إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لماذا الرسول يؤذيه بكاءُ هذا الطفل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا الرسول يؤذيه بكاءُ هذا الطفل

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِ على محمد وال محمد
    لماذا الرسول
    يؤذيه بكاءُ هذا الطفل


    (الحسين والبكاء)




    روى ابن عساكر بسنده قال : خرج النبيّ صلّى الله عليه واَله وسلّم من بيت عائشة فمرّ ببيت فاطمة ، فسمع حُسيناً يبكي ،

    فقال : ألم تعلمي أنّ بُكاءه يؤذيني .

    وقال صلّى الله عليه واَله وسلّم لنسائه : لا تُبكوا هذا الصبيّ - يعني حسيناً


    ولماذا يؤذيه بكاءُ هذا الطفل بالخصوص ? وكلّ طفلٍ لابُدّ أن يبكي ، وإذا كان إنسانٌ رقيقَ العاطفة ، فلابُدّ أن يتأذّى من
    بكاء كلّ طفلٍ ، أيّ طفل كان ، فلماذا يذكر النبيّ العطوف ، الحسينَ خاصّة ? لكنّ القضية التي جاءت في الحديث لا

    تتحدّث عن هذه العاطفة ، وإنّما تشير إلى معنىً آخر , فبكاء الحُسين ، يؤذي النبيّ لأنّه يذكّره بحزنٍ عظيمٍ سوف يلقاهُ هذا الطفل ، تبكي له العيون المؤمنة وتحزن له القلوب المستودعة حبّه , وإذا كان الرسولُ صلّى الله عليه واَله وسلّم
    يتأذّى من صوت بكاء هذا الطفل وهو في بيت أبويه ، فكيف به إذا وقف عليه يوم عاشوراء في صحراء كربلاء وقد كظّه الظمأُ ،

    يطلب جرعة من الماء ؟

    وإذا كانت دمعةُ الحسين تعزّ على رسول الله أن تجريَ على خده فكيف بدمه الطاهر حين يُراقَ على الأرض ؟

    إنّ أمثال هذا الحديث رموز تُشير إلى الغيب ، وإلى معانٍ أبعدَ من مجرّد العاطفة وأرقّ .


    والأذى الذي يذكره النبيّ ، أعمقَ من مجرّد الوجع وأدقّ .

    وللبكاء في سيرة الحسين منذ ولادته بل وقبلها ، وحتّى شهادته بل وبعدها ، مكانة متميّزة .
    فقد بكتْهُ الأنبياء كلّهم حتّى جدّه الرسول قبل أن يولد الحسينُ , وبكاه أهلُ البيت بما فيهم جدّه الرسول يوم الولادة , وبكاه

    أهلُه وأصحابهُ يوم مقتله ، وبكى هو أيضاً على مصابه .

    وبعد مقتله بكاهُ كلّ من سَمِعَ بنبأ شهادته : أُمّهات المؤمنين ، والصحابةُ المؤمنون .
    وبكاهُ الأئمّة المعصومون ، ومن تبعهم ، مدى القرون حتّى جاء في رواية عن الحسين عليه السلام نفسه أنّه قال : أنا قتيلُ العَبْرة ، ما ذكرني مؤمن إلاّ وبكى . وعبّر عنه بعض الأئمّة بعَبْرة كلّ مؤمنٍ .
    ولقد تحدّثتُ عن مجموع النصوص الواردة في البكاء على مصيبة الحسين , في بعض الحسينيّات التي ألّفتها.


    وكيف يكون الحبّ للأموات ?


    أليس بتعظيم ذكرهم ، ونشر مآثرهم ، الاستنان بسنتهم ، واتّباع طريقتهم ، والتمجيد بمواقفهم ، ونبذ معارضتهم ،

    ورفض معانديهم ، ولعن قاتليهم وظالميهم ؟


    فكيف يدّعي حُبَ الحسين ، مَنْ يمنع أن يُجرى في مجلسٍ ذكر الحسين ، والتألّم لمصابه ، وذكر فَضائله ، والإعلان عن تأييد مواقفه ، وإحياء ذكراه سنويّاً بإقامة المحافل والمجالس ؟

    أو من يُحرّم ذكر قاتله بسوء ، وذكر ظالميه بحقائقهم ؟
    أو من يُحاول أن يبّرر قتله ، ويُوجّهَ ما جرى عليه ، بل يعظّم قاتله ويمجّده ، ويصفه بإمرة المؤمنين ؟
    ويَقْسو على محبّيه ، وذاكريه ، والباكين عليه ?

    ومع ذلك يدّعي حُبّه , ويدعو إليه


    إنّ التلاعُب بكلمة :
    الحُبّ , إلى هذا المدى ليس إلاّ تشويهاً لقاموسَ اللغة العربيّة ، ومؤدّى ألفاظها ، وتجاوزٌ على أعراف

    الأُمّة العربيّة ، وهذا تحميق للقرّاء ،واستهزاء بالثقافة والفكر والحديث النبوي .


    إنّها سُخرية لا تُغتفر



    والحمد الله على نعمة الله وفضله علينا




    الحاسد مضر بنفسه قبل أن يضر بالمحسود

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد
    الاخت الفاضله موضوعكم جيد وقيم حيث ان الحسين حقا هو قتيل العبرة ولكن استهوتي عبارة فيه وهي
    ولقد تحدّثتُ عن مجموع النصوص الواردة في البكاء على مصيبة الحسين , في بعض الحسينيّات التي ألّفتها.

    الاخت الفاضله اين تحدثتي بنصوص ارجوا توضيح هذه العبارة وشكرا


    تعليق

    يعمل...
    X