إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نكات بلاغية في سورة الفاتحة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نكات بلاغية في سورة الفاتحة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين وافضل واتم الصلاة والسلام على محمد خير الانام واله الكرام

    هذه نكات بلاغية مستفادة من كتب التفسير نذكرها لبعض ايات سورة الفاتحة

    حسن المطلع او براعة الافتتاح :
    قال اهل البيان من البلاغة حسن الابتداء ويسمى براعة المطلع ,وهو ان يتألق المتكلم في اول
    كلامه وياتي بأعذب الالفاظ , واجزلها وأرقها واسلسها وأحسنها ,نظماً وسبكاً وأوضحها معنى
    واخلاها من الحشو والركة والتعقيد والتقديم والتأخير الملبس والذي لايناسب , وقد اتت فواتح
    السور من القران المجيد (1)
    فناهيك بذلك حسناً اذا كان مطلعها هو اية البسملة (2) فهذه الاية تبتدأ باسم الله الرحمن الرحيم
    وهذا الاسم هو جامع الصفات كلها وهو من اشهر الاسماء كما مر بيانه في البحث ويأتي بعده
    الرحمن فالله رحمن لكل البشرية ويمدهم بالرزق والعيش وياتي بعده الرحيم فالله تعال رحيم
    بالمؤمنين والخواص ينزل عليهم البركات والانوار , فبذلك يكون السامع او المتلقي في او
    الاستعداد عندما يسمع هكذا كلمات ويكون متشوقاً لسماع مابعدها من كلام يأحذ النفوس ويشرح
    الصدور فحسن الافتتاح له اثره عند السامع (3)وهذا الامر تجده عند بلغاء العرب كثيرا في
    اشعارهم وخطبهم(4)

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
    1ـ ابن معصوم:صدرالدين المدني علي بن احمد بن محمد معصوم (ت1119هـ) : انوار الربيع في انواع البديع,ص3,
    2ـ الهرري:محمد الامين بن عبدالله الارمي العلوي :حدائق الروح والريحان في روابي علوم القران :ج1,ص91,ط3, 1428هـ ـ 2008م, دار طوق بيروت ـ لبنان , ودار المنهاج للنشر والتوزيع جده ـ السعودية
    3ـ الباحث
    4ـ ظ:انوار الربيع في انواع البديع : ص 4


  • #2
    الحمدلله رب العالمين :
    في هذه الاية المباركة فنون متعددة من البلاغة رغم قلة مفرداتها وقصر كلماتها فأول فنٍ:
    1ـ المبالغة في الثناء على الله تعالى وذلك بسبب عموم أل في (الحمد) (1)
    2ـ جملة الحمدلله خبر ولكنها استعملت لانشاء الحمد وفائدة الجملة الاسمية ديمومة الحمد واستمراره وثباته (2)
    3ـ اقتران الحمدلله رب العالمين بالبسملة لما فيها من براعة المطلع وهو اسلوب بلاغي رفيع
    والحمد مصدر حمد حمدا , فاصله منصوب باضمار فعله على انه من المصادر التي ينصبها
    العرب بأفعال مضمرة في معنى الاخبار كقولهم شكرا وعجبا وينزلونها منزلة افعالها والعدول
    بها عن النصب الى الرفع للدلالة على الدوام والثبات بمصير الجملة الاسمية والدلالة على
    العموم المستفاد من أل والدلالة على الاهتمام المستفاد من التقديم والحمدلله ابلغ من احمد الله وال
    فيه للجنس المفيد للحقيقة لان اللام في (لله) تفيد الاختصاص (3) فبعد ان اسند الحمد لاسم ذاته
    تعالى تنبيهاً على الاستحقاق عقب بالوصف وهو الرب ليكون الحمد متعلقاً به ايضاً لان وصف
    المتعلق متعلق به وقد اجرى عليه اربعة اوصاف هي: رب العالمين والرحمن والرحيم للايذان
    بالاستحقاق الوصفي فان ذكر هذه الاسماء المعشرة بالصفات , يؤذن بقصد ملاحظة معانيها
    الاصلية , والرب هنا بمعنى المربي والتربية تبليغ الشيء الى كماله تدريجا , وهو مصدر
    وصف به للمبالغة وال في للعالمين للاستغراق وهو الشامل لجميع الاجناس الشامل لجميع
    الافراد(4)

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    1ـ حدائق الروح والريحان في روابي علوم القران :ص93
    2ـ الدرويش: محي الدين :اعراب القران وبيانه :ج1،ص31,ط1, 1425هـ , منشورات كمال الملك ـ قم ,ايران
    3ـ ارشاد الحيران الى توجيهات القران:ج1, ص35
    4ـ ظ:نفس المصدر:ص36
    الرحمن الرحيم
    على الرغم من اهمية اسلوب التكرار وشيوعه في الكلام منذ الجاهلية حيث استعمله الشعراء
    والعرب اكثروا منه الا ان علماء البلاغة لم يفضلوا في معناه وحيث منهم من كتب فيه ومنهم
    مرً عليه كراما ومنهم لم يلتفت اليه وله صور منها الاثبات والترسيخ والبيان (1)اما انواعه
    التكرار فهو اما تارة يكون في اللفظ والمعنى واخر يكون في المعنى دون اللفظ(2) ، لقد كرر
    الله تعالى ذكر الرحمن الرحيم لان الرحمة هي الانعام على المحتاج وقد ذكر المنعم دون المنَعمِ
    عليهم فأعادها مع ذكرهم وقال رب العالمين الرحمن بهم اجمعين وقدم سبحانه الحمن على
    الرحيم مع ان الحمن ابلغ من الرحيم ومن عادة العرب في صفات المدح الترقي في الادني الى
    الاعلى كقولهم فلان عالم نحرير وذلك لانه اسم خاص بالله تعالى كلفظ الله ولانه قال الرحمن
    تناول جلائل النعم وعظائمها واصولها واردفه بالرحيم كتتمة والرديف ليتناول مادق منها
    ولطف ،وماهو من جلائل النعم وعظمائهما واصولها احق بالتقديم مما يدل على دقائقها
    وفروعها وافراد الوصفين الشريفين بالذكر لتحريك سلسلة الرحمة (3)


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
    1ـ دروسس في البيلاغة العربية : ص33
    2ـ الرافعي:مصطفى صادق الرافعي :اعجاز القران والسنة النبوية:ص196,ط9, 1973م, دار الكتاب العربي ,بيروت ـ لبنان
    3ـ محمود صافي:الجدول في اعراب القران وصرفه وبيانه :ج1،ص25 ، ط4، 1418هـ ، مؤسسة الايمان ، بيروت ـ لبنان

    تعليق

    يعمل...
    X