إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

آيتـين ظاهـرهـما التـنافي فـمن لـحـله؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • آيتـين ظاهـرهـما التـنافي فـمن لـحـله؟

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين. اما بعد:

    الاية الأولى:
    قوله تعالى
    {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ} [الأعراف : 179]
    وكما هو معروف ان الذرء هو الخلق أي ان هناك خلق كثير من الجن والانس خلقوا لجهنم.
    والاية الأخرى:
    قوله تعالى
    {إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} [هود : 119]
    حيث تتحدث ان الغاية لخلق الخلق هي الرحمة وهي الجنة في الاخرة.
    فهل يوجد تنافي؟




  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
    في الاية الاولى في لفظة (لجهنم ) دخلت عليها لام العاقبة ـ (عند الكوفيين ) او الصيرورة (عند البصريين) ـ ومفادها هو ما يؤول اليه الامر غير الامر الذي كنت تقصده ، بعبارة اخرى نتيجة هؤلاء سوف تكون لجهنم
    ومن ذلك قول الشاعر: أموالنا لذوي الميراث نجمعها ودورنا لخراب الدهر نبنيها
    وهم لا يجمعون المال للوارث ولا يبنون الدور للخراب ولكن لما كانت عاقبة أمرهم إلى ذلك جاز أن يقال فيه ما ذكرنا
    اما الاية الثانية فهي تتحدث عن رحمة الله تعالى للبشرية وفق نظام التشريع لان ايجادهم من العدم رحمة لهم ولكن بعضهم لا يريد رحمة الله تعالى في الاخرة فيكون في جهنم
    وفي تلك الايتين نكات ومعاني اخرى اعرضنا عنها لخشية الاطالة

    تعليق


    • #3


      السلام على الأخ الشمري...زاد الله توفيقكم
      أجاب العلامة الطباطبائي في الميزان عن هذا الإشكال فقال:
      لاينافي ذلك ماعرف في موضع آخر أن الغاية لخلق الخلق هي الرحمة وهي الجنة في الآخرة
      كقوله تعالى((..إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم..))
      فان الغرض يختلف معناه بحسب كمال الفعل ونهاية الفعل التي ينتهي إليها،
      ثم بين مراده(رحمه الله) بقوله:


      (..وقد تعلقت المشيئة الإلهية أن يخلق من الأرض إنساناً سوياً يعبده ويدخل بذلك في رحمته،
      واختلاف الاستعدادات المكتسبة من الحياة الدنيوية على مالها من مختلف التأثيرات لايدع كل
      فرد من أفراد هذا النوع أن يجري في مجراه الحقيقي ويسلك سبيل النجاة إلا من وفق له،
      وعند ذلك تختلف الغايات، وصح أن لله سبحانه غاية في خلقة الإنسان مثلاً وهو
      أن يشملهم برحمته ويدخلهم في جنته، وصح أن لله غاية في أهل الخسران والشقاوة من هذا النوع
      وهو أن يدخلهم النار وقد كان خلقهم للجنة، غير أن الغاية الأولى غاية أصلية كمالية والغاية الثانية
      غاية تبعية ضرورية، والقضاء الإلهي المتعلق بسعادة من سعد وشقاوة من شقي ناظر إلى هذا النوع الثاني من الغاية
      فإنه تعالى يعلم مايؤول إليه حال الخلق من سعادة أو شقاء فهو مريد لذلك بإرادة تبعية لا أصلية).


      وفي الروايات الشريفة: ولذلك خلقهم أي : خلقوا ليفعلوا ما يستوجبون به رحمته فيرحمهم.

      ..................................................

      والخلاصة التي نستفيد منها إن الله تعالى لا يكره الناس على الإيمان فيسلبهم إنسانيتهم واختيارهم وبعد ذلك يحاسبهم،
      فهداهم النجدين وترك لهم الاختيار فجاءت النتيجة طبيعية أن يختلف الناس في عقائدهم وآرائهم،
      ولذا يبين جل وعلا حقيقتهم بقوله: ولا يزالون مختلفين: فقد اختلفوا فيما مضى وسيستمرون على هذا الإختلاف
      لأنه نتيجة حتمية لجعل الإنسان مخير غير مسير.


      طبعاً(إلا من رحم ربك) ممن يكون همهم البحث عن الحقيقة ولا يتقاتلون على حطام الدنيا الزائل،
      وإذا اختلفوا فإنما يختلفون في الرأي ووجهة النظر التي من شأنها تقويم الحال
      والتسابق إلى وضع الحلول للمشاكل الإنسانية ونقد الواقع..




      تعليق

      يعمل...
      X