إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحر اختار الجنة...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحر اختار الجنة...






    بسم الله الرحمن الرحيــــــــــــــــم


    اللهم صلّ على محمد وآله الميامين






    إن واقعة كربلاء الأليمة الدامية ، رغم عظمة المصائب التي تضمنتها تلك الحادثة الرهيبة ، فإنها كانت قسيما للنار والجنة .

    فالانسان في ذلك اليوم كان مخيرا بين الجنة والنار ، تلك الجنة تجسدت بنصرة الامام الحسين عليه السلام وبذل المهجة دون دمائه الزاكية ، وتلك النار قد تجسدت بقتل ومحاربة الامام عليه السلام وهتك حرمته وحرمة اهل بيته الكرام واصحابه البررة.



    فالانسان كان مخيرا حينها بين ان يكون مؤمنا صالحا ، وبين أن يكون كافرا فاسدا ، وبين ان ييكون ملكا كريما ، أو يكون شيطانا مريدا.



    إن الحر جسّد حب التوبة في ذلك اليوم والعودة الى الله تعالى ، بعد ان جعجع بالامام الحسين عليه السلام في الطريق ، وقد تأذى الامام عليه السلام من ذلك ، إلا أنه في يوم عاشوراء ، وحين تكاثرت الجيوش على السبط المنتجب طالبة قتله وسفك دمائه وسبي عياله ، أخذ الحر بالتفكير ! ، فهو يرى أمام عينيه سبط رسول الله صلى الله عليه واله ، وقد تكالبت عليه الاعداء من كل جهة ، ويرى أن تلك الزمر الكافرة لهي ضالة عن نهج المؤمنين ، وبعيدة عن كل القيم والمعايير الاخلاقية والدينية ، وعن المثل والمبادىء الاسلامية ، فإنهم قوم لايهمهم سوى الدينار والدرهم ورضا الجبت وسرور الطاغوت.



    فعزم الحر على مغادرة معسكر الكفر والنفاق ، معسكر يزيد بن معاوية لعنهما الله ، والتوجه السريع صوب معسكر سيد شباب اهل الجنة عليه السلام ، طالبا الجنة ، آملا عفو الامام الحسين عليه السلام ، وراجيا منه المسامحة على مابدر منه من الاذى في الطريق ، مقدّما مهجته دون سليل النبوة ، محاميا عنه وعن عياله الكرام البررة.




    فقد ذكر المؤرخون ان الحر بدا واضحا عليه علامات القلق والاضطراب وشدة التفكير ، وحينما سُئل عن ذلك أجاب : (والله إني أخيّر نفسي بين الجنة والنار ، وبين الدنيا والآخرة ، ولاينبغي لعاقل أن يختار على الآخرة والجنة شيئا) ، وبعدها ضرب فرسه صوب معسكر الامام الحسين عليه السلام ووقف على فسطاطه ، فخرج الامام عليه السلام اليه ، فانكب الحر على الامام عليه السلام وصار يقبّل يديه ويسأله العفو والصفح ، فقال له الامام عليه السلام : ( نعم يتوب الله عليك ، وهو التواب الرحيم) ، فقال له الحر : ( والله لا أرى لنفسي توبة الا بالقتال بين يديك حتى أموت دونك ) ، فبرز للقوم وحذرهم من قتال الامام عليه السلام ووعظهم الا انه لم ينفع ذلك معهم ، فتحاماه الناس وصار يقاتلهم قتال الابطال ، حتى تكاثروا عليه وأردوه قتيلا شهيدا (1).


    فهنيئا له تلك الدرجة السامية ، والرتبة النامية ، فهو من الذين فازوا فوزا عظيما.

    *****************
    بقلم المحقق
    **************
    (1) . الارشاد 99/2 ، بحار الأنوار 15/5 ، الفتوح 113/5 .

    وقـــــــــــــل ربِّ زدني عــِـــــــــــلماً







يعمل...
X