بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
من المعلوم ان التشيع ولد في ايام الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم وكان من الصحابة من يعرف بتشيعه في ايام النبي مثل عمار والمقداد وابا ذر رضوان الله عليهم وبعد استشهاد الرسول ورحليه الى الرفيق الاعلى جرت احداث اليمة على اهل بيت رسول الله من سلب فدك واستشهاد الزهراء واغتصاب للخلافة وكان على اتباع اهل البيت من ذلك الوقت دفع ضريبة التشيع وهي ثمن انتمائهم الى هذا البيت الطاهر ومن هولاء الذين وقع عليهم الظلم بسبب تشيعهم الصحابي الجليل مالك بن نويرة الذي امتنع من دفع الزكاة الا للحاكم الشرعي المنصب من قبل رسول الله وهو الامام علي عليه السلام وقد ارسل لهم الاول جيشا بقيادة خالد بن الوليد ولما وصل اليهم اعطاهم الامان وبعد الامان الذي اعطاهم اياه قتل خالد مالكا ونزا بزوجته في تلك الليلة يالها من مصيبة لاتغتفر ومن العجيب في الامر ان الاول قد عفا عن تلك الجريمة النكراء ولم يعاقب خالدا عليها
وجاءوا بالنساء مسبيات الى المدينة وكانت من تلك النساء زوجة مالك رحمه الله وهي تدعى خولة وادخلت الى مجلس ابا بكر ولمعرفة ماجرى من احداث في ذلك المجلس وماذا قالت تلك المراة سوف انقل لكم نص الرواية كما في بحار الانوار
الحسين بن أحمد المدني ، عن الحسين بن عبد الله البكري ، عن عبد الله بن هشام ، عن الكلبي ، عن ميمون بن مصعب المكي بمكة قال : كنا عند أبي العباس بن سابور المكي فأجرينا حديث أهل الردة ، فذكرنا خولة الحنيفة ونكاح أمير المؤمنين عليه السلام لها فقال : أخبرني عبد الله بن الخير الحسيني ، قال : بلغني أن الباقر محمد بن علي عليهما السلام - قال - : كان جالسا ذات يوم إذ جاءه رجلان ، فقالا : يا أبا جعفر ! ألست القائل أن أمير المؤمنين عليه السلام لم يرض بإمامة من تقدمه ؟ . فقال : بلى . فقالا له : هذه خولة الحنيفة نكحها من سبيهم ولم يخالفهم على أمرهم مذ حياتهم ؟ ! . فقال الباقر عليه السلام : من فيكم يأتيني بجابر عن عبد الله ؟ - وكان محجوبا قد كف بصره - فحضر وسلم على الباقر عليه السلام فرد عليه وأجلسه إلى جانبه ، فقال له : يا جابر ! عندي رجلان ذكرا أن أمير المؤمنين رضي بإمامة من تقدم عليه ، فاسألهما ما الحجة في ذلك ؟ فسألهما فذكرا له حديث خولة ، فبكى جابر حتى اخضلت لحيته بالدموع ، ثم قال : والله - يا مولاي - لقد خشيت أن أخرج من الدنيا ولا أسأل عن هذه المسألة ، والله إني كنت جالسا إلى جنب أبي بكر - وقد سبى بني حنيفة مع مالك بن نويرة من قبل خالد بن الوليد - وبينهم جارية مراهقة – فلما دخلت المسجد قالت : أيها الناس ! ما فعل محمد صلى الله عليه وآله ؟ قالوا : قبض . قالت : هل له بنية فقصدها ؟ قالوا : نعم هذه تربته وبنيته. فنادت وقالت : السلام عليك يا رسول الله - صلى الله عليه وآله - أشهد أنك تسمع صوتي وتقدر على رد جوابي ، وإننا سبينا من بعدك ، ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك محمدا رسول الله . . ثم جلست فوثبت إليها رجلان نم المهاجرين أحدهما طلحة والآخر الزبير وطرحا عليها ثوبيهما . فقالت : ما بالكم - يا معاشر الاعراب - تغيبون حلائلكم وتهتكون حلائل غيركم ؟ . فقيل لها : لأنكم قلتم لا نصلي ولا نصوم ولا نزكي ؟ فقال لها الرجلان اللذان طرحا ثوبيهما : إنا لغالون في ثمنك . فقالت : أقسمت بالله وبمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله إنه لا يملكني ويأخذ رقبتي إلا من يخبرني بما رأت أمي وهي حاملة بي ؟ وأي شئ قالت لي عند ولادتي ؟ وما العلامة التي بيني وبينها ؟ وإلا بقرت بطني بيدي فيذهب ثمني ويطالب بدمي . فقالوا لها : اذكري رؤياك حتى نعبرها لك.
فقالت : الذي يملكني هو أعلم بالرؤيا مني ؟ . . فأخذ طلحة والزبير ثوبيهما وجلسوا ، فدخل أمير المؤمنين عليه السلام وقال : ما هذا الرجف في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ ! فقالوا : يا أمير المؤمنين امرأة حنفية حرمت ثمنها على المسلمين وقالت : من أخبرني بالرؤيا التي رأت أمي وهي حاملة بي يملكني .
فقال أمير المؤمنين عليه السلام : ما ادعت باطلا ، أخبروها تملكوها . فقالوا : يا أبا الحسن ! ما منا من يعلم ، أما علمت أن ابن عمك رسول الله صلى الله عليه وآله قد قبض وأخبار السماء قد انقطعت من بعده . فقال أمير المؤمنين عليه
السلام : أخبرها بغير اعتراض منكم ؟ قالوا : نعم . فقال عليه السلام : يا حنفية ! أخبرك وأملكك ؟ فقالت : من أنت أيها المجتري دون أصحابه ؟ فقال : أنا علي بن أبي طالب . فقالت : لعلك الرجل الذي نصبه لنا رسول الله صلى الله عليه وآله في صبيحة يوم الجمعة بغدير خم علما للناس ؟ . فقال : أنا ذلك الرجل . قالت : من أجلك نهبنا ، ومن نحوك أتينا ، لان رجالنا قالوا لا نسلم صدقات أموالنا ولا طاعة نفوسنا إلا لمن نصبه محمد صلى الله عليه وآله فينا وفيكم علما . قال أمير المؤمنين عليه السلام : إن أجركم غير ضائع ، وإن الله يوفي كل نفس ما عملت من خير . ثم قال : يا حنفية ! ألم تحمل بك أمك في زمان قحط قد منعت السماء قطرها ، والأرضون نباتها ، وغارت العيون والأنهار حتى أن البهائم كانت ترد المرعى فلا تجد شيئا ، وكانت أمك تقول لك انك حمل مشوم في زمان غير مبارك ، فلما كان بعد تسعة أشهر رأت في منامها كأن قد وضعت بك ، وأنها
تقول : إنك حمل مشوم في زمان غير مبارك ، وكأنك تقولين : يا أمي لا تتطيرن بي فإني حمل مبارك أنشأ منشأ مباركا صالحا ، ويملكني سيد ، وارزق منه ولدا يكون للحنفية عزا ، فقالت : صدقت . فقال عليه السلام : إنه كذلك وبه أخبرني ابن عمي رسول الله صلى الله عليه وآله . فقالت : ما العلامة التي بيني وبين أمي ؟ . فقال لها : لما وضعتك كتبت كلامك والرؤيا في لوح من نحاس وأودعته عتبة الباب ، فلما كان بعد حولين عرضته عليك فأقررت به ، فلما كان بعد ست سنين عرضته عليك فأقررت به ، ثم جمعت بينك وبين اللوح وقالت لك : يا بنية إذا نزل بساحتكم سافك لدمائكم ، وناهب لأموالكم ، وساب لذراريكم ، وسبيت فيمن سبي ، فخذي اللوح معك واجتهدي أن لا يملكك من الجماعة إلا من عبرك بالرؤيا وبما في هذا اللوح . فقالت : صدقت . . . يا أمير المؤمنين ( ع ) ، ثم قالت : فأين هذا اللوح ؟ فقال : هو في عقيصتك ، فعند ذلك دفعت اللوح إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فملكها والله يا أبا جعفر بما ظهر من حجته وثبت من بينته ، فلعن الله من اتضح له الحق ثم جحد حقه وفضله ، وجعل بينه وبين الحق سترا [1].
وهنا نذكر عدة ملاحظات على هذه الرواية التي وردت فيها القصة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
من المعلوم ان التشيع ولد في ايام الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم وكان من الصحابة من يعرف بتشيعه في ايام النبي مثل عمار والمقداد وابا ذر رضوان الله عليهم وبعد استشهاد الرسول ورحليه الى الرفيق الاعلى جرت احداث اليمة على اهل بيت رسول الله من سلب فدك واستشهاد الزهراء واغتصاب للخلافة وكان على اتباع اهل البيت من ذلك الوقت دفع ضريبة التشيع وهي ثمن انتمائهم الى هذا البيت الطاهر ومن هولاء الذين وقع عليهم الظلم بسبب تشيعهم الصحابي الجليل مالك بن نويرة الذي امتنع من دفع الزكاة الا للحاكم الشرعي المنصب من قبل رسول الله وهو الامام علي عليه السلام وقد ارسل لهم الاول جيشا بقيادة خالد بن الوليد ولما وصل اليهم اعطاهم الامان وبعد الامان الذي اعطاهم اياه قتل خالد مالكا ونزا بزوجته في تلك الليلة يالها من مصيبة لاتغتفر ومن العجيب في الامر ان الاول قد عفا عن تلك الجريمة النكراء ولم يعاقب خالدا عليها
وجاءوا بالنساء مسبيات الى المدينة وكانت من تلك النساء زوجة مالك رحمه الله وهي تدعى خولة وادخلت الى مجلس ابا بكر ولمعرفة ماجرى من احداث في ذلك المجلس وماذا قالت تلك المراة سوف انقل لكم نص الرواية كما في بحار الانوار
الحسين بن أحمد المدني ، عن الحسين بن عبد الله البكري ، عن عبد الله بن هشام ، عن الكلبي ، عن ميمون بن مصعب المكي بمكة قال : كنا عند أبي العباس بن سابور المكي فأجرينا حديث أهل الردة ، فذكرنا خولة الحنيفة ونكاح أمير المؤمنين عليه السلام لها فقال : أخبرني عبد الله بن الخير الحسيني ، قال : بلغني أن الباقر محمد بن علي عليهما السلام - قال - : كان جالسا ذات يوم إذ جاءه رجلان ، فقالا : يا أبا جعفر ! ألست القائل أن أمير المؤمنين عليه السلام لم يرض بإمامة من تقدمه ؟ . فقال : بلى . فقالا له : هذه خولة الحنيفة نكحها من سبيهم ولم يخالفهم على أمرهم مذ حياتهم ؟ ! . فقال الباقر عليه السلام : من فيكم يأتيني بجابر عن عبد الله ؟ - وكان محجوبا قد كف بصره - فحضر وسلم على الباقر عليه السلام فرد عليه وأجلسه إلى جانبه ، فقال له : يا جابر ! عندي رجلان ذكرا أن أمير المؤمنين رضي بإمامة من تقدم عليه ، فاسألهما ما الحجة في ذلك ؟ فسألهما فذكرا له حديث خولة ، فبكى جابر حتى اخضلت لحيته بالدموع ، ثم قال : والله - يا مولاي - لقد خشيت أن أخرج من الدنيا ولا أسأل عن هذه المسألة ، والله إني كنت جالسا إلى جنب أبي بكر - وقد سبى بني حنيفة مع مالك بن نويرة من قبل خالد بن الوليد - وبينهم جارية مراهقة – فلما دخلت المسجد قالت : أيها الناس ! ما فعل محمد صلى الله عليه وآله ؟ قالوا : قبض . قالت : هل له بنية فقصدها ؟ قالوا : نعم هذه تربته وبنيته. فنادت وقالت : السلام عليك يا رسول الله - صلى الله عليه وآله - أشهد أنك تسمع صوتي وتقدر على رد جوابي ، وإننا سبينا من بعدك ، ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك محمدا رسول الله . . ثم جلست فوثبت إليها رجلان نم المهاجرين أحدهما طلحة والآخر الزبير وطرحا عليها ثوبيهما . فقالت : ما بالكم - يا معاشر الاعراب - تغيبون حلائلكم وتهتكون حلائل غيركم ؟ . فقيل لها : لأنكم قلتم لا نصلي ولا نصوم ولا نزكي ؟ فقال لها الرجلان اللذان طرحا ثوبيهما : إنا لغالون في ثمنك . فقالت : أقسمت بالله وبمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله إنه لا يملكني ويأخذ رقبتي إلا من يخبرني بما رأت أمي وهي حاملة بي ؟ وأي شئ قالت لي عند ولادتي ؟ وما العلامة التي بيني وبينها ؟ وإلا بقرت بطني بيدي فيذهب ثمني ويطالب بدمي . فقالوا لها : اذكري رؤياك حتى نعبرها لك.
فقالت : الذي يملكني هو أعلم بالرؤيا مني ؟ . . فأخذ طلحة والزبير ثوبيهما وجلسوا ، فدخل أمير المؤمنين عليه السلام وقال : ما هذا الرجف في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ ! فقالوا : يا أمير المؤمنين امرأة حنفية حرمت ثمنها على المسلمين وقالت : من أخبرني بالرؤيا التي رأت أمي وهي حاملة بي يملكني .
فقال أمير المؤمنين عليه السلام : ما ادعت باطلا ، أخبروها تملكوها . فقالوا : يا أبا الحسن ! ما منا من يعلم ، أما علمت أن ابن عمك رسول الله صلى الله عليه وآله قد قبض وأخبار السماء قد انقطعت من بعده . فقال أمير المؤمنين عليه
السلام : أخبرها بغير اعتراض منكم ؟ قالوا : نعم . فقال عليه السلام : يا حنفية ! أخبرك وأملكك ؟ فقالت : من أنت أيها المجتري دون أصحابه ؟ فقال : أنا علي بن أبي طالب . فقالت : لعلك الرجل الذي نصبه لنا رسول الله صلى الله عليه وآله في صبيحة يوم الجمعة بغدير خم علما للناس ؟ . فقال : أنا ذلك الرجل . قالت : من أجلك نهبنا ، ومن نحوك أتينا ، لان رجالنا قالوا لا نسلم صدقات أموالنا ولا طاعة نفوسنا إلا لمن نصبه محمد صلى الله عليه وآله فينا وفيكم علما . قال أمير المؤمنين عليه السلام : إن أجركم غير ضائع ، وإن الله يوفي كل نفس ما عملت من خير . ثم قال : يا حنفية ! ألم تحمل بك أمك في زمان قحط قد منعت السماء قطرها ، والأرضون نباتها ، وغارت العيون والأنهار حتى أن البهائم كانت ترد المرعى فلا تجد شيئا ، وكانت أمك تقول لك انك حمل مشوم في زمان غير مبارك ، فلما كان بعد تسعة أشهر رأت في منامها كأن قد وضعت بك ، وأنها
تقول : إنك حمل مشوم في زمان غير مبارك ، وكأنك تقولين : يا أمي لا تتطيرن بي فإني حمل مبارك أنشأ منشأ مباركا صالحا ، ويملكني سيد ، وارزق منه ولدا يكون للحنفية عزا ، فقالت : صدقت . فقال عليه السلام : إنه كذلك وبه أخبرني ابن عمي رسول الله صلى الله عليه وآله . فقالت : ما العلامة التي بيني وبين أمي ؟ . فقال لها : لما وضعتك كتبت كلامك والرؤيا في لوح من نحاس وأودعته عتبة الباب ، فلما كان بعد حولين عرضته عليك فأقررت به ، فلما كان بعد ست سنين عرضته عليك فأقررت به ، ثم جمعت بينك وبين اللوح وقالت لك : يا بنية إذا نزل بساحتكم سافك لدمائكم ، وناهب لأموالكم ، وساب لذراريكم ، وسبيت فيمن سبي ، فخذي اللوح معك واجتهدي أن لا يملكك من الجماعة إلا من عبرك بالرؤيا وبما في هذا اللوح . فقالت : صدقت . . . يا أمير المؤمنين ( ع ) ، ثم قالت : فأين هذا اللوح ؟ فقال : هو في عقيصتك ، فعند ذلك دفعت اللوح إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فملكها والله يا أبا جعفر بما ظهر من حجته وثبت من بينته ، فلعن الله من اتضح له الحق ثم جحد حقه وفضله ، وجعل بينه وبين الحق سترا [1].
1 ان الامام الباقر عليه السلام اراد ان يدفع شبهة علقت في اذهان الناس من هذه الحادثه وهي مشروعية حكم الاول بالخلافة
2 خطبة خولة في المجلس و التعريض بالصحابة الحاضرين المجلس
3 بث شكوها الى الرسول محمد واثبات ايمانها وايمان قومها بخلاف ما روج عنهم بانهم مرتدون
4 قولها للامام علي من اجلك نهبنا ومن نحوك أتينا وهي ضريبة التشيع لعلي
5 ان الامام قد اكرمها وبشرها بقوله إن أجركم غير ضائع ، وإن الله يوفي كل نفس ما عملت من خير
وينقل اصحاب السير والتاريخ ان الامام علي عليه السلام اكرمها بعد ذلك واودعها في دار اسماء الى ان جاء اخوها وخطبها منه ثم تزوج منها واولدت له محمد ابن الحنفية
اعتذر للاخوة والاخوات رواد منتدى مدرسة الامام الحسين عليه السلام عن الاطاالة وارجوا منهم الدعاء لي وارشادي الى مواضع الخلل ان وجدت وفق الله الجميع وسدد خطاهم
[1] بحار الانوار ج 29 ص 461 مكتبة اهل البيت
تعليق