بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وال محمد
هل المهدي فكرة اختلقها الشيعية
لا يخفى علي ذي لب ان قضية الامام المهدي (عج) من القضايا المهمة والجليلة لانها تمثل في عصرنا هذا محورا اساسيا في حياة المسلمين بل في حياة الانسانية جمعاء اذ لم تقتصر الفكرة المهدوية على الدين الاسلامي فقط بل شملت حتى الاديان الاخرى وان اختلفت من ناحية العنوان حتى باتت معروفة قضية المنقذ او المصلح الذي لابد ان يأتي في اخر الزمان ليعمل على انقاذ البشرية من الظلم والضياع والبؤس فصارت هذه الفكرة املاً متجذراً في نفوس الشعوب ترنو اليها انظارهم في كل زمان ومكان ينتظرون ذلك الشخص ويترقبون ظهوره ...بل لم تقتصر على الاديان السماوية بل شمل المدارس الفكرية والفلسفية غير الدينية فالمادية الجدلية التي فسرت التاريخ على اساس التناقضات تؤمن ان هناك يوما موعودا تتلاشى فيه التناقضات ويسود الوئام والسلام .
ولا توجد شخصية تحقق الاهداف والشروط متكاملة تحقق امل الانسانية وامل السماء غير شخصية يعتقد بها الامامية الجعفرية شخصية المذهب الشيعي الاسلامي الامام الثاني عشر محمد بن الحسن المهدي عجل الله فرجه الشريف واغلب الباحثين عن الحقيقة بتجرد وبحث علمي دقيق توصلوا الى ذلك وكثير من علماء واهل بحث نصارى ومسلمين توصلوا الى ذلك نذكر كمثال
القاضي السباطي قد تناول القاضي السباطي احدى البشارات الواردة في كتاب اشعيا من العهد القديم من الكتاب المقدس بشان المصلح العالمي وقال هذا نص صريح في المهدي ... الى ان قال .:..وقال الامامية : بل هو محمد بن الحسن العسكري - (نعم عندنا الامام المهدي هو محمد بن الحسن بن علي محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب على هذه الشجرة الكريمة الاف التحية والسلام وولد في النصف من شعبان سنة 255هــ واصبح امام وعمره خمس اعوام عجل الله فرجه الشريف وامه نرجس او مليكة وجمهور الشيعة متفقون على ذلك )-ـــ الذي ولد سنة خمس وخمسين من جارية للحسن العسكري اسمها نرجس في (سر من راى ) في عصر المعتمد ولما كان قولهم اقرب لما يتناوله هذا النص –(أي النص في الكتاب المقدس )- وان هدفي الدفاع عن امة محمد (ص) مع قطع النظر عن التعصب لمذهب لذلك ذكرت لك ان ما يدعيه الامامية يتطابق مع هذ النص .
الولادة
ان راي الامامية ثابت في الولادة وقد اشرنا الى ذلك اما ما هو راي علماء مدرسة الصحابة في ولادة الامام المهدي اعني محمد بن الحسن ..؟
في الحقيقة هناك اعترافات سجلها الكثير منهم بأقلامهم بولادته عليه السلام منهم
1- ابن خلكان في وفيان الاعيان .........كانت ولادته في يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين
2- احمد بن حجر الهيثمي الشافعي في الصواعق المحرقة
3- الشبراوي الشافعي في الاتحاف
4- الذهبي في العبر
5- الخوارزمي ت 387 هـ (مفاتيح العلوم )
6- ابن الصباغ المالكي ت 855 هـ (الفصول المهمّة)
7- الجويني الحموئي الشافعي ت 732 هـ (فرائد السمطين)
وغيرهم الكثير مما لا يسع المجال لذكرهم ..
والغريب لم يثبت احد من علمائهم الوفاة مع تدوينهم تاريخ الولادة ؟!! فأين ذهب هل مات؟ لم يذكر احد حادثة موت او مكان دفن او شيء مما يتعلق بهذا ..!!!!
المهدي عندهم
ما هو رايهم بالمهدي وهل يوجد في كتبهم روايات تشير الى ذلك ؟
في الحقيقة كثيرة هي الروايات منها
ما رواه أحمد والترمذي وأبو داود أن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال: "لا تذهب أو لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي"
- وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "المهدي من عترتي من ولد فاطمة" رواه أبو داود وابن ماجه وصححه الألباني.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم" رواه البخاري ومسلم.
حديث حذيفة بن اليمان، قال: خطبنا رسول الله (صلي الله عليه واله) فذكرنا بما هو کائن ، ثمّ قال: لو لم يبقَ من الدنيا إلاّ يوم واحد، لطوّل الله عزّ وجلّ ذلك اليوم حتّي يبعث فيه رجلاً من ولدي، اسمه اسمي، فقال سلمان الفارسي (رضي الله عنه) يا رسول الله، من أيّ ولدك؟ قال: من ولدي هذا، وضرب بيده علي الحسين (عليه السلام) عقد الدرر: 45، الباب الاوّل، فرائد السمطين 2: 325 / 575، ذخائر العقبي: 136، السيرة الحلبيّة 1: 193
والروايات في هذا المجال لا يسعها المجال فهي متواتره
قال السفاريني في لوامع الأنوار البهية ( وقد كثرت بخروجه الروايات، حتى بلغت حد التواتر المعنوي، وشاع ذلك بين علماء السنة، حتى عُدّ من معتقداتهم" إلى أن قال: "وقد روي عمن ذُكر من الصحابة وغير من ذُكر منهم رضي الله عنهم، بروايات متعددة، وعن التابعين من بعدهم، ما يفيد مجموعه العلم القطعي ، فالإيمان بخروج المهدي واجب كما هو مقرر عند أهل العلم ، ومدون في عقائد أهل السنة والجماعة" انتهى.
وقال الشوكاني: "والأحاديث في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر ، التي أمكن الوقوف عليها ، منها خمسون حديثاً، فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر، وهي متواترة بلا شك ولا شبهة، بل يصدق وصف التواتر على ما هو دونها في جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول..." انتهى.
اذن انهم يؤمنون بالمهدي عليه السلام ولو تتبعنا رواياتهم فيه لوجدنا انها تنطبق على محمد بن الحسن عجل الله فرجه الشريف ولكنهم لا يؤمنون به مع انه تنطبق فيه كل الصفات فلا مانع من جهة الدليل والبرهان والحجة من الايمان به لكنهم لا يؤمنون بسبب الاثار المترتبة على ايمانهم به فان الايمان بالمهدي عجل الله فرجه الشريف يستتبع الايمان ببقية الائمة عليهم السلام وهذا ما لا يطاق فمن هنا الخلاف لذلك قاموا بوضع اشكالات وطرح شبهات واهية
فمنها
"ولا مهدي إلا عيسى ابن مريم"
زاعمين ان المهدي هو عيسى وما زال البعض منهم يطنطن بهذه الرواية مع الاسف وانها تضحك الثكلى فكيف المهدي من ولدي ؟ وكيف المهدي من عترتي ؟؟ وكيف المهدي من ولد فاطمة ؟؟ ومن امتي ؟؟ وهو عيسى عليه السلام ..!! ثم ان هذا الراي والقول قد رده جل علمائهم حتى المتعصبين
فهو حديث رواه ابن ماجه والحاكم، لكن ضعفه حتى (بن تيمية )
انه من ولد الحسن عليه السلام
وهذا الراي ايضا يخالف الموازين فكما اسلفنا انه من ذرية الامام الحسين عليهم السلام وذكرنا حديث حذيفة بن اليمان، قال: خطبنا رسول الله (صلي الله عليه وآله) فذکّرنا بما هو کائن، ثمّ قال: لو لم يبقَ من الدنيا إلاّ يوم واحد، لطوّل الله عزّ وجلّ ذلک اليوم حتّي يبعث فيه رجلاً من ولدي، اسمه اسمي، فقال سلمان الفارسي (رضي الله عنه) : يا رسول الله، من أيّ ولدک؟ قال: من ولدي هذا، وضرب بيده علي الحسين (عليه السلام)
ثم ان الامام المهدي يرجع الى الامام الحسن من ناحية الام فلا اشكال في كونه من ذرية الامام الحسين عليه السلام
لانّ الامام المهدي (عليه السلام) حسيني الاب حسنيّ الاُمّ ، لکون اُمّ جدّه الامام محمّد بن علي الباقر (عليه السلام) هي فاطمة بنت الامام الحسن المجتبي (عليه السلام)، ومنه يعلم أنّ الامام الباقر (عليه السلام) حسيني الاب حسنيّ الاُمّ وذرّيته تکون من ذرية السبطين حقيقة، ومنهم الامام المهدي (عليه السلام).
ثم انه ما الفرق لماذا يصرون على الحسن عليه السلام هل حبا بالحسن عليه السلام ؟؟
كلا فهذا دليل يثبت اهدافهم وتحريفهم كي لا يؤمنو بالسلسلة الطاهرة ولا يؤمنو بالائمة المعصومين من ذرية الحسين
وعن أمير عليهم السلام
الغيبة اشكالات وحلول
ان مسالة الغيبة اخذت نطاق اوسع ويدور كلام حتى من بعض عوام الشيعة حولها وكيف ولماذا ؟؟
اولا لنعرض المسالة بشكل موجز ..
ولنذكر بعض الروايات فيها .
في الحقيقة ان اهل البيت قد اخبروا عن الغيبة قبل ولادة الامام عليه السلام وقد وردت احاديث كثيرة منها :
عن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه واله وسلم (( المهدي من ولدي تكون له غـيـبة إذا ظهر يملأ الأرض قسطاً و عدلاً ))
المؤمنين (عليه السلام): (تكون له غيبة وحيرة يضلُّ فيها أقوام)
عن الصادق عليه السلام ): (إنَّ لصاحب هذا الأمر غيبة فليتّق الله عبد وليتمسَّك بدينه)
وعن الكاظم (عليه السلام): (إنَّه لا بدَّ لصاحب هذا الأمر من غيبة)
وغيرها مما لا يسع المجال لذكرها ..
ان الامام المهدي عليه السلام لما استشهد والده الامام العسكري عليه السلام في ربيع الاول 260هـ وكان عمره خمس سنوات اصبح هو الامام والحجة ونظرا للوضع السياسي المتشنج وبطش الحكم الظالم في ذلك الوقت فقد قامت الغيبة الصغرى التي استمرت زهاء السبعين عاما وسميت بالصغرى لان وقتها اقل من الاخرى ولان في الصغرى كان هناك اتصال معه عن طريق السفراء الاربع رضوان الله عليهم وهم
1- الشيخ عثمان بن سعيد العمري او السمان لانه كان يبيع السمن (الدهن)
2- محمد بن عثمان بن سعيد العمري
3- الحسين بن روح النوبختي
4- علي بن محمد السمري
وكان هؤلاء السفراء هم خط الاتصال بين الشيعة والامام عليه السلام وكلهم ثقات ومن افضل واخير الشيعة وكان ينص السابق منهم على اللاحق وذلك بامر من الامام عليه السلام الى ان وصل الامر الى الرابع فاخبره بوقت موته وانه لا يخلف غيره بعده فقد قامت الغيبة الكبرى الى ان ياذن الله تعالى
أسباب انتهاء الغيبة الصغرى:
يذكر السيد محمد صادق الصدر (قدس) بشأن بدء الغيبة الكبرى الأسباب التالية:
1- استيفاء الغيبة الصغرى لأغراضها في تهيئة الذهنية العامة للناس لغيبة الإمام المهدي (عليه السلام).
2- ازدياد المطاردة والمراقبة من قبل السلطات الحاكمة آنذاك للإمام والمرتبطين به لدرجة أن السفير الرابع لم يقوم بعمل اجتماعي كبير يذكر، ولم يرو لنا من أعماله إلا القليل، ولم تستمر مدة سفارته إلا ثلاثة أعوام فقط.
3- عدم إمكانية المحافظة على السرية الملتزمة في خط السفارة لو طال بها الزمان أكثر من ذلك وانكشاف أمرها شيئاً فشيئاً، فخلال السبعين سنة تقريباً وهي مدة الغيبة الصغرى لم يُنقل أنه عُرف كيف يتم الاتصال بين الإمام والسفراء، وكيف يخرج لهم التوقيع، وأين يجتمعون مع الإمام (عليه السلام).
بل لم يكن لأي من السلطات الحاكمة آنذاك أن يثبتوا على أحد السفراء أو وكلائهم أنهم أخذوا مالاً من أحد ما لتوصيله للإمام، ولم يجدوا في حوزتهم أي أوراق تثبت اتصالهم بالإمام (عليه السلام).
فعن الحسين بن الحسن العلوي قال: (انتهى إلى عبيد الله بن سليمان الوزير أن له ـ أي الإمام ـ وكلاء وأنه تجبى إليهم الأموال، وسموا الوكلاء في النواحي، فهمّ بالقبض عليهم، فقيل له: لا، ولكن دسوا لهم قوماً لا يعرفونهم بالأموال، فمن قبض منهم شيئاً قُبض عليه، فلم يشعر الوكلاء بشيء حتى خرج الأمر ـ أي من صاحب الزمان ـ أن لا يأخذوا من أحد شيئاً وأن يتجاهلوا بالأمر، وهم لا يعلمون ما السبب في ذلك، وامتنع الوكلاء كلهم لما كان تقدم إليهم، فلم يظفروا بأحد منهم ولم تتم الحيلة فيهم)(18).
ولقد تعرض السفير الثالث الحسين بن روح للاعتقال والمساءلة لفترة من الزمن وحينما لم تجد عليه السلطات أي مستمسك أطلقت سراحه بفضل الله. انتهى
ومع موت السفير الرابع كانت بداية الغيبة الكبرى فلا اتصال مباشر مع الامام عليه السلام والى يومنا هذا 1435 هـ
هل حقا انه غائب وموجود ؟؟!
ان الادلة على ذلك مما لا تحصى سنشير الى ادلة اخرى منها :
((إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها... )) .
فنقول: هل أن ليلة القدر كانت في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أم حتى من بعده؟ فإذا كانت ليلة القدر مستمرة وتنزل الملائكة والروح فيها في كل عام, فعلى من تنزل في زماننا هذا ؟ لابد من نزولها على خليفة رسول الله وهو الإمام المعصوم الذي هو إمامنا المهدي (عليه السلام).
حديث (( الارض لا تخلو من حجة ))
حديث (( من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية ))
فمن هو الحجة الان ومن هو امام الزمان ......!!!!
فلماذا هذه الغيبة الطولية ؟؟
اولا هل الغيبة قضية جديدة لم تسبق عهده ولم تكٌ قبله عليه السلام ام انه امر قد حصل لأولياء الله ؟
في الحقيقة لو تتبعنا حياة وتاريخ انبياء الله لما تعجبنا من الغيبة فموسى غاب ويوسف غاب وادريس غاب وعيسى وذا النون عليهم السلام اجمعين قد غابوا بأزمنه واوقات متفاوتة فاذا كان من يشكل على غياب الامام عليه السلام فليشكل على غياب الانبياء !!!!!
ومع ذلك فقد ورد عن اهل البيت عدة اجوبة منها :
1- الخوف من القتل وقد عده السب الاوحد الشيخ الطوسي بقوله : (( لا علة تمنع من ظهور المهدي إلاّ خوفه على نفسه من القتل ، لأنه لو كان غير ذلك لما ساغ له الاستتار )) ...الغيبة للطوسي
وهنا كلام هل المعصوم يخاف وهل من وعد بالنصر يخاف ؟؟
جوابه ان الخوف قسمان خوف ممدوح وخوف مذموم فأن الانسان يخاف من الله هذا ممدوح وان الانسان يخاف على الدين فان الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف موكول بمهمة سماوية قال تعالى هوَ الذي ارسلَ رسولهُ بالهدى ودينِ الحقِ ليظهرهُ على الدينِ كلّهِ ولو كرهَ المُشركونَ ) ( سورة التوبة ، الآية : 33 ).
فلابد من ظهور الدين الاسلامي ولابد من انتشار الاسلام المحمدي الاصيل على سطح الارض فاين الدين الاسلامي الان من الارض فانه دين مشوه الصورة فكيف سيعم الارض فلو قتل الامام من الذي ينشر الاسلام ويقيم دولة العدل الالهي ان الامام خائف نعم خائف على الاسلام خائف على الدين خائف من عدم قيام دولة العدل فخوفه على هذا الامر الذي هو قمة الاهمية وغاية الضرورة هو عين الصواب وهو من اهم الدواعي للغيبة وهنا الوعد بالنصر بالأساليب الاعتيادية لا بالجبر فلا جبر ولو قام بالجبر لانتفى الغرض..!
2- التمحيص والاختبار عن الامام موسى بن جعفر عليهما السلام ((إذا فقد الخامس من ولد السابع من الأئمة فالله في أديانكم لا يزيلنكم عنها أحد يا بني أنه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به إنما هي محنة من الله امتحن الله بها خلقه)) فهل نبقى على العهد ونؤمن بالغيب ؟ ام ننجرف ..
3- كونها احد العوامل التي تهيء الاجواء العامة للنجاح اي نجاح الحركة والمشروع الذي سوف يقوم به
4- لكي لا تكون في عنقه بيعة لاحد (( يقوم القائم و ليس لأحد في عنقه بيعة ))
5- لكي تقوم قبله حكومات تدعي العدالة ويرى نتاج حكمها لكي لا يعترض عليه بعد قيامه بـ ( لو استلمنا الحكم وحكمنا لحكمنا مثل ما حكمت فلا فضل في حكمك علينا ) فان العالم سيحكم بمختلف الانظمة والقوانين وحكومات تأتي وتذهب والظلم والاضطهاد وعدم المساواة والفساد بين وجلي ومنتشر فلا حجة للمحتج بعد ذلك
6- عدم نضوج وتوفر المقومات للدولة الالهية من قواعد جماهيرية وغيرها فهو المنتظر والمنتظر (أي ينتظر انصاره وينتظر الفرج ) فهو اكثر تأذيا منا واذما تحققت المقومات من اناس خلص على اتم الطاعة رزقنا دولته وقيامه
وغيرها كثير ولكن لنكتفي بهذا القدر.....
وهنا سؤال يدور في الذهن ماذا نستفيد من امام غائب ؟؟
ان الامام المهدي صاحب الزمان عليه السلام فوائده لا تحصى فهو مصدر الفيض الالهي وعليه تتنزل الرحمة وتقدر اعمال العباد واجالهم وارزاقهم وكل ما يتعلق بهم في ليلة القدر وتعرض عليه اعمالهم وهو يعيش بين اوساط الناس لقد ذكر لفوائد وبركات وجوده المقدس الكثير سنشير الى البعض منها
عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله وذلك عندما سأله هل ينتفع الشيعة بالقائم في غيبته ؟ فقال: (أي والذي بعثني بالنبوة، إنهم يستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن تجللها سحاب)
ما هي قيمة الشمس في الواقع، وما فائدتها لنا أو للناس والكون…؟
يقول أصحاب الفلك أن الشمس هي مركز وأساس المجموعة الشمسية، وحولها تدور جميع الكواكب التسعة السيارة بما فيها الكرة الأرضية التي نعيش فيها أو عليها، وهي أيضاً التي تعطي الدفء للأرض مما يجعل الحياة عليها ممكنة الحدوث والاستمرار، هذا بالإضافة إلى النور الضروري للنباتات وباقي الكائنات الحية وعملية التوازن في الأرض
والليل والنهار والفصول الاربع وغير ذلك من فوائد الشمس التي لا تعد ولا تحصى. فلولا الشمس لما وجد استقرار ولا حرارة ولا نور ولا اشعة فبالتالي لا نبات ولا حيوان اي لا طعام فلا انسان فلا وجود للحياة بلا شمس وكذلك الامام عليه السلام فلو لا وجود الحجة لساخت الارض باهلها وتكفي هذه المنفعة فيالها من منفعة تستحق الشكر فوجودنا من بركات الامام عج
ومنها
(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون)
فمن فوائده ان اعمالنا تعرض عليه ( عليه السلام) لينظر هل نستحق ان نكون من جيشه وانصاره ام لا ....ثم انه يسدد صالح اعمالنا بالدعاء ويستغفر لذنوبنا فهذا يعمل لنا حافز على الاكثار من الخير واجتناب الحرام لانا نعرف ان ثم من يراقبنا
ومنها
انه يدعو للعلماء ويسدد كلامهم وكثير منهم يقول لم تكن الاجابة حاضرة عندي ولكن ببركة الامام لا اعلم من اين اتاني الجواب ..
ولرد انه كيف نستفيد من شيء غائب ولا نراه نقول ان عدم الرؤيا لا يعني عدم الوجود فهل من منكر للملائكة وهل من مشاهد لها فان فوائد الملائكة ثابتة وعدم رؤيتها ايضا ؟ ومع ذلك فهو حي يرزق ويعيش بيننا ولكن لا نعرفه
ومنها ما لا يعرف فهو يعيش بيننا فكم مشكلة يحل ...؟ وكم ملهوف يغيث...؟ وكم جائع يشبع ...؟ وكم سوء يدفع .....
مشكلة العمر
هل يعقل ان يعيش شخص مثل هذا العمر الطويل ؟؟؟ كلا لا يمكن ذلك انه عمر غير طبيعي ...لذلك لا وجود للمهدي ..
اولا هل نحن طبيعيون نؤمن بالطبيعة ؟؟ كلا فنحن نؤمن برب الطبيعة وخالقها وقد اخبرنا بكثير من المعاجز التي تحققت لعيسى عليه السلام الذي يصلي خلفه ؟... وغيرها في القران التي لا ينكرها الا منكر الاسلام
فلا مانع من كونه معجزة له عليه السلام ومع ذلك فان طول العمر بحسب المقدرة الالهية شيء طبيعي وموجود ومألوف
فمن كتب اهل الصحابة قد ذكر مؤرخهم عمر شعيب(ع )3000 عاما ونوح( ع)2500 عاما والخضر من زمان موسى ع والى الان الذي يلقب( بحي الدار) وعيسى عليه السلام حي ويخرج خلفه وعمره الان 2013 وغيرهم من المعمرين لا يسع المجال لذكرهم
ثم لو ذهبنا الى اهل الطب وسألناهم عن العمر فهل يمكن ان يطول العمر ؟؟
يقول علماء الطب ان الانسان خلق ليعمر وهو قابل للتعمير الا ان الموت يحصل بعارض
فلا يوجد أي اشكال من جهة العمر
علامات الظهور
بقية هناك مشكلة وهي كيفية معرفة ظهوره وكيف نعرف انه هو المهدي وقد كثرة الحركات والجماعات التي تدعي وصلا به ..؟؟ وبما انها مشكلة عويصة وقد وقع فيها من الشيعة انفسهم لذلك لا مهدي ..
وهنا الجواب لنا ولغيرنا
في الحقيقة ان الاطروحة المهدوية في المذهب الشيعي متكاملة ولا يوجد خلل او نقص في جانب من جوانبها فيوجد الحل بالدليل والنص والعقل على كل اشكال يطرح ... وانما هذا الاشكال يطرح على ابناء العامة فكيف تعرفون المهدي الذي تزعمون انه سيولد ؟؟؟ وانتم تجهلون شخصه وتشكلون علينا معرفة علامات ظهوره فقط ...!!
ان اهل البيت قبل ولادته قد اخبرونا بعلامات ظهوره المقدس وقد اخبرنا هو ايضا وهو في صغرى غيبته
وقد اخبرونا ايضا بان هناك دجالين وحذرونا منهم
ان علامات الظهور يمكن تقسيمها الى قسمين علامات حتمية واخرى غير حتمية
العلامات الحتمي
العلامات الحتمية هي خمس علامات ويكاد يكون متفق عليها بين ابناء المذهب الجعفري ولا يخرج الامام المهدي قبل تحقق هذه الخمس
فعن الامام الصادق عليه السلام قال: خمس قبل قيام القائم اليماني السفياني والمنادي ينادي من السماء وخسف بالبيداء وقتل النفس الزكية .
وهنا نوضح توضيح بسيط هذه العلامات الخمس
بعض الروايات ذكرت أن اليماني يخرج من اليمن وأن اليماني من ملوك اليمن وأن أسمه حسن أو حسين, وأنه من ذرية زيد بن علي(عليه السلام) وأنه يدعو إلى الحق ورايته راية هدى, لأنه يدعو إلى صاحب الأمر (عليه السلام)
وان السفياني وهي شخصية اموية مهمة في الاحداث يقود راية باطل ضد اهل البيت عليهم السلام ويخرج من الشام
وان السفياني واليماني والخراساني يخرجون في سنة واحدة وشهر واحد ويوم واحد
والخسف بالبيداء أي بالصحراء في الحجاز يخسف بالجيش الاموي
نداء لجبرائيل عليه السلام يسمعه الكل بحسب لغته يبشر بظهوره عليه السلام وتسمى ايضا بالصيحة
وقتل نفس زكية بين الركن والمقام
هذه اهم العلائم الحتمية وبها كلام وتفصيل لا مجال لذكره
اما العلامات غير الحتمية فكثيرة جدا ولكنها تشير الى احداث عامة وغير خاصة وهه العلامات قد تتعرض للبداء والتغير بحسب الظروف الراهنة لذلك لا حاجة لذكرها
تامل وخلاصة
ان الامام المهدي عليه السلام ليس ببعيد الظهور فكما قد ورد يصلح الله حاله بيوم فلا تتوقع ان هذه العلامات
مستحيلة بل واردة وبلمح البصر فعلى الانسان المؤمن الاستعداد كل الاستعداد لدولة العدل الالهي الذي به سوف تسعد البشرية جمعاء فالعلم يظهر على يدي والارض تخرج كنوزها والوحوش تتصافى بينها والامان يعم الارض فدولة الامام المهدي هي الحلم والاسلام الصحيح.........
فمع رد كل الاشكالات لا يبقى للمنصف والباحث عن الحقيقة أي مجال لعدم الايمان به عجل الله فرجه الشريف ونعيد ما ذكره العالم القاضي السباطي (((................... ولما كان قولهم اقرب لما يتناوله هذا النص –(أي النص في الكتاب المقدس )- وان هدفي الدفاع عن امة محمد (ص) مع قطع النظر عن التعصب لمذهب لذلك ذكرت لك ان ما يدعيه الامامية يتطابق مع هذ النص))) فلامجال ولا مراوغة بعدم الايمان به عليه السلام ولا يأس منه كما اشرنا بل كما قد قال الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم ((لو لم يبقَ من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج القائم المنتظر المؤمّل الحجة)) فهذا الحديث الشريف الذي يرويه المسلمين بمختلف مذاهبهم يدل على كلما اوردنا مثل وقوع الغيبة وغيرها لأنه قد يحصل الياس من ضعاف الايمان فان الرسول( ص) كأنما يريد القول لا تيأسوا بل انه قادم وسوف يظهر لا محال ولا شك ولا ريب ولا شبه في ذلك رغم كل العوائق حتى لو بقي يوم واحد انتظروا فهو يحثنا على الانتظار والارتقاب له عليه السلام فافضل الاعمال هو انتظار الفرج كما ورد عنه صلى الله عليه واله وسلم فهو على يديه ينتشر الاسلام المحمدي العلوي الى ربوع الارض وهو امر رباني فان الله يريد ان يمن على الذين استضعفوا في الارض ويجعلهم ائمة ويجعلهم الوارثين
نسال الله ان يعجل ظهوره وفرجه ويرينا دولته الكريمة
ونسال الله ان يجعلنا من الذين يأخذون بثار الحسين عليه السلام معه انه سميع مجيب
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى ابائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا .
والحمد لله رب العالمين
___________________________________
المصادر
كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق (قدس)
الغيبة للشيخ الطائفة محمد الطوسي (قدس)
الكافي الشريف للكليني (قدس)
شمس خلف السحاب ماهر ال شبر
موسوعة الامام المهدي للسيد الشهيد الصدر (قدس)
الامام المهدي في روايات اهل السنة
كيف يكون الانتظار للامام المهدي (عج)
بعض المواقع في شبكة الانترنت
تعليق