بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطاهرين
هو: محمد بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.الحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطاهرين
أمه: خولة بنت جعفر بن قيس بن سلمة بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
ولادته وأُسرته
وُلد محمّد سنة 16 هجريّة، وزوجته أمّ عون بنت محمّد بن جعفر الطيّار الهاشميّة، ويُقال لها أم جعفر، وهي تروي عن جدّتها أسماء بنت عُمَيس . أمّا أبناؤه: فقد ذكرت المصادر أنّه كان له ثمانية، هم: عبد الله، والحسن، والحسين، وإبراهيم، وعون، والقاسم، وجعفر، وعليّ
خصال رائقة
ذكر ابن سعد في طبقاته: أنّ محمّد ابن الحنفيّة كان أحدَ أبطال الإسلام ؛ فقد كان له نصيبٌ من الشجاعة.
وذكر ابنُ خلّكان أنّه كان ورعاً واسِع العلم .
أمّا أخلاقه في بيت علي بن أبي طالب فقد نَمَت في أجواءٍ نورانيّة زاكية، حتّى جاء في الخبر عن الباقر أنّه قال: ما تكلّم الحسين عليه السّلام بين يدَي الحسن؛ إعظاماً له، ولا تكلّم محمّد ابن الحنفيّة بين يدَي الحسين عليه السّلام؛ إعظاماً له . وقد استُثير بقول بعضهم: لِمَ كان أبوك يزِجّ بك في المعارك، بينما يضنّ بالحسن والحسين (أي يُؤخّرهما حرصاً عليهما) ؟! فأجاب على الفور: كان الحسنُ والحسين عليهما السّلام عينَي أبي أميرِ المؤمنين عليه السّلام، وكنتُ يَدَيه، والمرءُ يَفي عينيه بيدَيه .
ويروي ابن كثير أنّ ملك الروم بعث إلى معاوية برجلَينِ من جيشه، يزعم أنّ أحدهم أقوى الروم والآخر أطول الروم، فلمّا اجتمع الناس قال معاوية: مَن لهذا القوي ؟ فجِيء بمحمّد ابن الحنفيّة فغلبه بأنّ أقامه ورفعه في الهواء ثمّ ألقاه على الأرض، فسُرّ بذلك معاوية .
وأمّا علمه، فقد عاش في بيت الوحي والرسالة والإمامة، فتلقّى مِن المعارف ما ارتقى بها سُلّماً عجزَ غيره عن بلوغه، كما بلغ من الجلال ما جعل المؤرّخين والرجاليّين يُعرّفون به، حتّى: •
جاء في (أخبار السيد الحِمْيرَيّ للمرزبانيّ ص 164) أنّ محمّد ابن الحنفيّة كان أحدَ رجال الدهر في العلم والزهد والعبادة والشجاعة، وهو أفضلُ وُلْد الإمام عليّ عليه السّلام بعد الحسن والحسين عليهما السّلام. •
وكتب الشيخ المفيد في (وقعة الجمل 179): لا بِدْعَ في ابن حيدرةَ إذا كانت له مواقف محمودة في الجَمل وصفّين والنهروان، وكانت الراية معه، فأبلى بلاءً حسَناً سجّله له التاريخ وشكره له الإسلام. وخطبتُه التي ارتجلها يوم صفّين في مدح أبيه عليه السّلام، وهو واقف بين الصفَّين، تشهد له بالفصاحة والبلاغة على أتمّ معانيها، فهو جليل القدر عظيم المنزلة. • وفي (منهاج الكرامة ص 175) قال العلاّمة الحلّي: كان محمّد ابن الحنفيّة فاضلاً عالماً. •
فيما كتب الشهرستانيّ في (الملل والنِّحل 133:1): محمّد ابن الحنفيّة، كثير العلم غزير المعرفة، وكان مستودعاً لعلم الإمامة، حتّى سَلّم الإمامة (أي أقرّ بها) إلى أهلها..
وفاته
ذكر المؤرّخون أنّ وفاة محمّد ابن الحنفيّة رضوان الله عليه كانت سنة 81 هجريّة ، وقيل: سنة 67 هجريّة ، وقيل: سنة 87 هجريّة . كما ذكرت المصادر أنّ عمره كان يوم وفاته خمساً وستّين سنة . وقد حضر الإمام محمّد الباقر عليه السّلام واقعة رحيل عمّه ابن الحنفيّة، فيما رواه حيّان السرّاج عن الإمام الصادق عليه السّلام عندما دخل عليه، فقال عليه السّلام له: يا حيّان، ما يقول أصحابك في محمّد ابن الحنفيّة ؟ قال: يقولون: إنّه حيٌّ يُرزَق! فقال عليه السّلام: حدّثني أبي عليه السّلام أنّه كان فيمَن دعاه في مرضه، وفيمَن غمّضه، وأدخَلَه حفرته.. وقسّم ميراثَه . وله في منطقةٍ بدمشق تّسمّى « المَزّة » قبرٌ يُنسَب إليه.
تعليق