بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
(فضائلِ الحسينِ عليهِ السّلامُ )
2-رفعَه إِلى النّبيِّ صلىاللهعليهوآله قالَ : قالَ رسولُ اللّهِ : «إِنّ الحسنَ والحسينَ شَنَفَا العرشِ ، وِانّ الجنّةَ قالتْ : يا ربّ أسكنْتَني الضُّعَفاءَ والمساكين ؛ فقالَ اللّه لها : ألا تَرْضَيْنَ أنِّي زَيّنْتُ أَركانَكِ بالحسنِ والحسينِ ؛ قالَ : فماست كما تَمِيْسُ العروسُ فَرَحاً ».
3-عن جعفرِ بنِ محمّدٍ الصّادق عليهالسلام قالَ : «اصْطَرَعَ الحسنُ والحسينُ عليهماالسلام بينَ يَدَيْ رسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله فقالَ رسولُ اللّهِ : إِيهاً حسنُ ، خُذْ حسيناً؟ فقالتْ فاطمةُ عليهاالسلام : يا رسولُ اللّهِ ، أَتَستَنْهِضُ الكبيرَ على الصّغيرِ؟! فقالَ رسول اللّهِ صلىاللهعليهوآله : هذا جَبْرئيْلُ عليهالسلام يقول للحسينِ : إيهاً يا حسينا ، خُذِ الحسنَ ».
4-قالَ : رأيتُ الحسنَ والحسين عليهماالسلام يمشيانِ إِلى الحجِّ ، فلم يَمُرّا براكبٍ إلّا نزلَ يمشي ، فثقلَ ذلكَ على بعضِهم فقالوا لسعدِ بن أبي وَقّاصٍ : قد ثقلَ علينا المشيُ ، ولا نسَتحسنُ أَن نركبَ وهذانِ السّيًّدانِ يَمشيانِ ؛ فقال سعدٌ للحسن عليهالسلام : يا أبا محمّدٍ ، إِنّ المشيَ قد ثقلَ على جماعةٍ ممن معَكَ ، والنَّاسُ إِذا رأوْكما تَمشيانِ لم تَطِبْ أَنفسُهم أَن يركبوا ، فلو ركبتما؛ فقالَ الحسنُ عليهالسلام : «لا نَركبُ ، قد جَعلْنا على أَنفسِنا المشيَ إِلى بيتِ اللهِّ الحرامِ على أَقدامِنا ، ولكنّنا نتنكّبُ الطّريقَ » فأَخذا جانباً منَ النّاسِ.
5-عن أُمِّ الفضلِ بنتِ الحارثِ :أَنّها دخلتْ على رسولِ اللّهِ صلّى لم اللّه عليهِ وآلهِ فقالتْ : يا رسولَ اللهِّ ، رأَيتُ الليلةَ حُلماً مُنكَراً؛ قالَ : «وما هو؟» قالتْ : إِنّه شديدٌ ؛ قالَ : «ما هو؟» قالتْ : رأَيتُ كأنَّ قطعةً من جسدِكَ قُطِعَتْ ووُضِعَتْ في حجْري ؛ فقالَ رسولُ اللهِّ صلىاللهعليهوآله : «خيراً رأَيتِ ، تَلِدُ فاطمةُ غلاماً فيكونُ في حجرِكِ » فولدتْ فاطمةُ الحسينَ عليهالسلام فقالتْ : وكانَ في حجري كما قالَ رسولُ اللهِّ صلىاللهعليهوآله ، فدخلت به يوماً على النّبيِّ صلىاللهعليهوآله فوضعتُه في حجرِهِ ، ثمّ حانتْ منِّي التفاتة فإِذا عَينا رسولِ اللّهِ عليه وآلهِ السّلامُ تُهراقانِ بالدُّموعِ ، فقلتُ : بأَبي أَنتَ وأُمِّي يا رسولَ اللهِّ ، ما لَكَ؟! قالَ : «أَتاني جَبْرئيْلُ عليهالسلام فأَخبرَني أَنّ أُمّتي ستقتلُ ابني هذا ، وأَتاني بتربةٍ من تربتهِ حمراءَ» .
6- عن أمِّ سلمةَ ـ رضيَ اللهُّ عنها قالتْ : بينا رسولُ اللهّ صلىاللهعليه وآله ذاتَ يومٍ جالسٌ والحسينُ عليهالسلام جالسٌ في حجرِه ، إِذ هَمَلَتْ عيناه بالدُّموعِ ، فقلتُ له : يا رسولَ اللّهِ ، ما لي أَراكَ تبكي ، جعِلْت فداك؟! فقالَ : «جاءَني جَبْرَئيْلُ عليهالسلام فعزّاني بابني الحسينِ ، وأَخبرَني أَنّ طائفةً من أمّتي تقتلُه ، لا أَنالهمُ اللّهُ شفاعتي ».
7- عن أُمِّ سلمةَ ـ رضيَ اللهُّ عنها ـ أَنّها قالتْ : خرجَ رسولُ اللهِّ صلىاللهعليهوآله من عندِنا ذاتَ ليلةٍ فغابَ عنّا طويلاً ، ثمّ جاءَنا وهو أَشعثُ أَغبرُ ويدُه مضمومةٌ ، فقلتُ : يا رسولَ اللّهِ ، مالي أَراكَ شَعِثاً مُغْبَرّاً؟! فقالَ : «أُسِريَ بي في هذا الوقتِ إِلى موضعٍ منَ العراقِ يقالُ له كربلاءُ ، فأُرِيتُ فيه مَصرعَ الحسينِ ابني وجماعةٍ من ولدي وأَهلِ بيتي ، فلم أَزَلْ ألْقُطُ دماءهم فها هي في يدي » وبسطَها إِليَّ فقالَ : «خُذِيها واحتفظي بها» فأخذتُها فإِذا هي شِبْة ترابٍ أَحمَر ، فوضعتُه في قارورةٍ وسَدَدْت رأسهَا واحتفظتُ به ، فلمّا خرجَ الحسينُ عليهالسلام من مكّةَ متوجِّهاً نحوَ العراقِ ، كنتُ أُخرجُ تلكَ القارورةَ في كلِّ يومِ وليلةٍ فأشمُّها وأَنظرُ إِليها ثمّ أَبكي لمصابِه ، فلمّا كانَ في اليومِ العاشرِ منَ المحرّمِ ـ وهو اليومُ الّذي قتِلَ فيه عليهالسلام ـ أَخرجتُها في أَوّلِ النّهارِ وهي بحالِها ، ثمّ عُدْتُ إِليها آخرَ النّهارِ فإِذا هي دمٌ عبيطٌ ، فصِحْتُ في بيتي وبكيتُ وكظمتُ غيظي مخافةَ أَن يسمعَ أَعداؤهم بالمدينةِ فيُسرعوا بالشّماتةِ ، فلم أَزلْ حافظةً للوقتِ حتى جاءَ النّاعي ينعاه فحقّقَ ما رأَيت .
8-ورُويَ :أَنّ النّبي صلىاللهعليهوآله كانَ ذاتَ يومِ جالساً وحولَه عليٌ وفاطمةُ والحسنُ والحسينُ عليهمالسلام فقالَ لهمَ : «كيفَ بكم إذا كنتم صَرْعَى وقبورُكم شتّى؟ فقالَ له الحسينُ عليهالسلام : أَنموتُ موتاً أَو نُقتَلُ؟ فقالَ : بل تقتل يا بُنَيَّ ظلماً ، ويُقتلُ أَخوكَ ظلماً ، وتشَرَّدُ ذراريُّكم فِى الأرض ، فقال الحسينُ عليهالسلام : ومن يقتلُنا يا رسولَ اللّهِ؟ قالَ : شِرارُ الَنّاسِ ، قالَ : فهل يزورنا بعدَ قتلِنا أحدٌ؟ قالَ : نعم ، طائفةٌ من أمّتي يُريدونَ بزيارتِكم بِرِّي وصِلَتي ، فإِذا كانَ يومُ القيامةِ جئتُهم إِلى الموقفِ حتّى آخُذَ (بأَعضادِهم فاخَلِّصَهم ) من أَهوالِه وشدائدِه».
9-قالَ : كنتُ أَسمعُ أَصحابَ عليٍّ عليهالسلام إِذا دخلَ عُمَرُ بنُ سعدٍ من بابِ المسجدِ يقولونَ : هذا قاتلُ الحسينِ بنِ عليٍّ عليهالسلام وذلكَ قبلَ قتْلِه بزمانٍ .
10-قال : قالَ عمرُ بنُ سعدٍ ِللحسين عليهالسلام : يا أَبا عبداللهِ إِنَّ قِبَلنَا ناساً سُفَهاءَ ، يزعمونَ أنيِّ أقتلُكَ ، فقالَ له الحسينِ عليهالسلام : «إِنّهم ليسوا بسفهاءَ ولكنّهم حُلَماءُ ، أَما إِنّه يُقِر عيني ألا تأَكلَ بُرَّ العراقِ بعدي إلّا قليلاًَ» .
11-قالَ : سمعت محمّدَ بنَ َسيرينَ يقولُ : لم تُرَ هذه الحُمرةُ في السّماءِ إلا بعدَ قتلِ الحسينِ عليهالسلام .
12-قالَ : قالَ أَبوجعفرٍ عليهالسلام: «كانَ قاتلُ يحيى بن زكريّا ولدَ زِناً ، وقاتلُ الحسينِ بنِ عليٍّ عليهالسلام ولد زِناً ، ولم تَحْمَرَّالسّماءُ إلا لهما».
13-عن عليَ بنِ الحسينِ عليهماالسلام قالَ : «خرجْنا معَ الحسينِ عليهالسلام فما نزلَ منزلاً ولا ارتحلَ منه إلاٌ ذَكَرَيحيى بنَ زكريّا وقَتْلَه ؛ وقالَ يوماً : ومِن هوانِ الدُّنيا على اللهِّ أَنّ رأسَ يحيى بن زكريّا عليهالسلام أُهدِيَ إِلى بَغِيّ من بَغايا بني إِسرائيلَ »
-(14) وتَظاهرتِ الأخبارُ بأَنّه لم يَنْجُ أَحدٌ من قاتلي الحسينِ عليهالسلام وأَصحابِه ـ رضيَ ّ اللهُ عنهم ـ من قتل أَو بلاءٍ افْتَضَحَ به قبلَ موتِه.
-------------------------------------------------------
1-روى سعيدُ بنُ راشدٍ ، عن يعلى بن مُرَّةَ.
2-ورَوى ابنُ لَهِيْعَةَ ، عن أَبي عَوانَةَ.
3-وروى عبدُاللهّ بن ميمون القدّاح.
4-وروى إِبراهيمُ بن الرّافعي ، عن أَبيه ، عن جدِّه.
5-وروى الاوزاعيٌُ ، عن عبدِاِللهّ بنِ شدّادٍ.
6-وروى سِماكٌ ، عنِ ابنِ مُخارِقٍ .
7-ورُويَ بإِسنادٍ آخرَ.
8-هكذا في النسخة.
9-وروى عبدُاللهِ بن شريكٍ العامريّ .
10-وروى سالمُ بن أَبي حَفْصَةَ .
11-وروى يوسفُ بنُ عَبْدَةَ.
12-وروى سعدُ الاسكاف.
13-وروى سُفيانُ بنُ عيَيْنَةَ ، عن عليِّ بنِ يزيدَ .
(14)باب-طرف من فضائلِ الحسينِ عليهِ السّلامُ وفضل زيارتِه وذكر مصيبتهِ .
الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد - ج2-ص127.