المسألة الحادية والعشرون:
في باقي الصفات
قال وعلى ثبوت الجود
اقول هذا عطف على سرمديته، أي ان وجوب الوجود يدل على سرمديته وعلى ثبوت الجود
واعلم ان الجود هو افادت ما ينبغي للمستفيد من غير استعاضه منه تعالى والله تعالى قد افاد الوجود الذي ينبغي للممكنات من غير ان يستعيض منها شيئا من صفة حقيقة او اضافية فهو جواد وجماعة من الاوائل نفوا الغرض عن الجواد وهو باطل وسيأتي بيانه في باب العدل
شرح الشيخ الاستاذ
الجود هو من الصفات الثبوتية
الله تعالى جواد وورد في الادعية يا ذا الجود والسخاء و يا جواد يا كريم
ويعرف الجود بانه افادة ما ينبغي للمستفيد من غير استعاض منه
فالمصنف ذكر شرطين للجود وهي قيود له
1- هو افادة ما ينبغي للمستفيد أي اعطاء المحتاج حاجته
2- الاعطاء مع عدم الاستعاضة منه أي من غير ان يأخذ مقابل ذلك
والله تبارك وتعالى حاصل فيه هذان الشرطان بإعطاء الممكنات ما تحتاجه من غير قصد العوض
واذا كانت الجود من صفات الله تبارك وتعالى فمن أي صفة هي هل هي من الصفة الحقيقة المحضة او من الحقيقية ذات الاضافة او هي ذات اضافة محضة وقد قلنا
الصفة الحقيقة المحضة كالحياة التي لا تحتاج في ثبوتها ولا في انتزاعها الى غير الله تبارك وتعالى فأننا لا نحتاج الى حي اخر كي تثبت الحياة الى الله تعالى
اما في الصفات الا ضافية
فانه تحتاج في ثبوت الى غير الله تبارك وتعالى أي تحتاج
الى وجود غير الله تبارك وتعالى للانتزاع هذه الصفة مثل صفة الخالقي كي تثبت صفة الخالقي لله تعالى لابد من وجود مخلوق غير الله تبارك وتعالى كي تثبت هذه الصفة
وانتزاع هذه الصفة لا يمكن الا بملاحظة هذا الغير
اذن ثبوت هذه الصفة يحتاج الى الغير وانتزاع هذه الصفة يحتاج الى الغير اذن لدينا مقامان
فصفة الجود تحتاج الى هذان المقامان وقد تمت فتكون من صفات الثبوتية الحقيقية ذات الاضافية
فان حتى تثبت صفة الخالقية لله تعالى حتى يكون خالق لابد من وجود مخلوق الدقيقة
فالصفة الاضافية المحضة يتوقف ثبوته على وجود الغير ولذا الخالقية لا تثبت لله تعالى الا بعد وجود غير الله تعالى
فالصفات الاضافية صفات محدثة زائد على الذات لا ثبت الابعد وجود الغير
تعليق