تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
المعلم لفظة وردت كثيرا وقد يراد بها معلم الصنعة او الحرفة ، ولكن كثرة استخدامها لمن يعلم من يريد التزود بالعلم هو الغالب عليها .. كما انها اطلقت على بعض الانبياء والمصلحين والائمة والعلماء .اللهم صل على محمد وآل محمد
فقد ورد أن حواري السيد المسيح ( عليه السلام ) كثيراً ما كانوا يطلقون عليه هذه التسمية ( يا معلم ) والاناجيل تحفل بذلك كثيرا وفي موارد متعددة . وايضا الديانة الكونفوشيوسية مرت بهذا حيث من المعروف ان كونفوشيوس هو معلم وكان يعلم الحكمة والاخلاق حتى صار منارً وقدوة واتخذه الناس نبياً والهاً ..ايضاً بوذا كان رجل صالح يعلم الخير والاخلاق والحكمة حتى استعظمه الناس وصار في نظرهم الهاً . ايضا اطلقت اللفظة على بعض الفلاسفة امثال سقراط وارسطو .
وديننا الاسلامي الحنيف اعطى للمعلم قيمة كبيرة وكان رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) معلماً حيث ورد عنه القول: ( ما بعثت الا معلما )
والاية الكريمة التي تقول ( و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا") الحشر اية 7 . تعزز قول الرسول من انه كان معلماً ، وان دوره وشأنه كان التعليم .
وايضا وكما قلنا أطلقت كلمة المعلم على الكثير من العلماء ومنهم على سبيل المثال ( الفارابي ) وغيره ..
اذن التعليم رسالة كبيرة لأنه رسالة الانبياء والائمة والعلماء والصالحين والمبلغين . وهي رسالة يحملها المعلم وأمانة وللمعلم صفات وشروط ، فقد ورد في صفات وشروط المعلم ما اورده العلامة الطباطبائي رحمه الله في تفسير الميزان : ( أن من الواجب أن يكون المعلم المربي عاملا بعلمه فلا تأثير في العلم إذا لم يقرن بالعمل لأن للفعل دلالة كما أن للقول دلالة فالفعل المخالف للقول يدل على ثبوت هيئة مخالفة في النفس يكذب القول فيدل على أن القول مكيدة و نوع حيلة يحتال بها قائله لغرور الناس و اصطيادهم .
و لذلك نرى الناس لا تلين قلوبهم و لا تنقاد نفوسهم للعظة و النصيحة إذا وجدوا الواعظ به أو الناصح بإبلاغه غير متلبس بالعمل متجافيا عن الصبر و الثبات في طريقه، و ربما قالوا: "لو كان ما يقوله حقا لعمل به" إلا أنهم ربما اشتبه عليهم الأمر في استنتاج منه فإن النتيجة أن القول ليس بحق عند القائل إذ لو كان حقا عنده لعمل به، و ليس ينتج أن القول ليس بحق مطلقا كما ربما يستنتجونه.
فمن شرائط التربية الصالحة أن يكون المعلم المربي نفسه متصفا بما يصفه للمتعلم متلبسا بما يريد أن يلبسه، فمن المحال العادي أن يربي المربي الجبان شجاعا باسلا، أو يتخرج عالم حر في آرائه و أنظاره من مدرسة التعصب و اللجاج و هكذا.
قال تعالى : "أ فمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون": "يونس: 35" و قال : "أ تأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم": "البقرة: 44" و قال حكاية عن قول شعيب لقومه: "و ما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت": "هود: 88" إلى غير ذلك من الآيات. ) ..
فلذلك كله كان من الواجب أن يكون المعلم المربي ذا إيمان بمواد تعليمه و تربيته . كما ان هناك كتب ومصنفات اهتمت بموضوع العلم والعلماء ومن يريد طلب العلم ومنها على سبيل المثال لا الحصر ( منية المريد ) للشهيد الثاني قدس الله نفسه الزكية حيث ذكر فيه صفات طالب العلم وصفات المعلم والكثير مما يخص عملية التعليم .
وايضاً قد ورد في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي اعلى الله مقامه أنه روي عن ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أنه قال إذا قال المعلم للصبي قل « بسم الله الرحمن الرحيم » فقال الصبي « بسم الله الرحمن الرحيم » كتب الله براءة للصبي و براءة لأبويه و براءة للمعلم .
ورحم الله الشاعر الذي قال : قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا
اخوتي اخواتي الاعزاء :
اوجه الدعوة من هذا المنبر الكريم الى كل من يمارس التعليم في كل مكان ان يهتم بدوره ورسالته وان يؤدي هذه الامانة على اكمل وجه وان يستعين بالله لكي يوفقه في عمله هذا وان يعينه على حمل هذه الامانة ...
تعليق