بسم الله الرحمن الرحيم
1- بأسماء الله وصفاته
2- التوسل بالعمل الصالح
3- التوسل بدعاء الاحياء
بقي النوع المثير للجدل والشبهه وهو ان يطلب احد الدعاء او قضاء الحاجه من النبي او الامام ، ولايخفى على صاحب اللب السليم ان هناك خلط في اعتقاد المتوسل لابد من بيانه ،
فالتوسل يقع من المتوسل على نحوين
1- ان يعتقد المتوسل ان الذي يستجيب الدعاء ويقضي الحاجات هو المتوسل به –أي النبي او الامام- وان المؤثر هو المتوسل به بمعزل عن تاثير الله (سبحانه وتعالى) او الامر مشترك بين الله والشخص المتوسل به ، وهذا النوع من التوسل حرام وشرك ولا يدعيه أي مسلم سواء كان شيعي او سني
2- ان يعتقد ان الله هو الوحيد الذي يستجيب الدعاء ويقضي الحاجات والنبي او الولي ما هو الا وسيط جعله المتوسل لقربه من الله ولانه محبوب عند الله تعالى ، فان المتوسل يعتقد بان هؤلاء الذين يتوسل بهم من الانبياء والاولياء احياء عند الله يسمعون كلامه ودعائه ويشفعون له بان يطلبوا من الله ويدعوه في قضاء حاجته ، فهم الواسطه في قضاء الحاجه مع اعتقاد الامر كله بيد الله (سبحانه وتعالى)
والكلام في التوسل عند الشيعه من النحو الثاني ولا يدخله أي شرك كما يدعي الطرف المخالف ، وبالحقيقه ان الخلاف ليس شيعي سني بل بين المسلمين واتباع الخط السلفي الوهابي .
وهذا واضح من تصريحاتهم وزعمهم ان عصا محمد بن عبد الوهاب افضل من النبي (صلى الله عليه واله وسلم)
وهناك الادلة و الشواهد الكثيرة في كتب السنة تدل على النبي بعد مماته يسمه ويرى وتعرض عليه الاعمال ويدعوا للمسلمين وانه يجوز التوسل بشخص النبي في حياته وبعد وفاته (صلى الله عليه واله )
حيث قال السيوطي في (انباء الاذكياء بحياة الانبياء)
حياة النبي صلى الله عليه وسلم في قبره هو وسائر الأنبياء معلومة عندنا علما قطعيا لما قام عندنا من الأدلة في ذلك وتواترت [ به ] الأخبار
ويقول ابن القيم : الأرواح قسمان أرواح معذبة وأرواح منعمة فالمعذبة في شغل بما هي فيه من العذاب عن التزاور والتلاقي والأرواح المنعمة المرسلة غير المحبوسة تتلاقى وتتزاور وتتذاكر ما منها في الدنيا وما يكون من أهل الدنيا فتكون كل روح مع رفيقها الذي هو على مثل عملها وروح نبينا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم في الرفيق الأعلى ، قال الله تعالى ] وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً [ وهذه المعية ثابتة في الدنيا وفي دار البرزخ وفي دار الجزاء والمرء مع من أحب في هذه الدور الثلاثة
المصدر (الروح لابن القيم الجوزية .)
والذي عليه جمهور العلماء أن الموتى يسمعون ويتكلمون حقيقة لا مجازاً ونداؤه صلى الله تعالى عليه وسلم على أهل القبور يُثبت ذلك قوله صلى الله تعالى عليه وسلم ] ما أنتم بأسمع لما أقول منهم [ يحسم القضية . تقول السيدة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : كنت ادخل البيت فأضع ثوبي وأقول إنما هو أبي وزوجي فلما دفن عمر معهم ما دخلته إلا وأنا مشدودة على ثيابي حياء من عمر . وعن جابر قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ] حسنوا أكفان موتاكم فإنهم يتباهون ويتزاورون في قبورهم [ وعن قيس بن قبيصة قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ] من لم يؤمن لم يؤذن له في الكلام مع الموتى ، قيل يا رسول الله : وهل يتكلم الموتى ؟ قال صلى الله تعالى عليه وسلم : نعم ويتزاورون
المصدر (أخرجه الشيخ ابن حبان في كتابه الوصايا .)
وقال صلى الله تعالى عليه وسلم ] حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم فإذا انا مت كانت وفاتي خيراً لكم تعرض علي أعمالكم فإن رأيت خيراً حمدت الله وان رأيت غير ذلك استغفرت لكم
لكن اصحاب الخط الوهابي السلفي بعدما نظروا في الادلة فوجدوها محكمة حاولوا ان يوجهوا هذه الادلة حسب ارائهم الخاصة المعدومة من أي دليل فقالوا ان هذه الحياة التي في القبر مجهولة
يقول الالباني (فرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته حي أكمل حياة يحياها إنسان في البرزخولكنها حياة خاصة لا تشبه حياة الدنيا ولعل مما يشير إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم :
ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام )
المصدر الالباني كتاب التوسل ص 60
ولاغرابة في هذه الاراء الفاسدة من هذه الطائفة المنحرفة عن الحق الذي امرنا رسول الله التمسك به والاخذ منه فراحوا يشرقوا ويغربوا في ايهام المسلمين بتلك الاراء ودفع الشبهات واطلاق الدعاوى
بل يتجاهلون الادلة وان كانت في اصح الكتب لديهم وان شاء الله سوف نبين في حلقة قادمة مشروعية التوسل من مصادرهم والحمد لله رب العالمين
تعليق