية واسعة وشاملة ودائمة تستمر حتى قيام الامام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه، فهو عليه السلام سيرفع راية الامام الحسين، ورب سائل: ولماذا يحمل الامام الحجة راية جده الحسين عليهما السلام؟ سيجيبنا الامام نفسه عجل الله فرجه بنفس ما قاله جده الحسين عليه السلام: (إنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر).
لا نكون جنوداً للفساد
ان كل ظواهر الفساد والانحراف لن تأتي قطعاً من خارج الواقع الذي نعيشه، إنما هي من صميم الواقع، وكما أسلفنا فان الله تعالى أنعم علينا وعلى البشرية بنعمة الهداية
"إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورا" (الانسان /3)
، فالانسان بامكانه ان يشق طريق الفساد بنفسه إن شاء ذلك، وإن لم يشأ فلا قدرة في الكون تجبره على سلوك طريق الانحراف والقيام باعمال الفساد، حتى الشيطان الرجيم ليس له سلطان على الانسان. وعليه بدلاً من ان يكون جندياً في سبيل الفساد، حريٌ بكل انسان شريف و ذو لب أن يكون جندياً في سبيل الاصلاح. واذا كل انسان تحمل مسؤولية الاصلاح ومكافحة الفساد أياً كان وفي أي مكان، فان الحياة تصبح جميلة وهانئة للجميع، وهذا لن يتحقق اذا كنا متفرقين، كلٌ يسير في اتجاه، انما بالوحدة والعمل الجماعي، وهذا بدوره لن يتحقق إلا من خلال إصلاح ذات البين وازالة كل عوامل التباعد والشقاق. ثم ان جدار الوحدة المرصوص لن يدع مجالاً او ثغرة للشيطان ان ينفذ ويفسد النفوس ويبعدها عن الدين، والعكس بالعكس، لذا على الجميع، وكلٌ من موقعه ان يحاول تضييق شقة الخلاف بين المؤمنين وعدم الخوض في نقاط الخلاف وتبادل كلمات الغيبة والنميمة والتنابز بالالقاب. فهذه آيات القرآن الكريم تحذرنا من خطورة الغيبة والتهمة والتنابز بالالقاب و السخرية من الاخرين وايضاً من العصبية والحميّة. كل هذا يُعد خطوات مهمة على طريق الاصلاح وتقوية قواعد الامة واركانها لتكون حقاً النموذج الراقي والناجح الذي اراده لنا الله تعالى ونبيه.
بقلوبٍ مملوءة بالحزن والأسى وبمقلٍ قرحتها الدموع وبأصوات تحنُّ وتئنُّ وباسم المشرفين والأعضاء الكرام ـرفع أحرّ التعازي وأشجى العَبَرَات الى مقام سيدنا ومولانا رسول الله(صلى الله عليه وآله ) والى مقام سيدنا أمير المؤمنين(عليه السلام) والى مقام سيدتنا الصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) والى مقام الحسن السبط المجتبى (عليه السلام) والى مقامات الأئمة المعصومين(عليهم السلام) والى مقام صاحب العصر والزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)
ان الاصلاح هو رسالة الانبياء وهدف الائمة المعصومين وهو كذلك رسالة أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه. ففي اول خطبة ألقاها في مكة المكرمة وكانت انطلاقة ثورته العظيمة، قال عليه السلام:
(واعلموا اني لم أخرج إشرا ولا بطراً ولا مفسداً ولاظالما وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي ...).
والاصلاح مهمة كل فرد في المجتمع، الصغير والكبير والمرأة والرجل، المتعلم وغيره. وهذا مصداق الآية الكريمة:
"إنا عرضنا الأمانة على السموات والارض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوماً جهولا"،
فالذي حمل الامانة كان انساناً بغض النظر عن اوصافه، إذن؛ فالمسؤولية ليست خاصة بالعلماء ولا الخطباء ولا الوزراء او غيرهم، إنما على كل انسان مسؤولية حمل الامانة المتمثلة في الاصلاح والتزام طريق الرشاد وليس الفساد. ثم ألم يقل ربنا تعالى: "وأن تردوا الامانات الى أهلها"، فهل نجتمع عند الراحة والعافية والمكاسب لنحصل على كل شيء، لكن عند تحمل مسؤولية الاصلاح يتنصّل وينسحب الجميع ويلقي كلٌ بالمسؤولية على الآخر...؟! ثم أين يكون منّا الحديث النبوي الشريف: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). طبعاً مع فارق الحجم في تحمل المسؤولية، فربما يكون واجب الطبيب اكبر من الموظف، او واجب عالم الدين والمرجع اكبر من واجب الطالب في الحوزة العلمية وهكذا... وفي الحديث الشريف: (ان الله تعالى يغفر للجاهل سبعين ذنباً قبل ان يغفر للعالم ذنبا واحدا)... لكن في كل الاحوال يبقى تحمل المسؤولية من واجب الجميع.
عاشوراء .. رمز الاصلاح
علّمنا الامام الحسين عليه السلام كما علمتنا نهضته الكبرى ان الاصلاح ليس من مسؤولية شخص واحد، انما هي على كل انسان أنى كان مستواه ومكانته، فعندما كان عليه السلام يطلق نداءاته عالياً بالنصرة والانضمام الى جبهة الحق، إنما كان يوجه خطابه للآلاف المؤلفة من المغرر بهم في جيش الضلال والباطل، وايضاً الى اهل الكوفة الذين غدروا به، وكذلك يوجه نداءه للتاريخ والاجيال، وينقل التاريخ ان الى جانب الحر اهتدى اشخاص عديدون وانضموا الى معسكر الامام عليه السلام بعد ان سمعوا و وعوا النداء وتمكنوا من التمييز بين الحق والباطل. وإلا ما الذي كان يجبر الحر وهو قائد عسكري ورجل ذو مكانة وهيبة في الكوفة من أن يخسر كل شيء في حياته؟ وكذلك الحال بالنسبة لزهير بن القين الذي كان معروفاً بانه (عثماني الهوى)، وغيرهم فضلوا نصرة الحق والقيم والمبادئ على نصرة الطاغية والحصول على حفنة من الاموال الوسخة.
ان نداءات الامام الحسين عليه السلام ما تزال تتردد عبر الاجيال، ومع قرب شهر محرم الحرام وصفر وتجدد الاحزان على مصاب أبي عبد الله الحسين واهل بيته واصحابه، فان الزائرين من كل حدبٍ وصوب والمعزين يهتفون بصوت واحد:
(لبيك داعي الله... ان كان لم يجبك بدني عند استغاثتك، فقد أجابك قلبي وسمعي وبصري).
هذه التلبية بالحقيقة تمثل نصرة المبادئ والقيم التي استشهد من اجلها الحسين عليه السلام، وهي مبادئ السماء والقرآن الكريم واقتلاع جذور الفساد والانحراف في الامة.
إذن؛ نعرف ان سبيل الامام الحسين عليه السلام هو اجراء عملية اصلاحية واسعة وشاملة ودائمة تستمر حتى قيام الامام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه، فهو عليه السلام سيرفع راية الامام الحسين، ورب سائل: ولماذا يحمل الامام الحجة راية جده الحسين عليهما السلام؟ سيجيبنا الامام نفسه عجل الله فرجه بنفس ما قاله جده الحسين عليه السلام: (إنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر).
لا نكون جنوداً للفساد
ان كل ظواهر الفساد والانحراف لن تأتي قطعاً من خارج الواقع الذي نعيشه، إنما هي من صميم الواقع، وكما أسلفنا فان الله تعالى أنعم علينا وعلى البشرية بنعمة الهداية
"إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورا" (الانسان /3)
، فالانسان بامكانه ان يشق طريق الفساد بنفسه إن شاء ذلك، وإن لم يشأ فلا قدرة في الكون تجبره على سلوك طريق الانحراف والقيام باعمال الفساد، حتى الشيطان الرجيم ليس له سلطان على الانسان. وعليه بدلاً من ان يكون جندياً في سبيل الفساد، حريٌ بكل انسان شريف و ذو لب أن يكون جندياً في سبيل الاصلاح. واذا كل انسان تحمل مسؤولية الاصلاح ومكافحة الفساد أياً كان وفي أي مكان، فان الحياة تصبح جميلة وهانئة للجميع، وهذا لن يتحقق اذا كنا متفرقين، كلٌ يسير في اتجاه، انما بالوحدة والعمل الجماعي، وهذا بدوره لن يتحقق إلا من خلال إصلاح ذات البين وازالة كل عوامل التباعد والشقاق. ثم ان جدار الوحدة المرصوص لن يدع مجالاً او ثغرة للشيطان ان ينفذ ويفسد النفوس ويبعدها عن الدين، والعكس بالعكس، لذا على الجميع، وكلٌ من موقعه ان يحاول تضييق شقة الخلاف بين المؤمنين وعدم الخوض في نقاط الخلاف وتبادل كلمات الغيبة والنميمة والتنابز بالالقاب. فهذه آيات القرآن الكريم تحذرنا من خطورة الغيبة والتهمة والتنابز بالالقاب و السخرية من الاخرين وايضاً من العصبية والحميّة. كل هذا يُعد خطوات مهمة على طريق الاصلاح وتقوية قواعد الامة واركانها لتكون حقاً النموذج الراقي والناجح الذي اراده لنا الله تعالى ونبيه.
تعليق