إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

انما خرجت لطب الإصلاح في أمة جدي"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • انما خرجت لطب الإصلاح في أمة جدي"

    اللهم صل على محمد وآل محمد
    ان إحدى خصائص هذه الواقعة هي أن خروج الإمام الحسين عليه السلام كان خالصاً لله.ولإصلاح المجتمع الإسلامي، وهذه خصيصة هامة.فعندما يقول الإمام عليه السلام :
    "إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً"، فمعناه إن ثورتي لم تكن للرياء والغرور وليست فيها ذرّة من الظلم والفساد.بل " إنما خرجت لطب الإصلاح في أمة جدي" أي أن هدفي هو الإصلاح فقط ولا غير.

    إن القرآن الكريم حينما يخاطب المسلمين في صدر الإسلام يقول:?وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ? ، وهنا الإمام عليه السلام يقول: "إني لم أخرج أشراً ولا بطراً"، تأملوا جيداً، فهنا نهجان وخطان، فالقرآن يقول لا تكونوا مثل الذين خرجوا " بطراً" أي غروراً وتكبّراً، ولا أثر للإخلاص في تحركهم، وإنما المطروح في هذا المنهج الفاسد هو "أنا " و "الذات "و "رثاء الناس " أي انه تزين ولبس الحلي وامتطى جواداً غالياً وخرج من مكة وهو يرتجز إلى أين؟ إلى الحرب. التي يهلك فيها أمثال هؤلاء أيضاً، فهذا خط.

    وهنالك خطة ونهج آخر ومثاله ثورة الإمام الحسين عليه السلام ، والتي لا وجود للـ " أنا " وللـ "ذات "والمصالح الشخصية والقومية والحزبية منها أبدا، إذاً هذه أول خصيصة من خصائص ثورة الحسين بن علي عليه السلام .

    فكلما ازداد الإخلاص في أعمالنا كلما ازدادت قيمتها، وكلما ابتعدنا عن الإخلاص كلما اقتربنا من الغرور والرياء والعمل للمصالح الشخصية والقومية. وكلما ازدادت الشوائب في الشيء كلما أسرع في الفساد، فلو كان نقياً وخالصاً لما فسد أبداً.

    وإن أردنا إعطاء مثال بالأمور المحسوسة، نقول:إذا كان الذهب خالصاً ونقياً فلا يقبل الفساد والصدأ أبدا، وان كان مخلوطاً بالنحاس والحديد، وبقية المواد الرخيصة الثمن، احتمل الفساد أكثر، فهذا في الماديات.

    أما في المعنويات فإن هذه المعادلة أكثر دقّة، إنما نحن لا نفهمها بسبب نظرتنا المادية، لكن يدركها أهل الفن والبصيرة، وإن الله تعالى هو الناقد في هذه الواقعة، " فإن الناقد بصير"فوجود شائبة بمقدار رأس إبرة في العمل يقلل من قيمة العمل بالمقدار نفسه.وحركة الإمام الحسين عليه السلام من الأعمال التي ليست فيها شائبة ولو بمقدار رأس إبرة لذا هو باقٍ إلى الآن وسيبقى خالداً إلى الأبد.فمن توقع خلود إسم وذكر أبي عبد الله الحسين عليه السلام وأنصاره في التاريخ؟ أولئك الذين قُتِلوا غرباء في تلك الصحراء وحيث دُفنوا فيها رغم كل الإعلام المعادي في ذلك الوقت، وكيف أنهم أحرقوا المدينة بعد استشهاد هذا العظيم بسنة في واقعة الحرة، أي أنهم نتفوا الورود بعد أن خربوا الروضة. فمن توقّع أن يفوح عطرها؟ وبأية قاعدة مادية يتصور بقاء وردة في هذه الروضة؟ لكن تلاحظون انه كلما مرّ الزمان عليها كلّما أصبحت تلك الروضة أكثر عطراً.

    فهناك أناس لا يعتقدون بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو جدِّ الحسين عليه السلام والحسين سائر على نهجه، ولا يعتقدون بأبيه علي عليه السلام ولا يؤمنون بحرب الحسين عليه السلام ، لكنهم يقبلون الحسين عليه السلام ويعظمونه..

    وفي ثورتنا العظيمة كان الإخلاص سبباً لبقائها، ذلك الجوهر الخالص الذي كان الإمام مظهره، ارجعوا إلى تلك الذكريات وتلك التضحيات في سوح الحرب، ذلك الحر المهلك في الصحارى والبراري، ذلك الشتاء القارص في الجبال، ذلك الرعب والخوف والخطر المستمر في سوح القتال، تلك المحاصرة، قلّة القوات التي كنا نتحمس كثيراً لإعداد عدد قليل منها، عدم امتلاك الأسلحة حيث كنا نركض وراء مسدس أو قذيفة، تذكروا كل هذا واستشعروا تلك الأيام، لتدركوا لماذا كانت كل هذه المؤامرات ضد الثورة؟ ولماذا تستمر إلى الآن؟ لكن بقيت هذه الشجرة راسخة.

    إن هذا الجوهر "الإخلاص"هو الذي حفظها، إن إخلاص الإمام قدس سره والشعب خاصة إخلاص أولئك المقاتلين في سوح القتال ـ وانتم من أفضلهم وأمثلهم ـ هو الذي حفظ الثورة ودعم استمرارها، إذا هذه نكتة يجب الاهتمام بها دائماً، وأنا أحوج من غيري إلى هذا الاهتمام.


  • #2


    بسم الله الرحمن الرحيم

    وصلى الله على نبيه محمد واله الطاهرين







    اسم المشارك :

    زهراء زميزم
    عنوان الموضوع:

    انما خرجت لطب الإصلاح في أمة جدي





    حسيني التقييم جيد جدا منقول


    خدمتــــــــــــــكم شـــــــــرف لنــــــــا



    والله ولــــــــــــــي التوفيـــــــــــــــــــ ق



    (( وفي ذَلك فليتنافــــــــــــس المُتنافســــــــــــــون ))



    sigpic

    تعليق

    يعمل...
    X