بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
إنّما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمّة جدي
الحمد لله المحمود بنعمته والمعبود بقدرته والمطاع بسلطانه والمرهوب من عذابه وسطوته ، الذي خلق الخلق بقدرته وميزهم بحكمته واعزهم بدينه وأكرمهم بنبيه محمد صلى الله عليه واله .
الحمد لله الذي خصنا بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام وعرفنا منزلته ، وعمّر قلوبنا بحبة وحب ولده الائمة المعصومين الاطهار عليهم الصلاة والسلام من بعده ورزقنا نعمة الانتظار لقائم آل محمد عليه السلام وروحي لمقدمه الفدا ، اللهم ارزقنا الفوز بالشهادة تحت لوائه وأخذ الثأر ممن ظلم واغتصب حقهم ومن قتلهم وقتل شيعتهم ومحبيهم .. انك السميع المجيب .
شهد تاريخ الأمم الكثير من الحركات الاصلاحية التي قادها المصلحون فقدموا مختلف التضحيات (القرابين) لبلوغ غاياتها فمنهم من تعرض للتعذيب والعزل وحتى القتل ، الا ان تضحية الامام الحسين صوات الله وسلامه عليه في واقعة الطف لا يوازيها شيء فبالرغم من عظمة نَسَبه وجليل قدره الا ان تضحيته بنفسه وولده واخوته وابناءهم وجل أصحابه جعل منه سيداً للشهداء في الدنيا والاخرة فالدم المسفوك هو اعلى أنواع العطاء بل سَبيّ النساء وأسر الأطفال اكثر منه واشد ايلاماً.
· يعتقد البعض ان تضحية الامام الحسين كبيرة جدا لا توازيها كل الأهداف المتحققة وعلى كل الأزمنة والاصعدة .
لمناقشة وفهم بعض الجوانب لهذا التضحية نطرح التسائلات الاتية:
1- ما الأمور التي تستوجب تضحيه عليه السلام؟
2- ما الأثار التي تحصل للامة لو لم تحدث تلك التضحية؟
3- هل لحجم ونوعية التضحية تأثير على تحقيق الأهداف؟
جاء في كتاب الله العزيز الكثير من قصص الأنبياء والمرسلين الذين بعثهم الله تعالى الى البشر للاصلاح فكانت تضحياتهم جسام فمنهم من تعرض للعذاب ومنهم شُرد ومنهم من قُتل لذا انتقم الله سبحانه وتعالى من قومهم استجابةً لدُعائهم وانتصارا لهم في الدنيا ، بينما الله تعالى لم ينتقم لرسوله محمد صلى الله عليه وآله والائمة المعصومين من قومهم الذين عذبوهم بشتى أنواع العذاب ليس هواناً بهم على الله بل استجابةً لدعوائهم ، فيقول عليه الصلاة والسلام وعلى آله " الهي لا تؤاخذهم انهم لا يعرفون من أكون" ، كانوا رحماء عليهم { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }(الأنبياء 107) حقاً يا سيدي ومولاي يا رسول الله انك واهل بيتك مصداق لرحمة الله ..
( ما أُذيّ نبي مثل ما أُذيت ) "هذا الحديث أخذ مني مأخذ بالتفكير" ، كيف تكون أذيته صلى الله عليه واله أعظم وأقوى مما تعرض له الأنبياء الذين سبقوه ، فعندما تعمقت في قراءة التاريخ وسيرته العطرة وأهل بيته الأطهار عليهم صلوات الله وسلامه عرفت اين تكمن العلة ...
بدأت رحلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) من بعد بعثته المباركة ، واستطاع ان يغيير مجمتع الجزيرة العربية المتعصب للاعراف القبلية الجاهلية فقد وحدهم تحت لواء الاسلام (( لا إله إلا الله محمداً رسول الله )) ، هذا التغيير الذي حصل لم يأتي من فراغ .. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ما قام ولا استقام ديني إلا بمال خديجة وسيف علي بن أبي طالب (عليه السلام) " ، فأصبح لديهم دستور سماوي ونظام ينظم حياتهم على أساس العدل والمساواة (العبد كالسيد والعربي كالأعجمي) فاصبحت التقوى هي أساس التفضيل { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }[الحجرات: 13] ، لهذا فان علي بن ابي طالب عليه السلام هو الأفضل عند الله ورسوله لانه اتقى الناس واقدمهم ايماناً واكرمهم واشجعهم واكثرهم عطاءً في سبيل الله ، فقد صرح رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مراتٌ كثيرة والعديد من المناسبات بأن عليّ (ع) الخليفة من بعده ، هذا الامر لم يرق للكثير من سادات الجاهلية الذين دخلوا للاسلام اضطراراً او استقراءاً للمستقبل او تربص بالاسلام لنخره من الداخل لان الإسلام افقدهم امتيازاتهم التي كانو يتمتعون بها كما ان بيعة [غدير خم] لعلي ابن ابي طالب عليه السلام افقدتهم أمل الوصول الى الزعامة التي يسعون إليها (ان من مميزات الرجل العربي حبه للرأسة والتفاخر بها ، فان الجزيرة العربية قبل الإسلام تسكنها قبائل متناحرة غير متوحدين لان كل رئيس قبيلة يسعى الى رأسة الامة) فالاسلام ان بقى على هذا الحال سوف يحرمهم هم وابناءهم من الترأس على القوم ، لهذه الأسباب ولأسباب أخرى جاءت الفكرة التي تستهدف القضاء على الإسلام المتمثل بمحمد وال بيته عليه وعليهم الصلاة والسلام .
لتلك الأسباب تعرض رسول الله صلى الله عليه واله على مدار عشرين سنة الى العديد من محاولات الإغتيال ولعل أخطرها المحاولة التي وقعت بعد الانتهاء من معركة تبوك ( ليلة العقبة) " تذكُرها كتب المسلمون فتقول ان المنافقين هم من قام بذلك " ولكن المختلف فيه تسميتهم باسماءهم؟
كانت رزية الخميس اول الطعنات المؤثرة جداً في جسد الامة الإسلامية (ابن عباس يقول رزية الخميس وما ادراك ما رزية الخميس حتى ابتلت لحيته من البكاء )، وبعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام وعلى آله تآمر سادة قريش فعقدوا السقيفة فاتفقوا على مبايعة أبو بكر مخالفين امر الله ورسولة كما قاموا باجبار الامة بالقوة وبشراء الذمم لقبولها البيعة وبذلك تحققت طعنة أخرى في جسد الامة وتوالت بعدها الطعنات بارتكابهم الاتي:
1- انكار بعض الاحاديث النبوية وتبديله بكلمات مبهمة .
2- منع تدوين الحديث النبوي ومعاقبة المخالفين .
3- انكار أقوال الصحابة التي تخالف مخططات سادات قريش.
4- وضع الاحاديث والروايات الكاذبة لدعم سياساتهم وتحقيق مخططاتهم.
5- مخالفات كبيرة للنظام الإسلامي الذي جاء به رسول الله .
نتيجة لذالك ولغيرها من الاسباب تغيرت سمات اغلب القوم ولم يبقى الا ثلة قليلة تمسكت بحقيقة الإسلام وقِيَمهُ فقد وجب الإصلاح على من يجد بنفسه القدرة على حفظ بيضة الإسلام من التشويه فتولى الامام علي (ع) بقوة الجماهير بعد مقتل عثمان خلافة المسلمين وإصلاح ما أفسده الذين سبقوه فنشر بين المسلمين الكثير من الاحاديث التي حجبها الذين سبقوه ، الا انه لم يستطيع اعادة كل الاحكام الإسلامية التي سنها الله ورسوله لان الكثير منها فقدوا امتيازات قد حصلوا عليها في عهد الخلفاء الذين سبقوه ، وعندما نهى عن إقامة صلاة النافلة (التراويح) جماعة في شهر رمضان ، تعالت صيحات القوم - وا سنّة عمراه – حتى من جيشه ، ولم يرضوا بسنة الرسول بدلاً من سنة عمر في الكثير من الاحكام .
فالامام إن لم يستطع أن يعيد إلى المجتمع كل الاحكام الإسلامية التي جاء بها الرسول الا انه استطاع هو وثلة من اصحابه القيام بنهضة انتجت تياراً فكرياً مخالفاً لما ألفه المسلمون زهاء خمس وعشرون سنة مدة حكم الخلفاء الثلاثة .
وختم حياته الكريمة بقوله الخالد { فزت ورب الكعبة } ورحل اثر ضربة من اشقى الاولين والآخرين ( عدو الرحمن بن ملجم المرادي ) ..
أما الامام الحسن عليه السلام فقد أزال قدسية معاوية ، فكان الأخير يُعد عند البعض معصوم ، فقد كشفه أمام الرأي العام الكوفي على أقل تقدير .
فكان من بنود الصلح بالاجمال ؛ * ان ترجع الخلافة بعد موته للامام الحسن وان مات فلأخيه الامام الحسين .. . وأن يترك سباب الامام علي (ع) على المنابر ... * وان يحمل معاوية الى الامام الحسين (ع) كل عام الف الف درهم وان يفضل بني هاشم في العطاء والصلات على بني عبد شمس .... * الناس آمنون حيث كانوا ، وان لا يتبع أحد بماضي ، وأن لا يأخذ أهل العراق باحنة ، وعلى أمان أصحاب عليّ حيث كانوا .. هذا بإيجاز ومن يريد التعمق في الموضوع فيرجع لكتاب "" صلح الحسن للشيخ راضي آل ياسين / الطبعة الاولى 1430هـ - منشورات الرافد ""
استتب الامر لمعاوية فظهرت حقيقته التي صرح بها عندما خطب باهل الكوفه في النخيلة: (( يأهل الكوفة ، أترونني قاتلتكم على الصلاة والزكاة والحج وقد علمت انكم تصلون وتزكون وتحجون ؟ ولكني قاتلتكم لأتأمر عليكم وأليّ رقابكم ، ولقد أتاني الله ذلك وأنتم كارهون ...... الى ان قال: وكلّ شرط شرطته مع الحسن ابن علي فتحت قدميّ هاتين ..... )) (اليعقوبي ج 2 ص 192 ، ومنها على رواية المدائني)
بهذا الموقف مهد الامام الحسن (ع) لنهضة الامام الحسين (ع) ؛ فـمعاوية لم يفي بكل الشروط ولم يبقى الا شرط واحد وهو ارجاع الخلافة الى الامام الحسن (ع) واذا حدث له شيء فللامام الحسين (ع) ، وهذا لا يتحقق الا بموت معاوية ، وبذلك بينا سبب قيام الحسين بالنهضة ولم يقم بها الامام الحسن عليهما السلام ...
نختم بحثنا بمناقشة التسؤولات الثلاث:
1. ما الأمور التي تستوجب التضحية ؟
· تعطيل العمل بكتاب الله وسنة رسوله ؛ جعلوا المنكر معروفاً ، والمعروف منكراً .
· ابعاد أهل البيت عن المرجعية الدينية والسياسية بنظرية (حسبنا كتاب الله) . وتقريب اعداء الدين فجعلوهم ولاة وقواد العسكر مثل الامويين وعمرو بن العاص وخالد بن الوليد وعبد الله بن أبي ربيعة (والي اليمن من قبل عمر) وعبدالله بن أبي سرح (والي أفريقيا من قبل عثمان) والاشعث والي عثمان على أذربيجان [1262] (أُسد الغابة 1 / 118 ، المنتظم 5 / 95 ، العقد الفريد 4 / 307 .) وعكرمة بن أبي جهل (والي أبي بكر على عمان) .
· زرعهم للفتنة بين المسلمين { الْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ }(البقرة 191) .
الذي حدث في فترات حكم عثمان ومعاوية تمثل فتنة عظمى كلفت العالم الإسلامي الكثير وما زالت هذه الأمة تأنّ من ضروب تلك الواقعة المرّة (سقيفة بني ساعدة) ، توسعت تلك الفتنة لتتبعها فتنة مقتل عثمان ، ثم واقعة الجمل ، فمعركة صفين ، وفتنة رفع المصاحف التي انجبت الخوارج فمقتل الامام علي (ع) ، وبعدها مقتل الامام الحسن (ع) كل ذلك كان بتدبير معاوية ابن اكلة الاكباد.
حَمَلَ أبوسفيان راية الكفر في معركة الخندق وفي معركة صفين رفع معاوية راية الفسق والظلم ليثبتا انهما لم يعتناقا الإسلام الحق ولم يتحليا بالاخلاق والمباديء التي جاء بها النبي محمد صلى الله عليه واله وبالرغم من ذلك اصبح معاويه وابنه يزيد خليفتا رسول لله على المسلمين ومنفذا الاحكام التي سناها فاصبحت سنتهما نافذة في الامة وسنة محمد وال بيته منكرة وقد يقتل من اجهر بها .
2. ما الأثار التي تحصل للامة لو لم تحدث تلك التضحية؟
استطاع الخلفاء بعد رسول الله ان يمنحوا لانفسهم لقب اميراً المؤمنين وخليفة لرسول الله لذا قاموا هؤلاء الخلفاء باصدار الاحكام بما يعتقدون حتى ان بعضها يخالف كتاب الله وسنة نبيه (اجتهادات)، دون ان يعترض عليهم الناس خوفا من بطشهم او جهلا منهم وبذلك أصبحت اقوال وافعال الخلفاء سنة يؤخذ بها واحكامهم تتقدم على احكام الله ورسوله ، استمر هذا الحال الى استشهاد الامام الحسين ، فجريمة قتل يزيد لابن بنت رسول الله اسقطت ذلك المفهوم عند الناس (مفهوم انهم اصبحوا خلفاء بإرادة الله وتوفيقه لذا فان طاعتهم واجبة) فاصبح الخليفة حاكما قد يكون فاسقا فلا يؤخذ منه الاحكام فلولا نهضة الحسين عليه السلام لما كان للاسلام الذي جاء به محمد (ص) وجود ولأصبح اسلام معاوية هو المشهود .
* للاطلاع على بعض مخالفات (اجتهادات) الخلفاء الثلاثة لكتاب الله راجع كتاب " النص والاجتهاد" للسيد عبدالحسين شرف الدين ، وكتاب " معالم المدرستين " للسيد مرتضى العسكري بأجزائه الثلاث .
3. هل لحجم ونوعية التضحية تأثير على تحقيق الأهداف؟
وددت الاستدلال بهذه الرواية للوقوف على الأهداف الاموية التي يسعون إليها :
قال ابن أبي الحديد: روى الزبير بن بكار في" الموفقيات" ـ وهو غير متّهم على معاوية، ولا منسوب إلى اعتقاد الشيعة، لما هو معلوم من حاله من مجانبة عليّ (ع)، والانحراف عنه ـ : قال: قال المطرف بن المغيرة بن شعبة: دخلت مع أبي على معاوية ، فكان أبي يأتيه ، فيتحدّث معه ، ثمّ ينصرف إليّ ويذكر معاوية وعقله ويعجب بما يرى منه ، إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء ورأيته مغتمّا! فانتظرته ساعة وظننت أنّه لأمرٍ حدث فينا، فقلت: مالي أراك مغتمّا منذ اللّيلة ؟ فقال: يا بنيّ جئت من عند أكفر النّاس و أخبثهم ! قلت: وما ذاك؟ قال: قلت له وقد خلوت به: إنّك قد بلغت سنّا يا أمير المؤمنين فلو أظهرت عدلا وبسطت خيرا فقد كبرت ، ولو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم فوصلت أرحامهم ، فوالله ما عندهم اليوم شيء تخافه. وإنّ ذلك ممّا يبقى لك ذكره وثوابه. فقال: هيهات! هيهات! أيّ ذكر أرجو بقاءه ؟ مَلكَ أخو تيم فعدل وفعل ما فعل ، فما عدا أن هلك حتّى هلك ذكره إلاّ أن يقول قائل أبو بكر. ثمّ مَلكَ أخو عديّ فاجتهد وشمّر عشر سنين، فما عدا أن هلك حتّى هلك ذكره إلاّ أن يقول قائل عمر. و إنّ ابن أبي كبشة ليصاح به كلّ يوم خمس مرات أشهد أنّ محمّدا رسول الله ، فأيّ عمل يبقى وأيّ ذكر يدوم بعد هذا لا أبا لك ؟ لا والله إلاّ دفنا ، دفنا(شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد ، ج 5، ص 129 ـ13) .
هذه الرواية تثبت النزعة العدائية التي يحملها الامويين نحو النبي محمد واله بيته عليه وعليهم الصلاة والسلام وتكشف الأهداف التي سعوا لتحقيقها مستغلين السلطة التي اغتصبوها من أهلها والثروة الضخمة التي جمعوها قهرا ونهبا من افواه الفقراء إضافة الى استغلالهم ضعاف النفوس من الشعراء والمنافقين من رواة الحديث واغراءهم لوضع الاحاديث التي تدعم حكمهم وتزيد سطوتهم وتكسبهم الصفات الشرعية في التحكم بمصائر القوم ولا ننسى السيف الذي وضعوه على رقاب الناس وقطعهم به اعناق المتمسكين بدين الله والمنكرين للحكم الاموي ، استمر هذا الحال سنوات طوال حتى اصبح المجتمع الإسلامي يدين بدينهم ويسلم امره لهم ويسعى لارضاءهم رغبة بما تملكه أيديهم والفوز بجوائزهم ، واصبح من الواجب على حامل الرسالات ان ينهض ليُعيد الرشد للامة ويُحيي القييم الإسلامية ويكشف زيف الحاكم وانتهاكاته الكبيرة .
نهض العديد من حملة الدين قبل الامام الحسين فصرحوا بقول الحق بوجه السلطان ودفعوا ارواحهم ثمناً لذلك دون ان يحدثواً اثراً في الامة اذن يستوجب على الامام ان يخرج بكيفية تهز العروش وتكشف زيف الدعاة وان يكون لها صوت يسمعهُ حتى النيام وفي جميع الازمان (حقا انه اعجاز الباري احدثه بواقعة الطف الخالدة)
الاهداف كبيرة وعظيمة ، اولها رضا الله ورسوله ، وثانيها اعادة الروح لإهل ( لا أله ألا الله ، محمداً رسول الله ) وثالثها كشف زيف السلطان ولجميع الازمان ورابعها الانتصار للمستضعفين في الارض واكسابهم زخم التصدي والصمود والتضحية بلا حدود وخامسها الظلم لا يدوم ، وغيرها الكثير الكثير ، فالخصم امير المؤمنين (كما يدعي) ووالي امرهم والمتحكم برزقهم ومصائرهم يملك من الجاه والأموال الكثير الكثير وتحت امره جيوش واساطيل ويملك الدعاة والرواة وكل المزيفين فكيف يمكن لاحد ان يَقْدم على الانتصار للدين ، الامام الحسين بمفرده لا يحدث التغيير (سبقه ابوه واخوه دون تغيير) لهذا مكر الله تعالى مكره فاعد ثلة النجباء وبموكب الإباء ليسيروا الى حتفهم منتصرين بدماءهم على كل الظالمين مُسَطْرين ملحمة خلدها الله تعالى في قلوب المؤمنين
فالحسين بن علي بن ابي طالب وابن فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد ، جده نبي وأبوه امام وأخوه أمام والامامة منه ، خامس أهل الكساء ، واحد اصحاب اهل المباهلة ؛ قاد موكب الشهادة لما له من المنزلة العالية عند الله ورسولة فان الكثير من القوم قد شهدوا ان رسول الله (ص) قال فيه الكثير منها:
((الحسن والحسين امامان ان قاما او قعدا))
(( حسين مني أنا من حسين ))
(( حسين مصباح الهدى وسفينة النجاة ))
(( ألا وإنّ الحسين عليه السلام باب من ابواب الجنّة ، من عانده حرم الله عليه ريح الجنّة ))
(( من أحبني فليحب هذين ))
(( إنَّ ابنيّ هذين ريحانتاي من الدنيا))
(( اللهم إنّي اُحّبهما فأَحِبَّهما واُحب من أحّبهما )) .
(( من احب الحسن والحسين أحببته ، ومن أحببته أحبّه الله ، ومن أحبّه الله عزّ وجلّ أدخله الجنة ، ومن أبغضهما أبغضته ، ومن أبغضته أبغضه الله ، ومن أبغضه الله خلَّده في النار )) .
فالمعركة مستمرة الى ظهور قائم آل محمد روحي لتراب مقدمه الفداء ، فهو الذي يحسمها بأخذ الثأر ممن قتل محمد وآل محمد وشيعتهم ، اللهم اجعلنا وإياكم من أنصاره والمستشهدين بين يديه في معركة الثأر الموعودة ..
فسلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين وعلى ارواحهم واجسادهم وعلى زوارهم والمحبين لهم ، واللعن الدائم على قاتليهم والناصبين لهم العداء من الاولين والاخرين ورحمة الله وبركاته .
من نتائج الثورة الحسينية المباركة:
· فصل الحاكم عن الدين
· فتح باب الخروج على الحاكم الظالم
· اسقط الاقنعه عن وجوه بعض المنافقين من الصحابة
· اصبح اسم الحسين يهز عروش الظلمة
· اصبح اسم الحسين الصلاح والاصلاح
· اسم الحسين نور يهتدى به في كل العالم
· اصبحت كلمت "" لبيك يا حسين "" شعار الاحرار
إليكم هذه الابيات من القاء المرحوم الشيخ فاضل الرادود للشاعر: الشيخ عبد الحسين ابو شبع
عاشور من يوم السقسفه يوم ***** عاشور من يوم الخلافة يوم
يــوم الجـمــل ثالــث يـــــوم ***** أيـــام للمعـشـر تضـل ايــام
مشـكـلــة مـن يـــــوم الاول ***** صــارت وخـلـقـت مشاكــل
وسـتغـلـته الرجــال الطــــا ***** مــعـه ونـصبـت حـبــايــــل
تـنـتـهـــز جـلـمــة الحـــــق ***** تـغـطـي بـيـهـا الـف بـاطــل
أتمنى ان ننال رضا الله ورسوله بهذا القليل وان ننال شفاعة الحسين صلوات الله وسلامه عليه .
نسألكم الدعـــاء
تعليق