بسم الله الرحمن الرحيم
من الإشكالات التي قد يثيرها البعض بين الفينة والأخرى عند الاحتجاج عليهم بقضية فدك وغضب الزهراء على ابي بكر ان حكم أبا بكر لو كان خاطئا لاعاد امير المؤمنين عليه السلام فدكا بعد توليه الخلافة ؟
وهنا يمكن ان يقال في مقام الجواب :
أولا: ما ذكره الشيخ الصدوق: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين (عليه السلام) فدكا لمّا ولي الناس :
باسناده إلى أبي بصير عن الإمام الصادق (عليه السلام) ، قال : قلت له : لم لم يأخذ أمير المؤمنين (عليه السلام) فدك لمّا ولي الناس ، ولأي علة تركها ؟ فقال : لأن الظالم والمظلومة قد كانا قدما على الله عز وجل ، وأثاب الله المظلومة وعاقب الظالم ، فكره أن يسترجع شيئاً قد عاقب الله عليه غاصبه وأثاب عليه المغصوبة .(1)
وثانيا:ان في سيرة النبي صلى الله عليه واله ما يشابه هذه المسألة فقد روى جمهور اهل السنة باصح الاسانيد ان النبي صلى الله عليه واله لم يستعيد داره التي باعها عقيل بن ابي طالب في مكة فقد روى ابن تيمية في الصارم المسلول وقال:
((و ذلك أن عقيل بن أبي طالب بعد الهجرة استولى على دار النبي صلى الله عليه و سلم و دور إخوته من الرجال و النساء مع ما ورثه من أبيه أبي طالب قال أبو رافع : قيل للنبي صلى الله عليه و سلم : ألا تنزل منزلك من الشعب ؟ قال : [ فهل ترك لنا عقيل منزلا ؟ ] و كان عقيل قد باع منزل رسول الله صلى الله عليه و سلم و منزل إخوته من الرجال و النساء بمكة
و قد ذكر أهل العلم بالسير ـ منهم أبو الوليد الأزرقي ـ أن رباع عبد المطلب بمكة صارت لبني عبد المطلب فمنها شعب ابن يوسف و بعض دار ابن يوسف لأبي طالب [ و الحق الذي يليه ] و بعض دار ابن يوسف دار المولد مولد النبي صلى الله عليه و سلم و ما حوله لأبي النبي صلى الله عليه و سلم عبد الله بن عبد المطلب و لا ريب أن النبي صلى الله عليه و سلم كانت له هذه الدار ورثها عن أبيه و بها ولد و كان له دار ورثها هو و ولده من خديجة ـ رضي الله تعالى عنها !
قال الأزرقي : فسكت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن مسكنيه كليهما مسكنه الذي ولد فيه و مسكنه الذي ابتنى فيه بخديجة بنت خويلد و ولد فيه ولده جميعا قال : و كان عقيل ابن أبي طالب أخذ مسكنه الذي ولد فيه و أما بيت خديجة فأخذه متعب بن أبي لهب و كان أقرب الناس إليه جوارا فباعه بعد من معاوية و قد شرح أهل السير ما ذكرنا في دور المهاجرين.)) (2)
- علل الشرائع 1 / 154 ، في باب 124.
- أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي: 64- كتاب المغازي الحديث (4282) ، فتح الباري (8: 13) ، وانظر تحفة الأشراف (1: 57) ، و (1: 55) .واخرجه أحمد في مسنده 5/ 201 وأخرج الحديث مسلم في صحيحه 15- كتاب الحج، (80) باب النزول بمكة للحاج كما أخرجه مسلم ح: 440، ص: 984 عن عبد الرزاق عن معمر، عن الزهري، عن علي بن حسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد.
وأخرجه ابن ماجة في 25- كتاب المناسك (26) باب دخول مكة 2/ 981، ح: 2942 بإسناده عن عبد الرزاق، عن معمر عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد، وفيه زيادة: ثم قال: نحن نازلون غدا بخيف (وادي) بني كنانة» .
وذكره الرازي في 1/ 288 العلل وعقب عليه بقوله: تفرد الزهري برواية هذا الحديث، وتفرد الثقة بالحديث لا يعله.
وقد أورد الخبر الواقدي في المغازي ص 828: عن جابر بن عبد الله