اللهم صل على محمد وآل محمد
ظهور الإمام المهدي(عليه السلام) يوم العاشر من المحرم:
من الروابط بين قيام الإمام المهدي(عليه السلام) وبين جدِّه الحسين (عليه السلام)، والذي يكشف عن عمق هذا الربط هو ظهور الإمام المهدي يوم العاشر من المحرم وهو نفس اليوم الذي قُتل فيه الإمام الحسين(عليه السلام).
وقد وردت من نصوص في ذلك، منها: ما ورد عن الإمام أبي عبدالله(عليه السلام) قال: «ينادى باسم القائم(عليه السلام) في ليلة ثلاث وعشرين يوم عاشوراء، وهو اليوم الذي قُتل فيه الحسين بن علي(عليهما السلام)، لكأنّي في يوم السبت العاشر من المحرم قائماً بين الركن والمقام، جبرئيل(عليه السلام) عن يمينه ينادي: البيعة لله، فتصير إليه شيعته من أطراف الأرض تطوى لهم طيّاً حتى يبايعوه، فيملأ الله الأرض عدلا كما مُلئت جوراً وظلماً...»([8]).
ثالثاً : الإمام المهدي وزيارة قبر جدّه الحسين(عليه السلام):
نلاحظ الإمام المهدي(عليه السلام) يقوم بنفسه لزيارة قبر جدّه الحسين(عليه السلام)، ممّا يكشف عن عمق التلاحم بين الإمامين(عليهما السلام)، وهذا المعنى نلمسه في زيارة الناحية، حيث يقول الإمام المهدي(عليه السلام): «السلام عليك يامولاي وعلى الملائكة المرفرفين حول قبّتك، الحافّين بتربتك، الطائفين بعرصتك، الواردين لزيارتك، السلام عليك فإنّي قصدت إليك...»([9]).
رابعاً : الإمام المهدي(عليه السلام) يتقرب إلى الله تعالى بمحبّة الحسين(عليه السلام):
وهذه مفرده اُخرى تكشف عن عمق التلاحم بين الإمام المهدي وجدّه(عليهما السلام)، حيث يقول الإمام المهدي(عليه السلام) مخاطباً جدّه الحسين(عليه السلام) في زيارته: «ورجوت الفوز لديك، السلام عليك سلام العارف لحرمتك، المخلص لوليّك، المتقرّب إلى الله بمحبّتك، الباريء من أعدائك...»([10]).
الهوامش
[8] ـ الإرشاد : 2/379، الفصول المهمة: 302، اعلام الورى: 2/286، غيبة الطوسي: 452 ح458 وص453 ح459، عنه البحار: 52/290 ح29 و30 .
[9] ـ المزار الكبير: 500/9، عنه بحار الأنوار: 98/238/38.
[10] ـ نفسه .
خامساً : الندب والبكاء:
كذلك ممّا يكشف عن عمق العلاقة بين الإمام المهدي وجدّه الحسين(عليهما السلام) هو بكاؤه وندبه لجدّه الحسين(عليه السلام)، كما يتّضح في زيارته له حيث يقول:
«سلام مَن قلبه بمصابك مقروح، ودمه عند ذكرك مسفوح، سلام المفجوع المحزون، الواله المستكين...»([11]).
ومما ينبغي الإشارة إليه هو أننا بقولنا بوجود الرابطة والعلاقة بين الإمام المهدي وجدّه الحسين(عليهما السلام) لا نعني عدم وجود رابط بين بقية الأئمة(عليهم السلام)، بل هم مسيرتهم واحدة وهدفهم واحد، وهو المحافظة على الرسالة الإسلامية من التردّي والسقوط، إلاّ أنّهم(عليهم السلام) لم تتهيّأ لهم الظروف المناسبة للقيام بالثورة، كما هو الحال بالنسبة للإمام الحسين والإمام المهدي(عليهما السلام).
أثر إقامة المجالس الحسينية في عصر الغيبة:
فقد اتّضح ممّا سبق ما تحمله تلك المجالس بين طيّاتها من أهداف كبيرة، حيث تعتبر الشعائر الحسينية ـ بمختلف أشكالها ـ من أخصب السبل للتوعية الجماهيرية، ويحتلّ المنبر الحسيني من بين الشعائر موقعاً في الصدارة; لما يمتاز به من دور كبير في بثّ الروح الحسينية من وعي وصمود أمام السلطات الظالمة.
ويمكن إجمال أهمية ودور الشعائر الحسينية وأثرها على الفرد والمجتمع فيما يلي :
1 ـ نشر الثقافة والوعي الإسلاميين، وتعتبر من أهمّ السبل في هذا المجال; لذا كان هذا التأكيد الواسع من قِبَل أهل البيت(عليهم السلام) على إقامة هذه الشعائر والمآتم الحسينية، وكذلك حرص العُلماء الأبرار على الاستمرار في إدامة هذه الشعائر، اُنظر إلى الإمام الخميني(قدس سره) بهذا الصدد حيث يقول: «قد تمتد أيدي السوء، وتنفث السموم، من أجل تقليل الاهتمام بالشؤون التربوية أو برامج الإصلاح، وتعييب على ذوي المقام العلمي أن يمارسوا القيام بدور التوجيه والإرشاد...
ألم تعلموا أنّ أمير المؤمنين(عليه السلام) كان صاحب منبر، وعلى المنابر كان ينصح الناس ويحذّرهم ويبشّرهم ويعمل على توجيههم، وعلى ذلك سار باقي أئمتنا بمقدار ما سمحت به الظروف([12])؟!.
2 ـ تساهم الشعائر الحسينية في تأجيج حالة أخذ الثأر والانتقام من الظالمين، وهذه بدورها تمنح المؤمنين القوّة على الصمود والمواجهة، ومن ثمّ تزيدهم إخلاصاً وتجربةً; ممّا تجعلهم مؤهّلين للقيام بتحمّل بعض مسؤوليات اليوم الموعود.
3 ـ تمتاز الشعائر الحسينية بخصوصية مهمة اُخرى، وهي: أنّها تخاطب المشاعر والأحاسيس التي يفهمها الصغار والكبار والواعون والأقل وعياً ، على عكس الأفكار ، فالإنسان المتحضّر والبدوي والمجتمع الواعي والمتخلّف كلّها تشترك في فهم هذه اللغة ـ لغة المشاعر ـ وإن كانت تختلف في نوع المشاعر وطريقة التعبير عنها، وهذا بدوره يساهم في نشر الوعي بصورة أكثر في أوساط واسعة من المجتمع، فضلا عمّا يحدثه عند الأطفال والناشئة ـ بشكل خاصٍّ ـ وغيرهم حالة الإحساس المعمّق بضرورة نصرة المظلوم، وبذلك تساهم في تعميق الصلة والعلاقة بأهل البيت(عليهم السلام).
4 ـ من خلال الاجتماعات والتجمعات التي تنعقد لأجل هذه الشعائر تتحقق العلاقات بين أفراد المجتمع وتنمو، وهذا بنفسه عمل محبوب لأهل البيت(عليهم السلام); لما فيه إحياء للدين في ما يتناولونه في أحاديثهم من أبحاث دينية أو علمية، تبعاً لنوعية الحاضرين والموضوع الذي يتناوله الخطيب.
5 ـ وفي البعد السياسي فإنّ الشعائر الحسينية لها دور عظيم في هذا البعد; لما تحدثه من وعي لخلفية ثورة الإمام الحسين(عليه السلام)، وتفهيم أهدافها التي من أهمها الإصلاح، كما قال الإمام الحسين(عليه السلام) «إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في ُمّة جدي ...» وبهذا فقد أصبح شعار الإصلاح له دور كبير في المجتمع.
6 ـ من خلال المجالس الحسينية يتمّ التعريف بقيام الإمام المهدي(عليه السلام)وما يقوم به من أعمال إصلاحية دنيوية واُخروية...، وهذا الأمر يعدّ من أقوى أسباب الاستعداد والتهيّؤ لظهور الإمام.
7 ـ وعلى صعيد البُعد الروحي والأخلاقي فإنّ للشعائر الحسينية دوراً مهمّاً في شدّ عواطف ومشاعر الإنسان المؤمن بأهل البيت(عليهم السلام)، لما تتضمّنه هذه الشعائر من جانب مهمّ يرقّق القلب ويوقظ الضمير، ألا وهو البكاء ، وهذه هي فلسفة البُكاء على الحسين وأهل بيته(عليهم السلام) فضلا عمّا تتضمّنه من الأجر الإلهيّ والثواب الكبير
الهوامش
[11] ـ نفس المصدر السابق .
[12] ـ من كتاب جهاد النفس للإمام الخميني : 20 .
ظهور الإمام المهدي(عليه السلام) يوم العاشر من المحرم:
من الروابط بين قيام الإمام المهدي(عليه السلام) وبين جدِّه الحسين (عليه السلام)، والذي يكشف عن عمق هذا الربط هو ظهور الإمام المهدي يوم العاشر من المحرم وهو نفس اليوم الذي قُتل فيه الإمام الحسين(عليه السلام).
وقد وردت من نصوص في ذلك، منها: ما ورد عن الإمام أبي عبدالله(عليه السلام) قال: «ينادى باسم القائم(عليه السلام) في ليلة ثلاث وعشرين يوم عاشوراء، وهو اليوم الذي قُتل فيه الحسين بن علي(عليهما السلام)، لكأنّي في يوم السبت العاشر من المحرم قائماً بين الركن والمقام، جبرئيل(عليه السلام) عن يمينه ينادي: البيعة لله، فتصير إليه شيعته من أطراف الأرض تطوى لهم طيّاً حتى يبايعوه، فيملأ الله الأرض عدلا كما مُلئت جوراً وظلماً...»([8]).
ثالثاً : الإمام المهدي وزيارة قبر جدّه الحسين(عليه السلام):
نلاحظ الإمام المهدي(عليه السلام) يقوم بنفسه لزيارة قبر جدّه الحسين(عليه السلام)، ممّا يكشف عن عمق التلاحم بين الإمامين(عليهما السلام)، وهذا المعنى نلمسه في زيارة الناحية، حيث يقول الإمام المهدي(عليه السلام): «السلام عليك يامولاي وعلى الملائكة المرفرفين حول قبّتك، الحافّين بتربتك، الطائفين بعرصتك، الواردين لزيارتك، السلام عليك فإنّي قصدت إليك...»([9]).
رابعاً : الإمام المهدي(عليه السلام) يتقرب إلى الله تعالى بمحبّة الحسين(عليه السلام):
وهذه مفرده اُخرى تكشف عن عمق التلاحم بين الإمام المهدي وجدّه(عليهما السلام)، حيث يقول الإمام المهدي(عليه السلام) مخاطباً جدّه الحسين(عليه السلام) في زيارته: «ورجوت الفوز لديك، السلام عليك سلام العارف لحرمتك، المخلص لوليّك، المتقرّب إلى الله بمحبّتك، الباريء من أعدائك...»([10]).
الهوامش
[8] ـ الإرشاد : 2/379، الفصول المهمة: 302، اعلام الورى: 2/286، غيبة الطوسي: 452 ح458 وص453 ح459، عنه البحار: 52/290 ح29 و30 .
[9] ـ المزار الكبير: 500/9، عنه بحار الأنوار: 98/238/38.
[10] ـ نفسه .
خامساً : الندب والبكاء:
كذلك ممّا يكشف عن عمق العلاقة بين الإمام المهدي وجدّه الحسين(عليهما السلام) هو بكاؤه وندبه لجدّه الحسين(عليه السلام)، كما يتّضح في زيارته له حيث يقول:
«سلام مَن قلبه بمصابك مقروح، ودمه عند ذكرك مسفوح، سلام المفجوع المحزون، الواله المستكين...»([11]).
ومما ينبغي الإشارة إليه هو أننا بقولنا بوجود الرابطة والعلاقة بين الإمام المهدي وجدّه الحسين(عليهما السلام) لا نعني عدم وجود رابط بين بقية الأئمة(عليهم السلام)، بل هم مسيرتهم واحدة وهدفهم واحد، وهو المحافظة على الرسالة الإسلامية من التردّي والسقوط، إلاّ أنّهم(عليهم السلام) لم تتهيّأ لهم الظروف المناسبة للقيام بالثورة، كما هو الحال بالنسبة للإمام الحسين والإمام المهدي(عليهما السلام).
أثر إقامة المجالس الحسينية في عصر الغيبة:
فقد اتّضح ممّا سبق ما تحمله تلك المجالس بين طيّاتها من أهداف كبيرة، حيث تعتبر الشعائر الحسينية ـ بمختلف أشكالها ـ من أخصب السبل للتوعية الجماهيرية، ويحتلّ المنبر الحسيني من بين الشعائر موقعاً في الصدارة; لما يمتاز به من دور كبير في بثّ الروح الحسينية من وعي وصمود أمام السلطات الظالمة.
ويمكن إجمال أهمية ودور الشعائر الحسينية وأثرها على الفرد والمجتمع فيما يلي :
1 ـ نشر الثقافة والوعي الإسلاميين، وتعتبر من أهمّ السبل في هذا المجال; لذا كان هذا التأكيد الواسع من قِبَل أهل البيت(عليهم السلام) على إقامة هذه الشعائر والمآتم الحسينية، وكذلك حرص العُلماء الأبرار على الاستمرار في إدامة هذه الشعائر، اُنظر إلى الإمام الخميني(قدس سره) بهذا الصدد حيث يقول: «قد تمتد أيدي السوء، وتنفث السموم، من أجل تقليل الاهتمام بالشؤون التربوية أو برامج الإصلاح، وتعييب على ذوي المقام العلمي أن يمارسوا القيام بدور التوجيه والإرشاد...
ألم تعلموا أنّ أمير المؤمنين(عليه السلام) كان صاحب منبر، وعلى المنابر كان ينصح الناس ويحذّرهم ويبشّرهم ويعمل على توجيههم، وعلى ذلك سار باقي أئمتنا بمقدار ما سمحت به الظروف([12])؟!.
2 ـ تساهم الشعائر الحسينية في تأجيج حالة أخذ الثأر والانتقام من الظالمين، وهذه بدورها تمنح المؤمنين القوّة على الصمود والمواجهة، ومن ثمّ تزيدهم إخلاصاً وتجربةً; ممّا تجعلهم مؤهّلين للقيام بتحمّل بعض مسؤوليات اليوم الموعود.
3 ـ تمتاز الشعائر الحسينية بخصوصية مهمة اُخرى، وهي: أنّها تخاطب المشاعر والأحاسيس التي يفهمها الصغار والكبار والواعون والأقل وعياً ، على عكس الأفكار ، فالإنسان المتحضّر والبدوي والمجتمع الواعي والمتخلّف كلّها تشترك في فهم هذه اللغة ـ لغة المشاعر ـ وإن كانت تختلف في نوع المشاعر وطريقة التعبير عنها، وهذا بدوره يساهم في نشر الوعي بصورة أكثر في أوساط واسعة من المجتمع، فضلا عمّا يحدثه عند الأطفال والناشئة ـ بشكل خاصٍّ ـ وغيرهم حالة الإحساس المعمّق بضرورة نصرة المظلوم، وبذلك تساهم في تعميق الصلة والعلاقة بأهل البيت(عليهم السلام).
4 ـ من خلال الاجتماعات والتجمعات التي تنعقد لأجل هذه الشعائر تتحقق العلاقات بين أفراد المجتمع وتنمو، وهذا بنفسه عمل محبوب لأهل البيت(عليهم السلام); لما فيه إحياء للدين في ما يتناولونه في أحاديثهم من أبحاث دينية أو علمية، تبعاً لنوعية الحاضرين والموضوع الذي يتناوله الخطيب.
5 ـ وفي البعد السياسي فإنّ الشعائر الحسينية لها دور عظيم في هذا البعد; لما تحدثه من وعي لخلفية ثورة الإمام الحسين(عليه السلام)، وتفهيم أهدافها التي من أهمها الإصلاح، كما قال الإمام الحسين(عليه السلام) «إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في ُمّة جدي ...» وبهذا فقد أصبح شعار الإصلاح له دور كبير في المجتمع.
6 ـ من خلال المجالس الحسينية يتمّ التعريف بقيام الإمام المهدي(عليه السلام)وما يقوم به من أعمال إصلاحية دنيوية واُخروية...، وهذا الأمر يعدّ من أقوى أسباب الاستعداد والتهيّؤ لظهور الإمام.
7 ـ وعلى صعيد البُعد الروحي والأخلاقي فإنّ للشعائر الحسينية دوراً مهمّاً في شدّ عواطف ومشاعر الإنسان المؤمن بأهل البيت(عليهم السلام)، لما تتضمّنه هذه الشعائر من جانب مهمّ يرقّق القلب ويوقظ الضمير، ألا وهو البكاء ، وهذه هي فلسفة البُكاء على الحسين وأهل بيته(عليهم السلام) فضلا عمّا تتضمّنه من الأجر الإلهيّ والثواب الكبير
الهوامش
[11] ـ نفس المصدر السابق .
[12] ـ من كتاب جهاد النفس للإمام الخميني : 20 .
تعليق